أشرف كاره
الرعايات الضائعة
لا شك أن العديد من الرعايات بشتى المجالات– خاصة الرياضية والإعلامية– التى تقوم بتقديمها العديد من الشركات العالمية والمحلية لكفيلة بتحقيق العديد من النجاحات لتلك الجهات التى يتم رعايتها وهو الأمر الذى أصبح معتاداً بالعديد من المجالات.. ومن الأمثلة العالمية الرائدة فى هذا المجال رعاية شركة BMW لفريق ليستر سيتى الإنجليزى– من خلال إدارة النادى– بإهداء كل لاعب ومدرب الفريق بسيارة (i 8) هجينة بعد فوزهم بالدورى الإنجليزى لكرة القدم فى رسالة بيئية واضحة لأهمية الحفاظ على البيئة من التلوث مع رمز الشركة البافارية الرياضى الأداء، كما نرى إحدى شركات السيارات العالمية ترعى بطل العالم فى العدو "أوسين بولت" بإهدائه أسرع سياراتها الرياضية فى رسالة واضحة لمعنى السرعة من خلال أسرع عداء فى العالم.. وعربياً نرى شركة اتصالات المحمول الليبية (ليبيانا) تقوم برعاية رحلة حجاج القرعة الليبية بتوفير كافة احتياجاتهم الشخصية وكذا أفضل الإقامات الفندقية والانتقالات بالأراضى المقدسة.. إنها بعض من النماذج الإيجابية لمعنى الرعاية التى يمكن تقديمها.
أما فى مصر.. فنادراً ما نرى رعايات إيجابية يتم تقديمها سواء على المستوى الرياضى أو الإعلامى، فالأمر غالباً ما يأخذ الطابع الشخصى أو المجاملات الشخصية حتى لو على مستوى نواد كاملة، فيتم دفع مبالغ باهظة قد يكون أولى بها رياضيون صغار يحتاجون للتأهيل إلى بطولات عالم أو دورات أولمبية بعد عدة سنوات- وليس لبعثة فريق أولمبى كاملة لم تحصد حتى كتابة هذه السطور سوى ميداليتين برونزيتين مع دولة عريقة كمصر!- أو يتم إهدار عدة ملايين ببطولة (أرى أنها غير ناجحة شأن الدورى العام المصرى لكرة القدم) خاصة مع تنظيمها بدون جمهور! أو كما نرى من رعاية لأنشطة إعلامية مأجورة كما مر علينا الكثير من الأمثلة بسوقنا المصرى العجيب، فى حين كان من الأجدى توجيهها إلى أنشطة إعلامية إيجابية وواعدة وليست ضعيفة الأداء أو فاسدة.. وفى حين لا يأخذ أولئك الذين يستحقون الرعاية أى اهتمام والذين غالباً ما ينتهى بهم الحال على (رف) تخصصهم.
يا أيها الرعاة، إن كانت مبالغ رعاياتكم هذه يستهدف منها أن يتم اقتطاعها من ضرائبكم، فاتقوا الله فيها إما بتوجيهها لمن يستحقها من متميزين فى أعمالهم أو هواياتهم لدعم مسيرة نجاحاتهم المستقبلية، أو أن تقوموا بالتبرع بتلك المبالغ لأعمال الخير شأن إدخال المياه أو الكهرباء للقرى (المعدومة) أو إطعام من ليس لهم مصدر رزق بهذا البلد الكبير.
اللهم إنى بلغت.. اللهم فاشهد.