«الميكروباص» مرض يصيب شوارع القاهرة الكبرى
المواطنون: وسيلة غير آمنة وملىء بالسوابق والتحرش والمدمنين والبلطجية
أصبح الميكروباص فى مصر دولة خارج حدود الدولة تحكمها شريعة الغاب، السائقون فيها يمثلون معظمهم الذئاب فيها يجسد المواطنون دور الضحية عندما يغيب القانون فى الشارع وينفلت النظام المرورى تصبح الشوارع والميادين فى قبضة البلطجية وتسعى عصابات من المسجلين الخطرين إلى الاستفادة من كل موقع للتعدى على الممتلكات العامة، ولكن كالعادة خاضت جريدة السوق العربية جولة موسعة فى أكثر من مكان وموقف من المواقف التى يتجمع بها الميكروباصات لرصد الحالة عن قرب، وكان ما تم كشفه على لسان سائقى الميكروباص وأيضا المواطنين خطيرا جدا لا يمكن السكوت عنه وترك الحبل على الغارب على هذا النحو فى موقف ميكروباصات السيدة عائشة كان الزحام والهرج والمرج وأكثر من سائق يتشاجرون مع بعضهم البعض تنافسا على جذب الركاب وكل منه يحاول أن يسبق غيره فى الدور ويعلو الصياح بين هذا أو ذاك فيما يصرخ أيضا نفر من الركاب وهم يستعجلون السائق هذا أو ذاك لينهى المشاجرة ويتحرك حينما ظهر شاب أسمر ضخم وجهه لا يخلو من أثر مشاجرات عديدة وما إن ظهر حتى همدت الأصوات وتراجع السائقون كل إلى سيارته وبعضهم يبرطم وعلمت أنه كبير الموقف أو الفتوة بمعنى أدق وهو الذى ينظم سير السيارات بالدور مقابل مبلغ من المال يتقاضاه كما يقولون إتاوة أو فردة بكسر الفاء ويطلق عليها بعضهم الكارتة ويل لمن لا يدفع له فإنه سيحرم من الرزق ولن ترى سيارته زبونا، الخطير فى الأمر أن سائقى الميكروباصات يقبلون بوجوده بل يرونه ضرورة لتنظيم حركتهم وأدوارهم حتى لا يجور أحدهم على الآخر وذلك يرجع إلى عدم الرقابة على هذه السيارات، فمن الطبيعى أن تتحول الشوارع لما يشبه السيرك، حيث آلاف سيارات الميكروباص التى تسير فى شوارع القاهرة الكبرى ومعظمها متهالك وغير صالح للاستخدام الآدمى وتسير دون رقيب وبعضها دون لوحات معدنية ويقودها سائقون متهورون لا يعرفون من أصول القيادة شيئا كل همهم اصطياد الركاب ولو كان المقابل شللا يصيب الشوارع بسبب السير الخاطئ والانتقال من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس ولا يتوقف المشهد عند الضرب بقوانين المرور عرض الحائط، بل يجسد السلوك الأخلاقى للعديد من السائقين نموذجا خارجا على المألوف، حيث يمتلكون قاموسا بذيئا يتعاملون به مع غيرهم سواء كانوا ركابا أو مارة لا كبير لديهم وحياة الناس لعبة بين أيديهم تجدهم فى كل مكان وضحاياهم يتساقطون بالمجان المكان المفضل عندهم لتحميل الركاب هو مطالع ومنازل الكبارى ضاربين بالقانون عرض الحائط رافعين شعار أكل العيش يحب الخفية، فقد حولوا شوارع وميادين القاهرة إلى سيرك لا مثيل له.
ويقول تامر ماهر سائق إن الدنيا بتبقى هايصة فى الموقف لما يغيب الفتوة، مؤكدا أن ما يحصلهم منهم شهريا يصل من 7: 11 ألف جنيه، مشيرا إلى أن رجال الشرطة يعلمون بوجوده ويؤيدون هذا الوجود حتى يستريحوا من التدخل الدائم فى أى خناقات قد تنشب فى الموقف وأن أجرة الميكروباص لم تعد تكفى تغطية سعر البنزين أو حتى السولار، فالأجرة تتراوح من جنيه ونصف إلى ثلاثة جنيهات حسب المكان وبعد المحطة، مشيرا إلى ارتفاع أسعار البنزين والسولار يلتهم مكاسب السائقين وهو سبب أنهم لا يقومون بصيانة السيارات وفقا له، لأنهم لو اهتموا بصيانة السيارات وإصلاح ما يحدث بها من صدمات سيؤدى إلى إفلاسهم وإنفاق كل مكاسبهم على هذه الصيانة.
