«المنشطات الجنسية» اللص الظريف.. الذى يسرق جيوب المصريين
بعد أن عانت مصر خلال سنوات مضت من بعض معدومى الرحمة من مروجى المخدرات خرج على المصريين اليوم نصابون من نوع جديد.. بائعو الوهم.. مزورو الطب.. سمهم كيفما شئت فى النهاية هم أصحاب أخطر مافيا تحاصر المصريين بوهم "المنشطات الجنسية"، وللأسف لاقت هذه الأوهام رواجا لدى بعض ضعاف النفوس، وأشارت تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنه دخل لمصر وحدها خلال الفترة الماضية أكثر من 150 صنفا من المنشطات الجنسية منها حوال 90% غير مرخص أو ما يسمى منشطات "بير السلم" التى تستنزف أكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويا من جيوب المصريين على مختلف المستويات، وقد اتفق الاطباء وخبراء التغذية على ان لجوء البعض إلى استخدام هذه المنشطات الجنسية لزيادة القدرة الجنسية أو للوقاية من الإصابة بالضعف الجنسى مجرد وهم ليس الا، فالمنشطات الجنسية التى شاع استخدامها بين الرجال هى اما مجموعة من الفيتامينات والمعادن أو عقاقير طبية تساعد على بناء خلايا الجسم أو عسل النحل وغذاء الملكات أو بعض الاعشاب أو جذورها، قد وجد ان لها قدرة على تجديد الخلايا أو هرمونات خاصة بالهرمون الذكرى وهذه المنشطات لا يمكن ان تؤدى إلى زيادة القدرة الجنسية أو إلى الوقاية من الضعف الجنسى كما انها لا يمكن ان تكون علاجا للضعف الجنسى مهما كانت اسبابه، السوق العربية تفتح هذا الملف الشائك المسكوت عنه لتدق ناقوس الخطر لتحذر المصريين من وهم المنشطات الجنسية.
من جانبه قال الدكتور ياسر الحلوانى: هناك بعض المنشطات لها استخدامات طبية لكنها محدودة لعلاج بعض حالات الضعف الجنسى الناتج عن نقص الهرمون الذكرى فى الجسم أو المصاحب لحالات الضعف العام ولا يتم استخدامها الا بعد تشخيص السبب الذى ادى إلى الضعف الجنسى وفى هذه الحالة يكون العلاج ذا فعالية لشفاء متل هذه الحالات وهذا بالنسبة للأدوية التى تعتمدها وزارة الصحة، أما ما يروج من خلال بعض القنوات المشبوهة وفى إعلانات مجهولة الهوية فهى ليس إلا وهم يحاول هؤلاء إقناع المصريين به من خلال العبارات الرنانة والفوائد المكذوبة التى لا أساس لها من الصحة، ولفت إلى أنه هناك ظاهرة سلبية أصبحت شائعة فى مجتمعنا وهى تلقى الاستشارة من غير الطبيب المختص فى مجاله، حيث يلجأ البعض إلى النصح بتناول الفياجرا على سبيل المثال لغيره وهو الأمر الذى قد يتسبب فى مشكلات صحية للمريض وقد يؤثر على صحته، خاصة إذا كان مريضا بالضغط العالى والدواء يتعارض مع مرضه، فمن الممكن أن يؤدى ذلك إلى وفاته، حيث إن المنشط الجنسى يعمل على تمدد الأوعية الدموية ولذلك من الشائع الإصابة بالصداع حينما يتم تناوله.
واضاف الحلوانى أن علاج الضعف الجنسى يحتاج إلى تشخيص دقيق ومعالج متخصص للكشف عن أسباب الحالة. اما زيادة القدرة الجنسية فهى لا تزيد على طريق اخد المنشطات الجنسية، لأنها صفة من الصفات الطبيعية لكل رجل، يدخل فى اكتسابها عوامل عديدة فيها العوامل الوراثية للجنس والاسرة ومنها البيئة وطبيعة المعيشة وبنيان الجسم والتغذية وغيرها، وتتكون من هذه العوامل قدرة الشاب الجنسية التى تظل صفة من صفاته طوال حياته وتتأثر هذه القدرة بالعوامل النفسية التى يمر بها الإنسان على مدى حياته.. فنجد انها قد تزداد وتنقص بتأثير عوامل نفسية معينة الا انه بزوال هذه العوامل تعود القدرة الجنسية إلى صورتها الطبيعية.
