السوق العربية المشتركة | إرادة السوري كشفت شباب البطالة فى مصر

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 03:22
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

إرادة السوري كشفت شباب البطالة فى مصر

  محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين
محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين

السوريون والعراقيون.. البركة فى التجارة وظيفة المكتب مضيعة للوقت.. والمصريون: الوظيفة الميرى أفضل.. والسوريون يقبلون ما نرفض

الاقتصاديون: 65٪ من المشروعات الصغيرة فشلت والسوريون بالشطارة والجودة والقدرة على التسوق

 



بعد خمس سنوات من لجوء السوريين والعراقيين والليبيين لمصر استطاعوا تكوين سلاسل تجارية ناجحة بدءا من الساندوتش الصغير حتى أرقى أنواع الملابس والمفروشات مرورا بالمصنوعات الجلدية والتراثية ما يطرح أسئلة كثيرة كيف نجح العرب بدون مساعدات من الدولة واستطاعوا إقامة مشروعاتهم بينما فشل الشباب المصرى فى 65٪ من المشروعات الصغيرة رغم الدعم الذى يقدم ويظل على المقاهى فى انتظار الوظيفة الحكومية وللأسف فهو نفس الشاب الذى أقام مشروعات يدوية ناجحة فى كل دول أوروبا

الخبراء أكدوا أن تغيير فكر الشباب والأسر المصرية نحو العمل هو الخطوة الأولى التى يجب أن تسبق رصد أى أموال العمل مشروعات وعندما يتغير هذا الكفر سيجد الشباب إرادة من حديد لتخطى الصعاب وتحقيق النجاح مع ارتفاع أعداد اللاجئين الوافدين على مصر بعد ثورات ما يسمى الربيع العربى والأزمات التى اجتاحت المنطقة خلال الخمس سنوات الأخيرة ورغم وجود حصر دقيق لتلك الأعداد إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه أكد أن عدد اللاجئين من مختلف الجنسيات فى مصر وصل خمس ملايين لاجئ ومهاجر معظمهم سوريون وعراقيون وليبييون وسودانيون وجنسيات أخرى وهناك تقرير لإحدى المنظمات أكد أن عدد الليبيين بلغ 2 مليون جنيه والعراقيون مئات الآلاف يعيشون داخل مصر ورغم تضارب الأرقام فى أعداد الإخوة العرب المقيمين فى مصر إلا أن الحقيقة المؤكدة أنهم لا يعانون من بطالة وأنهم استثمروا كل طاقتهم فى المشروعات الخاصة، ومن هنا اكتشفت جريدة السوق العربية مفارقة عجيبة وغريبة وهى أن كل تلك الأعداد الرهيبة من اللاجئين الذين دخلوا مصر اندمجوا فى المجتمع المصرى ولم ينتظروا إعانات ولا مساعدات نزلوا إلى سوق العمل الذى استوعبهم جميعا يعملون فى كل شىء وأى شىء فى المصانع والشركات والمطاعم حتى الشوارع مع الباعة الجائلين الأمر الذى تناقض مع الشباب المصرى الذى يجلس على المقاهى خلف أجهزة الكمبيوتر داخل العالم الافتراضى ومواقع الانعزال الاجتماعى فيس وتويتر فى انتظار الوظيفة الميرى أو واسطة تجعله يعمل فى البترول والكهرباء أو شركات الاتصالات أو أن تسقط السماء عليه رطبا جنيا وإن لم يجد غير ذلك يشكو ويغضب ويتظاهر.