ويقول حمدى نظير الذى يؤكد أن صيانة الميكروباصات نار، الورش والميكانيكية لا يرحمون وزى المناشير طالعين نازلين واكلين وقطع الغيار نار فى الأسواق ولا نجد أى جهة تحمينا ونلجأ إليها لإيقاف ارتفاع أسعار قطع الغيار، خاصة المستورد منها، ويضيف أن السيارة لما بتفتح فى التصليح بتخرب بيت صاحبها لهذا السبب يركبون السيارات مكسرة وشكلها لا يسر عدوا ولا حبيبا وهذا يؤدى بدوره إلى تعطيل تجديد الرخصة للميكروباصات فى المرور لأن المرور يتمسك بأن تكون السيارة فى حالة جيدة «أمن ومتانة» وبالتالى نسبة كبيرة من الميكروباص تسير برخص منتهية ويتم فى ذلك تقديم إكراميات ورشاوى ليغلق بعض رجال المرور أعينهم أمام سير هذه السيارات دون ترخيص.
استغلال نفوذ
فى موقف السلام بمدينة السلام تشابهت الصورة مع بعض الفوارق أن الميكروباصات تسد الشارع بالطول والعرض لا تصطف فى مكان محدد ما يعرقل حركة باقى السيارات فى الطريق وأيضا رجل مرور واحد فى هذا الموقف شأنه شأن موقف السيدة عائشة حالة السيارات أيضا سيئة لا أبواب تغلق ولا شبابيك، الراكب يوشك على السقوط بفعل الباب المفتوح، حالة السيارات من الداخل يرثى لها، المقاعد ممزقة ومخلعة ناهيك عن مشهد معظم السائقين أغلبهم صبية ملابسهم مبهدلة، ومن المؤكد أنهم لا يحملون رخصة قيادة مع سنهم الصغيرة.
ويقول إسماعيل البطل: قبل أن تكتبوا عن مشاكل الناس مع الميكروباصات اكتبوا عن مشاكلنا احنا مع المرور ومع كثير جدا من رجال الداخلية بيستغلونا أسوأ استغلال فى الحملات يجبرونا نأخذ المشتبه بهم ويلموهم فى الميكروباصات بتاعتنا من غير أى أجرة والويل للى يرفض وكمان أى أمين رايح مأمورية أو مشوار يغصب على أى سواق يوصله وكأن العربية بتاعة أبوه واللى يرفض يا ويله، بيستغلوا نفوذهم ضدنا ويتوصى علينا وكل شوية تتاخد رخصة.. نتلسع مخالفات وممكن كمان يشدوا أى واحد مننا عيل القسم بأى تهمة أو اشتباه وهناك يتشبع ويتبدهل واحنا غلابة ما نقدرش نقف فى وجه أى أمين ولا ضابط وإلا تتخرب بيوتنا.
ويقول محمد الصعيدى: إن أكبر مشكلة تواجههم هى البلطجية اللى بيفرضوا الكارتة عليهم دون وجه حق أى الإتاوة وويل لمن لا يدفع يتم الاعتداء عليه وتحطيم سيارته وقطع رزقه ويطالب بوضع حد لهؤلاء البلطجية لإنقاذ السائقين وإيجاد حل بتدخل الشرطة والنقابة المستقلة.
وتقول سهير حمدى وهى طالبة ثانوى وكانت تهم بركوب أحد الميكروباصات: أنا بخاف أركب الميكروباص بالليل بحس إن السواق دايما مش طبيعى ومبرشم ولا واخد أى حاجة مخدرة وتلاقيه ماشى فى أى اتجاه من غير ضابط بالطول أو العرض يقف فى أى مكان من إشارات لأنه أساسا مفيش عنده بالسيارة أى أنوار أو اتجاهات عشان كده بتحصل حوادث تصادم كتير وحتى ما تلاقيش ولا ميكروباص حالته سليمة وللأسف معظم السواقين بيتعاطوا.
وتضيف أمل مصطفى أنا مرة ركبت ميكروباص ولقيت السواق عمال يبصلى بشكل غريب وكنت آخر واحدة فى الخط ولقيته عايز يمسك إيدى ويقولى ما تخليكى معايا شوية، فصرخت ونزلت جريت وللأسف مكانش فيه ولا راجل شرطة ولا حتى مرور وكنت راجعة من الدرس ومن ساعتها حرمت اركب ميكروباص وأنا وحدى مش عارفة ليه ما يبقاش فيه نقطة شرطة عند كل موقف ميكروباص عشان الناس تلجأ له لو حصل أى تجاوز أو مشكلة من سواق.
