السوق العربية المشتركة | صناعة الجلود بين الازدهار والانهيار

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 09:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

صناعة الجلود بين الازدهار والانهيار

صناعة الجلود بين الازدهار والانهيار
صناعة الجلود بين الازدهار والانهيار

بين مؤيد ومعارض لنقل مدابغ الجلود إلى الروبيكى

■ المؤيدون: تطوير الصناعة يبدأ من إحياء المناطق التراثية وتخصيص أماكن لها
■ المعارضون: بعد المسافة قد يؤدى إلى تشريد 90٪ من العاملين بالمهنة


يشكل الرأى العام فى وسط تجارة الجلود وتصديرها إلى قسمين إدارى مؤيد لنقل المدابغ إلى الروبيكى.. والآخر معارض.

الرأى المؤيد بعد نقل المدابغ من مجرى العيون وعين الصيرة إلى الروبيكى إنقاذ لصناعة الجلود وتعد صناعة الجلود من أكبر الصناعات فى مصر وتعمل أيضا على نمو الاقتصاد الوطنى، فالنقل يعد تطوير ونمو لهذه الصناعة وأيضا فيه إحياء للمنطقة الأثرية الموجودة فى مجرى العيون، والرأى المعارض إن المدابغ الموجودة فى مجرى العيون وعين الصيرة يتعايش منها أكثر من مائة ألف شخص، فبعد نقل هذه المدابغ إلى الروبيكى فيه تشريد لهذه الأسر وينظر أصحاب الرأى إلى قرب العمل منهم ولا يستطيعون العمل بعيدا عن عشوائية هذه المدابغ، ولا ينظرون إلى الخطر المحدق بهم من أمراض، وأن هذه المصانع والمدابغ الموجودة فى مجرى العيون وعين الصيرة بها كتلة سكنية تهدد الجميع بأمراض لا يحمد عقباها والرأى العام والحكومة فى حيرة بين معارض ومؤيد ولكن البقاء للأصلح.

الحاج ممدوح زنون من كبار مصدرى الجلد أكد أن الأيام القادمة سوف تكون أجمل وأن سوق الجلود سوف يتسع ويتطور وأن المدابغ فى الروبيكى سوف تكون على أعلى مستوى وأنه مكان مناسب وسوق يسع الجميع، وتكون هناك صحوة فى صناعة الجلد المصرى بعيدا عن عشوائية مجرى العيون التى جلبت أمراض كثيرة لسكان هذه المنطقة وتسبب فى إزاء المقيمين بها من الروائح الكريهة وأن الدولة سوف توفر جميع احتياجات المواطنين وسوف يكون هناك مجال لتطوير صناعة الجلود وتخطيط هندسى للورش والمدابغ الجديدة حتى يتمكن الجميع من العمل ويعد ذلك إنقاذ لصناعة الجلود المصرية قيمتها وترتيبها العالمى وغير ذلك فإن نقل المدابغ يخدم المنطقة الأثرية ويفتح مجال النمو والرقى لأصحاب الورش وتكون منطقة الروبيكى من أفضل المناطق لصناعة الجلود لأنها مؤسسة على نظام حديث وبتقنيات عالية لصناعة الجلود وأن نقل المدابغ إلى الروبيكى سوف يخلق مجتمعا تنمويا صناعيا حديث يدعم الاقتصاد الوطنى.

المعلم سعيد بدوى تاجر جلود أفاد من جانبه أن الروبيكى أصلح من عين الصيرة لأن عين الصيرة بها عشوائية كبيرة، كما أقر المعلم سعيد بأن هناك جوا حضاريا ولكن أى شىء فيه صعوبة فى بداية الأمر ولكن بعد مضى فترة تجد كل شىء طبيعى.

كما أفاد بأن بعض المسئولين أكدوا بأن الوضع سوف يكون على أفضل حال وأن النقل من هذا المكان العشوائى إلى مكان متسع ومخطط على أفضل مستوى هندسى.

أما بالنسبة لهذا المكان فأصبح متكدسا بالسكان وأن فى عين الصيرة عشوائية كبيرة دمرت معظم أهالى المنطقة من الأمراض وغيرها لضيق المكان وسوء تخطيطه، ولكن هناك عمال وأصحاب مدابغ لا يعرفون العمل بعيدا عن هذه المنطقة وأن هذه المنطقة بالنسبة لهم هى طوق النجاة وفى اعتقادهم أن الرزق فى هذه المنطقة فقط، ولكن أوجه إليهم نداء بالتعاون معنا والعمل حتى ننهض ونرتقى بهذه المهنة.

