السوق العربية المشتركة | خبراء الاقتصاد يؤكدون: الوديعة الإماراتية دفعة قوية للاقتصاد المصرى.. وتزيد احتياطى النقد الأجنبى

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 02:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

خبراء الاقتصاد يؤكدون: الوديعة الإماراتية دفعة قوية للاقتصاد المصرى.. وتزيد احتياطى النقد الأجنبى

خبراء الاقتصاد يؤكدون
خبراء الاقتصاد يؤكدون


فى إطار دعم التعاون والتنسيق الاستراتيجى بين البلدين ومن منطلق دعم مصر وشعبها لدورها الريادى فى المنطقة أعلنت دولة الإمارات العربية الشقيقة عن تقديم وديعة مالية قدرها مليار دولار فى البنك المركزى على 6 سنوات وذلك لمواجهة أزمة نقص العملات الدولارية.. حيث رحب خبراء اقتصاديون وماليون بموقف ودعم الإمارات المساند لمصر دائما.. مؤكدين أن الوديعة الإماراتية جاءت فى توقيت مناسب وتساهم فى زيادة احتياطى النقد الأجنبى وفى استقرار سعر الصرف.. ويرى آخرون أن الودائع والقروض إجراءات مساندة لكنها لها دور مؤقت إلى أن يتعافى الاقتصاد المصرى ويصبح قادرا على الاعتماد على نفسه.

فى البداية أكد دكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادى، وأستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، أن وديعة الإمارات الجديدة بقيمة مليار دولار جاءت فى وقت مناسب لزيادة الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى واستقرار سعر الصرف، مشيرا إلى أن بعض الدول وفى مقدمتها الامارات والسعودية جاءت لتساعدنا بودائع العملات اجنبية فى البنك المركزى فى توقتها المناسب وذلك على أمل أن الوضع الاقتصادى يتحسن فى السنوات المقبلة، وأيضا استعادة السياحة وزيادة صادرتنا العادية سوف يحسن الاقتصاد بشكل أفضل.

واعرب الشريف، عن شكره وتقديره الشديد للقيادة الإماراتية ودورها الداعم لمصر لتعاملهم مع مصر كأشقاء وان شعب مصر لن ينسى دور الإمارات والمملكة العربية الشقيقة فى دعمها الدائم لمصر، مشيرا أن استقرار مصر من استقرار العالم العربى، مؤكدا أن الفترة الأخيرة استطاعت مصر أن تكسب ثقة العالم وفى مقدمتهم دول الخليج العربى، لافتا إلى أهمية الاستفادة من الوديعة فى الأيام القادمة واستخدامها فى مشروعات تدر عائدا اقتصاديا وذلك للنهوض بالاقتصاد القومى المصرى.

وأكدت دكتورة أمنية حلمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن توثيق العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات شىء جيد خاصة فى ضوء الأوضاع الإقليمية المضطربة التى شهدتها مصر فى السنوات الاخيرة، مؤكدة انه لا شك أن إيداع الإمارات وديعة بقيمة مليار دولار فى البنك المركزى سوف يعزز من تدفقات رؤوس الأموال فى مصر وبالتالى تدعم قيمة الجنيه المصرى إلى حد ما وهذا شىء جيد، لافتة إلى أهمية أن يتم استخدام الأموال المودعة فى مشروعات ذات فائدة للاقتصاد القومى وتساهم فى زيادة الاستثمارات وتوفر فرص عمل للشباب وبالتالى تؤدى إلى مزيد من الإنتاج.

أضافت حلمى لمحررة "السوق العربية " أن كل الأموال التى تتدفق لمصر فائدتها تدعيم الاحتياطى النقدى لمصر وتحسين قيمة الجنيه المصرى، مضيفة انه لابد من حسن استخدام هذه الأموال بصفة أساسية حتى يكون مستداما وذا فائدة يشعر بها المواطن المصرى، منوهة إلى انها سوف يكون لها تأثير جيد على الدولار وإنما ليست كافية بالشكل المطلوب خاصة أن مصر محتاجة إلى مزيد من تدفقات رؤوس الأموال سواء فى صورة الاستثمارات أو معونات، مشيرا إلى أن الحل هو العمل على زيادة الإنتاج وزيادة صادراتنا وتنشيط واردتنا من مصادر مختلفة من الدخل أو النقد الاجنبى خاصة أن مصر لديها اتفاقيات استثمارية مع كل التكتلات فى العالم.