بلطجة
ويقول شعبان حفنى أحد الركاب من الدويقة إن سائقى الميكروباص يتعاملون مع الركاب كالبلطجية يصرون على ترك باب السيارة مفتوحا ما يعرض أى راكب بجانب الباب لخطر السقوط بجانب معاملته السيئة للركاب وويل لركاب ليس معه فكة يسمع ما لا يرضيه من السائق كما أنهم لا يلتزمون بالمحطات وقد يجبر الركاب على النزول فى أى محطة تحلو له وإلا تحولت لمشاجرة، وما أكثر مشاجرات سائقى الميكروباصات مع المواطنين فهم يتعاملون معنا بأسلوب بلطجة أو إرهاب حتى بناتى الثلاث يرفضن ركوب الميكروباصات بسبب ما يتعرضن له من مضايقات التحرش سواء داخل زحام الميكروباص أو من السائق نفسه وأصبح معظم دخلى أنفقه على التاكسيات حماية لبناتى.
ولكن الأمر لا يختلف كثيرا فى موقف الميكروباصات الخاص بمنطقتى رمسيس والإسعاف، لم تختلف كثيرا الروايات غير أن أحد السائقين ويدعى عماد مصطفى احنا بنطالب نقابة سائقى الميكروباصات أن يكون ليها قوة ونفوذ تحمينا من رجال المرور ومن ورش الميكانيكا ومن أسعار قطع الغيار وأنها تحمينا كمان من البلطجية ومن بتوع المرور اللى بعضهم ما عندوش ضمير وبيستغلنا لازم نشعر بوجود النقابة دى وتتحرك لتحمى حقوقنا وتتدخل لما يحد يتقبض عليه وتنظم الأجرة بشكل لا يظلمنا ولا يظلم الركاب وكما لازم النقابة تكون مسئولة أنها تجيب واحد ينظم العربيات ويحدد اللى عليه الدور لما يحمل الركاب فى كل موقف وأنا أطالب بأن يبقى فيه تسعيرة للركوب وتترفع شوية عشان الملاليم اللى بناخدها من الركاب لا تكفى عيش حاف، خصوصا من الغرامات مع الحوادث اللى بتحصلنا.
ويقول ياسر يوسف وهو يشكو من التوك توك: التوك توك خرب بيوتنا وقاسمنا فى لقمة عيشنا وكما هو سبب البلاوى فى الحوادث فجأة تلاقيه طلع من تحت الأرض ومشى قدام الميكروباص وعشان العربية تقدر تتلاشاه وما تخبطش فيه لا الميكروباص يخبط فى أى عربية تانية ماشية أو يخبط حد ماشى أنا وزمايلى قرفنا من التوك توك وقالوا إنهم هيلغوه بس ما اتلغاش أبدا ومالى الدنيا.
ويقول عبدالحميد مصطفى: نحن نعانى من تجاوزات الميكروباص أواجه يوميا المر بسبب المواصلات وإذا ما استقللت ميكروباص فأرى الاستغلال واحدا، فالسائق يستغل الازدحام ويقوم بتمزيق المسافة التى يجب أن يقطعها ما يجعله يأخذ أجرة كاملة على نصف هذه المسافة وفى الوقت نفسه يضطر معه المواطن إلى دفع أضعاف ما يجب أن يدفع وتضيع وقت أكثر مما يجب أن يأخذه مشواره.
مخدرات للمزاج
وعندما أسألهم عن إصرار العديد من السائقين على تعاطى المخدرات أثناء القيادة وخطورة ذلك على حياته وحياة الركاب.
يقول عمر أمين: والله أن عن نفسى مش بتعاطى أى حاجة بس زمايلى بيتعاطوا برشام أو حتة حشيش على الماشى تعدل مزاجهم وتخليهم يقدروا يواجهوا الضغط الكبير طول اليوم والقرف اللى بيشوفوا من الركاب والمرور بس طبعا أكيد ده خطر وبيسبب حوادث كتير قوى وربنا يحفظنا والمرور بطل حكاية الكشف على السواقين وتعاطيهم المخدرات الحكاية دى صحيت لها كام يوم وبعدين هديت خالص وأنا شايف إن التفتيش مطلوب.
