السوق العربية المشتركة | مواقع التواصل الاجتماعى بين الفوضى والشائعات

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 13:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مواقع التواصل الاجتماعى بين الفوضى والشائعات

محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين
محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين

نحن الآن فى قلب زمن التواصل الافتراضى عبر مواقع التواصل الاجتماعى ولكننا فى الوقت ذاته فى قلب زمن انقطاع التواصل الإنسانى الحقيقى بين البشر، بل فى قلب ضمور التواصل المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب الاستهلاك المخيف لأوقاتنا فى التحاور والمشاهدة عبر العالم الافتراضى فى هذا الفضاء الإلكترونى الحافل بالدهشة والتجدد والإثارة، بإمكانك أن تحصل على ما تريد من معلومات بضغطة زر وبإمكانك أن تكون فاعلا فى أى حملة اجتماعية أو سياسية وأن تشارك بالرأى فى كل ما يهمك أو لا يهمك لكنك فى الوقت ذاته مكشوف حتى النخاع أمام إدارة عالمية قادرة على الفرز والتصنيف واستخدام كل ما تكتبه أو تنشره على مواقع التواصل فيما لا يخطر لنا على بال عن طريق الفيس بوك وتويتر قامت ثورات وحركات احتجاج وحملات ضد حكومات وعن طريق هذه الأدوات أيضا تم تخريب مجتمعات وتلويث سمعة أشخاص وتدمير حياة أسر بكاملها وعن طريق الفيس بوك انتقل أشخاص من حضيض الفقر إلى قمة الثراء بينما تعرض آخرون للنصب والابتزاز وانتهت تجاربهم خلف قضبان السجون، اللافت أيضا أن مواقع التواصل الافتراضى تحولت إلى واقع مزمن تتعامل معه على مدار الساعة أجهزة مخابرات عالمية وشركات عملاقة وخبراء معلومات وقراصنة وجواسيس وشبكات دعارة ومخدرات وتهريب آثار الأمر الذى دفع العديد من الدول ومن برلمانات الدول إلى التنبيه على مخاطر إتاحة هذه المواقع للمواطنين دون ضوابط أو دون رقابة صارمة وفى المقابل يقف المدافعون عن الحريات دون حدود ضد هذا التوجه باعتباره قيدا جديدا على الحريات العامة، كالعادة «السوق العربية» تفتح الملف الشائك تسأل وتناقش وتحاور إلى أين سيأخذنا هذا الواقع الافتراضى وما الذى يخبئه مستقبل انسحاب البشر من الحياة الحقيقية وانكفائهم خلف شاشات مضيئة فى ركن مظلم يطلون منها على أقصى درجات الحرية دون ضابط أو رابط هو عالم افتراضى كبير يتلخص فى شاشة زجاجية تعكس واقعا فريدا من نوعه كثيرا ما يتنافى مع الواقع الحقيقى الذى نعيشه علاقات بشرية أساسها الاتصال الحى والتفاعل الملموس تحولت بمرور الوقت إلى «لايك وكومنت وشير» لنقضى على ما تبقى بداخلنا من شعور فطرى إهدار الوقت وخلق حواجز كبيرة بين الآباء والأبناء.



