خبراء : تأثير «إنفصال بريطانيا» على الإقتصاد المصرى.. «طفيف»
■ التطاوى : هناك تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية ويجب العمل على تعظيم إستفادتنا
بدا قرار الشعب البريطانى بالخروج من مظلة الإتحاد الأوربى بمثابة الزلزال الذى ضرب العالم شرقاً وغرباً لتهتز البورصات العالمية بخسارة فاقت المليارى دولار فى اليوم التالى مباشرة لإعلان نتيجة الإستفتاء فى الوقت الذى صعدت فيه أسعار الذهب بإعتباره أحد الملاذات الآمنة وقت الأزمات.
قياس مقدار التأثيرات " الإيجابية والسلبية " على الإقتصاد المصرى جراء خروج بريطانيا من أوربا سيحتاج لمزيد من الوقت على أساس أن كل التداعيات الحالية تبدو نتائج سريعة ومتعجلة عقب الزلزال البريطانى .
مصر ترتبط بإتفاقيات تجارية مع الإتحاد الأوربى وبالتالى فإن هذه الإتفاقيات سيتم إيقاف تنفيذها مع الجانب البريطانى عقب خروجها من أروبا وهو ما يتطلب العمل على صياغة علاقة تجارية مستقلة مع الجانب البريطانى لصاغة الإطار التجارى الذى يحكم البلدين فى الفترة المقبلة .
الإنفصال البريطانى عن أوربا سيعزز النظرة التحفظية للإستثمارات البريطانية التى ستبدو متحفظة فى الفترة المقبلة للخروج من بريطانيا وستعمل على التركيز داخلياً جراء الخروج من المظلة الأوربية وهو أمر يجب التركيز عليه لوجود إستثمارات بريطانية فى مصر خصوصاً فى قطاع البنوك .
كما أن تراجع قيمة الإسترلينى واليورو من شأنه أن يخلق تأثيرات طفيفية على الإحتياطى الأجنبى فى مصر على أساس أن اليورو والإسترلينى من مكونات الإحتياطى النقدى المصرى وبالتالى فإن أى تراجع فى سعريهما سيكون مؤثر على الإحيتاطى النقدى كما أنه سيعزز القيمة السوقية للدولار فى السوق المصرى .
ورغم وجود تأثيرات سلبية تبدو طفيفة حتى الآن جراء الخروج البريطانى على الإقتصاد المصرى إلأ أن هناك تأثيرات إيجابية بدلأأت تجنيها مصر سريعاً من الإنفصال البريطانى تمثلت فى إنخفاض أسعار النفط من 50 الى 46 دولار للبرميل فى يوم واحد فى ظل توقعات بتقلص أسعار النفط فى الفترة المقبلة وهو ما يحقق إفادة مباشرة للإقتصاد المصري كونه يضمن خفض فاتورة الطاقة فى مصر .
ويمكن لمصر الإستفادة أيضاً من محاولات خروج الإستثمارات العربية من السوق البريطانىة فى ظل توقعات بإنخاض عائد الإستثمار فى قطاع العقار تحديداً وهو القطاع الذى يحتضن إستثمارات عربية ضخمة تعود لمستثمرين خليجيجن أو حتى لصناديق سيادية خليجية .
الإستثمارات الخليجية الموظفة فى قطاع العقارات البريطانية ستسعى فى الفترة لإعادة رسم خارطتها الإستثمارية بحثاً عن أسواق أكثر جدوى وهو ما يجعلها تبحث عن دول جديدة قد تكون من بينها مصر وأسواق المنطقة .
محاولة خروج الإستثمارات العربية من السوق البريطانى يتطلب تهيئة مناخ الإستثمار فى مصر ليكون قادراً على إحتضان أية إستثمارات تسعى للقدوم الى مصر فى الفترة المقبلة فى ظل حالة الضبابية التى تمر بها أوربا .
وعلى مستوى ردات الفعل السريعة فى الإقتصاد المصري شهدت أسعار الذهب إرتفاعاً كبيراً فى اليوم التالى لنتائج الإستفتاء ليرتفع جرام 21 بواقع 20 جنيهاً " مرة واحدة " فى محلات الصاغة ليستقر عند مستوى 409 جنيهات قبل أن يتراجع الى 402 جنيهاً فى الأيام التالية وهو ما يكشف بدء إستيعاب الصدمة البريطانية.
وما زالت البورصة المصرية تعيش تداعيات الزلزال البريطانى حيث أتسم أدائها بالتأثر السريع عقب إعلان قرار الخروج لينخفض رأس المال السوقى للبورصة فى أول يوم بنحو 16 مليار جينه قبل أن تستعيد جزء من عافيتها فى الأيام التالية وهو ما يعكس تجاوز البورصة المصرية لرد الفعل الأولى للصدمة البرسطانية .
" تكلفة المنتجات "
وضمن هذا الإطار رأت "نوال التطاوى" وزيرة الاقتصاد المصرى السابقة أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربى سيحمل تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على الإقتصاد المصرى مشيرة الى أن هذا الخروج سيؤدى الى إنخفاض الجنيه الإسترلينى مقابل العملات الرئيسية كالدولار وهو ما يمكن أن تستفيد منه مصر بإنخفاض تكلفة المنتجات والبضائع التى تستوردها من بريطانيا .
وأشارت الوزير السابقة " بطبيعة الحال ستستعى بريطانيا لتعويض الخروج الأروبى بالتركيز على ضخ استثمارات جديدة وهو الأمر الذى يمكن أن تستفيد منه مصر بتوفير المناخ الإستثمارى المناسب للمستثمر البرطانى لتشجيعه بالقدوم الى مصر .
ولففت الوزيرة الى أن أكثر المجالات عرضة للتأثر جراء الخروج البرطانى من الإتحاد الأوربى هو مجال العمالة والمهاجرين الذى يتوقع أن يتقلص بشكل كبير فى الفترة المقبلة فى ظل الهواجس البريطانية من المهاجرين والتى كانت أحد الأسباب التى دفعت الأوربيين بالتصويت للخروج من الإتحاد الأوربى .
ولفتت الى أن عدد كبير من المصريين الذين يعملون فى بريطانيا وأربا سيتأثرون بهذا الخروج على إعتبار أن الإقتصاد البريطانى سيتأثر سلباً بهذا الخروج وبالتالى سيفقد سوق العمل هناك مزاياه وبالتالى ستتأثر العمالة والمهاجرين المصريين الى أوربا وبريطانيا تحديداً .
" تأثيرات عاطفية "
من جانبه أعتبر أحمد شيحا رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أن تأثيرات الخروج البريطانى من الإتحاد الأروبى على الإقتصاد المصرى ستبقى محدودة مشدداً على أن التداعيات التى تربت على الخروج البريطانى تبدو حتى الأن وقتية ولا يمكن القياس عليها .
وعن حالة التراجع الشديد للجنيه الإسترلينى قال شيحا هذه تأثيرات عاطفية صاحبت قرار الخروج لكن الأمر سيختلف فى الفترة المقبلة وسيظهر الإسترلينى تماسكاً بحيث يكون تأثره من قرار الخروج متناسباً مع الحدث .
ولفت شيحا ال أن مصر بعيدة عن التأثيرات المباشرة لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربى مشيراً الى أن العلاقات التجارية بين البلدين مرتبطة بسلع ومنتجات إستراتيجية كالمنتجات الزراعية وغيرها وهى سلع ستجد طريقها للأسواق فى كل الأحوال .