السوق العربية المشتركة | «ريجينى».. قضية اللغز المفهوم

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 20:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
«ريجينى».. قضية اللغز المفهوم

«ريجينى».. قضية اللغز المفهوم

قضية الشاب «جوليو ريجينى» الذى عثر على جثته مساء يوم 3 فبراير 2016 وكان قلها مختفيا منذ 25 يناير من نفس العام.. هذه القضية أصبحت الشغل الشاغل فى أحاديث الرأى العام العالمى وكأنها سياسة ممنهجة لتوتر العلاقات «القوية» بين مصر وإيطاليا خاصة تلك العلاقات الحميمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإيطالى الذى كان أكثر المتحمسين للتعاون فى مجالات استثمارية متعددة مع مصر، أصبحت قضية «ريجينى» لغزا «يحير» جهابذة السياسة العالمية ووصل الأمر إلى سحب السفير الإيطالى فى مصر بزعم التشاور، بل ووصل الأمر إلى أن تصل القضية إلى الاتحاد الأوروبى الذى استنكر الحادث والذى اعتبرها ظاهرة تتكرر فى مصر بداعى الشائعات التى انتشرت بتوريط «الداخلية» فى القضية، بل إن هذه الشائعات ذهبت إلى حد القول بأن «ريجينى» تم قتله عن طريق التعذيب، وكثرت الشائعات- للأسف- فى هذه القضية رغم التعاون بين الجانبين المصرى والإيطالى فى التحقيقات على مدى أسابيع لكن دون جدوى، فالجانب الإيطالى أبدى عدم اقتناعه بالتحقيقات وطالب بمطالب يرفضها ويمنعها القانون المصرى.
 
وأود أن أعود للوراء بضعة أسابيع وتحديدا أعود بالذاكرة إلى يوم 3 فبراير 2016، هذا اليوم الذى تم العثور فيه على جثة «جوليو ريجينى»، ففى صباح هذا اليوم استقبلت مصر وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية «فيدريكا جويدى» التى جاءت على رأس وفد رفيع المستوى يضم العديد من الشركات الإيطالية التى تعمل فى مجالات متعددة وكانت هذه الزيارة تستهدف التعاون الاستثمارى بين مصر وإيطاليا ومشاركات اقتصادية فى مختلف المالات بين البلدين وفى نفس اليوم «مساء» تم العثور على جثة الشاب الإيطالى «ريجينى» ملقاة على الطريق.. وبعدها حدث ما حدث من قطع الوزيرة الإيطالية زيارتها وعودتها والوفد المرافق لها لبلادهم.
 
هنا أردت فقط أن أوجه كلامى لكل الأصابع التى تشير إلى اتهام الداخلية بتوريطها فى قتل «ريجينى» وأقول لهم هل هذا أمر يعقل؟! فإذا كانت «الداخلة» تورطت فى قتل الرجل، فهل وصلت «النباهة والذكاء» إلى حد إلقاء الجثة فى الطريق العام؟! وهل من المعقول أن يتم هذا فى نفس اليوم الذى من المفترض أنه سيتم فيه التفاهم والتباحث على أمور اقتصادية واستثمارية تهم البلدين؟! فمن منا يصدق هذا الكلام؟! القضية الآن أصبحت لغرا مفهوما، كل ما يحدث ويحدث له شقان هامان أولهما خلق مناخ للفتنة بين المعارضة والحكومة الإيطالية وثانيهما- وهو الأهم- هو توتر العلاقات المصرية- الإيطالية التى أوشكت على إتمام «صفقات استثمارية» قوية بين البلدين.
 
نعم اللغز مفهوم وأنا لا استبعد تورط أجهزة مخابرات أجنبية فى هذه القضية، بقصد إفساد العلاقات بين مصر وإيطاليا، خاصة أن المستثمرين الإيطاليين باتت شهيتهم مفتوحة للاستثمار فى مصر، كما أن إيطاليا كانت فى مقدمة الدول التى ساهمت بشكل قوى وفاعل فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ العام الماضى.
 
إننى أؤكد من هنا أن العلاقات المصرية- الإيطالية علاقات مصالح مشتركة بين البلدين وهناك علاقات تاريخية بين البلدين، لذا فإننى آمل فى الفترة القادمة أن يكون هناك تفاهم بين البلدين وأن تنتهى هذه القضية بطريقة ترضى جميع الأطراف وأدرك تماما أن عمق العلاقات الطيبة بين مصر وإيطاليا حكومات وشعوبا من خلال هذه العلاقات والتعاون سنصل إلى الحقيقة بإذن الله.