الرئيس السيسى أحيا الأمل لسكان العشوائيات ومشاريع الإسكان الاجتماعى هدية مصر لمحدودى الدخل والغلابة
بعد أن افتتح المرحلتين الأولى والثانية لمشروع الأسمرات
■ الشباب: أنقذنا من جحيم الإيجارات.. المساحات مناسبة والتصميمات ممتازة
■ أهالى منشية ناصر فى انتظار المرحلتين الثالثة والرابعة من الأسمرات
مشكلة الإسكان فى مصر من أكبر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التى تحتاج الكثير من الجهد للقضاء عليها ما جعل الدولة تسعى جاهدة للحد من المشكلة بطرح وحدات سكنية للإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل بمساحات 90 مترا بمقدم 9000 آلاف جنيه وشروط ميسرة فى السداد على دفعات وأقساط بسيطة على 20 سنة ما دفع الكثير من المواطنين خاصة الشباب بالإسراع بالتقدم فى الإعلان الثامن لحجز الوحدات بعد ثقتهم فى الحكومة بالمراحل السابقة وتسليم الكثير من الشقق للمواطنين وبعد الإقبال الشديد على شراء كراسة الشروط من المؤشرات على نجاح مشروعات الإسكان الاجتماعى ما أدى إلى مد فترة السماح لشراء الكراسات رصدت الفرحة والأمل ردود أفعال المواطنين بالنسبة للمرحلة الثامنة ونظام السداد ومساحات الشقق وأماكنها بالمدن الجديدة.
يؤكد عيد ناجى أن المراحل المتتالية للإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل التى تطرحها الحكومة لرفع المعاناة عن كاهل فئة عريضة من المجتمع المصرى وسعيها لسد جزء من حاجة المواطنين بتوفير مسكن آدمى لحياة كريمة بأسعار مناسبة وفى هذه المرحلة كانت أكثر تنظيما حيث يكون التقدم عن طريق كراسة شروط واستثمارة وإقرار بداخلها.
يقول مشرف محمد أن الحجز بشقق وزارة الإسكان أرحم من الوقوع فى فخ المقاولين وأصحاب العقارات الجشعين فأصغر شقة لا تقل عن 170 ألف جنيه والقسط على سنتين لكن الحكومة حققت المعادلة الصعبة بتوفير مساحات مناسبة بأماكن جيدة وتصميمات رائعة بمبالغ بسيطة وسدادها على 20 سنة ما يتيح لنا فرصة خاصة الشباب المقبل على الزواج أن يجد مسكنا مناسبا لتكوين أسرة.
يتفق معه فى الرأى عبداللطيف قطب قائلا إن طريقة السداد ودعم الحكومة للوحدات بـ125 ألف جنيه تشجع الكثير للتقدم لحجز وحدة فى المشروع وفى البداية يتم دفع تسعة آلاف جنيه كمقدم للحجز يستكمل بـ15٪ من ثمن الوحدة تحدد طبقا للدخل والسن ويحدد بناء عليها قيمة الدعم الذى يخصم من ثمن الشقة.
يقول أسامة ثروت: جودة التشطيب فى الوحدات السكنية تتناسب مع ثمن الشقة حيث يرتبط بأسعار التكلفة يأخذنا متوسط الدخل بمبلغ 20 ألف جنيه فيصبح ثمن الشقة 115 ألف جنيه فقط وهذا السعر لشقة تم تجهيزها بمستوى جيد لو قمنا بحساب ثمن الشقة وقسمتها على مساحات الـ90 مترا فسنجد أن تكلفة المتر كامل التشطيب 1300 جنيه ولا يتعدى الـ1500 جنيه وهذه أسعار لا يوجد لها مثيل بالقطاع الخاص على مستوى الجمهورية.
ويشير عصام جمال تقدمت بأوراقى للحصول على وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى بعد أن شجعنى صديقى الذى خصصت له وحدة بمدينة بدر بالمراحل السابقة وأكد لى أن جميع التكاليف التى تتحملها الدولة من ثمن الأرض والمرافق الداخلية والخارجية والخدمات والتشطيب تتناسب مع المبلغ الذى يدفعه المواطن كثمن للشقة لتى يمتلكها بالإضافة إلى الدعم المقدم من البنك المركزى للوحدات الذى لا يرد.
عبدالفتاح عثمان يقول: أتقدم بأوراق ابنى للحصول على وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى بعد أن قمت بزيارة مدينة بدر ورأيت العمارات والتقسيم المميز والمساحات الخضراء والتشطيب الجيد ومساحات معقولة وتتناسب مع المبلغ ما يعد ميزة لم نجدها فى السابق لكن فى حالة عدم حصولنا على وحدة يكون ضاع علينا 200 جنيه لا تسترد نظير كراسة الشروط ورسوم الاستعلام وعمولة البريد.