الحاج بخيت أحمد، صاحب مدبغة يقول إن صناعة الجلود من أهم الصناعات فى مصر، وأن المدابغ الموجودة فى عين الصيرة جزء من تراث مصر.

وقد أشار قائلا إن نقل المدابغ من عين الصيرة إلى الروبيكى وصف الحاج بخيت هذا العمل بأنه مشروع فاشل، لأن عملية هذا النقل سوف تؤثر على أشخاص كثيرين وهم أصحاب هذه المهنة وهى مهنة الدباغة وصناعة الجلود.

كما نوه فى حديثه أن أكثر من 90٪ من العاملين سوف يتشردون، أولا لبعد المسافة ثانية لعدم وجود ما يساعدهم على الإقامة فى هذا المكان البعيد وغير ذلك ليس فيه أمان لهم.

كما أشار إلى عدم المعارضة فى نقلهم من إلى الروبيكى بشرط أن تكون نقلة حضارية، ترفع من مستوى الجميع، لأن النقل من الأدنى إلى الأعلى أى شخص يتمناه، ولكن العكس صعب على أى مواطن أن يكون فى مستوى راق وينتقل إلى مكان صحراء لا عيش فيه ولا عمل.

الحاج سيد رزق صاحب مدبغة أكد أن نقل المدابغ من مجرى العيون إلى الروبيكى بالعاشر من رمضان يعمل على تشريد الآلاف من الأسر القاطنة فى عين الصيرة أو مجرى العيون لأن هذا القرار يضيع حقوقهم ويقطع أرزاقهم وقد يصب هذا القرار فى مصلحة كبار الصناع والمصدرين للجلود، وسوف تنتج عنه بطالة محققة لآلاف العمال والشياليين بالمنطقة.

وأن هذا القرار فيه غموض وما الهدف من نقل المدابغ إلى الروبيكى على مساحة أرض خصصتها الدولة تقدر بسبعة أو ثمانية آلاف متر مربع، فهذه مساحة صغيرة جدا لا تستوعب أكثر من 15٪ من مساحة الورش الموجودة بمجرى العيون وأن الروبيكى أرض صحراء تحتاج إلى مجهود كبير ومبالغ فيه حتى نستطيع العيش هناك غير مشقة فى النقل وليس فيه أماكن سكنية للعمال، وكل هذا يؤثر على صناعة الجلود المصرية ويجعلها فى المؤخرة بعدما كانت الجلود المصرية من أجود الجلود فى العالم، فنحن نريد أن ننمى هذه الصناعة ونرتقى بها حتى نكون الأفضل.

كما أشار أحد المواطنين إلى أن قطاع العربجية فى المدابغ يبلغ أكثر من سبعة آلاف عربجى وشيال ومعظم هذه الطبقة الكادحة من حاملى المؤهلات العليا والشهادات المتوسطة ويعمل فى هذه المهنة لعدم وجود فرص عمل بعيدا عن هذا المكان، وأن هذه المكان بجوار منازلهم ليس هناك أى مصاريف جانبية من مواصلات وغيرها تقع على عاتقهم.

كما أشار المواطن إلى أن من يريد أن يرحل من هذه المنطقة من عليه ديون ولم يستطع ردها.

وفى النهاية أوضح فى كلامه أنهم منقولون إلى هذا المكان لا محالة، وقال وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ولكن لم يتركوا هذا المكان حتى يكون هناك فرص عمل تنتظرهم، ويكون الأجر على قدر التعب والعناء والمشقة، ويكون هناك تنمية للمصانع الصغيرة والتجار الصغار.

ويجب على الدولة أن تحكم المدابغ فى الأسعار لأننا نعانى من الاحتكار من التجار الكبار فهم يتحكمون فى كل شىء، فهناك شخص يأخذ 75٪ من الشغل والباقى يأخذ 25٪ فالمستفاد الوحيد من النقل هم التجار الكبار.