أوضحت حلمى، إلى أنه لا شك أن الإمارات والمملكة العربية السعودية فى السنوات الأخيرة كانت ساندة لمصر اقتصاديا وهو ما يؤكد أن العلاقات بين الشعبين قوية جدا من سنوات خاصة أن مصر لها دور ريادى فى تعليم أبنائهم، مشيرا إلى أنهم بدءوا يعانوا من المشاكل فى الاقتصاد العالمى وفى أسعار الصرف ولا يجب أن نضغط عليهم.

قالت دكتورة سلوى العنترى، مدير مركز الابحاث بالبنك المصرى، أن وديعة الإمارات جاءت فى وقت مناسب خاصة أننا لدينا نقص فى موارد النقد الاجنبى وبالتالى ستوفر هذه الموارد للبنك المركزى وتساهم فى إعطاء هامش ربح أكبر للحركة الدولارية، مؤكدة انها إجراءات مؤقتة أو قصيرة الأجل إلى حد ما وان الاقتصاد المصرى قادر على التعافى والاعتماد على نفسه.

أعربت العنترى، عن شكرها وتقديرها لدور الإمارات فى مساندة الاقتصاد المصرى، منوهة إلى أهمية أن يدرك الجانب المصرى التعامل مع الودائع والقروض على أنها عناصر مساندة ولها دور مؤقت إلى أن يتعافى الاقتصاد المصرى لأنه لا يمكن الاعتماد على المساعدات والقروض باعتبارها ضمن إجراءات مساندة مؤقته، منوهة إلى أهمية أن تكون الحكومة لديها سياسات اقتصادية سليمة تخرج الاقتصاد المصرى من الأزمة الاقتصادية وذلك دون الحاجة إلى الاقتراض أو الاعتماد على المساعدات بشكل مطلق هذا هو الحل.

أضافت العنترى لمحررة "السوق العربية" أن وديعة الإمارات سوف تعمل على زيادة الاحتياطى النقدى الاجنبى من الدولار وبالتالى فهى تمثل الحائط الصد بالنسبة لسداد عجز موارد النقد الأجنبى من احتياجات الاستيراد الضرورية، مضيفة ان الموارد الطبيعية لا تكفى يتم اللجوء إلى الاحتياطى لسداد التزامات مصر الخارجية ويدعم وبالتالى يدعم قدرة البنك المركزى على مواجهة أى طلبات يسد بها احتياجات مصر من الموارد الطبيعية، لافتة إلى أنها مساندة مطلوبة فى الوقت الحالى لكن دورها مؤقت ولا يمكن الاستمرار على الاعتماد على القروض والودائع وإنما يجب أن يكون الاقتصاد المصرى قادرا أن يوفى احتياجاته محليا من النقد الاجنبى إلا من خلاله هيسدد بها فاتورة وارداته وهذا هو الحل.

أشارت العنترى، إلى أن وديعة الإمارات سوف تساهم فى استقرار الدولار ولكن بشكل مؤقت وان القروض والودائع تساهم فى تقليل المضاربين فى السوق السوداء لأنهم يعلمون جيدا ان البنك المركزى قادر على سداد الطلبات السلعية المستوردة وبالتالى الحل الأمثل تزويد موارد مصر من النقد الاجنبى بصورة طبيعية، مشيرا إلى أهمية وجود سياسات اقتصادية سليمة تعمل على تشغيل المصانع المغلقة وأيضا تقليل حاجتنا إلى الاستيراد سوف يساهم فى تحسين الوضع الاقتصادى لدينا غير ذلك يمثل مسكنات أو مساندة مؤقتة إلى أن يتم العمل على الحل الأساسى.

أكد دكتور محسن الخضيرى الخبير الاقتصادى، أن أهمية زيادة القوة الارتباطية الفاعلة للاقتصاد المصرى تقوى قدرة الدولة على التعامل دوليا، وإن الأهم من ذلك أهمية إدراك الحكومة استخدام هذه الأموال فى مشروعات تدر عائدا فى تمويل الإنفاق الجارى أو فى سداد الديون، مؤكداً أن الوديعة عبارة عن مخدة يتم من خلالها تلقى الصدمات بمعنى أن الودائع أستطيع التحرك فيها بمؤشرات عامة وابتدائية وسيكون لها تأثير ايجابى على الاقتصاد المصرى.