يقول أبوفارس كامل 35 سنة سورى الجنسية: كنا فى بلادنا أصحاب تجارة كبيرة لكن الظروف التى تمر بها بلادنا أدت بنا إلى الوقوف على رصيف الشوارع نبيع بضائعنا لكن نحمد الله فحالنا أحسن من أحوال لاجئين مثلنا فى دول أخرى لا يجدون الترحاب والود الذى رصدناه فى مصر ويعيشون فى إيواءات لاجئين فنحن نعمل بجوار أشقائنا المصريين نبيع ونشترى وأصبح لنا زبائن يثقون فى بضائعنا وفى معاملتنا. ويضيف أبوفارس أن العمل شرف ونحن لا نرفض أى عمل مهما كان وأتعجب من بعض الشباب المصرى الذى يقف فى طابور العاطلين فى انتظار الوظيفة رغم أن البركة كل البركة فى التجارة كما أن ظروفنا لا تعطينا رفاهية الاختيار فلو توقفنا عن العمل ليوم واحد سيجوع أطفالنا ونأبى أن نمد أيدينا طلبا للمساعدة من أى حد فنحن نعتمد على الله وعلى أنفسنا فى الحفاظ على أكل عيشنا.

ويرى محمد النمر سورى بائع حلويات أن المواطن فى مصر يعشق الحلوى السورى وهو ما جعلنى أعمل فى تصنيع الحلويات فى منزلى مع أسرتى المكونة من 4 أفراد أنا وزوجتى وأبنائى الاثنين ثم أقوم بعرضها على عربيتى المتحركة التى أقف بها بالشوارع الجانبية من شارع شبرا هروبا من الشرطة كما تعلمت من زملاء الرصيف من المصريين وأضاف النمر أن ابن عمه يعمل فى المنتجات المنزلية خصوصا ما يخص جهاز العروس ومستلزمات البيوت والملابس الخاصة.

أكد الشباب المصرى أن أهم أسباب نجاح السوريين وغيرهم فى البلاد خلال الفترة الماضية هى قبولهم ما يرفضون من وظائف لا تليق بمكانتهم الاجتماعية بعد مشوار تعليم طويل، مشيرين إلى أنهم يفضلون الوظائف الثابتة والحكومية وأن أهم المشاكل والعقبات التى تواجههم فى سوق العمل هى عدم تأهيلهم وتدريبهم لتولى العديد من الوظائف المتوافرة بالسوق والتى أصبح مؤهلهم بمفرده لا يكفى لشغلها.

فى البداية يقول حسنى عبدالحفيظ 28 عاما أن نسبة العمالة الأجنبية فى مصر تؤثر تأثيرا خطيرا على الشباب الطموح لأنه عندما يتخرج الشاب المصرى فى الجامعة ينتظر وظيفة تناسب مؤهله على عكس الشاب الأجنبى الذى يعمل بأى وظيفة.

يضيف عبدالرازق السمان 24 عاما ليسانس آداب أن الشباب المصرى لا يقبل بأى وظيفة على عكس الأجانب لأنهم مدركون أننا لا نثق بأنفسنا ونحتاج إليهم وهناك بعض المسئولين عن الأعمال لا يثقون بالمصريين.

ويتعجب عمرو مصطفى محام 30 عاما من البطالة الموجودة فى مصر بالرغم من كثرة الوظائف نظرا لأننا لا نرضى بأى وظيفة ونشترط أن تكون الوظيفة ذات مكانة اجتماعية عالية لذا فإننا نجد معظم العمالة الأجنبية لدينا يعملون مندوبى مبيعات وعمال نظافة وبائعين. ويرى محمد حامد 27 عاما أن العمالة الأجنبية فى مصر مهمة ويجب أن تعترف بها ويجب أن تتطلع إليها وهذا هو الجانب الإيجابى لبث روح التنافس ولكن أيضا يجب الاهتمام بالشباب المصرى والعمالة المصرية وتدريبها للاستفادة منها.

ويضيف علاء عزت: السوق المصرية لا تحتاج لهذه العمالة بشكل كبير إلا إذا كانوا ذوى خبرة ولكن أيضا لدينا خبرات عالية لم يتم الاستفادة منها، مشيرا إلى أن العمالة الأجنبية موجودة فى السوق المصرى لعدم الثقة فى العامل المصرى بسبب الإهمال وعدم اهتمامه بعمله.

