السوق العربية المشتركة | السوق العربية تطرح القضية: كن صاحب عمل بدلا من البحث عنه واصنع لنفسك فرصة لحياة أفضل

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 09:47
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

السوق العربية تطرح القضية: كن صاحب عمل بدلا من البحث عنه واصنع لنفسك فرصة لحياة أفضل

محرر السوق العربية اثناء التحقيق
محرر السوق العربية اثناء التحقيق

د.فتحى فكرى وزير القوى العاملة الأسبق: الشباب مطالب بالعمل الحر والاتجاه للمشروعات الصغيرة للحد من البطالة
تمتع سوق العمل المصرى اعتبارا من عام 1957 وحتى مطلع عام 1967- بدرجة عالية نسبيا من التوازن بين العرض والطلب على القوى العاملة، واختفت البطالة تقريبا، حيث قامت الحكومة فى ذلك الوقت بتعبئة قدر جيد من الاستثمارات لتمويل وتنفيذ عدد من المشروعات مثل التصنيع، السد العالى، استصلاح الأراضى الصحراوية، التصنيع الحربى والتوسع فى أنشطة القوات المسلحة، ما كان له أثر بالغ فى توفير قدر كبير من فرص العمل والتشغيل، وانخفضت البطالة إلى أدنى حد لها.

وشهدت الفترة التالية- اعتبارا من حرب 1967 إلى منتصف التسعينيات- تغيرا فى أولويات السياسة الاقتصادية، حيث أصبحت عملية تحرير سيناء والتعبئة للحرب تحتل المرتبة الأولى من الأولويات، وتأخرت مشروعات التنمية الاقتصادية إلى المرتبة الثانية، بل أصبحت فى خدمة اقتصاد الحرب.



وقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادى نظرا لصعوبة توفير الاحتياجات الاستثمارية حتى لتوفير مستلزمات الإنتاج، ووصل الأمر إلى تعادل الاستهلاك مع الناتج المحلى دون إتاحة فائض للادخار لتوجيهه إلى الاستثمار، وعليه فلم تشهد هذه الفترة نموا اقتصاديا حقيقيا؛ ما نجم عنه قصور فى توفير فرص عمل جديدة إلى الان.

وشهدت مصر فى الاونة الاخيرة العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتفهمت الدولة أن خير سبيل لتحسين الاحوال الاجتماعية والاقتصادية والسير فى طريق التقدم والنمو هو دفع الشباب إلى العمل الحر والاعمال الحرفية وتحرير القوى الاقتصادية فى المجتمع بأقل قدر من التدخل الحكومى.

وأيقنت الدولة المصرية ومؤسساتها أن العمل على تغيير ثقافة الشباب للعمل لدى القطاع الخاص والتوجه للاعمال الحرة، وتوعية الأسرة المصرية لأبنائها بسرعة الدخول فى الحياة العملية لحين توافق مخرجات العملية التعليمية مع متطلبات سوق العمل من اهم العوامل لمكافحة مشكلات البطالة المتفاقمة.

وقال د.فتحى فكرى وزير القوى العاملة الاسبق ان الوظيفة تعتبر حلم كل شاب بعد التخرج ويتمنى أن تتوافر فى مجال تخصصه وأن يكون مناسبا لها وأن تكون بعائد يكفل له أن يحيا حياة كريمة. ولكن فى الحقيقة يصعب حدوث ذلك نظرا لارتفاع أعداد الخريجين وقلة فرص العمل المطلوبة أو التخصصات النادرة غير المتوفرة فى الخريج ما يجبره على العمل فى غير تخصصه. وحيث إن الوظيفة الحكومية صارت صعبة المنال فعلى الشباب عند ذلك الاتجاه إلى طريق آخر غير الوظيفة الحكومية وهو الاتجاه إلى العمل الحر كالمشروعات الصغيرة أو العمل الخاص. فمن خلال العمل الحر يستطيع الشباب إثبات ذاتهم وتحقيق ما يحلمون به، ومن خلاله يمكن أن تنخفض نسبة البطالة فى مصر، وبالتالى يتم الحد منها إلى درجة كبيرة.

وقال د.مصطفى السعيد الخبير الاقتصادى: المجتمع المصرى لديه تراث ثقافى متحيز ضد العمل الحر والاعمال الحرفية، مبرهنا على ذلك من خلال الامثال الشعبية التى تؤكد أهمية دور العمل الحكومى فى معتقدات الناس (إن فاتك الميرى؛ اتمرمغ فى ترابه).

ويسأل عن ذلك الدولة إلى جانب المؤسسات الثقافية فى المجتمع والجامعات المسئولة عن إعداد الشباب وتهيئتهم نحو العمل.

ورأى السعيد ان وسائل الاعلام خاصة السينما لعبت دورا سلبيا للغاية بنقل هذا التراث الثقافى السلبى من جيل إلى اخر وتجسيد اصحاب الاعمال الحرفية فى معظم الافلام على انهم الفئة الاقل تعليما وثقافة فى المجتمع والأكثر تعرضا لادمان المخدرات ما ساهم بصورة كبيرة فى خلق صورة ذهنية سلبية عن كل ما يقوم بعمل حرفى والنظر اليه على انه من الفئات الاقل ثقافة وتعليما فى المجتمع.

