السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» ترصد رأى المواطنين حول ارتفاع اسعار السلع الغذائية فى رمضان.. وجهود الحكومة فى التصدى لها

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 08:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» ترصد رأى المواطنين حول ارتفاع اسعار السلع الغذائية فى رمضان.. وجهود الحكومة فى التصدى لها

  محرر السوق العربية فى جولة بالأسواق
محرر السوق العربية فى جولة بالأسواق


مع حلول شهر رمضان الكريم يقف المواطن المصرى عاجزا بين ارتفاع أسعار الياميش والذى يعد من الأساسيات بالنسبة لكثير من الأسر فهو مرتبط دومًا بشهر رمضان فقد نجد أن وصل ثمن البلح من 15 إلى 40 جنيها، قمر الدين السورى من 25 إلى 45 جنيها، الخروب من 18 إلى 25 جنيها، العرقسوس من 20 إلى 30 جنيها، المشمشية المستورد من 40 إلى 55 جنيها، البلح المجفف من 12 إلى 16 جنيها، التين من 12 إلى 25 جنيها، السوبيا من 7 إلى 22 جنيها، الفستق 125 جنيها إلى 160 جنيها، البندق من 115 إلى 125 جنيها، القراصيا من 40 إلى 50 جنيها، لفة قمر الدين 8 إلى 12 جنيها، اللوز من 100 إلى 120 جنيها، الكركديه من 25 إلى 32 جنيها، عين الجمل من 135 إلى 140 جنيها، والكاجو من 120 إلى 125 جنيها، فهذه الأسعار رصدتها “السوق العربية” أثناء تجولها فى إحدى محافظات مصر وهى القليوبية، وبسبب هذه الأسعار المرتفعة رفع أهالى القليوبية شعار “بلاها ياميش رمضان”، ولم يقتصر الحال على الياميش فقط، بل وصل الأمر للدواجن التى وصل سعرها بين 25 و28 جنيها للكيلو وهذا السعر ليس فى القليوبية فقط بل فى معظم انحاء مصر، ولذلك ظهر خلال الفترة الماضية العديد من الحملات الشعبية على صفحات التواصل الاجتماعى التى نادت بمقاطعة المواد الغذائية ومنها “حملة بلاها لحمة” التى نجحت بحسب ما يؤكده القائمون عليها فى الوصول بسعر اللحوم من 120 إلى 70 جنيها، وهو ما شجعهم على طرح مبادرة أخرى وهى حملة “بلاها فراخ” للمطالبة بمقاطعة الدواجن بعد ارتفاع أسعارها.

ولذا تجولت “السوق العربية” فى أحد أسواق محافظة القليوبية، وبالتحديد فى مدينة بنها للتعرف على آراء المواطنين حول تلك الأزمة، وفى السوق وجدنا تباينا واختلافا بين المواطنين والتجار حول الاستجابة لهذه الحملات، التى تنادى بخفض الاسعار، حيث رفض عدد كبير من المواطنين المقاطعة لعدم جدواها، مبررين ذلك بأن مقاطعة الدواجن ستؤدى إلى زيادة أسعار اللحوم والأسماك، فى حين رحب بعض التجار فكرة المقاطعة، مؤكدين أنها ستعمل على تخفيض الأسعار وانتعاش حركة البيع والشراء.

ومن ناحيتها، قالت منال الرفاعى، ربة منزل: “على الرغم من رفضى الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية، خاصة الدواجن التى وصل سعرها إلى 28 جنيها للكيلو إلا انه لا يمكن التسليم بفكرة المقاطعة، خاصة بالنسبة للأسر التى تحرص على توفير البروتينات لأبنائها خاصة مع بدء الامتحانات”.

أما محمد إمام، مهندس، فانتقد فكرة مقاطعة المنتجات الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، موضحا أن عددا كبيرا من المستهلكين لا يقومون بفحص هذه المواقع ولا يهتمون بها بقدر ما يشغلهم البحث عن “لقمة العيش”، إلى جانب أن تلك الحملات تنادى بالمقاطعة دون تقديم البديل.

كما رفض أحمد خليل، محامٍ، حملة المقاطعة مشيراً إلى أن القبول بهذه الفكرة سيجعل عددا كبيرا من المواطنين يتجهون إلى استهلاك اللحوم والأسماك تعويضا عن الدواجن وهو ما سيؤدى إلى ارتفاع أسعارها أيضاً.

ورحب عدد آخر بفكرة المقاطعة، مشيرين إلى صعوبة تنفيذها، حيث أكد محمد وافى، صاحب محل أحذية، ترحيبه بالفكرة بسبب الارتفاع المتصاعد لسعر الدواجن الذى وصفه بغير المبرر، وقال جمال السيد، تاجر، إن فكرة المقاطعة يجب تعميمها بين المواطنين حتى يمتنعوا عن الشراء وهو ما سيرغم التجار على تخفيض الأسعار.