على أحمد مواطن يعمل شيالا بالمدابغ قال إن نقل المدابغ فيه دمار وتشريد لكل عامل أو صاحب عربة كارو بالمدابغ وأن المكان الجديد الذى تنقل فيه المدابغ صالح فقط لأصحاب الشركات ورجال الأعمال أو كل من لديه سيولة مالية، أما بالنسبة للبسطاء والفقراء لا عمل لهم فيه وأكثر من خمسين ألف أسرة سوف تتشرد بسبب نقل المدابغ وأن أصحاب عربات الكارو سوف يموتون هم وأحصنتهم لأن معظمهم لا يعرف سوى هذه المهنة، وأنه لا عمل بالحصان داخل الروبيكى وليس له مكان فى أى عمل هناك فأين نذهب نحن، وأى عمل نعمله بعد مضى فترة عمل فى هذه المهنة أكثر من 20 عاما، وهذه المهنة هى المصدر الوحيد الذى نجد فيه قوت أولادنا ونسد جوعهم ونتعيش منه.

كما أشار أحمد وجمع من مواطنين عين الصيرة على عدم الخروج من هذا المكان أو استبداله بمكان آخر حتى يكون لهم مكان فيه ومصدر رزق أفضل مما هم عليه حتى تتحقق العدالة الاجتماعية للجميع.

وأكد أحمد إسماعيل أن فكرة نقل مصانع دباغة الجلود من منطقة مجرى العيون إلى منطقة الروبيكى يترتب عليها الكثير من المشاكل والخسائر، فأولا نحن فى منطقة مجرى العيون منذ 50 عام ورتبنا كل مشاغلنا وعملنا على هذا المكان غير أننا لم نعرف نعمل فى مكان غير هذا نظرا لتوفر كل مستلزمات الحياة لدينا هنا وأيضا لوجود مساكن لدينا ونحن من أهل المنطقة فلماذا نبعد إلى الروبيكى وأيضا لوجود الكثير من الأطفال يعمل لدينا فكيف يذهب ويأتى من وإلى الروبيكى وتواجهنا مشكلة نقل الجلود نفسها، فنحن ننقل الجلود من وإلى المدابغ بالعربات الكارو فهل ينفع نقلها بهذه العربات فى منطقة الروبيكى فلابد من دراسة المشكلة من جانبنا أيضا وليس من جانب الحكومة فقط.

وأضاف عصام يوسف بأن نقل دبغ الجلود من مجرى العيون إلى الروبيكى يترتب عليه الكثير من الخسائر وأولها نقل الماكينات والتى تصل إلى ثلاثين طنا من الوزن وليس هذا فقط بل إذا قمنا بتفكيك الآلات فلن تركب مرة أخرى لأنها شبيهة بالمكابس فلن تركب مرة أخرى وإذا قمنا بفكها ونقلها بعيدا عن عدم معرفة تركيبها فإن تخصيص مكان لها سيأخذ فترة كبيرة لإنشاء مكان مناسب لنا مرة أخرى.

فكيف نعيش ونصرف كل هذه الفترة فترة الأعطال بسبب نقل المدابغ، فالأشخاص أرزقية بمعنى نشتغل اليوم بيومه ولا يوجد تأمين ولا غيره ونواجه مشكلة التأمين من صاحب المدبغة، فلن يؤمن علينا جميعا، فيقوم بالتأمين على اثنين أو ثلاثة أفراد فقط وإذا جاءت لجنة، فيقول بأنه مأمن على الجميع وهذا غير صحيح غير أن معظمنا لديه كل الأمراض كالفشل الكلوى وغيره من الكيماويات التى نستخدمها فى العمل.

وأضاف مصطفى حنفى قائلا بأن نقل المدابغ ستواجهنا مشكلة كبيرة بسببها، أولا أننا نسكن ونعيش هنا منذ زمن فإذا نقلنا المدابغ فأين نسكن، فالمسئولون قالوا لنا إذا نقلنا من هنا ستوفر لنا مساكن هناك وبالفعل إذا وفرت لدينا سكن هناك وتوفى واحد منا فهل سيطرق المسئولون أهالينا يعيشون بالمسكن أم سيطردون ويشتغلون غيرنا بالمدابغ ويوفرون المسكن لهم وأضاف أيضا بأن فترة نقل المدابغ تستغرق أكثر من شهرين فأين نعمل ونأكل فى هذه الفترة وتواجهنا أيضا مشكلة نقل المدابغ المصرية لأن عيد الأضحى هو الموسم لدينا، فبهذا نكون خسرنا الموسم فى فترة نقل المدابغ وأضاف بأنه إذا أردت أن تعرف من المضار فى هذا فانظر إلى الغلابة وليس أصحاب المدابغ لأن لديهم ملايين غير الغلابة.