السوق العربية المشتركة | اللواء حاتم باشات: الجيش المصرى حافظ على الأرض والعرض واستعاد كرامة الأمة العربية

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 06:29
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء حاتم باشات: الجيش المصرى حافظ على الأرض والعرض واستعاد كرامة الأمة العربية

محررا السوق العربية يتحدثان مع رواد المؤتمر
محررا السوق العربية يتحدثان مع رواد المؤتمر

خلال الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والعاشر من رمضان

بدأت الاحتفالية الكبرى بذكرى العاشر من رمضان فى يوم العاشر من رمضان فى تمام الساعة الـ10 مساء بقاعة ممفيس بدائرة الزيتون تحت رعاية اللواء حاتم باشات رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب لتكريم ضيوف الحفل وهم:

- اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء- الحاصل على وسام الجمهورية.

- د.م.اللواء معتز الشرقاوى أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد.

- اللواء أركان حرب مجدى أحمد شحاتة أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد.

- اللواء أ.ح عبدالحميد خليفة عبدالرحيم أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد.

- المجند المقاتل خيلفة مترى ميخائيل أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد.

لتكريم الأبطال وسط اهتمام شعبى وجماهيرى وإعلامى عريض بيوم النصر المجيد وبدأ الحفل بالوقوف للسلام الجمهورى.

اللواء حاتم باشات وكيل المخابرات العامة الأسبق وعضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشئون الإفريقية

قال اللواء حاتم باشات فى الاحتفالية الكبرى لذكرى العاشر من رمضان وحرب 6 أكتوبر عام 1973 المجيدة بمناسبة تكريمه لمجموعة من أبطال حرب أكتوبر: نحن لم نأت هذه الاحتفالية لنكرم هؤلاء الأبطال فقط فقد كرم الله الأبطال من فوق سبع سماوات البعض منهم بالشهادة التى تمنيناها جميعا دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة واستعادة شرف الأمة العربية بأكملها، والبعض الآخر كرمه الله فى الدنيا بأن يرى بعينيه أرضه المحررة من أيدى العدو الصهيونى بعودة سيناء مهد الأديان والحضارات إلى كنانة الله فى أرضه بل أتينا نحن لنكرم هذه الجماهير العريضة من الشعب المصرى خاصة شبابها الذى دفع دماءه ثمنا لانتصاره فى ثورة الـ30 من يونيو التى لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر التى راهنت قوى دولية والجماعة المحظورة على عدم وعى هؤلاء الشباب وأنهم أخذوا بزمام الأمور فى مصر كى تكون مصر لا دولة ضاربين بجميع المؤسسات المصرية عرض الحائط مستخدمين كثير من الأدوات على رأسها الإعلام المأجور وحروب الجيل الرابع والمال السياسى والتفسير الخاطئ لنصوص الدين، لكن وعى الشعب المصرى أفسد مخططا عملت عليه مجموعة من القوى الدولية لسنوات عدة وكان من المنتظر أن تكون مصر مثل «العراق- ليبيا- اليمن- سوريا».

فنحن متواجدون فى هذه الاحتفالية لتكريم الشعب المصرى الذى عرف بفطرته المؤامرة الكبرى ومن حقه علينا تكريمه بأن نقص ونروى له مجموعة من أحداث وكواليس الحرب التى لم يسمعها من قبل ولم يشاهدها عبر القنوات الفضائية.

وأكد باشات أننا ننتظر أن نرى من الشباب المصرى قيامه بدوره تجاه بلده لبناء دولته الحديثة القائمة على المؤسسات من خلال العمل لأن الشباب المصرى ثروة مصر الحقيقية فهم قاطرة التنمية، ولعلم عدونا اللدود أن الشباب المصرى هم نواة التنمية والماضى والحاضر والمستقبل لذلك يسعى لاستهدافهم من خلال تدمير عقولهم بمجموعة من الوسائل مثل «المخدرات- المبيدات المسرطنة- الحرب النفسية- الجيل الرابع من الحروب» لتدمير صحتهم الجسدية والنفسية كى يكونوا عبئا على مجتمعهم حتى لا يقووا على الإنتاج ويكونوا معوقا للتنمية فى بلدهم وذلك لعلم أعدائنا أننا نمتلك جيشا قويا تتحطم على صخوره خيالات ومطامع الأعداء.

