السوق العربية المشتركة | إلقاء الحيوانات النافقة بالترع والمصارف.. كارثة!

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 11:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

إلقاء الحيوانات النافقة بالترع والمصارف.. كارثة!

إلقاء الحيوانات النافقة بالترع والمصارف.. كارثة!
إلقاء الحيوانات النافقة بالترع والمصارف.. كارثة!

خبراء بمركز البحوث الزراعية والطب البيطرى لـ«السوق العربية»:


من الأساليب الخاطئة لدى بعض الفلاحين والمربين للماشية إلقاء الحيوانات النافقة والتخلص منها بالرمى فى مياه الرى- والترع- والمصارف وعلى جوانب الطرق الزراعية، وهذا له أثره السلبى على البيئة وصحة الإنسان وقطعان الماشية الموجودة بالمنطقة.

ومن ثم الحيوانات النافقة تكون أكبر مصدر لانتشار العدوى والأمراض وتعتبر من ضمن المخلفات البيئية الخطرة، فمعظم إصابات الماشية وموتها بالعدوى عن طريق الحيوانات النافقة، وأن عدم معالجة الحيوانات النافقة معالجة سليمة، فقد يسبب انتشار البكتيريا بأنواعها للبيئة المحيطة بها، وقد تنتشر من هذه الحيوانات أمراض مثل الجمرة الخبيثة التى تصيب الإنسان والحيوان وأيضا مرض السل وأيضا ينشر عنها مرض الكبد الوبائى، فهى عبارة عن مجموعة أمراض تلقى فى مياه الرى أو على جوانب الطرقات الزراعية، فلا بد من التوعية للفلاحين عن طريق الإرشاد الزراعى أو المحليات القروية والتعاون والتواصل مع مربى الماشية ويتم التخلص للحيوانات النافقة عن طريق الدفن وبالطريقة السليمة أو الحرق وبالطريقة الصحيحة حتى لا تنتشر هذه الأمراض وتدمر اقتصاد الفلاح ومربى الماضية وأيضا حفاظا على صحة الإنسان.

د.طارق محمود بمركز البحوث الزراعية

أكد الدكتور طارق أن الرى لا بد وأن يكون بمياه نقية خالية من التلوث البيئة والمعادن الثقيلة.

لأن طبيعة النباتات الامتصاص من التربة والتربة تروى بالمياه، فإذا كانت المياه ملوثة تترك السموم داخل النبات وتسرطنه وهذه دورة تسلسلية لنباتات وهى زراعة ورى ونضج وبعد ذلك يتغذى عليها الإنسان والطيور فتصيب الجميع بهذه السموم، ونلاحظ تأثير هذه السموم على صحة الإنسان بعد استخدامه لزراعة التى تروى بمياه الصرف أو المياه الملوثة بالحيوانات النافقة أو غيرها من الملوثات البيئية.

كما حذر د، طارق تحذيرا شديدا من إلقاء الحيوانات النافقة داخل المصارف أو على جوانب الطرق الزراعية حتى لا تنتشر العدوى للإنسان والحيوان لأن هذه الحيوانات النافقة تسبب أوبئة من الأمراض عن طريق الهواء أو الماء وفى كل ضرر على صحة الإنسان فيجب على الإرشاد الزراعى عمل دورى يومين من كل أسبوع على المصارف والترع وتطهيرها من ذلك حتى نضمن سلامة الفلاح وسلامة الإنتاج الزراعى.

ونوه الدكتور طارق أن هناك خطرا داهما على مياه النهر وهو صب مخلفات المصانع فى نهر النيل مثل مصنع كيماويات ومصنع كولا فى الأقطار، فهما يصبان المخلفات فى النهر مباشرة وتعد مخلفات المصانع أخطر من الحيوانات النافقة، لما فى مخلفاتها من مواد صلبة ومواد كيماوية، تتسبب فى انتشار الأمراض الخطيرة التى تدمر صحة الإنسان وتلوث المياه الطبيعية.

كما أفاد د.طارق أن الأمراض بداخل الحيوانات النافقة تتكاثر وتنتشر وتصيب الإنسان والحيوان ولها أثرها السلبى فى تلوث البيئة وتترك سمومها فى جميع النباتات.

وأكد أن الفلاح أكثر عرضة للإصابة بهذه المياه الملوثة لأنه يتعامل معها بالطريقة المباشرة فى الرى، فتصيبه الأمراض عن طريق الانتشار الغشائى للبشرة واختراق الجلد، وبذلك يصاب بأشد الأمراض الوبائية.

وأشار د.طارق أن التوعية هى أهم الطرق لتنقية مياه الرى والحفاظ على سلامة المزارعين لأن الوقاية خير من العلاج وهذه مهمة الإرشاد الزراعى والمحليات القروية.

