أسماك مسممة تتغذى على الحيوانات النافقة ومخلفات الدواجن والمستشفيات وروث المواشى
السوق العربية تواصل فتح ملف الأغذية الفاسدة
أجهزة كشف الفساد فى مصر ممكن تكون بعافية شوية أو تقول شويتين تلاتة ونتمنى لها السلامة والعافية والشدة لأنها تتحرك بخطى بطيئة وئيدة لم تضبط إيقاعها بعد، هذا هو الانطباع السائد والواقع الغالب حتى الآن، ويبدو أن الصورة فى جميع المحافظات على مستوى وحدات الإدارة المحلية مازالت أكثر سوءا لم تتغير أو تتبدل بعد، حيث إن أجهزة كشف الفساد فى خبر كان قد تكون مصابة بالعمى فى البصر والبصيرة أى «شيش بيش» لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم هى فى واد والفساد فى واد آخر يتسرب ويتوغل وينتشر فى الأحياء والمراكز والمدن والقرى دون استثناء، تعمل جميعها بمبدأ وأنا مالى وكأنها شاهد ماشفش حاجة، رغم أن حالات الفساد والانحرافات الصارخة يتوالى حدوثها نهارا جهارا تحت أقدامها وبالقرب منها وفى نطاق اختصاصها وهى ولا هنا حتى بلغ الفساد أعلى درجاته وتجاوز موضع الركبة إلى الرقبة حيث مرمى النظر ومازالت رغم كل هذه السهام الموجهة لها تغض الطرف وتغط فى سبات عميق. . صحى النوم ياهوووو لأنه لم يعد هناك غذاء فى مصر آمن، فأصحاب المزارع السمكية الموجودة على ضفاف الترع والمصارف وفى الأراضى المستصلحة وعلى حواف نهر النيل بفرعيه دمياط ورشيد فى رحلة بحثهم عن المكسب السريع يقومون بتغذية الأسماك على مخلفات المجازر والحمير والخراف والدواجن النافقة، إضافة إلى روث المواشى وبراز الآدميين، والأغرب من ذلك استخدام معظم سموم ممنوعة فى عملية الصيد لتخدير الأسماك وتسهيل صيدها رغم أن معظمها ممنوع نظرا لما تسببه من فشل كلوى وأورام كبدية وإصابات متعددة فى الجهاز العصبى دون أن يحرك مسئول ساكنا لوقف تلك الفضائح المدوية، والأغرب من ذلك أن يقوم المستوردون بجلب «زبالة» آسيا وإفريقيا وأوروبا للأسواق المصرية بحثا عن الأرباح الباهظة على حساب صحة المصريين دون تتدخل 12 جهة رقابية ما بين وزارات الزراعة والتموين والصحة والطب البيطرى وحماية الشعب المسكين من الحلقة المغلقة التى سقط فيها رغما عنه، على حواف الترع وفى المصارف المتواجدة بمناطق نائية ترصد عيناك سيارات كسح تفرغ حملاتها داخل أحواض سمكية متصلة بمجارى مائية تلتهم منها الأسماك فضلات الآدميين والبروتينيات السكانية وإذا تحركت يمينا أو يسارا تشاهد مآسى أخرى ما بين مزارع سمكية تغذى أسماكها على حيوانات نافقة وأخرى على سبلة دواجن ومخلفات المزارع من بيض فاسد وكتاكيت ميتة لتباع فى الأسواق على أنها أسماك بحرية دون أن يعرف المواطن البسيط أنه يأكل الموت فتتضاعف الإصابات بالأمراض القاتلة من كبد وسرطان وفشل كلوى وتقتل الأجنة ويصاحب الأطفال بأمراض الجهاز العصبى.
ويقول على عبدالعظيم مدرس منذ عدة أعوام تسبب المزارع السمكية فى طرح أسماك ملوثة بالمبيدات والكيماويات بالأسواق ما أضر بصحتنا وضاعف الإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوى وغيرها من الأمراض. ويرى نشأت أبوإيهاب أن المواطن المصرى يهوى أكل سمك البلطى لكنه لا يستطيع أن يفرق بين بلطى المزارع السمكية التى يقيمها أصحابها بالمصارف والترع وبين البلطى البحرى والنيلى المعروف بصفاء لحمه ونقاء رائحته عكس الأسماك التى تغذت على المخلفات الآدمية والحيوانية وتغيرت صفاتها وخصائصها، لذا يجب وضع عقوبات رادعة على كل من يغذى الأسماك بتلك السموم التى تهدد صحتنا. ويرى عماد فايز تاجر أن أغلب الأسماك الموجودة بالأسواق تربى بمزارع ملوثة تسببت فى تغير لون السمك وشكله عن السابق حتى فى المذاق اختلف ويؤدى للإصابة بنزلات معوية وهذا ما اكتشفه مؤخرا بعدما تكررت الإصابة فور تناول وجبة السمك.