ويطالب ممدوح عبدالرشيد على ضرورة وجود مواقف ومحطات محددة للميكروباص تقف بها السيارات على غرار محطات الأتوبيس وذلك منعا للحوادث وحتى يلتزم سائقو الميكروباصات بالأماكن المحددة وبالتالى يتم تلاشى وقوفهم فى أى مكان وعمل زحام وارتباك وأيضا يعرف المواطن رأسه من رجله ويحترم هذه المحطات مش كل شوية يقف السواق فى أى حتة ده الركاب ناقص يخلونا ننزلهم على سلالم بيتهم يعنى الواحد ينزل من الميكروباص ومجرد ما أمشى مترين يوقفنى التانى عشان ينزل لكن لو فيه محطات محددة وبالأسماء الفوضى هتنتهى والعملية هتنتظم أحسن ويطالب أيضا بالقضاء على التكاتك التى باتت تمشى بصورة عشوائية.
فتش عن الأمن
يجيد السائقون استغلال عدم التواجد الأمنى وعدم تنفيذ القانون على أرض الواقع ببراعة فائقة ليفرضوا زيادة غير قانونية على الأجرة حتى دون مراعاة المسافات ضمن ينزل فى نهاية الخط بالإضافة إلى أنهم ابتدعوا أسلوبا شيطانيا يحققون من خلال ثلاثة أضعاف أو أكثر من الربح العادى حيث يستغلون تقسيم الطريق إلى محطات وهو ما بات يعرف بين الأهالى والسائقين بتقطيع الطريق إلى ثلاث أو أربع مراحل يدفع فيها المواطن كل مرة الأجرة المقررة قانونا ويصل عمله متأخرا بسبب إصرار السائق على تحميل مزيد من الركاب والخلاب الذى ينشب بسبب فرض البعض رسوم أجرة إضافية ويصر هؤلاء فى اختلاق مبررات كاذبة لكسب تعاطف المواطنين والخروج من كلمات الاحتجاج المتكررة من قبل الركاب حيث يدعون أنهم يقومون برفع الأجرة نظرة لكثرة المخالفات التى تفرض عليهم والتى تتجاوز سعر السيارة.
سلبية المواطنين
دنيا الميكروباص ليس الجانى الوحيد فيها السائق فقط، بل أيضا تلعب سلبية المواطنين دورا مساعدا له يزيد من جبروته، حيث اعتاد المواطن المصرى على المثل القائل «هين قرشك ولا تهين نفسك» مما يجعل اعتراض أحد الركاب على زيادة الأجرة وارتفاع صوت الكاسيت أو غيره محاولة غالبا ما تبوء بالفشل ولم تتوقف مهزلة الميكروباص فقط عند ذلك بل إنهم يسيرون بسرعة زائدة ومتهورة بل امتدت أيضا لتشمل صورة أخرى أكثر بشاعة وعشوائية بعد أن فرضوا مواقف لهم على مزاجهم بعيدا عن أعين المواقف الرسمية، سائقوها يرتعون ويعبثون فى الشارع والطرق ومخالفتهم بالجملة من إثارة فوضى وبلطجة واستغلال وابتزاز وزحاما وانفلاتا وتلاعبا بالأرواح وارتكابا لآلاف المخالفات وفى المقابل ذلك تتوقف حركة المرور هناك ورجال المرور تركوا لهم الحبل على الغارب، فقد وضعوا هؤلاء السائقين أيديهم على مساحات واسعة فى الشوارع واستولوا عليها فى غيبة تامة من المرور الذى لم يستطع التعامل معهم فوجدوها فرصة لفرض سطوتهم وإحكام سيطرتهم على جانبى الطرق الرئيسية والفرعية بل وفى مطالع الكبارى ومنازلها.
