الإعلام الدولى يقف بجوار مصر ويعلن المصالحة.. سياحيون: مصر ظلمت والقطاع تعلم الدرس بقسوة
مصر على اعتاب عودة السياحة العالمية إلى مقاصدها السياحية وتنبض سياحيا من جديد نتيجة تحرك دولى واسع انجب صدور تصريحات اعلامية قوية تشير لعودة السياحة إلى حضن مصر مرة اخرى عقب توقفها على مدار سنوات وصفها سياحيون بـ"العجاف" وانطلقت التصريحات لتثلج صدر العاملين بقطاع السياحة على مستوييه المصرى والغربى قابلة تحرك وزارة السياحة بحملات تنشيطية للقطاع لتعيد معدل المؤشر السياحى إلى قوامه الصحيح بداية من ألمانيا حتى روسيا، حال رفع الحظر الموقع حاليا، وفى ذات السياق طالب جموع السياحيين وخبراء القطاع بضرورة تمهيد واستثمار تلك التصريحات بشكل عملى عبر تدريب العاملين وتثقيف المجتمع المدنى الذى بات ذا أهمية واسعة وعنصرا جاذبا للسائح وتمهيد البيت السياحى عبر أفكار تواكب فترة التطور العالمى وفى اطار ذلك تفتحت "السوق العربية المشتركة" تحقيق حول فرصة الزخم الإعلامى الايجابى الموجه للسياحة المصرية وكيفية تعظيم الاستفادة منه.
المرحلة الأصعب
قال حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين: إن هناك تحركات ايجابية على المستوى الدولى أبرزها روسيا وألمانيا وبلجيكا عبر وسائل إعلامها ومسئوليها الرسميين حول عودة السياحة وضخ الرحلات إلى مصر مرة أخرى ما يتوجب علينا رفع كفاءة العمالة والمقاصد السياحية التقليدية منها "الشاطئية والثقافية" بالإضافة إلى استحداث انماط سياحية جديدة لتواكب مرحلة عودة السياحة إلى مصر وتليق بسمعتنا السياحية حيث انها المرحلة الاصعب وستعكس انطباعا جيدا أو سلبيا ومن هنا يجب الاحتياط لأهمية تلك المرحلة، مطالبا بالتكاتف بين الجميع لنعبر معا إلى بر الامان السياحى الذى يصب فى صالح الاقتصاد لتدار العجلة من جديد.
رفع الحالة القصوى لاستقبال السائحين
ناشد نقيب المرشدين السياحيين استثمار ردود الفعل العالمية التى تؤكد عودة السياحة لاستقطاب أسواق أخرى ترددت فى ضخ سائحيها بالمقصد السياحى المصرى ورفع الحالة القصوى لاستقبال الفنادق والطيران للسائحين وذلك فى إطار الزخم الاعلامى الذى يروج لعودة السياحة المصرية على ان نستثمره بشكل احترافى وضخ الحملات القوية عبر مواقع التواصل الاجتماعى بالإضافة إلى طرق التسويق التقليدية، مؤكدا أن أولى الرحلات الروسية التى ستهبط بمطار القاهرة ستنعش السياحة الثقافية التى انهارت خلال الفترات الماضية وحول جدوى عودة السياحة الروسية والصينية والانجليزية قال نقيب المرشدين السياحيين انها لن تجدى نفعا سوى مرشدى تلك اللغات.
وأشار إيهاب موسى، رئيس ائتلاف دعم السياحة، إلى معاناة السياحة على مدار 6 سنوات عصيبة ولم تصل إلى نصف ما حققته فى عام الذروة السياحية 2010 والذى حقق 14.7 مليون سائح فى ذلك العام وفى ظل المؤشرات الايجابية التى يتداولها ويتناقلها الوكالات العالمية والعلام الخارجى يعود المؤشر السياحى مرة اخرى فى الصعود خاصة بالموسم الشتوى القادم حيث تمت بالفعل حجوزات على المقصد السياحى المصرى بالإضافة إلى الامان الذى نتمتع بها والحملات الامنية المكثفة فى سيناء، مؤكدا ان السائح لا يستطيع ان يبعد عن مصر أكثر من ذلك ويشتاق اليها لتميزها الدائم.
عودة تدريجية
أكد موسى أن السياحة ستعود تدريجيا حيث بدأت مؤشرات تصالح الاعلام والسياسة الخارجى مع مصر حيث بدأت بألمانيا التى أعلنت تيسير ما يقرب من 100 طائرة اعقبتها انجلترا لتنتهى بروسيا ويواكب ذلك ارتفاع فى نسب الحجوزات السياحية بصورة ايجابية وينبغى هنا ان نستثمر تلك الاحداث والتصريحات والظهور بحملات قوية بالاسواق المستهدفة لاقتا إلى ان شركة "JWT" المتعاقدة معها وزارة السياحة للتسويق والاعلان عن المقاصد السياحية المصرية ستطلق حملة الأسبوع الجارى بألمانيا يليها بأسبوعين حملة اخرى بانجلترا ومن المقرر فى نهاية اكتوبر ان يكون هناك حملات تجوب أوروبا مؤكدا أن السائح الاوروبى والروسى ينتظر إطلاق أول اشارة لعودة الطيران إلى مصر.