ويرى جمعة أشرف أن مشروع الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل بارقة أمل وطاقة نور للشعب المصرى خاصة المرهقون بالبحث عن شقق بالإيجار والذين يتنقلون كل ثلاث أو خمس سنوات من مسكن إلى آخر والآن أصبح لهم سكن ثابت مستقر، مشيرا إلى أن تنفيذ هذا المشروع بشكل مميز وتصميمات رائعة يمثل خطوة جيدة من الدولة لتحسين معيشة المواطن البسيط ومساعدته بتكوين أسرة مستقرة.
ويعلق الدكتور محمد زيدان استاذ الاقتصاد جامعة المنوفية على المشروع قائلا إن الدولة تسير على الطريق الصحيح فى حل مشكلة مزمنة وهى الإسكان بالتفكير خارج الصندوق والجدية فى تنفيذ المشروع الذى طرحه سيادة الرئيس بعمل مليون وحدة سكنية كاملة التشطيب لمحدودى الدخل ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى مما يعود برفع الضغط على ميزانية الحكومة فى المستقبل القريب بالقضاء على المناطق العشوائية التى تظهر من حين إلى آخر التى بدورها تضغط على المرافق الحيوية بالدولة بالإضافة إلى قيام أصحاب العقارات بهدمها وبنائها بالاشتراك مع مقاولين وبيعها بأسعار عالية جدا، فهذا المشروع سيعمل على ضبط الأسعار العقارية وتوفير ملايين الجنيهات للدولة كانت تهدر فى أعمال الصيانة والترميم وتعويضات للمتضررين من سقوط عقارات بجانب القضاء على المناطق العشوائية.
زارت السوق العربية منطقتى الرزاز والشهبة بالدويقة ومنشية ناصر للاستماع لآراء الأهالى بعد افتتاح الرئيس المرحلة الأولى بحى الأسمرات.
يقول رضا عبدالنعيم أقيم بالمنطقة منذ عام 1990 فى حجرة بدون أى معالم للحياة الآدمية حيث لا يوجد بها أى نوع من الخدمات من مياه وصرف وكهرباء ونتمنى سرعة نقلنا من هذا المكان غير الصحى أسوة بالأهالى الذين تم نقلهم فى المرحلة الأولى.
توضح منال عيد أن من أهم المشاكل التى تواجهها هنا فى منطقة الرزاز عدم اعتراف الحكومة بنا خاصة أننا لا نستطيع استخراج أى أوراق رسمية من شهادات ميلاد وتطعيم وبطاقات الرقم القومى والتموين.
وينتقد حسن المهدى الحكومة حيث يقيم منذ ثلاثين سنة فى منطقة الشهبة وأيضا نواب مجلس الشعب لغيابهم عن دورهم، حيث يؤكد أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن الأطفال فى الدويقة فلم ينالوا التطعيمات اللازمة بسبب سقوطهم من دفاتر وزارة الصحة مما يهدد بانتشار العديد من الأمراض.
ويضيف حسين أبوالمعارف أقيم فى المنطقة منذ أكثر من عشرين عاما ومشكلة المياه من أكبر المشاكل التى نواجهها فى تصل 10٪ من المنطقة أما الباقى فنحن نعتمد على بائعى المياه للحصول على مياه شرب نقية بخلاف عدم وجود نظام للصرف الصحى فإننا نعتمد على الترنشات ويتم تفريغها بصورة غير دورية عن طريق سيارات الكسح.
أما بسمة سيد مقيمة منذ 40 عاما مريضة بالقلب والضغط تتمنى اهتمام المسئولين بالمنطقة المحرومة من جميع الخدمات وعمل كشوف حصر دقيقة لنا عن طريق الجيش ويتدخل الحى فى إعداد كشوف الحصر.
وتلتقط طرف الحديث وبغضب شديد مديحة لمعى أنقذت ابنتى الشهر الماضى من ثعبان تسلل من أحد الجحور إلى الحجرة وكاد يفتك بها لولا العناية الإلهية لأصبحت طفلتى فى عداد الموتى.
وتضيف انتصار عبدالحكم مقيمة فى منطقة الشهبة منذ 24 عاما فى حجرة بـ40 جنيها فى الشهر معها ثلاثة أولاد بخلاف زوجها أنه تنقسم سبل الحياة الآدمية من خدمات ومدارس وعيادات بالرغم من ذلك إلا أن الأولاد يصرون على استكمال تعليمهم فى مدارس تبعد الكثير عن المنطقة معرضين حياتهم للحيوانات المفترسة التى تخرج من الجبل.
