السوق العربية المشتركة | تحويل أسفل الكبارى من بؤرة للجريمة إلى ساحات خضراء ومنابع اقتصاد

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 04:52
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

تحويل أسفل الكبارى من بؤرة للجريمة إلى ساحات خضراء ومنابع اقتصاد

محرر «السوق العربية» فى جولة أسفل الكبارى
محرر «السوق العربية» فى جولة أسفل الكبارى


أسفل الكبارى من أهم المشكلات التى تواجه القاهرة الكبرى، فأسفل الكبارى يوجد به تلوث بيئى نظرا لما تسببه أكوام القمامة والتبول من روائح كريهة تتسبب فى أمراض صحية خطيرة للمارة وقاطنى المناطق المجاورة، ويشير ذلك إلى تهالك أجسام الكبارى، ومن ضمن المشكلات أسفل الكبارى المشكلة الأمنية، حيث يوجد أسفل الكبارى أوكار للمخدرات والدعارة وأطفال الشوارع والمتشردين خاصة أنابيب البوتاجاز الموجودة فى الزوايا الحادة عند المطالع والمنازل، فقد تم تنفيذ مقترح باستغلالها لساحات خضراء متنفس للشباب فلابد من تعميم هذه الأفكار والمقترحات على مستوى القاهرة الكبرى، فيوجد لدينا أكثر من 235 كوبرى من الممكن استغلالها من الأسفل بدلا من تركها للأسواق الصغيرة ونصب الشاى التى تحتاج إلى أنابيب بوتاجاز من الممكن أن تنفجر فى أى لحظة وتكلفة الدولة أضعاف الأعباء المادية للإصلاحات، وتحويلها إلى ملاعب مفتوحة وحدائق ومتنزهات وبعض المشاريع الصغيرة التى تناسب المنطقة والمساحة الموجودة أسفل الكوبرى فيما لا يضر بأجسام الكبارى على المدى القريب والمدى البعيد، وبتعميم هذ الفكرة على أرض الواقع التى تم تنفيذها فى بعض أحياء القاهرة الكبرى أسفل كبرى مؤسسة الزكاة بالمرج وأسفل كوبرى الإباجية وأسفل كوبرى زهراء مصر القديمة، باستغلالهم ملاعب مفتوحة للشباب نكون قد قضينا على المشكلات البيئية والأمنية ومشكلة ندرة الملاعب والحدائق وهى المتنفس الوحيد لشباب القاهرة الكبرى، وذلك يتم تحويل أسفل الكبارى من بؤر للجرائم يعانى منها الأهالى لسنوات طويلة إلى مشاريع اقتصادية تساعد فى القضاء على طوابير البطالة وتدر ربحا للدولة.

الكابتن شحتة لاعب بلدية المحلة سابقا يشيد بنجاح تجربة تحويل تحت الكبارى لساحات وملاعب يتهافت على تأجيرها الكثير من الشباب، وبذلك تكون قد قضيت على تجمعات الشباب الخارجين على القانون من البلطجية والمدمنين والمتسولين ومن لا مأوى لهم باستثمار طاقاتهم برياضات تهذب النفس والأرواح وتكون بأجر رمزى لا يقارن بأجور معظم النوادى الرياضية داخل الدولة، واستطرد «أسامة» إذا كان أسفل الكبارى مساحات منخفضة من الأرض فلماذا لا يتم استغلالها فى إنشاء مراحيض عامة وحمامات يستخدمها المواطنون مثلما هو موجود بالحدائق العامة، وبذلك نستطيع أن نجبر المواطن على عدم التبول أسفل الكبارى بطرق غير سليمة وإيذاء المارة بالروائح الكريهة بأجر رمزى يستطيع أن يدر دخلا وربحا للمحليات ويسهم فى تشغيل الشباب ويحافظ على النظافة أسفل الكبارى بشكل عام، مضيفا نلاحظ مشاهد كثيرة ومتكررة تحت العديد من الكبارى فى أماكن مختلفة انتشار «نصبة الشاى» أو ما يعرف باسم «غرزة» وأنابيب بوتاجاز وبجانب النصبة توضع مخدة وحصيرة ينام عليها صاحب «الغرزة» بعد انتهاء عمله على مدار اليوم، ما يشير إلى ناقوس خطر قادم فى أى لحظة لما يسببه من تهديد وخطورة على حياة الأهالى بالمنطقة والمناطق المجاورة لهذه الأنابيب غير الشرعية، وتابع: انتشار المقاهى والغرز أسفل الكبارى جريمة حقيقية قد تتسبب فى كارثة إنسانية المجتمع والدولة فى غنى عنها، مطالبا المحافظة بالتعاون مع أجهزة الشرطة المعنية بتنظيف أسفل الكبارى من هذه المقاهى والغرز وبائعى الكشرى والمدمنين وأنابيب البوتاجاز التى هى قنبلة موقوتة وعلى جميع الأجهزة أن تتحرك للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.