وطالب رئيس ائتلاف دعم السياحة أن يكون المواطن المصرى من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى عامل نشط للترويج الايجابى لصالح السياحة، مؤكدا أن إعادة نبض السياحة يأتى من منظومة متكاملة ولن تتوقف فقط على القطاع الحكومى أو الخاص فقط وعلينا جميعا العمل فى اتجاه واحد لصالح مصر الوطن الذى يحوى كافة ابنائه خاصة اننا فى أزمة حقيقية من دخل العملة الصعبة نتيجة لانحسار السياحة التى عانت ومازالت تعانى على خلفية قلة الرحلات إلى المقصد المصرى على الرغم من تمتعنا بمميزات عالمية يعشقها الجميع.
الثقة فى المقصد السياحى المصرى
أوضحت أميمة الحسينى المتحدث الرسمى باسم وزارة السياحة أن الحراك الايجابى الذى تتناقله وكالات الانباء العالمية والاعلام العالمى يؤكد الثقة فى المقصد السياحى المصرى وفى اطار ذلك بدأت شركات طيران دولية تطلق تصريحات ضخ رحلاتها إلى شرم الشيخ مرة أخرى، مؤكدة أن الوزارة لديها خطة عمل تنقسم إلى جزءين هما أسواق رئيسية نتعامل معها بقوة عبر ضخ الحملات الترويجية والتواجد على ارض الواقع والمشاركة فى المعارض الدولية وأسواق سنوية نتعامل معها ليتم ضخ رحلات، وذلك عبر التنسيق مع شركات الطيران المختلفة لتكون أسواقا تساعد على عودة الحراك السياحى فى توقيتات الازمات أو بشكل عام على مدار السنة.
تنشيط السياحة الثقافية
كشفت الحسينى عن التنسيق مع شركة "JWT" العالمية للتسويق السياحى لمصر فى المانيا لتستهدف استعادة ذلك السوق بشكل قوى خاصة انه من اهم الاسواق الخمسة الاولى فى تصدير السياحة للمقصد المصرى وهو ما نحتاج التواجد فيه بقوة حتى تعود المؤشرات بارتفاع ومن المتوقع إطلاق حملة اخرى بإنجلترا بعد رفع حظر الطيران إلى رشم الشيخ مباشرة وسنتواجد بقوة فى حال حدوث ذلك خاصة أن سياحة "الانجليز" تضاهى 80% شاطئية ويرجع ذلك لاهتمامنا بالتسويق بعد رفع حظر الطيران، مشيرة إلى أن هناك توجها آخر إلى دعم الاقصر واسوان وذلك عبر عقد لجنة تجوب الدول الاوروبية لإعادة حركة الطيران لسوق السياحة الثقافية.
ارتفاع مؤشر السياحة العربية
وفيما يتعلق بالحراك الايجابى للسياحة العربية بشرم الشيخ والغردقة أكدت المتحدث الرسمى باسم وزارة السياحة أن المردود الذى شاهدناه وبالأرقام زيادة نسبتها بـ20% مقارنة بالعام الماضى وذلك بالتنسيق والشراكة مع القطاع الخاص، حيث إن السياحة لا تقتصر على القطاع الحكومى فقط وهى نقطة مهمة لتحول الصناعة بشكل عام ويجب الاخذ فى الاعتبار المصلحة العامة التى تهدف بالأساس إلى تحريك الاقتصاد القومى وضخ العملات الصعبة إلى شريان مصر مرة أخرى لتعيد التوازن الايجابى الذى نسعى له جميعا فى استقرار صرف العملات.
تابعت أن الوزارة بقيادة وزير السياحة يحيى راشد مستمرة بشكل ناجح فى العمل على 6 محاور لاستعادة المؤشرات السياحية لكننا نحتاج إلى عودة الطيران الروسى والانجليزى إلى شرم الشيخ مرة اخرى لتعيد المسار السياحى إلى وضعه الصحيح خاصة ان القطاع شهد توقيتات صعبة خلال الاعوام السابقة الا اننا لن نتوقف عند هذه النقطة مطالبة باستمرار العمل لاستعادة الحراك السياحى من كافة الاسواق وهو الامر الذى نسعى اليه عبر خطط مدروسة وبالشراكة مع كافة الجهات.