وتراجع المستوى الفكرى للشباب سلبيات يعكسها مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك استسلم إليها كثيرون حتى تحولوا بمرور الوقت إلى أشخاص مدمنين دون وعى رغم اعتراف البعض بتأثيره السلبى على حياتهم إلا أنهم مازالوا يحرصون على استخدامه بدافع كسر الروتين والتسلية والقضاء على الملل، مشهد متكرر يصطدم به البعض بمجرد أن تدلف أقدامهم أحد المنازل تجتمع الأسرة فى ركن واحد ينغمس كل منهم فى هاتفه يتصفح شتى المواقع ويتحدث عبر الفيس بوك هذا ما رأته بدرية محمد طالبة بكلية التربية جامعة المنيا فى منازل كثيرة تشمل أقرانها وأقاربها وجيرانها بيوت كثيرة جدا داخلها كل واحد ماسك موبايله فى عالم لوحده وما حدش بيتكلم مع حد ده غير الجفاء اللى بيسيبه الفيس بوك بين الإخوات خصوصا عشان سنهم صغير قليل لما تلاقى أخت بتحكى لاختها عن حياتها برضة بالنسبة للأصدقاء فى بعض الناس بقت بتكتفى أنها تسأل على صحابها فى الشات بدل ما يشوفوا بعض أو يتصلوا ببعض وده طبعا بيؤثر كثيرا فى العلاقة بينهم اللى هتلاقيها بتقل تدريجيا إلى جانب بقى الرموز التعبيرية اللى كل الناس بقت تتخفى وراها يعنى مش كل اللى يبعت سمايل بيضحك أو يبقى فرحان فعلا ولا كل اللى يبعت سمايل مضايق أو بيعيط بيكون فعلا زعلان تؤكد الفتاة العشرينية أن علاقتها بأسرتها أصبحت أكثر تعقيدا، بالإضافة إلى أنها تهدر الكثير من وقتها أمام الفيس بوك ورغم ذلك فإنها غير قادرة على اتخاذ قرار صارم بتحديد وقت معين لاستخدامه، ما بقتش اتكلم مع ماما كتير هى نفسها قاعدة فى أوضة وماسكة موبايلها وأنا كمان عمرى بيضيع وأنا قاعدة على الفيس وعمالة أقلب وأتصفح فى كلام معظم الوقت بيكون مالوش لازمة الفيس والواتس وكل الحاجات دى بقت بتضيع الوقت بشكل مش طبيعى الواحد بيقعد قدامها بينسى نفسه واليوم اللى بيكون النت فيه فاصل بحس فعلا إن اليوم فيه بركة وممكن أعمل فيه كذا حاجة أدمنته لدرجة إنى بفتحه أكثر فى الوقت اللى عندى فيه حاجات مهمة.

ولكن بدأ الأمر أكثر صعوبة لدى ألفت شحاتة طالبة بكلية الآداب التى اكتشفت وجود أكونت زائف يحمل اسمها وصورتها الشخصية ما كان سببا فى إثارة الرعب والفزع بداخلها «لقيت أكونت سارق صورتى ومنتحل شخصيتى اتخضيت جدا ونبهت كل أصحابى يعملوا بلوك لحد ما أتقفل خالص»، حالة من الانعزال أصبحت ألفت تعيش فيها بعد أن صار الفيس بوك ملاذها الأساسى للتحدث إلى زملائها أو أقاربها مشاعرنا بقت إلكترونية بشوية إيموشنات أنا شخصيا أدمنته بأقعد عليه أكثر ما بأقعد مع أهلى ومستواى فى الدراسة قل وبقيت منعزلة عن كل الناص نشر الشائعات والأكاذيب سلبيات بارزة للفيس بوك كما تراها الفتاة العشرينية تقول الفيس بوك أكثر مكان لنشر الشائعات كثير بيتعمل قص الفيديوهات مثلا المسئولين وعلماء دين ويتاخد جزء معين منها يتعمل عليه شائعات زى الفل وطبعا الكل بيصدق بسهولة لأننا ما عندناش ثقة التأكد من صحة المعلومة التى بنشوفها فى مصر.

استياء انتاب عصام عيد العامل بإحدى شركات السيارات بعدما عقد مقارنة بين حياته قبل الفيس بوك وبعد الدخول كان عندى وقت فاضى أشوف أصحابى وأقعد مع أهلى كنت ممكن أفتح الياهو نص ساعة وخلاص دلوقتى ممكن أقعد 15 ساعة متواصلة قدام الفيس وأنا مش حاسس بنفسى كمان بشوف ناس كثيرة بتكتب مشاكلها الشخصية وتأخذ رأى الأصدقاء ويلغوا وجود الأب والأم.

أما إيمان فريد، واحدة من فتيات كثيرات تعرضن لسرقة حسابهن عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ما كان سببا فى حدوث مشكلة مع أصدقائها وأقاربها فتقول: جالى رسالة أنه تم تسجيل الدخول من مكان تانى عرفت إنه اتسرق حاولت أغير الباسورد ما عرفتش دخل لأصحابى وزمايلى فى الشغل وقالهم محتاج فلوس عشان أنا فى المستشفى ضرورى قدرت أغير الباسورد بعد 20 دقيقة فتحت لقيت ماسجات جات اللى يقول لى الفلوس وصلت ولا لأ واللى يقول لى عاوزة مبلغ كام طبعا انهمرت من البكاء وكنت محرجة جدا واعتذرت للناس بس كان موقف محرج وسيئ للغاية.