وعلى الرغم من تباين آراء المواطنين على المقاطعة، فقد رحب عدد من التجار بالفكرة بعد ارتفاع الأسعار التى أدت إلى كساد حركة البيع والشراء، مؤكدين استعدادهم للمشاركة فى الحملة، موضحين أنها سوف تساهم بشكل إيجابى فى الضغط على الدولة وكبار التجار لتخفيض السعر، خاصة أن ارتفاع الأسعار يؤدى لعزوف المواطنين عن الشراء وهو ما يؤدى إلى نفوق الدواجن ووقف حركة البيع، ووصف أحد التجار بسوق بنها، الارتفاع المتتالى لأسعار الدواجن بأنه غير مبرر، قائلا: “الفراخ بتموت من قلة الشراء”، مشيرا إلى أن سعر الدواجن البيضاء وصل إلى 25 جنيها، والبلدى 28 جنيها، والحمراء 25 جنيها والبط 35 جنيها، والحمام 40 جنيها، مشددا على أن هذه الأسعار سوف تشهد زيادات أخرى تصل لـ2 و3 جنيهات للكيلو مع حلول منتصف شهر رمضان.

وعن ارتفاع سعر الياميش فى رمضان، قال نوح أحمد، صاحب سوبر ماركت، “الأسعار السنة دى مرتفعة جدا، والإقبال على شراء الياميش وغيره من السلع الرمضانية ضعيف للغاية بسبب ارتفاع الأسعار وعدم الرقابة عليها، فالموظف البسيط لا يتحمل مثل هذه الأسعار، يعنى خسارة على التجار قبل المواطن”، بينما قالت أسماء منصور، مدرسة: ”ياميش إيه اللى هنشتريه بس إحنا نلاقى نشترى عيش وأكل للعيال فى الظروف والأسعار دى، إحنا مش بتوع ياميش”.

وأضافت سهير محمود، ربة منزل: ”زمان كنا بننزل قبل رمضان نشترى الياميش ومستلزمات رمضان، لكن بالأسعار دى هنشترى ربع كيلو من كل نوع، دا كيلو الرز وصل 8 جنيهات والفراخ البيضا وصلت 23 جنيها واللحمة 90 جنيها، يبقى الناس هتجيب ياميش ولا أكل تأكل عيالها”، ويقول محمود البدوى، صاحب سوبر ماركت شهير فى طوخ “الأسعار هذا العام ارتفعت بنسبة كبيرة ووصل ارتفاع بعض السلع إلى الضعف كالمشمشية التى كانت بـ36 جنيهًا ووصلت إلى 60 جنيهًا والبندق الذى أصبح بـ174 جنيهًا بعد أن كان بـ100 جنيه”.

وأضاف أن الأسعار ارتفعت على التجار، وبالتالى هناك بعض الزبائن لا تصدق الأسعار وهناك عدد من الزبائن بعد سماع الأسعار يترك البضاعة ويقرر عدم الشراء، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار المكسرات بطريقة جنونية جعلته يقرر إحضار كميات قليلة منها.

بينما قال الحاج فهد السورى، أحد التجار، “إن حركة البيع والشراء طبيعية كهذا الوقت من العام ولم تتبين حتى الآن، مؤكدًا ارتفاع الأسعار خاصة المكسرات والقراصيا والمشمشية”.

وتابع قائلاً: الأسعار زادت كتير وأسعار البلح يتراوح الكيلو من 10 إلى 32 جنيهًا، وارتفاع سعر القراصيا عن العام الماضى من 32 إلى 40 جنيهًا، وجوز الهند وصل لـ28 جنيهًا بعد أن كان بـ18 وارتفع سعر السودانى من 16 إلى 28 جنيهًا، كما أشار إلى ارتفاع المكسرات بمبالغ كبيرة فبعد أن كان سعر كيلو اللوز 90 جنيهًا أصبح 140، كما ارتفع سعر الفستق من 110 إلى 140 جنيهًا ووصل سعر عين الجمل إلى 148 جنيهًا بعد أن كان بـ120.

بينما أكدت الحاجة زهراء حمدى، ربنة منزل، على أن هذه الأسعار لم تناسب الجميع، وأشارت إلى أنها لم تقم بالشراء لغلاء الأسعار وعدم الرقابة عليها، وأضاف فاروق محمد، بائع، “حتى التمر اللى ممكن نفطر بيه بقى غالى طب نشترى إيه، حتى رمضان اللى كنا بنستناه كل سنة مش عارفين نشترى مستلزماته”، ويقول خالد أحمد، مدرس: “إن السبب فى تلك الأزمة هو ارتفاع سعر الدولار، وأصبح الإقبال على الشراء ضعيف جدا”.