خالد شافع مواطن: أسفل الكبارى تحول إلى وكر لأطفال الشوارع والمتسولين والمدمنين والمتخلفين عقليا، وأصبح مصدرا مزعجا للمواطنين لما يسببه من روائح كريهة نتيجة تبول المارة من المواطنين، ونتيجة انتشار أكوام القمامة بشكل كبير أسفل الكبارى، وتابع: هذا يؤثر على أجسام الكبارى ويعرضها للخطر الدائم كما حدث من قبل باشتعال النيران فى الخردة ما يعرض المنطقة كلها التى تتواجد بها أكوام القمامة أسفل الكبارى للخطر، وذلك يسبب تهالك أجسام الكبارى ويحمل الدولة أعباء مادية كبيرة ويتسبب فى شل الحركة المرورية نتيجة الإصلاحات التى تتم بالكبارى بعد التهالك.

الخبير الأمنى عبدالله محمد: أطالب بالتواجد الأمنى أسفل الكبارى بالإضافة إلى عمل دوريات تمشيط من أعلى وأسفل الكبارى، مشيرا إلى أن ما يحدث أسفل الكبارى ما هو إلا استمرار لمسلسل فوضوى وإهمال وانتشار للباعة الجائلين والمسجلين خطر الذين يضعون «أنابيب البوتاجاز» لعمل مشروبات لسائقى السيارات النقل والأجرة، وهى منتشرة أيضا بطول كورنيش النيل وقد تستخدم فى أعمال إرهابية إذا تلاعب بها المخربون، مضيفا أن المساحات الموجودة أسفل الكبارى لابد من حظر استخدامها إلا بأساليب ودراسة علمية لأننا فى مصر مازلنا نعمل بالهندسة النمطية التى اندثرت بالنسبة لإنشاءات الكبارى، وأوضح لابد من إغلاق أسفل الكبارى وعمل صيانة دورية على الكبارى لأن الإهمال وتراكم القمامة واشتعال النيران بها من الممكن أن يتسبب بشكل كبير فى حدوث شروخ بالأجزاء الخرسانية والصيانة حاليا تحتاج إلى استخدام أجهزة حديثة ومجموعة من المهندسين المتخصصين قادرين على إجراء الصيانة لأننا نعانى من ضعف شديد فى الصيانة ولا نتحرك إلا بعد وقوع الحوادث ليكلف الدولة أضعاف التكاليف المادية، وأطالب الدولة والجهات المعنية باستغلال أسفل الكبارى إذا كان ذلك لا يضر بالأعمدة والأجزاء الخرسانية للكبارى بعمل مشاريع أسفل الكبارى تتناسب مع مساحتها للإفادة منها بدل من تركها مأوى للمشردين وأطفال الشوارع، حيث يبلغ عدد الكبارى أكثر من 78 كوبرى للسيارات وما يقرب من 70 كوبرى للمشاة وما يزيد على 45 نفق مشاة تتقاطع فى شوارع القاهرة وتربط أطرافها وتخترق قلبها فلابد من استغلالها أفضل استغلال.