وقال وهب الله وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان على الدولة تشجيع العاطلين على العمل الحر من خلال تقديم برامج التدريب المناسبة وتوفير التمويل اللازم لبدء هذه المشروعات. فمثلا الدول التى تقدم اعانة بطالة، تستبدلها بملغ مالى يقوم به الشخص العاطل من خلاله بعمل مشروع صغير يتكسب منه وكان لهذه التجربة عظيم الاثر فى نفوس الشباب حيث ادرك الشاب انه ينفذ حلمه ويعمل ما يحب وبات صانع قراره لا يكون موظفا لدى أحد ما يعطيه الحرية فى التصرف، بالإضافة إلى الثقة بالذات والشعور بالسعادة عند إدراك أن الناس يقدرون ما ينتجه وارى ان الدولة فى استطاعتها القيام بمثل هذه المشروعات فخريج الزراعة يجب أن يزرع الأرض أو يشرف على زراعتها، وخريج التجارة يجب أن يقوم بمشروع تجارى استثمارى أو يديره هكذا. ولا بد من الحزم والضبط فى هذه الأمور فلا تسلم الأرض الزراعية لمن يتاجر فيها ولا يزرعها.

وقال د.أحمد عبدالظاهر رئيس الاتحاد العام لعمال مصر الاسبق: التوجه إلى العمل الحر والاعمال الحرفية افضل بكثير من انتظار قطار الوظائف الذى بات يتأخر كثيرا ولا يجب ان يبقى الشاب الحالم بمستقبل افضل وحياة كريمة فى انتظار وصول القطار فكن صاحب عمل بدلاً من باحث عن عمل واصنع بنفسك فرصة عمل لحياة أفضل، واثبتت التجارب فى بعض الدول قدرة مشروعات شباب الأعمال فى التشغيل والحد من مشكلة البطالة باعتبارها الوسيلة الأفضل والمتاحة فى ظل تفشى ظاهرة البطالة وعدم مقدرة الحكومات على استيعاب المزيد من القوى العاملة لذا فإن أولوية أى اقتصاد هى دعم ومساندة شباب الأعمال، وذلك ليس من باب الرفاهية كما يعتقد البعض، لكن من باب الحفاظ على التماسك الاجتماعى والأسرى بالمجتمع، ونبذ العنف، بما يحقق الاستقرار الأمنى والسياسى بالدرجة الأولى.

وقامت السوق العربية باستطلاع آراء بعض الشباب امام جامعة القاهرة للتعرف على مدى قبولهم أو رفضهم العمل فى مجالات اخرى غير دراستهم.

قال كريم أحمد بكالوريوس تجارة: انا اتخرجت فى جامعة القاهرة فى عام 2013 ومقعدتش فى البيت استنى وظيفة واشتغلت فى مجال الملابس وفتحت محل والشغل مشى كويس وفتحت انا وصحابى مكتب جملة واشتغلنا فى التى شيرتات المصرى والحمدلله بنكسب كويس بس بصراحة انا والدى ساعدنى وهو اللى يعتبر فتحلى المحل والمشكلة ان معظم الشباب عندهم افكار جميلة بس ينقصهم التمويل ومش كل الشباب اهاليهم تقدر تساعدهم ماديا ولو الدولة قدرت تمول مشاريع الشباب هيبقى شىء عظيم.

وقال مصطفى حسين طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة: لم يعد فى استطاع الدولة توفير فرص عمل لكل هؤلاء الشباب فى القطاع الحكومى فاعداد الخريجين هائلة وكثير منهم لا تتوافق مؤهلاتهم مع متطلبات سوق العمل وانا أرى انها مسئولية الدولة من الدرجة الاولى وعليها خلق فرص عمل مناسبة للشباب فى القطاع الخاص والبحث عن استثمارات جديدة لاستيعاب كل هذه الاعداد.

وقال أحمد خالد طالب بحقوق جامعة القاهرة الحكومة خلاص مبقاش فيها شغل ولا مكان لحد يتعين وكل شاب لازم يشوف لنفسه شغل اذا كان مشروع يفتحه أو حتى صنعة والشغل مش عيب العيب انك تقعد فى البيت واهلك يصرفوا عليك وانا لسه بدرس فى الجامعة لحد دلوقتى وبشتغل فى المبيعات فى كارفور عشان عارف انى مش هشتغل بشهادتى والدولة برضه عليها دور كبير بانها لازم توفر فرص عمل فى القطاع الخاص عشان كل الشباب يشتغل.

وقال مصطفى حسن بكالوريوس حقوق: انا بشتغل فى شركة مقاولات وبنزل مواقع العمل مع العمال بس المشكلة ان مفيش تأمين علينا ولو واحد فينا تعب أو حصل له حاجة مع السلامة بيمشى ولازم الحكومة تغلظ العقوبات على الشركات المخالفة لقوانين العمل ويبقى فى مراقبة حقيقية على شركات القطاع الخاص حتى لا تتهرب من التأمين على العمال والموظفين.

وقال محمد وعمر وحسن وعبدالله وهم من طلبة كلية العلوم جامعة القاهرة: لازم كل شاب يطور من نفسه ويؤهل نفسه بنفسه على احتياجات ومتطلبات سوق العمل والشاب الذى لم يجد فرصة عمل فى مجاله عليه ان يسعى إلى اكتساب مهارات وخبرات فى مجال اخر غير دراسته أى كان هذا المجال والشغل مش عيب اما على مستوى الدولة فيجب ان يكون من اولويات الحكومة توفير المزيد من الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الخريجين وللحد من نسب البطالة المتزايدة.