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والحاصل على وسام الجمهورية

قال فودة إننى فى غاية السعادة بتواجدى مع الشباب فى حفل تكريم أبطال حرب أكتوبر 1973 وأننى أثناء الحرب كنت طالبا بالكلية الجوية ولم يحالفنى الحظ فى أن أنال شرف المشاركة فى حرب الكرامة، وسأترك الحديث من كواليس الحرب لأساتذتى أبطال هذا الانتصار لكننى أتيت من محافظة جنوب سيناء بعد أن أقمت حفل تكريم الأبطال بسيناء اليوم الماضى بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان وتكريم بعض مشايخ قبائل سيناء لأنهم كان لهم دور كبير فى هذا الانتصار وطلبت منهم أن يقصوا ويرووا ما حدث فى حرب 73 لأبنائهم وأحفادهم كى تظل هذه الذكرى خالدة معنا لأنهم كان لهم دور كبير فى هذا الانتصار.

واستطرد قائلا: سأنتهز الفرصة بتواجدى معكم كى أعطى الشباب الحاضرين لهذا الحفل أملا فى المستقبل لسيناء التى تواصل العمل واستكمال المشروعات القومية للتعمير علما بأن مساحة شبه جزيرة سيناء الكلية تبلغ 61 ألف كم مربع أما جنوب سيناء فتبلغ 31 ألف كم من المساحة الكلية فهناك مجموعة من المشاريع المقامة على أرض سيناء وهى «800 ك طرق- و600 ك شواطئ- و5 مطارات- و5 موانئ- و5 محطات تحلية مياه».

وأشار محافظ جنوب سيناء إلى أن الله وهب أرض الفيروز الكثير من الهبات والثروات الطبيعية من المحميات الطبيعية برأس محمد وقد تم اكتشافها من قبل عماد مهدى باحث أثرى بأنها موقع التقاء كليم الله بالخضر على أرض سيناء والشجرة المباركة ودير سانت كاترين المليئة بالأعشاب الطبيعية النادرة التى ليس لها مثيل فى العالم ومن الممكن استثمارها فى إنتاج الأدوية ومشتقاتها والشعاب المرجانية.

مضيفا أن منطقة أبوزنيمة يوجد بها جميع أنواع المعادن النادرة فى العالم ولا ينقصها إلا العوامل الترفيهية ونعمل جاهدين على ذلك لإقامة مصانع عديدة لاستخراج المعادن الموجودة فى قلب وباطن الصحراء من «رخام- جرانيت- بازلت- فحم كربونى- أسمنت- رمل زجاجى».

وهناك مجموعة من المشاريع القومية جارٍ العمل بها على أن يتم الانتهاء منها بعد عامين مثل «جامعة الملك سلمان» لاستقبال الطلاب من ربوع الجمهورية.

وذلك يعتبر من الخيوط الأساسية فى التنمية لربطه بين الوادى والصحراء وتابع قاربنا على الانتهاء من استصلاح الـ25 ألف فدان لاستزراعها حتى تكون سيناء لديها القدرة على الاكتفاء الذاتى من الحبوب والخضروات والفاكهة ليستطيع أهل سيناء استخراج المأكولات من باطنها وفى نهاية حديثى أود أن أطمئن الشباب فى ظل هذه الاحتفالية وبوجود مجموعة من القادة العظام بما يدور على أرض سيناء.

الدكتور مهندس اللواء معتز الشرقاوى

افتتح الشرقاوى حديثه بقوله تعالى «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» وتابع قائلا الجندى المصرى خير أجناد الأرض وأننى أتيت إليكم اليوم كى أتحدث من بداية حرب العزة والكرامة فبداية الحرب لم تكن فى 6 أكتوبر بل كانت إبان جولة 1967 لأنها لم تكن حربا بل كانت جولة فبدأنا بعد هذه الجولة بحروب الاستنزاف بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر وكان لى الشرف أننى شاركت فى جولة 67 وكنت متواجدا بالكتيبة 43 صاعقة حيث قامت الكتيبة بإحدى العمليات المكلفة بها «برأس العش» تجاه العدو الصهيونى وتمكنا من تدمير «8 دبابات- وعربة نصف جنزير» وكان بداخلها الجنود الإسرائيليون وكان الهدف من تلك العملية صد ومنع جنود الاحتلال الإسرائيلى من السيطرة على قناة السويس من شرقها إلى جنوبها وكانت نتائج هذه العملية استشهاد 25 بطلا من أفراد الكتيبة وكنا نحارب بالروح المعنوية والقتالية العالية لأن الجندى المصرى يتميز بالعقيدة العسكرية والإخلاص والتفانى حتى ينال النصر أو الشهادة حفاظا على أرضه وعرضه وفى عام 1969 طلبت قيادة الجيش من قائد الكتيبة 43 صاعقة الرائد أحمد شوقى تدمير أحد المواقع الحصينة للعدو وهى نقطة تمركز قوية وكانت تضرب بالأسلحة الثقيلة بورتوفيق والسويس يوميا وكانت تدب الرعب والخوف فى قلوب أهالينا أهل السويس.