قطاع السياحة تعلم الدرس بقسوة
أعرب وليد البطوطى ممثل الاتحاد الدولى للمرشدين السياحيين فى الشرق الاوسط عن استيائه من الفترة الماضية التى شهدت انحصار لم تشهده السياحة المصرية من قبل حتى فى أسوأ المحن التى تعرضنا لها، مؤكدا ان مصر ظلمت من الخارج عبر الخناق والتطويق السياحى والغاء الرحلات إلى مصر ما تسبب فى خناق اقتصادى عانينا منه وما زلنا الا اننا فوجئنا الفترة الراهنة من إطلاق التصريحات الايجابية عن عودة السياحة الروسية والالمانية مرة اخرى إلى مصر عقب توقف يقارب على العام الا اننا ننتظرها على ارض الواقع، مؤكدا ان من يقف مع مصر وشعبها لن ننساه مؤكدا ان قطاع السياحة خلال الخمس سنوات الماضية تعلم الدرس بقسوة.
وناشد ممثل الاتحاد الدولى للمرشدين السياحيين فى الشرق الاوسط أن تتجه الفنادق والشركات السياحية والمنشآت السياحية وكافة ابناء القطاع إلى اعادة التدريب التنشيطى خلال الفترة الراهنة استعدادا لاستقبال السائحين بصورة مشرفة وتؤكد عظمة ومهارة المصريين وحول دور المرشدين السياحيين خلال الفترة الراهنة اعرب عن أمنياته الاستعانة بهم فى التسويق لمصر لما يملكونه من امكانيات ومهارات فى العديد من اللغات والقدرة على التواصل، مؤكدا ان السياحة فكرة يسوق لها وشخص يتواصل من اجل الاقناع بها وهو ما ينقص ادارة المنظومة السياحية خلال الفترة الراهنة.
مصالح وشراكات دول
لفت الخبير السياحى محمد عثمان إلى أن الحراك الاعلامى الذى يحدث منذ أيام قليلة حول الحديث عن عودة السياحة إلى مصر هى نتاج لمصالح وشراكات دول ونعترف جميعا ان هناك اشكالية تواجه مصر وهى الخناق الاقتصادى الذى نتعرض له وهو أمر سياسى بحت الا انه يحل الان بطريقة جيدة قائلا: "لقد خرجنا من عنق الزجاجة" وعلينا الاستمرار فى الترويج للمقصد المصرى وبقوة وعدم الالتفاف لاى احباط قد يواجه البعض فنحن نتحدث اليوم عن مستقبل سياحة عريقة وصناعة قوية وستعود.
ونوه الخبير السياحى إلى وجود فرصة جيدة فى يد المصرين الفترة الراهنة نظرا للصورة الايجابية التى تتناقلها وسائل الاعلام واصفا بانها الخروج الامن لعودة السياحة المصرية وبقوة يجب ان يقابلها ضخ حملات تسويقية بقوة واتباع اللامركزية موضحا ان كل مقصد سياحى يروج لنفسه بالتنسيق مع وزارة السياحة وذلك فى اطار قوة الدفع التى نراها من المجتمع الدولى حول عودة السياحة مطالبا بالتحرك الفورى وعدم الانتظار لاستثمار تلك الفكرة مما يرسخ فكمرة النهوض سريعا مع الركب السياحى العالمى.
حملات ترويجية لقلب أوروبا
علق سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة حول مطالب السياحيين بسرعة التواجد فى الاسواق السياحية المتعاملة مع المقصد السياحى المصرى انه بالفعل تم عقد عدة اجتماعات مستمرة مع شركة "JWT" لإطلاق حملات ترويجية موسعة تبدأ من المانيا سبتمبر الجارى وتعقبها عدة دول اوروبية وذلك لاجتذاب أقوى شريحة سياحية واستعادة نصيب مصر من حصتها فى السياحة العالمية متمنيا ارتفاع المؤشرات السياحية كما كانت فى 2010 عام الذروة السياحية.
وفى ذات السياق تداولت وكالات الانباء العالمية وقنوات اعلامية روسية وانجليزية وبعض الدول الاخرى عدة تصريحات ايجابية اثلجت قلوب العامليين بالقطاع السياحى بشقية الحكومى والخاص حيث نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا يؤكد عودة السياحة إلى شرم الشيخ أكتوبر القادم واتفقت الـ"تايمز" معها فى تقريرها لاستئناف الرحلات إلى شرم الشيخ فيما طرحت وكالة روسيا اليوم تساؤلا عن عودة السياحة إلى شرم الشيخ قريبا وذلك فى اطار زيارة الوفود الامنية إلى مطارات القاهرة وشرم الشيخ وتناقلت بعض المحطات الفضائية تقاريرها عن استئناف حركة السياحة.