د.عبدالصبور يوسف وكيل معهد البحوث الزراعية: الحيوانات النافقة التى تلقى فى الترع والمصارف تهدد المواطنين بكوارث مفاجئة بعد أن أصبحت مرمى للحيوانات النافقة، فمياه الرى التى يروى بها جميع الزروع والحشائش التى تتغذى منها الحيوانات أصبحت مسمدة من هذه الحيوانات النافقة لأنها مصابة بالأوبئة والأمراض وتنتشر الأمراض للحيوانات والإنسان عن طريق هذه المياه، فالذى يجعل الحمى القلاعية تنتشر ويساعد على انتشارها أشخاص معدومو الضمير يلقون الحيوانات المصابة فى مياه الرى ولا توجد رقابة من مسئولين الرى أو وزارة البيئة على هذه المصارف إلا بعد وقوع الكارثة، لأن الحيوانات النافقة داخل مياه الرى والمصارف تهدد حياة قاطنى المناطق السكنية حولها، وأصبح المزارعون يبحثون عن المياه الجوفية لرى الأراضى الزراعية خاصة الحشائش التى يتغذى عليها جميع الحيوانات، لا تروى بهذه المياه حتى لا تصاب الماشية بما فى هذه المياه من أمراض لأن مياه الرى أصبحت كسيل من الأمراض التى تصيب الإنسان والحيوان.

د.أحمد حسين طبيب بيطرى

أكد أن الحيوانات النافقة التى تلقى على جوانب الطرق وفى مياه الرى أو مجارى المياه لها خطورتها على البيئة والمجتمع وباقى القطعان بالمنطقة، كما أشار إلى أن الحيوانات النافقة تعد من أكبر البؤر للعدوى وتعد من ضمن المخلفات البيئية الخطيرة، فمعظم الأسباب فى موتها الإصابة بمرض معدٍ وعند تركها بدون الأمراض التى تصيب الجمرة الخبيثة التى تنتشر عن طريق هذه الحيوانات النافقة التى تلقى فى مياه الرى وعلى جوانب الطرقات وتصيب الماشية ويظل المرض فى شحوم الماشية وفى أصوافها وهو مرض خبيث يظل خامدا إلى أن تحركه العوامل البيئية الخارجية وعند توافر الظروف قد ينتشر هذا المرض ويصيب الحيوانات الأخرى ويصيب الأفراد.

وأوضح أيضا مرض السل وهو مرض صعب العلاج وقد تنتشر تلك البكتيريا عن طريق المجرى المائى فى حالة وجود الحيوانات النافقة فيه أو بالقرب منه وقد ينتشر بواسطة الهواء فتزيد من رقعة التلوث فى البيئة وأفضل الطرق للتخلص من الحيوانات النافقة هو الدفن أو الحرق، ويفضل التخلص من الحيوان النافق مباشرة بعد موته وعند نقل الحيوانات النافقة للتخلص منها يسد جميع الفتحات الطبيعية وتنقل فى أكياس وتحرق فى مكان بعيد عن المناطق السكنية أو المزارع الحيوانية، وإما عن طريق الدفن فيجب حفر حفرة مناسبة للحيوان النافق بعيدا عن مجرى المياه أو المياه الجوفية ويضع فيها الجير ويقوم بافتراشه بهذه الحفرة ثم يضع الحيوان النافق ثم يضع عليه طبقة من الجير والديزل أو مخلفات زيوت السيارات حتى لا تنبشه الكلاب الضالة، ثم يقوم بغمره تمام حتى نضمن عدم خروج أى تلوث بيئى من هذا الحيوان النافق.

عمر كوكب صاحب مكينة رى أكد أن مياه الرى داخل الترع أصبحت ملوثة من الحيوانات النافقة التى تلقى فيها وأن جميع قاطنى المناطق السكنية القربية من الترع والمصارف مهددين بهذه الأمراض الخطيرة، وأشار عمر إلى أنه قد أصيبت مواشى وحيوانات كثيرة عن طريق الرى بهذه المياه، فهذه المياه الملوثة عبارة عن قنبلة من الأمراض التى تهدد الإنسان والحيوان.

وأفاد بأن فى قريته أكثر من خمسة ترع ومصارف رى عبارة عن مقالب للزبالة والحيوانات النافقة وهى التى تنقل العدوى وتنشر الأمراض التى لم تكن فى أسلافنا وتجدد الأمراض التى لم نسمع عنها.

فقد فاض الكيل من هذ الترع التى أصبحت مقابر للحيوانات النافقة، ونناشد المسئولين بعمل محرقة داخل الوحدة الصحية البيطرية لكل قرية والتوعية اللازمة لجميع المواطنين حتى نقضى على هذه الأمراض.

محمد سليمان تاجر مواشى وقاطن بجوار هذه الترع يقول إن هذه الترع بدون تغطية ويلقى فيها الحيوانات النافقة وتجد من يطهرها من هذه الجيف وأكوام القمامة التى تحجز المجرى المائى وتسده تماما.

وأكد أن هذه الحيوانات النافقة والقاذروات تفوح منها رائحة كريهة، لا يمكن تحملها حتى جعلتنا نهجر منازلنا فى بعض الأحيان إلى أماكن أخرى، وأصبحت هذه الترع مقالب للزبالة ومأوى لكل الحيوانات الضالة من الكلاب والقطط والثعابين والقوارض، وأكبر ما تخلفه هذه الترع الأمراض الخطيرة التى تنتشر بين الإنسان والحيوانات وتؤذى وتصيب الجميع بالقرية بأجمعها.

كما أشار إلى أن أقل هذه الأمراض هى البلهارسيا، وهذا المرض لوحده يكفى لتدمير الإنسان.

وأكد أن هذه المياه الملوثة تؤثر على التربة ونناشد المسئولين فى تغطية مياه الرى أو الاهتمام بها وتشديد العقوبات على كل من يلحق الضرر بها أو يتعدى على حرمتها وتفعيل القوانين الصارمة حتى نتخطى هذه المشكلة أو الكارثة.