وبناء على طلب القيادة تم تكليفنا بتدمير هذه النقطة القوية وتم تشكيل سرية مكونة من 140 فردا مسلحا بأسلحة لا تتواكب مع أسلحة العدو وذلك بمعاونة المهندسين العسكريين وبتخطيط استراتيجى لعمليات الخداع والاحتمالات والمد والجزر فى الماء وتم عمل جهد غير عادى فى التخطيط والتنفيذ فكانت نتائج العملية أن دمرنا 5 دبابات بالأطقم التابعة لها بالكامل وتم قتل 46 فردا من أفراد العدو المتغطرس وبعد انتهاء تنفيذ العملية عادت الكتيبة كاملة دون أى خسائر بل قمنا بأسر جندى وإلقائه فى أحد القوارب التابعة لنا وتم تكريمى من قبل الرئيس «عبدالناصر». وتابع: فى حرب أكتوبر 73 تم تكليفى بتنفيذ عملية فى قلب أراضينا المحتلة من العدو وكان طاقم هذه العملية مكونا من 6 أفراد وكنت وقتها قائدا لهم وقمنا بالدخول فى أعماق أراضنيا المحتلة لمسافة 16 كم لتنفيذ العملية المطلوبة وقمنا بالتمركز بمنطقة معينة لمراقبة الهدف المراد تدميره.

كانت هذه الدورية بقيادة الجنرال الإسرائيلى «ميتافيتش» وقمنا بالزحف والتخفى فى الحشائش بالصحراء لمدة 14 ساعة إلى أن تم تبليغنا بقرب وصول الدورية من أماكن تمركزنا عبر اللاسلكى وبمرور الدورية تم الهجوم عليها وتدميرها بالأسلحة والذخيرة الموجودة بها وقتل الجنرال «ميتافيتش» وسائقه وكان لدينا تقليد دليل على جسارة المقاتل المصرى بأن يأتى بدليل على تنفيذه هدفه، وبعد انتهاء العملية أخذنا الكتافات والمحفظة الخاصة بالجنرال وعدنا بعد تنفيذ العملية بنجاح بعد تعب وعناء شاق، ووجه الشرقاوى كلمة للشباب قائلا أنتم أبطال مثلنا والفرق بين جيلنا وجيلكم أننا ولدنا قبلكم ولو تواجدتم قبلنا لفعلتم مثلما فعلنا بل أكثر مما فعلنا بل ظروفكم مختلفة. فنحن كنا نحارب عدوا ظاهرا وواضحا أمامنا أما أنتم الآن فتحاربون عدوا خفيا هدفه تدمير العقول بالأفكار الهدامة ونشر الشائعات من خلال بعض أدوات التواصل الاجتماعى التى تمتلكها بعض الدول وتقوم عليها أجهزة مخابراتية فعليكم بتوخى الحذر فيما تتداولون من أفكار ومعلومات ومحاربة الشائعات المنوط بها إثارة الفتن، فلقد استطعنا نحن كمحاربين ومقاتلين هدم الفتن والشائعات التى كان يصدرها لنا الضرب والجيش الإسرائيلى بزعمه أنه الجيش الذى لا يقهر فتحطمت أكذوبته على يد النسور المصرية.

وفى تصريح خاص لجريدة السوق العربية صرح الشرقاوى عن رأيه فى وقوف بعض الدول العربية بجانب مصر أثناء حرب 73 و30 يونيو فأجاب قائلا معظم الدول العربية التى تقف بجانب مصر تعى وتعلم أن مصر هى الدرع والسيف الواقى للعرب ولأن مصر قدمت الكثير والكثير لتوحيد الأمة العربية وتحريرها من الاحتلال لأراضيها والجميع يعى ذلك جيدا.