ويلتقط طرف الحديث صابر أبوالمجد قائلا: مربو أسماك الترع والمصارف يستخدمون أعلافا مصنعة من مخلفات الدواجن ما يعنى أننا نتناول أسماكا بها سم قاتل، لذا عزفت عن تناولها ويتساءل: ماذا يأكل الشعب وكل يوم نسمع عن تلوث الغذاء. ويوضح ناصر سلامة أنه عزف عن تناول الأسماك بسبب ما سمعه عبر وسائل الإعلام المختلفة عن تلوثها بسبب العلف وتربيتها بمياه المصارف والترع، مشيرا إلى أن هناك أنواعا بحرية لم تصل لها يد التلوث ولكن سعرها عال جدا ليس بمقدور المواطن البسيط شراءها.
تقول سميرة فتحى ربة منزل إنها تحاول انتقاء الأسماك الطازجة لكنها لاحظت فى الفترة الأخيرة أن لون لحمها تغير من الأبيض الناصع للداكن والغريب أو الغش أصبح واضحا، فكل تاجر يؤكد أن سمكه بلدى وليس مزارع بعد طهيه تكتشف أنه مزارع وبالتالى تكون مضطرة لتناوله ما جعلها تعزف عن جميع الأسماك واتجهت للبدائل مثل البروتين النباتى. ويرى شعبان حسيب أنه أصبح مجبرا على تناول أى غذاء سام لأن كل ما يتناوله المواطن الغلبان ملوث والسمك يعد الغذاء الوحيد المضمون لخلوه من السموم ولكن طاله التلوث بسبب جشع المربيين. ويطالب محمد نبيل محام بإصدار تشريعات تجرم عقوبة إنشاء مزارع سمكية بالمصارف والترع أو بأرض زراعية بعد تبويرها وعدم الاكتفاء بتحرير المخالفات مع تغليظ الغرامات. ويضيف عبدالله الفيومى أنه لم يعد يتذوق أى نوع من السمك بعد أن شاهد عددا من الصيادين يقومون بوضع طعوم سامة لتسهيل صيد الأسماك ما يؤدى لنفوق أعداد هائلة تزيد بعشرات المرات عن التى تم صيدها ويقوم فى اليوم التالى بجمعها ميتة ووضعها داخل الطازجة المسمومة مباشرة لوجود قانون يمنع ذلك لذا تقام بالمستنقعات والمصارف والترع الملوثة بالصرف الصحى والصناعى والزراعى منتجة أسماكا ملوثة لأن المياه تكون محملة بالمبيدات والعناصر الثقيلة التى تصيب الأسماك بأمراض ميكروبية وتؤثر على حجم الإنتاجية داخل المزارع السمكية، والغريب أن المسئولين يكتفون بتحرير محاضر وغرامات فقط.
ويضيف أيمن مصطفى صاحب مركب أن أصحاب المزارع يعتمدون على تغذية الأسماك بمخلفات الدواجن ما يسمى بالسبلة والحيوانات النافقة بسبب ارتفاع أسعار العلف ما يؤدى إلى تلوث الأسماك وتغير طعمها وتأثيرها الضار على صحة الإنسان محذرا من هذه الممارسات غير الصحيحة، حيث إن هذه الدواجن والحيوانات الميتة نفقت بسبب عدوى ميكروبية وبالتالى فإن هذه العدوى تنتقل إلى الأسماك ومنها إلى الإنسان، كما أن هناك صيادين يقومون بإلقاء أسماك الزريعة بالمصارف وعمل شباك خصيصا لها وبعد نضجها بهذه المياه الملوثة يقومون باصطيادها وغسلها بالمياه النظيفة وبيعها فى الأسواق للمواطنين ما ينذر بكارثة محققة لما تسببه من أمراض.