بينما يرى أسامة عبدالله أن الفيس بوك يعكس المستوى النمطى والأخلاقى لكل من يستخدمونه فيه اللى بيتكلم بصيغة أنثى عشان يكون أكبر عدد من الأصدقاء وفيه اللى بيستخدموه عشان علاقات خاصة معظمها للأسف بتكون غير مشروعة، أنا كنت شبهت الفيس بالمذكرات اللى كان الواحد بيلجألها زمان عشان يدون أحداث يومه من مواقف وردود فعل مباشرة وغير مباشرة مر بها طوال هذا اليوم لكن أنا بعترف إن الواقع مش كدة خالص غيرنى أضيق الحدود عشان الناس بتتجمل ومنشوراتها بتكون معظمها معلومات غير دقيقة وساعات كاذبة.

يؤكد مظهر فهمى أيضا أن الفيس بوك كان له تأثير كبير فى نشر الأكاذيب والخدع بين كثيرين هو مش أكبر موقع تواصل اجتماع لأ ده أصبح أكبر موقع تواصل للكذب والخيانة فى مصر والعالم كله، أصبحنا معقدين وبسبب الحياة الصعبة سواء فى المعيشة أو التعليم أو البيت بقينا بنتكلم ونحكى على حاجات مش موجودة غير فى الخيال وأحلى حاجة فينا يكون الواحد عاوز يثبت لشخص آخر إنه أحسن منه حتى لو هو فى عز الوجع تلاقيه كاتب لك يشعر بالسعادة يشعر بالمرح يشعر بالتفاؤل البنت أو ما تلاقى ولد عامل لها لايك يا سلام فارس أحلامى وصل ولسه من خمس دقائق منزلة بوست تشعر بالغدر خدعنى الخاين، أما الشاب المصرى فلانتينو بقى أول ما يلاقى لايك من بنت يا سلام والله حبتها من صورة الوردة اللى صورتها الشخصية ويبدأ الحوار بينهم أكبر قصة كدب فى التاريخ.

وبعد يومين تلاقيه حب صاحبتها وهى حبت صاحبه والله قلبنا كبير كمصريين بينما وجد الشاب الثلاثينى جانبا آخر بارز للفيس بوك يشمل البيدجات والجروبات الدينية التى تحرص على نشر الوعى والنصائح للناس من أكثر السلبيات كما أننا ممكن ما نكلمش بعض بالشهور بنطمن على بعض من منشوراتنا وبنتكلم بلغة اللايك وعن حياته قبل إدمان الفيس بوك يقول كنت بأقعد مع أهلى وإخواتى كتير جدا وبأخرج مع أصحابى كل يوم لازم نشوم بعض إنما بعد الفيس كل حاجة اتغيرت ما بقتش أقعد مع أهلى زى الأول.

داخل الفصل الدراسى تجدهم يحدقون فى هواتفهم وعلى مائدة الطعام يقلبون فى صفحات الفيس بوك وكأن الحياة وقفت عندهم على متابعة مواقع التواصل «جريدة السوق العربية» تحدثت مع عدد من الأطفال فى أعمال مختلفة عن أسباب انجذابهم إلى العالم الافتراضى وهروبهم من الواقع.

قاسم بهجت بالصف الثانى الإعدادى يستخدم مواقع التواصل منذ ثلاث سنوات، فهو يراها منقذا له ولزملائه ووسيلة بينهم لتبادل المعلومات والدروس التى يتلقونها، إضافة إلى شرح الأجزاء غير الواضحة الفيس بوك عليه كل حاجة احنا عاوزينها، ألعاب كتير وأصحاب المدرسة والجيران وكمان أهلى اللى مابعرفش أزورهم بنتقابل فى الدردشة أنا تقريبا كل معلوماتى بأخدها منه وحرص قاسم على تكوين صداقات جديدة سواء من نفس العمر أو أكبر جعله يفتش بين الصفحات ليجمع أكبر عدد من الأفراد على صفحته لتبادل الثقافات والخبرات للبيئات المختلفة احنا مواقع التواصل كبرتنا قبل الأوان بأوان بقينا نعرف كل حاجة عن كل شىء بنعرف أخبار الانفجارات فى كل مكان فى العالم وأخبار قبل هما ما يعرفوها احنا جيل ما يتخافشى عليه لكن يتخاف منه.

أنا نفسى الناس تعرفنى وأبقى مشهور والفيس بوك بيحقق ليا الحلم ده كل الناس فى منطقتى يعرفون كل لحظة فى حياتى بوثقها بصورة وارفعها على الأكونت حسب خالد قرشى ابن الـ12 عاما الذى حرص على وجود والديه على حسابه الشخصى ليتواصلوا من خلاله فهو يرى أن مواقع التواصل أتاحت كل شىء ولم يعد هناك عائق فى الحصول على معلومة أو التحدث إلى شخص ما على مستوى العالم على فكرة الفيس بوك مش كله دردشة فيه صفحات بتعرض معلومات مفيدة وكمان عليه ألعاب كتيرة واللى يقول إنه بيضيع وقتنا غلطان ده احنا بنستفيد منه أكثر من المدرسة.