أركان حرب مجدى أحمد شحاتة

بدأ حديثه قائلا: أنا أحد المقاتلين للقوات المسلحة المصرية الذين دافعوا بدمائهم أثناء حرب السادس من أكتوبر وهى مثال لتكاتف المصريين بالكامل جيشا وشعبا من أجل الوصول للهدف المنشود وهو استرداد الأرض المحتلة من العدو، وتابع قائلا عن إحدى العمليات التى قام بها هو وكتيبته وكتيبتان من الجنود: أثناء الحرب وصلنا إلى الجهبة الثانية واستطعنا تدمير لواء كامل للعدو وحققنا نتائج عالية واستطعنا تدمير 16 عربة تحولت إلى جحيم ونحن نسمع أصوات جنود العدو تصرخ وكان ذلك درسا قاسيا أراد العدو الثأر لجنوده وحاول حصارنا فصعدنا إلى الجبال وكان تعدادنا 200 مجند واختبأنا فى الجبال والحصون وجاءت طائرات الهليكوبتر لتقصف الجبال لكن كانت ضرباتهم عشوائية وتم حصارنا لعدة أيام حتى نستسلم من شدة ما يحيط بنا من جوع وعطش وبدأنا نسمع صوت الميكروفونات تنادينا بتسليم أنفسنا فى محاولة للعب بأعصابنا لأننا سنكون قتلى الجوع والعطش وعند عدم الاستجابة منا تيقنوا أن ضربات طائرتهم قد دمرتنا جميعا فبدأوا يتسلقون الجبال حتى اقتربوا منا وفوجئ العدو بوابل من النيران من الجنود المصريين تنهال عليهم من كل اتجاه فقتل من قتل وهرب من هرب وبدأ إطلاق النيران من أسفل الجبال إلى أعلى فرفضنا إطلاق النار عليهم حتى أيقنوا أن ذخائر الأسلحة قد نفذت أو قد هلكنا فتركنا الجنود الإسرائيليين يتسلقون الجبال ثانية إلا أنه فوجئ العدو بجسارة الجندى المصرى الذى أطلق عليهم النيران مرة أخرى رافضا أن يترك جنديا إسرائيليا على قيد الحياة ليتأكد الجيش الإسرائيلى أن رصاص الجندى المصرى هو روحه المعنوية العالية.

واستطرد شحاتة قائلا لن ننسى دور مشايخ قبائل سيناء الذين كانوا هم بمثابة أجهزتنا المخابراتية وكانوا مصدر المعلومات لنا قبل الحرب وأثناء الحرب وكنا نرتدى ملابسهم ونأكل من أكلهم ونبيت فى بيوتهم فقد كان بعضهم يذهب ليتجول فى الصحراء ويحمل مجموعة من الحصى من أنواع مختلفة الشكل والحجم ليجعل كل نوعية من الحجر لعدد معين من المعدات العسكرية حتى يصل إلى رجال المخابرات المصرية ويقوم بتسليمهم الأحجار، لافتا لدور نساء سيناء فى التمويه عن عملياتنا والخروج بالأغنام لكى يحضرن لنا الطعام والشراب فى أماكن اختبائنا وعلى رأسهن شهيدة المقاومة السيدة فاطمة المسلمى التى كنت أرتدى الزى السيناوى وأخرج معها لرعى الأغنام وتفقد المواقع الحصينة للعدو ووضع الخطط والخرائط لأماكن هذه الحصون وتسليمها لزملائنا. وفى تصريح خاص لمحرر لسوق العربية قال شحاتة إن أهل سيناء كانوا هم بمثابة الدرع الواقى لنا أثناء الحرب وكانوا يدلون لنا بالمعلومات مثلما يفعلون الآن فى مساعدتهم لنا فى محاربة البؤر الإرهابية والعناصر المتطرفة بسيناء خاصة بعد ثورة الـ30 من يونيو ومن الواجب علينا الآن عدم تهميشهم ودمجهم معنا فى حياتنا حتى يكونوا الدرع الواقى لنا بسيناء لأن أهل سيناء أدرى بشعابها فإذا أردنا القضاء على البؤر الإرهابية والإجرامية بسيناء فلن يأتى بها إلا أهل سيناء من البدور وسيكونون عامل مساعد قوى على ذلك.