الدكتور علاء حجازى خبير بيئى أكد أن المخلفات فى مصر هى إحدى المشكلات البيئية الكبرى ليس فقط لآثارها الضارة على الصحة العامة وحياة الإنسان والبيئة، بل لأنها تشوه الوجهة الحضارية للبلاد، خاصة أسفل الكبارى، وأضاف «حجازى» يتطلب من الجهات المعنية بذلك عمل توعية شاملة لما تسببه القمامة من أضرار وانبعاثات وغازات تلوث الهواء والعين والقوارض الناقلة للأمراض للمارة من حساسية وغيرها، والقمامة تكلف الدولة المليارات وتمثل عبئا على البلاد، مشيرا لابد من استغلال أسفل الكبارى بدلا من تركها لأطفال الشوارع لأنه من الطبيعى أن نجد عددا كبيرا من المواطنين يبدون تخوفهم من الأمراض الناتجة عن تكدس القمامة أسفل الكبارى التى أصبح منظرها مقززا أو مخيفا وذلك يؤدى إلى تآكل الأسمنت والحديد من الكبارى، وذلك بعمل خدمات عامة على حسب المساحة المتوافرة أسفل الكبارى مثل إقامة أكشاك زهور وساحات خضراء تابعة للحى والعمل على وجود بيئة خضراء تنقى الهواء وتريح العين وتحافظ على المنظر الجمالى والوجهة الحضارية وهذا ما نتمناه أسفل الكبارى وبذلك نستطيع أن نجعل المارة مسرورين، لأننا نفتقد ساحات الحدائق التى تناسب قدرات محدودى الدخل، خاصة أطفال الفقراء من المواطنين.

المهندس «حافظ السعيد» رئيس هيئة النظافة والتجميل بمحافظة القاهرة أكد أنه لابد من استغلال تحت الكبارى بدلا من تركه مرتعا للباعة الجائلين وأصحاب احتلال الأراض الخاصة بالدولة، فلابد من عمل نموذج مشرف من المشاريع أسفل الكبارى يليق بالمواطن المصرى بإقامة ملاعب للأطفال والشباب ومتنزهات وتشجيرها لكى نمنع أو نحد من إلقاء القمامة أسفل الكبارى بإقامة أيضا نواد اجتماعية وترفيهية، وتابع «السعيد» أن الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة تعمل على تزيين وتجميل وتشجر المحافظة بالشكل الأمثل وتعمل على إنارة الكبارى من أعلى وأسفل للحد من المتسولين والمسجلين خطر والباعة الجائلين.

وفى سياق متصل أكد الدكتور أحمد عواد رئيس حى المرج استغلال أسفل الكبارى، وقد طالب حى المرج الفترات الماضية باستغلال أسفل كوبرى مؤسسة الزكاة بالشكل الملائم والمناسب له، وتم عرض ذلك على السيد «المحافظ» وذلك بأن تتولى وزارة الشباب والرياضة إنشاء ملاعب مفتوحة بأسعار تناسب المنطقة وتكون رمزية، ووافقت المحافظة على الفور وتم تنفيذ ذلك العمل على أرض الواقع بكفاءة عالية من قبل وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع محافظة القاهرة بعمل ملعب كرة قدم خماسى أسفل الكوبرى، وتابع لا يصلح استغلال أسفل الكبارى إلا لإقامة ملاعب مفتوحة ولا يصلح عمل حدائق وساحات خضراء، لأن ذلك العمل يحتاج إلى مياه والمياه تؤثر على القواعد الخرسانية للكبرى وتعرضها للتهالك بتآكلها من المياه.

وأضاف: أشرنا إلى عمل ملاعب مفتوحة لأن أرضيات الملاعب تغطى بنجيل صناعى غير قابل لاستخدام المياه، وبالتالى لا توجد أضرار للقواعد الخرسانية، وأشار «عواد» إلى أنه يتم التنسيق حاليا مع المرور لإقامة موقف للسيارات أسفل كوبرى عين شمس لأنه يوجد موقف للسيارات بهذه المنطقة يتسبب فى اختناق مرورى للمارة وللسيارات وجار العمل على نقله أسفل الكوبرى بدلا من ترك الكبارى مأوى للمشردين وأكوام من مقالب القمامة، وبذلك نستطيع أن نقول الفترات القادمة ستشهد تغييرا تاما أسفل الكبارى بعمل نواد رياضية وترفيهية لجميع الألعاب تناسب جميع الأعمار والعمل على إنشاء مواقف أسفل الكبارى حسب احتياج المنطقة المتواجد بها الكوبرى ولتيسير الحركة المرورية.

اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة، أكد أهمية مشاركة المجتمع المدنى مع المحافظة فى تنفيذ خططها الاستراتيجية والتنموية، سواء بتقديم الدعم المالى أو الفنى أو المقترحات والأفكار، مضيفا أن المحافظة تنتهج سياسة إعادة استغلال المناطق الخالية أسفل الكبارى الاستغلال الأمثل بدلا من تركها كمجمع للمخلفات أو انتظار السيارات بإنشاء ملاعب مفتوحة وأماكن لاستقبال الشباب واستغلال طاقاتهم مثلما تم أسفل كوبرى مؤسسة الزكاة بالمرج وحاليا أسفل كوبرى الأوتوستراد بالإباجية حيث تم افتتاح ملعب كرة قدم خماسية والذى تنظمه إحدى الشركات الراعية والتى قامت بتجهيز الملعب وعمل دورة كرة قدم للشوارع والفائز سيشارك فى بطولة العالم باسكتلندا، حيث يشهد اللقاء عدد من القيادات بالمحافظة وقيادات من مديرية الشباب والرياضة.

ونوه «تيمور» بأن المحافظة تسعى لإقامة مشاريع تنموية ومثمرة وإقامة ملاعب وحدائق وكل ما يناسب أسفل الكبارى حسب المساحة الموجودة أسفلها وإنارتها، والمحافظة تدعو المجتمع المدنى للمشاركة فى تنفيذ هذه الخطط التى تهتم بنظافة قاهرة المعز وتقلل من تهالك الكبارى من أعلى وأسفل وتقلل من وجود أطفال الشوارع والمشردين وأصحاب نصبة الشاى.. والحلاق السريع.. والسوق الصغيرة.. وعربة الكشرى.. والشاى على قارعة الطريق.

النائب محمد فؤاد عضو مجلس النواب أوضح أنه لابد من استغلال تحت الكبارى بعمل دراسة جدوى وطرح أفكار ومقترحات بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة ومحافظة القاهرة والمجتمع المدنى مثلما حدث من قبل بإقامة ملعب وتجهيزه برعاية إحدى الشركات بتطبيق هذه الفكرة وتعميمها، ويعمل أماكن لاجتماعات الشباب لكى يصبح تحت الكبارى مكانا مناسبا لبؤر ثقافية وحلقات توعية للشباب بعضهم البعض لتوسيع مدارك العقول لديهم بدلا من ترك هذه المساحات دون استغلال وتركها «لشد الكُلة وضرب السرنجات والتبول» بالقرب من أعمدة الكبارى، وهو من الأسباب الرئيسية لتهالك وانهيار الكبارى المتواجدة بمحافظات الجمهورية، مؤكدا أن المواد العضوية المتواجدة بها تؤثر على أعمدة الكبارى والقطاعات الخرسانية والمعدنية قد تتسبب فى انهيار الكوبرى بالكامل، مضيفا تواجد جراجات السيارات واسطوانات البوتاجاز التى يستخدمها المواطنون من الباعة الجائلين لو انفجرت أسفل جزء معدنى يؤدى إلى انصهاره وانهياره بالكامل، خاصة إذا قام المواطنون باستخدام المياه محاولين إطفاء الحريق حيث يزيد حجم الخسارة أكثر مما كانت عيله، واستطرد فؤاد قائلا: لابد من وضع بروتوكول مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة لأن هاتين الوزارتين هما الأنسب والأقدر على استغلال هذه المساحات مع بعض الشركات فى إطار المسئولية المجتمعية وتطوير المجتمع بالشركات الراعية وغيرها وتبنى هذه الموضوعات، وتعميم هذه الفكرة على مستوى المحافظات.