استخدام مواقع التواصل الاجتماعى نيرمين رضا ضرورة من ضروريات الحياة حتى باتت تتنفسه كالماء والهواء فهى تحرص على اصطحاب تليفونها المحمول فى جميع خروجاتها العائلية للهروب من الأحاديث التى لا تعنيها فى شىء والتحدث مع أصدقائها الافتراضيين بقعد على الفيس بوك 8 ساعات فى اليوم فى المدرسة وكمان وأنا نايمة تحت البطانية قاعدة ألعب وأطمن على أصحابى قرارات شراء الملابس لم تعد ترجع نيرمين لأسرتها لمساعدتها فيها بل صفحات التواصل خدمتها فهى تستعين بها لتصفح كل ما هو جديد على صفحات المحلات الشهيرة ومن ثم تتجه بصحبة زملائها بالصف الأول الإعدادى لشراء الملابس التى شاهدوها واختاروها من مواقع التواصل.

أنا عندى فيس بوك وانستجرام وتويتر كل واحد عندى ليه استخدام الفيس بكلم أصحابى عليه وانستجرام بشوف صور المشاهير وبتعلم منهم اللبس وتويتر بقى معقد بس بتابع الأخبار الأجنبية عليه ماما دايما بتتخانق معايا عشان بقوم وأنام على الموبايل والكمبيوتر بس أنا حياتى كلها بقيت على مواقع التواص الاجتماعى.

على عكس من سبقوه لم تمثل مواقع التواصل الاجتماعى مساحة للتعلم والبحث لدى الطفل محمد هريدى الطالب بالصف الثانى الإعدادى الذى لا يعرف عنها سوى المحادثات مع الآخرين سواء كانوا يعرفونه معرفة شخصية أو أصدقاء افتراضيين، أنا بذاكر شوية وأقعد اتكلم مع صحابى شوية ماشى بمبدأ حبة لعقلك وحبة لأصحابك وفيسك ويستكمل لما بزهق من أصحابى والرغى فى أى حاجة تافهة بروح أتفرج على فيديوهات وأغانى شعبى أنا بعرف كل أخبار المنطقة من الفيس بوك مين اتجوز ومين طلق وحتى اللى بيموتوا على فكرة أنا مدمن فيس بوك يراها بعضهم عدوا لهم بسبب انشغال أولادهم وأحفادهم بها هى التكنولوجيا الحديثة التى قضت على لمة العائلة واختفى بسببها المعنى الحقيقى للدفء الأسرى والتواصل بين أبناء العائلة وأصبح أفراد الأسرة يجلسون فى غرفة واحدة دون أن يتحدثوا مع بعضهم كل منهم مشغول بعالمه الافتراضى شىء أصبح يغنى الشاب عن الفيس بوك وتويتر ولا عزاء للكبار الذين باتوا يشعرون بالوحدة.

جريدة السوق العربية حاولت التحدث إلى أكثر أفراد الأسرة تضررا وهم كبارها سنا بعضهم لجأ إلى فصل خدمة الإنترنت من خلال المنزل والبعض الآخر قبل بها كأمر واقع ومنهم:

يوسف رفعت مدرس كمبيوتر الذى يرى أن مواقع التواصل الاجتماعى أفسدت حياة الأسرة المصرية، حيث فقد الأهل التواصل مع أبنائهم باتوا لا يعرفون عن بعضهم شيئا ما دفع الرجل الخمسينى لقطع الخدمة عن أبنائه حتى يرجع المنزل لسابق عهده ويقول يوسف: لما زهقت من شغف ولادى بمواقع التواصل الاجتماعى فصلت النت عنهم وقلت لهم دا سلاح ذو حدين واحنا بنستخدمه غلط ومحدش فينا يعرف حاجة عن التانى قطع الخدمة عن منزل الرجل الخمسينى لم يكن لغياب دور الأبناء داخل الأسرة وعدم التفاعل كما كانت العلاقات من قبل فقط، وإنما لخوفه من المعلومات الخاطئة التى يتداولها أبناؤها فصلت النت من البيت وبرضوا عملوا خدمة على الموبايل طول ما احنا قاعدين كل واحد مبحلق فى تليفونه، فجربت أدخل أشوف هما بيعملوا ايه فمستحملتش أقعد يومين عليه.