ويؤكد الدكتور سامى حنفى استاذ أمراض الذكورة بطب بنها أنه بالفعل هناك أكثر من 100 مليون رجل حول العالم يعانون من إحدى درجات الضعف الجنسى، مشيراً إلى أن الضعف الجنسى يصاب به كثير ممن لديهم ارتفاع فى نسبة الكولسترول بالدم لكن أن يتسبب الطمع والجشع لدى البعض ليصل الامر إلى ترويج منشطات ليس لها أصل طبى وغير مرخصة وربما تؤثر على صحة من يتعاطاها وكل ذلك بدعوى علاج الضعف الجنسى، وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة إعلانات المنشطات الجنسية المتنوعة، بشكل غير مسبوق، بزعم الحصول على حياة زوجية سعيدة، بل وصلت تلك الدعاية إلى منبر التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عبر صفحات ومجموعات خاصة بذلك، ولا تتوانى الشركات المصنعة عن تقديم الأدوية زاعمة أنها طبيعية ولا يوجد أى أعراض جانبية لها.
وحذر حنفى المصريين من الانسياق وراء الإعلانات التى تنتشر عبر يوتيوب والأفلام حول فحولة الرجل وكيفية تحقيقها، لافتين إلى أن تلك المنتجات قد تؤدى للإضرار بالصحة وتحتاج إلى فترة طويلة لعلاجها فيما بعد، خاصة أن لكل حالة تشخيصا وعلاجا مختلفا، فضلا على أن هذه المنشطات قد تكون ممنوعة لبعض الناس، وأن المنشطات الجنسية دواء وليس كما يعتقده البعض بأنها منشط من الممكن تناوله من الجميع، وذلك للعديد من الأسباب من بينها أن المريض يحتاج إلى إجراء تحليل فى البداية لمعرفة أسباب الضعف الجنسى حيث إن هناك العديد من الأسباب المتنوعة.
أكد الدكتور محمد منصور الخبير الاقتصادى أن خطورة المنشطات الجنسية الاقتصادية لا تقل عن خطورتها على صحة الإنسان، حيث إن لها عالمها الخاص بها من مافيا تهريب ومافيا صناعة، وصل حجم التجارة بها إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويا وهى تجارة غير معلنة فبالتالى يعتمد أصحابها على ما يسمى فى علم الاقتصاد تهدير للعملة وخلخلة للدخل القومى بسبب قيام اصحاب هذه التجارة السرية بعدم استغلال دخلها فى أى انشطة أخرى سوى جعلها مختفية وبعيدة عن التجارة والاستثمار خوفا من أعين الجهات الأمنية وبالتالى تعتبر خطورتها أكثر من الخطر الصحى، وأشهر الدول التى تجلب هذه المنشطات هى الصين والهند وباكستان وحالة الإغراق للسوق المصرى المتعطش لهذا الوهم بسبب رخص الثمن أو اختفاء البديل المصرى الذى يخضع لرقابة وزارة الصحة جعلها تهدد الاقتصاد بصفة مستمرة.
وأكد العديد من الصيادلة أن الدخل الرئيسى للكثير من الصيدليات يقوم على البيع المنتعش للمنشطات الجنسية التى قد تباع بالقرص أو بالعلبة التى يتراوح سعرها من 150: 200 جنيه مشيرة إلى أن صرفها أمر مباح ومصرح قانوناً دون الروشتة الطبية.
وصرح أحد الصيادلة بأن أقل معدلاتهم فى البيع قد يصل لـ10 علب فى اليوم الواحد ما بين الفياجرا والسياليس وليفترا وسيلدين بينما تعتبر أكثر الفئات العمرية إقبالاً من سن 30: 50 عاما.