ومن ناحية أخرى فقد قررت الحكومة وبعد الارتفاع الرهيب فى الأسعار وجشع التجار بشكل غير طبيعى تخصيص أرقام تابعة لغرفة عمليات مجلس الوزراء، وهى 27923049، و27923054، و27923051، و27923915، ورقم 16528 للشكاوى الحكومية، وذلك لتلقى شكاوى المواطنين الخاصة بارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية على مستوى الجمهورية، بهدف تفاعل الغرفة مع الأزمة والتدخل الفورى والسريع لحل مشكلاتهم، وبعد مرور أسبوع اعلنت غرفة عمليات مجلس الوزراء أن إجمالى عدد الشكاوى التى تلقتها الغرفة حتى الآن وصل إلى 109 شكاوى من المواطنين، وتفيد بوجود ارتفاع فى أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية فى بعض المحافظات على مستوى الجمهورية، وقد تمكنت الغرفة من التعامل مع جميع الشكاوى الواردة إليها وحلها.

وأشارت الغرفة إلى أن أكبر المحافظات التى تلقت الغرفة منها شكاوى هى محافظة القاهرة بإجمالى 43 شكوى تلتها محافظة الجيزة بإجمالى 16 شكوى، تلتها محافظة القليوبية بإجمالى 9 شكاوى، تلتها محافظة بنى سويف بإجمالى 6 شكاوى، تلتها محافظة الدقهلية بإجمالى 4 شكاوى.

ومن ناحية أخرى أعلن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، على تخفيض أسعار وبيع المنتجات والسلع بأسعار فى متناول جميع المواطنين، وذلك عبر المجمعات الاستهلاكية ومعارض أهلاً رمضان.

وبالفعل أثناء جولة “السوق العربية” فى محافظة القليوبية، وجدت تلك المعارض وتهافت عليها الكثير من المواطنين بل وطالبوا جميعاً بضرورة تواجد هذه المعارض طوال السنة متمنين التوفيق لجميع المسئولين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولم يكتف هذا المعرض فقط فى مدينة بنها فقد أعلن المهندس جمال السيد وكيل وزارة التموين فى القليوبية، إقامة معرضين لبيع السلع الغذائية وياميش رمضان، بجانب معرض بنها، وذلك فى مدن شبرا الخيمة والقناطر الخيرية، وبأسعار مخفضة لتخفيف العبء على المواطنين خلال شهر رمضان الكريم، ومحاربة جشع التجار.

وأضاف، أن أماكن المعارض الثلاث سوف تكون فى مدينة بنها بجوار نقابة المحامين، أمام النادى الرياضى، وفى مدينة القناطر الخيرية بجوار مجلس المدينة، وفى شبرا بشارع 15 مايو، وتشمل المعارض الأماكن الرئيسية والتى بها أكبر نسبة سكانية وأقرب للقرى المحرومة.

كما افتتح اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية، عددا من معارض السلع الغذائية لبيع المنتجات الغذائية بكفر شكر والخانكة بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم.

وعقب افتتاح المعرض أقبل المواطنون ليشتروا السلع الأساسية واللحوم التى تباع بسعر 50 جنيها للكيلو كما يباع كيلو الأرز بـ5 جنيهات وبالنسبة لياميش رمضان فيبدأ البلح من 3 جنيهات للكيلو إلى 12 جنيها والزبيب بـ30 جنيها للكيلو وقمر الدين يبدأ من 6 جنيهات للكيلو حتى 20 جنيها، كما تم عرض الدقيق بسعر 3.5 جنيه للكيلو، كما تراوح سعر الزيت من 9 إلى 10 جنيهات للعبوة 1 لتر.

كما أعلن جهاز مدينة العبور فى القليوبية، عن افتتاح منفذ جديد لبيع لحوم ومنتجات القوات المسلحة، بمنطقة إسكان الشباب أمام سوق المدينة، للتخفيف عن المواطنين حيث تقدم السلع بأسعار مخفضة.

ويبدأ سعر اللحوم من 35 إلى 45 جنيها للكيلو والفراخ 21 جنيها للكيلو و26 جنيها لكيلو الزبدة، بالإضافة إلى منتجات من الخضار والسلع الأساسية والرمضانية بأسعار تقل عن الأسعار الخارجية، وهذه المعارض ليست فى القليوبية وحسب بل فى جميع محافظات مصر.

ومن كل هذا نجد ان الحكومة تحاول بشتى الطرق تخفيف العبء عن المواطنين، بل ومحاربة جشع التجار بشتى الطرق ولكن يدا واحدة لا تصفق أبداً فلابد من تكاتف جميع المواطنين مع المسئولين للحد من ظاهرة ارتفاع الاسعار والوقوف أمام جشع التجار الذين ليس لهم أى ضمير أو حب تجاه هذه البلد بل هدفهم الوحيد الكسب غير المشروع وتدمير المواطن المصرى وجعل الحكومة داماً فى مأزق، وسوف تواصل “السوق العربية” متابعة كل ما هو جديد بخصوص ارتفاع الاسعار وطرق التصدى بكفى الطرق سواء من المسئولين أو المواطنين.