يوضح رمضان السكرى أعمال حرة أن معظم الشباب المصرى أصبح لا يستطيع تحمل المسئولية وهذا هو أهم سبب من أسباب الاعتماد على العمالة الأجنبية فالشباب أصبح تائها فى الأرض ولا يشعر بالترابط والوحدة بالإضافة إلى أفكارنا وأهدافنا التى ننتطر الوظيفة حتى تأتى إلى البيت.

يتفق معه غرباوى عبدالنبى ويضيف أنه عندما يتخرج الشاب المصرى فى الجامعة يجد حوله الآلاف الذين يزاحمونه فى سوق العمل مثلما زاحموه من قبل بالجامعة وتقاسموا معه كل الخدمات لكن الغريب أن العامل الأجنبى يتقاضى ضعف أجر العامل المصرى مع أنه لا يقوم بمجهود يزيد عن مجهود العامل المصرى نظرا لما يتردد من أن العامل الأجنبى لديه خبرة عالية تفوق المصرى بكثير.

ويرى محسن جمال أن معظم الشباب يعانى من مشكلة البطالة حيث لا يجدون العمل المناسب لمؤهلاتهم وقدراتهم أو لأنهم لا يجدون فرص عمل ويجب على الدولة أن تلعب دورا فعال فى توفيق أوضاع الشباب العاطلين بدلا من الجلوس على المقاهى بعد فترة دراسية طويلة أنفقت ميزانية الأسرة مبالغ طائلة، مشيرا إلى أن مشكلة البطالة أصبحت مشكلة تؤرق كل بيت مصرى.

الاقتصاديون

رغم الفشل الذريع الذى صاحب معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر إلا أن الشباب السورى الذى لجأ إلى مصر هروبا من جحيم الحرب الدائرة فى سوريا أدار الدفة باقتدار وحقق نجاحا منقطع النظير فى جميع المشروعات التى أدارها حول خسائر مشروعات المصريين إلى أرباح رغم عدم منحه أى ميزة إضافية فوق ما يحصل عليه أى مصرى.

يرى الدكتور محيى الدين عبدالسلام الخبير الاقتصادى بأن الفكر التربوى والفكر الثقافى والمنهج الدراسى يحتاج لتغير بالإضافة إلى تشجيع الشباب المصرى على دراسة المهن الحرة وتغير التعليم الفنى لمدارس وكليات لخدمات التعليم المهنى وذلك عن طريق تعلية المجاميع لقيام أولياء الأمور بتوجيه أبنائهم لهذه الكليات لتعليمهم حرفة أو مهنة تؤهلهم للخروج للسوق الحر حتى يستطيع من خلاله أن يجد عملا أو وظيفة أو مشروعا يتناسب مع ما تم تعليمه لعدم صدامه بأرض الواقع. ويشير إلى أن الشباب المصرى يعتبر الوظيفة الحكومية هى مصدر للأمان والثقة لأى شاب قابل للزواج ويرفض أن يهين نفسه بأى وظيفة خاصة أو مشروع فاشل أما الشباب السورى فلديه خبرات فى الصناعات الغذائية ويجيد جميع الحرف ويطور من نفسه بما يتلاءم مع سوق العمل ويطالب بضرورة قيام الدولة بتوفير قروض بلا فائدة للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب المصرى وتوفير مراكز تعليمية خدمية ومهنية لتدريبهم وإثقال مهاراتهم ليكونوا على أعلى مستوى لمشاريع متعددة وتوفير ثقافة وبيئة مناسبة وتوفير الحماية الصحية والبيئية للشباب الذى لا يعمل بالحكومة.