تناشد هالة سيد الرئيس بالنظر بعين الرحمة إلى أطفال الدويقة وانتشالهم من هذه المنطقة ونقلهم إلى حى الأسمرات أسوة بمن تم نقلهم من قبل، حيث إننا نعش فى حالة من الرغب والفزع بسبب الحيوانات من الجبل ومهاجمتهم لنا بخلاف الحشرات وببراءة الأطفال تتحدث هناء جمال 9 سنوات بالصف الثالث الابتدائى مطالبة سيادة الرئس نفسى فى شقة حلوة ونظيفة وذلك لما نعانيه من خروج الثعابين والعقارب من الشقوق والجحور ولدغها للأطفال الصغار.
وتكمل بسنت على طالبة بالصف الأول الإعدادى فى فصل الشتاء ومع هطول الأمطار تغرق جميع الحجرات بالمياه لعدم وجود سقف بها بالإضافة إلى صعقنا بالتيار الكهربائى لأن جميع التوصيلات فى المنطقة بالجهود الذاتية ومسروقة من الأعمدة الرئيسية علما بأن الكثير من الحوادث والحرائق تشتعل هنا.
تطالب سعاد فتحى رئيس الجمهورية بسرعة الانتهاء من تشطيب المرحلة الثانية والثالثة بمنطقة الأسمرات وتسليمها لنا رحمة بكبار السن والمرضى والأطفال الذين يصارعون الموت لكل يوم بسبب الوضع السيئ.
أما سعدية فخرى فتصف الحالة المزرية التى تعيش فيها هى وأولادها وتقول بانفعال شديد نحن نعيش سبعة أفراد فى غرفة واحدة دون تهوية وهى تمنع ابنتها هناء البالغة من العمر 21 سنة من النزول ليلا لاستخدام المرحاض خوفا عليها من ذئاب البشر الذين يملأون المكان ليلا وأغلبهم سكارى أو مدمنو المخدرات ومن أجل لقمة تصل سعدية هى وابنتها فى قلب الزبالة من أجل بضعة جنيهات وهى تمنى أن تترك تلك المنطقة حفاظا على سلامة بناتها وتقول ابنتها هناء وهى تغالب دموعها نفسى أعيش مثل بقية الناس ويكون عندى حمام نظيف.
أما نعمة حبيب والقلق يبدو واضحا فى عينها: فوجئت منذ أيام بثعبان يخرج من الحوائط المشققة هذا بجانب الفئران التى نجدها أحيانا، إن كل ما نتمناه هو الخروج من تلك المنطقة والعيش فى سكن نظيف.
وفى منزل صغير تسنده الأعمدة الخشبية حتى لا ينهار تعيش بهية فرج وهى تبدو ذابلة منهكة من كثرة ما تتحمله من أعباء الحياة فهى تعول وحدها أطفالها الثلاثة بعد أن تركها زوجها وتدفع إيجارا 150 جنيها شهريا وتعيش بمعاش والدها الذى بالكاد يكفى متطلبات المعيشة فى هذا المنزل الآيل للسقوط تسكن 12 أسرة مهددة بالموت فى أى لحظة وتقول بهية لا ندرى إذا تركنا هذا المنزل ماذا سيكون مصيرنا لقد استأجرنا بحى منشية وننتظر أن يستجيب المسئولون لصرخاتنا من أجل إنقاذ أطفالنا من تلك الحياة البائسة.
وفى غرفة صغيرة لا تعرف أشعة الشمس طريقا إليها يعيش عماد فوزى وهو يعمل فى أحد مقالب الزبالة بزرايب منشية ناصر بعد وفاة والديه بمرض تليف الكبد حيث يقع معظم سكان تلك المنطقة فريسة للأمراض التى تنهش فى أجسادهم ولم يملك عماد فوزى المال الكافى لإنقاذ والديه من براثن هذا المرض فلقوا مصيرهم المحتوم.
وفى المنزل الجاور تعيش الجدة سيدة وهى تنفق على أحفادها الستة بعد وفاة ابنتها حيث تقوم ببيع قطع الحلوى وأحيانا تقوم بعمل أكواب من الشاى للمارة مقابل بضعة جنيهات قليلة وتقول ابنتها الأخرى التى تعيش معها نحن سقطنا من حسابات الحكومة ولا نملك سوى التضرع إلى الله حتى يرحمنا من العيش فى هذا المكان الكئيب.