يقول بركات جاد على المعاش يعانى هو الآخر من مواقع التواصل الاجتماعى فلديه ولدان «قايمين نايمين على الفيس بوك» على حد وصفه حتى فقد الاتصال مع ابنيه ومحاولاته المستميتة لإبعادهما عنه باءت بالفشل حتى إنهما دفعاه هو الآخر لدخول عالمهما الافتراضى الذى سرعان ما هرب منه لشعوره بأنه أصبح مجرد آلة تحكمها مواقع التواصل الاجتماعى وتسيطر عليه.. احنا فعليا بنتجمع على سفرة واحدة وكمان بنقعد قدام التليفزيون بس كل واحد فينا قاعد بيلعب فى موبايله.. الفيس سحب ولادنا بقى عامل زى النداهة لحد ما الأسرة المصرية فقدت إحساسها بالمعنى الحقيقى للكلمة ويستكمل أنا لما بنزل أقعد على القهوة بلاقى كل الشباب فاتح موبايله وقاعد بيصعبوا عليا احنا كعواجيز فى نعمة بس ولادنا اتاخدوا مننا وللأسف المواقع دى قضت تماما على صلة الرحم داخل الأسرة الواحدة وتقريبا قضى على حوالى ٪85 من العلاقات الاجتماعية.

ويقول بدر حلمى يبلغ من العمر ولديه 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة منهم ثلاث فتيات لا يفارقن هواتفهن حتى إن دخلن المطبخ لمساعدة والدتهن فى طهى الطعام أو أثناء الجلوس على السفرة «المعلقة بتترفع كل 10 دقائق مرة» أما ابنه الوحيد فلا يعرف عن أسرته أنه يعود إليها لتناول الطعام وإن ظل بالمنزل وقتا طويل يظل جالسا على جهاز الكمبيوتر وإن تألم ظهره أغلقه وأكمل تصفحه على هاتفه المحمول مواقع التواصل قضت على التواصل بيننا وبين بعض ياريت لو يلغوها احنا وحشتنا أيام اللمة والعيلة أنا تعبت يومين فى السرير محدش عرف إن أنا تعبان غير زوجتى ولما عرفوا قالوا لى سلامتك يا بابا والله مكناش نعرف.

كمال إبراهيم أعمال حرة يصف مواقع التواصل الاجتماعى بأنها حرب إلكترونية وأضرت بالجيل الحالى حيث إنها جعلت الشباب يعزف عن الاطلاع والقراءة فبات جيلا غير مثقف، مشيرا إلى أنها تسببت فى قطع التواصل مع أبنائه مواقع التواصل الاجتماعى حاجة زى الزفت كانت شورة هباب لأنها شغلت الشباب بيها وخلتهم ما بقوش عارفين يركزوا فى مستقبلهم بسبب الاندفاع عليها وللأسف هى بقت زى حرب إلكترونية على الأجيال الصغيرة ومحدش بيشتغلها صح أنا كأب مش عارف أتلم على ولادى كل واحد بقى فى وادى.

تعد جماعة الإخوان واحدة من التنظيمات التى استطاعت أن تستخدم مواقع الاتصال الاجتماعى وبالتحديد فيس بوك وتويتر بشكل سيئ على المستوى العام وناجح على المستوى الخاص إذ إنها استطاعت أن تنشر أفكارها على الصفحات والهاشتاجات وتتمدد بتمدد المشتركين فى هذه المواقع واغتالت خصومها السياسيين وأبدت شماتة فى جنود ضباط الجيش والشرطة وروجت الشائعات وهددت مسئولين ونشرت أفكارا لعمليات إرهابية وادعت مئات بل آلاف الأكاذيب لكنها فى الوقت نفسه كشفت عن راديكالية عناصرها بما كتبوه من أفكار وفضحت صراعاتهم على ريادة التنظيم وبدأ الإخوان يتمددون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى قبل ثورة 25 يناير وظهروا بشكل واضح مع انتخابات مجلس الشعب عام 2010 ونجح من نظموهم كتشكيل لها كتائب إلكترونية فى كشف عملية تزوير الانتخابات فزادت شعبيتهم وكان أبرز هذه الصفحات صفحة شبكة رصد التى كثيرا ما نفت انتماءها للإخوان كى تكتسب مزيدا من الشعبية لكن بعد الثورة كشفوا عن وجههم الحقيقى ودافعوا عن قرارات التنظيم.