اللواء عبدالحميد خليفة عبدالرحيم

قال اللواء عبدالحميد: كنا أثناء تنفيذ العمليات فى حرب الاستنزاف نواصل أداء مهامنا ليلا ونهارا منتظرين وآملين فى أن نستعيد أراضينا المحتلة لكى نأخذ ثأرنا من العدو المتغطرس، حيث كانت عمليات الاستنزاف بمثابة الدافع وارتفاع للروح المعنوية للجندى المقاتل المصرى، مشيرا إلى تقديم الشكر للقادة الذين أعادوا بناء القوات المسلحة فى خلال ست سنوات لنصر أكتوبر عام 1973والذين استطاعوا بناء الروح المعنوية للجندى المصرى التى أنهكتها هزيمة 67 والتى لم يتحملها الجندى المصرى لأنه لا يعرف الهزيمة فكان أكبر العوامل التى ساعدت فى بناء الروح المعنوية من جديد هى مرارة الهزيمة التى تذوقها فى 67 وشعوره بالخزى والعار بوجود المحتل على بقعة من بقاع أرضه فسرعان ما انتفض ليزيل العار والخزى الذى لحق به فى 67 ليلقن العدو المتغطرس درسا لا ينساه أبدا ويسقيه مرارة الهزيمة الذى أكده «هارون باراوان» عالم الذرة الأمريكى فى تصريحاته لزيارته لمناطق القتال بعد 73 بعد ما شهده من تدمير وخسائر للقوات المسلحة الإسرائيلية والأسلحة الأمريكية «سوف ندخل فى مرحلة بحوث وتطوير جميع الأسلحة الأمريكية لا تقل عن 10 سنوات فى جميع الصناعات العسكرية فى العالم حتى يتم تطوير الأسلحة التى دمرتها الجنود المصرية».

وإن ما قام به الجيش المصرى يعد معجزة حقيقية فى تاريخ العسكرية العالمية وذكر «خليفة» من القصص المؤثرة أثناء حرب 73 أصيب أحد الجنود المتواجدين معى فى الكتيبة وهو الجندى المقاتل «عبدالرؤوف جمعة كريم» بطلقة نصف بوصة هاون وأثناء فترة إصابته طلب منى طلبا استوقفنى عن أداء مهامى وفاضت عيناى من الدموع وطلب منى أن أقتله حتى لا يكون عاملا معرقلا لسير الكتبة نحو أداء مهامها، فابتسمت وقلت له ستكمل الحرب وننتصر وأصر على استكمال الحرب برغم إصابته، إن هذا البطل هو الجالس معنا فى هذا الحفل. وقام المجند «عبدالرؤوف» بطلب من قائده ليلتهب الحفل بالتصفيق الحار حتى فاضت الدموع من عين المجند ومن عين الحضور فى فرحة عارمة والذى أتى من صعيد مصر من محافظة سوهاج هو وقائده مصنع الأبطال لاسترجاع ذكريات نصر السادس من أكتوبر المجيد. وفى نهاية الاحتفالية الكبرى للعاشر من رمضان استوقفت فتاة اللواء حاتم باشات منظم الحفل وطالبت بإلقاء كلمة قبل انتهاء الحفل فبعد موافقة باشات بدأت الفتاة «دعاء فرج الطالبة بكلية طب الأسنان» بإلقاء الكلمة قائلة: أنا مصرية لكنى مغتربة أعيش فى المملكة العربية السعودية فعندما أردت أن أكمل دراستى الجامعية سألت والدى أين أكمل دراستى فأجابونى أكملى دراستك فى مصر، فلم أكن أعرف عن مصر بلدى الأصل شيئا وعندما أتيت إلى مصر شعرت بطيبة أهلها وكرمهم للضيف وشهامة أبنائها، فقد أتيت إلى مصر لأكمل دراستى فقط ولكن سرعان ما تغير فكرى وقرارى فلن أغادر مصر بل سأعيش فيها بعد انتهاء دراستى وفى نهاية الحفل قام اللواء حاتم باشات بتوجيه الشكر للطالبة دعاء فرج لما تضمنته كلماتها من مشاعر دافئة اتجاه وطنها الحبيب، وأضاف لم يكن لدى علم بحضور أجمل فتاة وطنية تعشق تراب وطنها ولم أستطع تكريمك بأن أمنحك هدية ولكن سأكرمك تكريما أعظم بأن تكرمى قادتنا العظام أبطال حرب أكتوبر المجيدة وقامت دعاء بتكريم الأبطاء بناء على رغبة «رئيس لجنة الشئون الإفريقية».

وصرحت دعاء لمحرر السوق العربية بعد سؤاله لها أنها لم تجد كرم أخلاق وطيبة شعب مثلما رأت فى مصر وأنها فخورة بجذورها المصرية فهى من أجمل وأحب البلاد حاليا على قلبى وأنا حزينة جدا على ما فاتنى من العمر بعيدا عن أهلى وبلدى مصر وفى سؤال على سبيل الدعابة من محرر السوق العربية لقد عشت بالمملكة العربية السعودية وفى مصر حاليا فهل ستتزوجين مصريا أم سعوديا، فضحكت وأجابت قائلة بعد أن عشت فى مصر فلن أتزوج إلا منها بمصرى