يقول منير الجنزورى الخبير الاقتصادى من خلال دراسة أجريت لمنظومة المشروعات الصغيرة تبين فشل 65٪ من الشباب عند قيامهم بإقامة مشروعات صغيرة نتيجة ثلاث حالات وهى عدم الجودة ومدخلات المشروع المرتفعة وعدم القدرة على التسويق، ويوضح الجنزورى أنه لا بد أن تقوم الدولة بتحديد منتج يحتاجه البلد وبه عجز فى السوق لتعمل كل شركة بجميع المحافظات على عمل مشروع صغير لكل سلعة لتدريب وتعليم الشباب صناعة معينة وخبرة لضمان الجودة العالية وتسويق السلعة حتى نضمن نجاح الشباب 100٪ ويضيف الجنزورى أن الدولة بها أربعة عناصر إنتاج مهمة وهى الأرض والعمل ورأس المال والتنظيم ولكن للأسف مصر لا تهتم بالتنظيم لذلك تفشل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر علما بأننا لدينا حوالى 90٪ من مساحة مصر أرضا متوافرة أما رأس المال فالبنك المركزى يوفر 200 مليار للمشروعات الصغيرة بفائدة 5٪ عن كل سنة وبالرغم من ذلك يرفض الشاب المصرى الحصول على هذه القروض لعدم وجود تجارب ناجحة قامت بعمل أى من المشروعات وأيضا دراسة جدوى غير متوافرة أو فكر ثقافى ليخوض هذه التجربة للخوف من الفشل ويشير الجنزورى إلى وجود ربط بين عجز المنتجات الخارجية والاستيراد بحوالى 60 مليار دولار من حجم الاستيراد السنوى فلابد من توفير جزء من الاستيراد والعمل على مشروعات بالسوق المصرى لتوفير 10 مليارات دولار فقط وذلك سوف يخدم الدولة والشباب فيجب على الدولة عمل منظومة آلية أو وزارة مسئولة عن المشروعات الصغيرة.

ويؤكد عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن نسبة البطالة فى مصر تقدر بحوالى 12.8٪ وبالرغم من ذلك يفضل الشاب المصرى العمل الإدارى عن العمل الحرفى أو عمل مشروع صغير أو متوسط ويناشد وزارة التخطيط بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى لإنشاء هيئة مستقلة خاصة بالمشروعات وإدارتها على أن تقوم بتدريب إلزامى للشباب المصرى وتغير ثقافتهم وتمويلهم لعمل مشروع صغير ومدرب عمليا للحصول على إنتاج وجودة عالية علما بأن احتياجات سوق العمل بمصر تختلف تماما عن خريجى الجامعات بل تحتاج لنوع من أنواع التنسيق ما بين احتياجات ظرف سوق العمل وبين خريجى الجامعات أما عن نجاح الشباب السورى فيتم تدريبهم تدريبا إلزاميا على المشروعات الصغيرة بداخل سوريا من مزارع وحرف لينتج عنه كفاءة عالية وتأهيل مهنى الذى يعطيه القدرة على عمل أى مشروع، فيقوم الشباب السورى بجمع بعض الشباب السوريين لعمل مشروع صغير مثل محلات الشاورما والملابس والحلويات وحرف النجارة وغيرها. ويرى الدكتور محمد زيدان الخبير الاقتصادى أن الشباب المصرى لديهم إرادة قوية فى تحقيق أى مشروع فقد أصبح الشباب المهاجرون إلى إيطاليا عن طريق الهجزة غير الشرعية من رجال الأعمال وأصحاب الملايين بل قاموا بإظهار كفاءتهم وقدرتهم فى عملية الإنتاج والتسويق بالعديد من المشاريع الصغيرة والمتتوسطة بداخل مدن إيطاليا، أما عن الشباب السورى فهم أيضا مهاجرون ولديهم إرادة وخبرات وكفاءة فى تحقيق مشاريع منها المهن الحرفية والعقارية والغذائية لضمان حياة مستقرة بمصر ويؤكد أن الدولة لها قوانين ودستور يسمح بتملك الأجانب مشروعات صغيرة أو كبيرة بداخل البلد بشرط أن تكون هذه المشروعات تخدم الدولة واقتصادها ولا تؤثر سلبيا على الاقتصاد ولا على الحركة المجتمع والفكر المجتمعى.