
أمانى الموجى
عندما يبكي الوطن
منذ سنوات عديدة ومصر تعانى من تحديات وأزمات ومشاكل لكن بفضل الله تعالى ثم جهود أبناء هذا الوطن الشرفاء نتجاوز كل المحن ونعبر كل التحديات ونواجه كل العقبات بعزيمة وصبر وقوة إلى أن ننهض من جديد، وما أن نبدأ فى التعافى إلا ونجد تحديا جديدا وكأن هذا البلد وهذا الشعب- المغلوب على أمره- خلق من أجل المؤامرات والأحقاد والضغائن لكن وبرغم ذلك فالله تعالى خير حافظ لهذا العظيم وهذا الشعب الوفى لوطنه.
منذ أن طلت علينا ثورة 25 يناير بنورها وبدأت المشاكل والتحديات السياسية أو الاقتصادية التى تواجهنا لكن دائما ما يكون هناك قيادات سياسية حكيمة تواجه تلك العقبات.
نعم هناك مؤامرات ضد مصر ليست فى السنوات الأخيرة فقط لكنها منذ بدء الخليقة وسبحان الله الذى جعل هذا البلد مقبرة لكل الغزاة والطامعين، حاول الحاقدون خلق الأزمات بين قطبى الأمة لكنهم فشلوا ولم يدركوا للحظة أن شعب مصر بكل فئاته مسلمين ومسيحيين يضعون مصلحة مصر دائما فوق كل شىء إلى جانب العلاقات الاجتماعية وطبيعة أخلاق الشعب المصرى الكريمة التى جعلته شعبا كريما خلوقا منذ فجر التاريخ، ولم يدرك هؤلاء «الفشلة» المتآمرون أن مصر هى التى صنعت التاريخ وليس العكس، ولم يدركوا أن التاريخ يعنى مصر ويعنى حضارتها.
إننى أود اليوم الحديث عن الأزمات التى تواجهنا وبفضل الله وكرمه نجتازها بصبر وعزيمة الرجال، فالله تعالى لا يريد لهذا البلد إلا الصلاح والإصلاح، وآخر تلك الأزمات حادث سقوط الطائرة المصرية فى البحر المتوسط الأسبوع قبل الماضى والتى أدمعت لها العيون وحزنت عليها القلوب، وأيا كانت أسباب الحادث فإننا لا نملك إلا الصبر والدعاء لهؤلاء الشهداء الذين لاقوا ربهم.
لقد كان لهذا الحادث أثر كبير فى قلوبنا جميعا وأكثر ما زاد حزنى وفاجعتى هو حزن الوطن.
نعم لقد بكت مصر من قلبها على أبنائها ضحايا طائرة مصر للطيران، بكت مصر ليس عليهم فقط وإنما على أرواح كل شهيد سالت دماؤه على تراب هذا الوطن الطاهر دون ذنب، وكل ذنب هؤلاء الشهداء أنهم أبناء مصر.
بكت مصر وبكينا جميعا ولكن عندما يبكى الوطن فإن السكوت يعتبر خيانة وعدم الاهتمام خيانة أكبر.
لقد تحركت أجهزة الدولة كلها لمعرفة ملابسات الحادث وأعلنت الحكومة الحداد وتحرك الجيش المصرى بإمكاناته القوية للبحث عن الطائرة وتواصلت كل الأجهزة المعنية بنظيراتها فى دول عديدة لكشف غموض الحادث، وأكرر أنه أيا كانت الأسباب ففى النهاية هناك أرواح ذهبت إلى خالقها دون أن تقترف أى ذنب، لا نملك إلا الدعوات لهم بالرحمة والمغفرة ولمصرنا الغالية أن يحميها الله عز وجل من كل متآمر وخائن وسفيه.
يا مصر دائما أنت التاريخ ويا مصر دائما لك الله رب العالمين.