مافيا تتمدد
تتوغل فوضى الميكروباص وتنشر رغم كل التصريحات التى تخرج علينا من المسئولين وقيادات إدارة المرور بالضرب بيد من حديد على العابثين بقانون المرور وانتهاء مافيا الميكروباص ولكن لا تزال تصريحات وردية غير واقعية لا تطبيق لها على أرض الواقع، الخبراء والمتخصصون أمطرونا بوسائل عديدة للتعامل مع تلك القضية التى أصبحت تعد بمثابة قضية أمن قومى سواء من خلال تشديد العقوبات تجاه المخالفين وإحكام الرقابة على المواقف والحد من السيارات المتهالكة والإكثار من الدوريات المرورية ووضع كاميرات لمراقبة السرعة والتصدى لمخالفات سائقى السرفيس إلا أن تلك الإجراءات لم تكن كافية للحيلولة دون وقوع الحوادث، كما أن معظمها لم يتم الأخذ به أو تنفيذه ليصبح مجرد مسكنات تتصدر وسائل الإعلام المختلفة حين وقوع الحادث، ففى شوارع القاهرة وكذلك ميادينها الرئيسية انتشرت فيها وسائل الانتقال العشوائية يمارس أصحابها الفوضى وانتهاكات بالجملة بينما القانون فى إجازة والأجهزة المعنية «نائمة» والبلطجة هى سيد الموقف مما أعطى الفرصة لظهور الخارجين على القانون وانتشار كل أنواع المخالفات فى الشارع المصرى ويدفع ثمنها المواطن البسيط محدود الدخل من دمه وأعصابه ووقته وماله بعد أن شكل سائقو المركبات العشوائية مافيا عجزت الجهات المعنية بالمحافظات عن التصدى لها بعد أن فرضوا سطوتهم على الركاب ناهيك عن السائقين الذين لا تتعدى سنهم الـ13 عاما يعملون تحت سمع وبصر رجال المرور ويقودون سيارات عشوائية لا تحمل أرقام لوحات أو تراخيص ويجوبون الشوارع والميادين ليلا ونهارا ينحرفون يمينا ويسارا، فأصبح الشارع أشبه بالأكروبات فى محاولة للهروب من الزحام المرورى ما نتج عن هذه التصرفات تكدس واختناق مستمر على الكبارى والطرق الرئيسية والفرعية ويعرضون حياة المارة للخطرة بالإضافة إلى الميكروباص التى تشبه علبة السردين المغلقة من تكدس المواطنين داخلها والتى تعمها الفوضى والعشوائية والوقوف صفا ثانيا وثالثا لتحميل الركاب وإن كان عدد الميكروباصات لا يكفى عشرات الركاب الذين يقفون فى طوابير يتزاحمون على أبواب الميكروباصات وتقف تلك السيارات فى منتصف الشوارع غير عابثين بما يحدث من تكدس وازدحام كل ما يهمهم هو شحن الركاب.
الدولة فى إجازة
ومن ظواهر الانفلات التى تعطى الأجهزة الطرف عنها التى يقوم أفرادها بتحصيل إتاوات يوميا 10 جنيهات من كل سيارة حتى أصبحت الأرصفة والشوارع تحت احتلال تلك العصابات التى حولت العقارات الموجودة فى أماكن عدة جراجات تعمل بشكل غير قانونى ما ساهم فى مزيد من حجم الفوضى والزحام المرورى بوقوف السيارات صفا ثانيا وثالثا للانتظار لفترة طويلة، ناهيك عن البلطجة والألفاظ البذيئة وعدم احترام القانون وفى بعض الأماكن حاصة الحزام المحيط بالقاهرة وفى قلب العاصمة أحيانا كثيرة مثل منطقة الدويقة ومنشية ناصر تجد سيارات نصف نقل تسير دون لوحات أرقام يستخدمها أصحابها فى نقل الركاب بحشرهم سواء بالوقوف لحين أن يأتى ميعاد النزول أو الجلوس على دكة خشب بطول المركبة لكنها فى الحالتين هى وسيلة غير آدمية تقوم بالتجول داخل شوارع فى غيبة الرقابة.
رجال المرور ضحية
ويعترف خبراء فى المرورب أن الميكروباص بات أكثر خطورة مما يتوقع أى شخص من حيث الفوضى والعشوائية التى أصبحت عنوان معظم الميادين والشوارع، إضافة إلى تكدس الركاب ما يعرض المواطنين للموت، وبالتالى أصبحت بحاجة إلى إعادة التنظيم فهناك عقبات تواجه ضباط المرور فى الشارع ومنها تقسيم خطوط السير إلى ثلاث أو أربع محطات وزيادة الأجرة، فضلا على إثارة الفوضى والبلطجة والتلاعب بالأرواح والوقوف فى منتصف الشارع لتحميل الركاب وتغيير المسار فى الشوارع الجانبية.
وأشارت تلك المصادر إلى ضرورة تطبيق نصوص قانون المرور الجديد بحسم وحزم ومن يخالف آداب المرور مع أهمية الفحص الدورى للمركبات خاصة القديمة إضافة إلى ضرورة وجود كيان مستقل تتواجد به كوادر مرورية وفنية على مستوى عال من الفكر والتخطيط لحل مشاكل المرور وللقضاء على الاختناقات ومواجهة الزحام والشغب ويطالب مختصون الحكومة بضرورة توفير وسائل مواصلات نقل جماعى مكيفة فى الميادين العامة بمزايا محددة وأن تتسع لجلوس جميع الركاب.