أشار محسن لمحررة "السوق العربية "أن القوة الاحتكارية فى مصر هى التى تسببت فى أزمة الدولار فى رفع سعره فى ظل أن سعره الحقيقى لا يزيد على 2 جنيه ولذلك وصل إلى 12 جنيها، مشيرا إلى أننا لو اشتغلنا على مواردنا سوف نكون فاعلين وأنه للأسف الحكومة لا تستفيد من إمكانيات وموارد مصر الحقيقية، مؤكدا أن موقف الإمارات تجاه مصر مساند وفعال وكل الاحترام والتقدير لدور الإمارات الشقيقة فى دعمها لمصر، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادى صعب ولذلك نحن محتاجين أن ننظر إليهم بعين العطف.

قال دكتور عبدالرحمن طه خبير الشئون الاقتصادية والدستورية، إن الدعم الإماراتى يساهم فى استقرار الاحتياطى النقدى بشكل مؤقت وسوف يقلل الحرب على العملات، مؤكدا أن وديعة الإمارات والتى تقدر بمليار جنيه والتى سوف يتم سدادها على 6 سنوات تساهم فى تلبية احتياجاتنا من العملات الأجنبية وتوفيها وستعمل على رفع الاحتياطى النقدى الاجنبى وتساهم أيضا فى تطوير المشروعات التى لها نقطة خلافية وفى سد احتياجات ومتطلبات التصدير، مشيرا إلى أن الوديعة تقوى من الاحتياط النقدى لأن كل ما كان الاحتياط النقدى كان أعلى تكون فائدة السندات الدولارية تقل عن 6% وبالتالى سوف يأخذها العملاء 4% وهو ما يساهم فى زيادة الاحتياطى النقدى.

اوضح طه لمحررة "السوق العربية" ان المملكة السعودية سوف تساعدنا بجانب الإمارات العربية الشقيقة وبالتالى العائد سوف يزيد أكثر فى الفترة القادمة أيضا كلما كان لدينا احتياطى نقدى كل ما كان عندى قدرة على سداد الديون وسوف نأخذ السندات الدولارية بفائدة أقل وأقدر استخدمها فى الموازنة العامة وبالتالى الدعم الإماراتى سيصب فى صالح الاقتصاد المصرى ككل.

ومن جانبه أكد دكتور أحمد قورة رئيس البنك الوطنى المصرى سابقا، أن وديعة الإمارات ستعمل على زيادة الاحتياطى الاستراتيجى ويعتبر فى حكم تقييم المركز المالى للدولة، مؤكدا أن زيادة الاحتياطى الاسترتيجى من العملة الأجنبية تقوى المركز المالى للدولة، مشيرا إلى أن وديعة الامارات فى البنك المركزى ستعمل على تحسين الصورة أمام العالم بأن مصر مركزها المالى قوى وأنها قادرة على سداد التزاماتها.

أضاف قورة لمحررة "السوق العربية" أنه لن يكون هناك تأثير على الدولار إلا بزيادة الإنتاج وعودة السياحة وزيادة الاستثمارات الأجنبية وعودة التصنيع المحلى كل هذا سوف يحد من أزمة الدولار بالإضافة إلى استقرار سعر الصرف يساعد أى دولة للاستثمار فى مصر.

أكد دكتور عاطف حرزالله الخبير الاقتصادى، أن الوديعة الإماراتية مهمة جدا لمصر فى الوقت الحالى خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى نعانى منها مع انخفاض الاحتياطى النقد الاجنبى وأيضا انخفاض التحويلات المصرية للعاملين فى الخارج وقلة الإنتاج والسياحة المتوقفة، مؤكدا أن الودائع التى قامت بإرسالها لمصر كل من الإمارات والسعودية سوف تساهم فى زيادة الاحتياطى النقدى الاجنبى وتعطى الاقتصادى المصرى دفعة قوية إلى الأمام.

أضاف حرزالله لمحررة "السوق العربية" أن استقرار سعر الصرف يتوقف على عدة عوامل منها زيادة السياحة، وزيادة تحويلات العاملين من الخارج، وتشغيل المصانع المتوقفة، وزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى تخفيض الاستيراد خاصة السلع الاستفزازية مثل أكل القطط والكلاب يجب توقفها على الأقل لمدة سنة أو سنتين.

أوضح حرزالله، أن الإمارات لها دور عظيم جدا فى دعم مصر والشعب المصرى بالكامل يثمن هذا الدور خاصة أن الإمارات لها مواقف كثيرة مع مصر، مضيفا ان مدينة الشيخ زايد خير شاهد على هذا التاريخ أيضا قامت بافتتاح مصانع عملاقة وصناعات كبيرة يتم تصديرها للخارج، منوها يجب على الدول العربية أن تحذو حذو الإمارات لأنها هى السند لجميع الدول العربية.