وتعود بداية اللجان الإلكترونية الإخوانية التى ملأت ساحة فيس بوك وتويتر إلى خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام المحبوس على ذمة تحقيقات فى عدة قضايا الذى أصدر قراره قبل وصول محمد مرسى الرئيس المعزول إلى الحكم بضرورة تخصيص مجموعات لإدارة صفحات الإخوان والعمل على استقطاب الشباب والدفاع عن مواقف التنظيم وتوجيع الاتهامات للخصوم السياسيين والأحزاب ومؤسسات الدولة ونشر الشائعات التى تصب فى مصلحة التنظيم وأراد الشاطر أن يضع خيوط الإعلام الجديد فى يديه وتولت ابنته الزهراء مهمة الإشراف على تلك الماكينة الإلكترونية التى بدأت بتدشين عدة مدونات وصفحات اجتماعية فيما كان موقع «إخوان ويب» الناطق باللغة الإنجليزية أول المواقع التابعة للإخوان الذى تأسس لتلك المهمة واستخدمه الشاطر للتواصل مع الغرب والرأى العام الدولى وكانت الزهراء هى حلقة الوصل بين أبيها والعاملين فى هذه اللجان أثناء وجود الشاطر فى السجن بعد إطلاق سراحه تولى بنفسه الإشراف المباشر.

وكان قادة الإخوان يقومون بتوزيع ملفات من الأسئلة والإجابات لشباب الإخوان المشتركين على الإنترنت تحت عنوان «شبهات» وردود بهدف أن تغذى هذه النصوص الأعضاء بالنقاط التى يجب التحدث عنها وكيفية مواجهة الانتقادات لتكون هذه النصوص على شكل قوالب كلامية ليقوم أعضاء الإخوان بحفظها فى عقولهم أو نقلها لاستخدامها وقت الحاجة والملف للنظر أنه حينما كانت تخرج إحدى نقاط النقد خارج القوالب التى قام الأعضاء بتسلمها، وبالتالى نموذج الإجابة الإخوانى يتعثر استخدامه كانت تسعى حينها الميليشيات الإلكترونية بكل السبل إلى دفع الطرف الآخر المنتقد أو المجادل إلى إطار النص النموذج لكى يستطيعوا استخدامه وإن فشلوا فى ذلك فلا يجدون إلا الأساليب المعتادة مثل الدعاء للطرف الآخر بأن يهديه الله سبحانه وتعالى إلى الحق وبجانب الصفحات المركزية التى تدار من القاهرة خصص تنظيم الإخوان صفحات فرعية فى المحافظات المختلفة لجمع العناصر الإخوانية فى كل محافظة وربطهم بعضهم ببعض ونقل التكليفات والمعلومات الخاصة بمواعيد وأماكن التظاهرات واستخدام التنظيم هذه الصفحات فى نشر موجات عنف وفوضى على مستوى الجمهورية سواء فى شكل تظاهرات تستهدف مؤسسات الدولة أو تكليفات بحرق أبراج الكهرباء وشبكات المحمول والتحريض على تصفية رجال الشرطة والجيش المشاركين فى فض اعتصامى رابعة والنهضة من خلال نشر صورهم وأرقام تليفوناتهم وعناوين منازلهم بل واستهداف عائلات هؤلاء الضباط ولم يكتف تنظيم الإخوان باستغلال هذه الصفحات فى التحريض على العنف فقط بل استخدموها فى ترويج الشائعات أيضا وخصص التنظيم مجموعات لنشر أكاذيب وشائعات تستهدف خصومة الإخوان من قيادات المعارضة وجبهة الإنقاذ الوطنى قبل عزل مرسى حتى تحولت البوصلة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى ومؤسسات الدولة عقب العزل باختلاق قصص وهمية وكاذبة استخدم الإخوان السيئ لمواقع التواصل الاجتماعى حينما انقلبوا على بعضهم البعض وتصارعوا على ريادة التنظيم ودشنوا صفحات مثل صوت الإخوان للهجوم على القيادات ونشر أخبار عن اجتماعاتهم واتهامهم بالاختلاس والحصول على أموال التنظيم كما دشن عناصر التنظيم هاشتاج بعنوان مروج مخدرات لفضح قيادات التنظيم الذين حاولا خدداعهم بأفكار واهية وكاذبة أو حاولوا إقناعهم أن الرئيس المعزول محمد مرسى سيعود للحكم مرة أخرى.