لم يكتف المربون والصيادون بطرح أسماك قاتلة عاشت فى البرك والمستنقعات وتغذت على المصارف السامة والحيوانات والدواجن النافقة وربما القطط والكلاب الضالة لكن بدءوا فى عمليات إعدام جماعى لأحياء البحر من أسماك نادرة ودلافين وذريعة أملا فى الحصول على الرزق الوفير، فاستخدموا الديناميت والكهرباء والغاز والشباك الضيقة التى أهدرت الثروة السمكية وتسببت فى خسارة مصر ما يقرب من 40٪ من إنتاجها. يقول صلاح شحاتة هناك بعض الصيادين معدومى الضمير يلجأون لاستخدام أصابع الديناميت فى الصيد وابتكروا أحدث وسيلة جديدة للصيد بغاز البوتاجاز حيث يسلط الغاز فى تجمع السمك فيخدر ويطفو على سطح المياه ويسقط فى الشباك بما يحتويه من سموم قاتلة دون أن يتعرف المستهلكون على خطورته. ويضيف جمال طلعت صياد: هناك معلمون فى البحار ولكل واحد منهم 10 قوارب يعمل عليها صيادون يقومون بإلقاء الديناميت فى المياه ما يساعد على موت السمك ويطفو فوق سطح البحر ويقومون بجمعه وبيعه من أجل المكسب السريع ولكن تلك الممارسات السيئة لا تتم فى النيل لوجود رقابة مشددة من شرطة المسطحات. ويقول هانى الحزين صياد أن الاعتداءات المستمرة على السطح المائى وقيام المصانع بتفريغ مخلفاتها من المواد الكيماوية فى نهر النيل يصيب الأسماك بالتسمم ويقتله ما يجعله يطفو على سطح المياه ويقوم بعض معدومى الضمير ببيعه فى الأسواق وهو ما يؤثر على صحة الإنسان فورا. ويقول بكرى أبوالحسن شيخ الصيادين بالسويس إن التلوث آفة قطاع الصيد سواء فى الخليج أو البحر الأبيض علاوة على قيام الشركات بإلقاء مخلفاتها والنفايات فى النيل ما يؤدى إلى قتل أسماك «الزريعة» والأمهات المحملة بالبيض ويتم استخدام معدات مخالفة للقوانين منها الصيد باستخدام الكهرباء عن طريق توصيل أسلاك كهربائية من أقرب عمود كهربائى على شط البحر وتوصيله يمين وشمال الشط فى مساحة محدودة ويحدث التيار الكهربائى إصابة الأسماك بصدمة تؤدى إلى وفاتها ونفوقها أعلى سطح المياه. وهناك نوع من الصيد بالتفجير بإلقاء أصابع الديناميت ويعد أحد أنواع الصيد غير المشروع ويمارس باستخدام متفجرات لقتل مجموعة من الأسماك بالإضافة إلى الصيد بشباك ضيقة «بالماجا» فكلما ضاقت عيون الشبكة يتم اصطياد الأسماك الصغيرة والذى يفقد مصر 40٪ من إنتاجها السمكى، موضحا أنه فى حالة تعرض السمكة للصيد الجائر تجد ألوانها تغيرت وعيونها غائرة وجسمها هزيلا ويجب عدم أكلها حتى لا تصيب جسم الإنسان بالتسمم، مطالبا بتفعيل قرارات منع الصيد وعمل حملات تفتيش مستمرة على أجهزة الصيد ومعاقبة الصيادين المدمرين للثروة السمكية فى حالة تورطهم فى أعمال الصيد الجائر سواء بالكهرباء أو المبيدات أو بالغاز والتسمم الناتج عنه وتشديد الرقابة كما يحدث فى دولة موريتانيا التى تنتج 80 مليون طن سنويا بعد حفاظها على مسطحاتها المائية. يؤكد الدكتور محمود عمرو مؤسس المركز القومى للسموم بكلية طب قصر العينى أن التسمم الغذائى يرجع إلى تلوث المياه نتيجة تفريغ المواد الكيماوية للمصانع والصرف الزراعى وفى حالة إلقاء المبيدات فى المياه ويتناوله السمك فيموت وينفق على سطح المياه ويصبح له تأثير على الجهاز الهضمى والكبد والجهاز التنفسى فور تناوله وجبة الأسماك، أما إذا كان الصيد باستخدام غاز البوتاجاز الذى يصيب الأسماك بالتسمم حيث يؤدى غاز «الميثين» و«التروبين» إلى التسمم الكيماوى بطريقة مختلفة ويؤثر مباشرة على الكبد والكلى والجهاز الهضمى للإنسان، أما فى حالة تفجير الديناميت بالمياه ووصل المواد الكيماوية إلى الدورة الدموية فى جسم الإنسان فيتسبب فى التهابات كبدية حادة نتيجة الأسماك المعرضة للتفجير لا تطفو على سطح المياه فى نفس اليوم وبالتالى تصبح كتلة من المواد السامة، فضلا عن تعرضها لبكتيريا المياه والمعروفة باسم «السالمونيلا» وتساعد على انهيار التركيب الجزئى للسمك وحدوث تسمم بكتيرى وتظهر أعراضه سريعا من إسهال وقىء مستمر أما الأطفال تحت سن 6 سنوات فيتعرضون للوفاة والحوامل فى الشهور الأولى يتعرضن للوفاة أو فى حالة بقاء الحمل تحدث تشوهات جنينية.
مصر من أكبر الدول المستورة للأسماك المجمدة أشهر هذه الأسماك وهى الماكريل والسلمون والسردين والجمبرى والبلطى التى تأتى من دول النرويج وهولندا وإيرلندا والصين وفيتنام بعد عزوف كثير من المواطنين عن شراء الأسماك البلدى مرتفعة الثمن، فضلا عن تخوفهم من الإصابة بالأمراض بسبب تلوث المياه وأيضا لقلة المعروض، حيث تشير الدراسات إلى أن مصر تستورد أكثر من 500 ألف طن سمك سنويا بالرغم من امتلاكها مساحة تتراوح بين 3 و4 آلاف كيلومتر من الشواطئ الممتدة على البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، بالإضافة إلى 5 بحيرات كبيرة بخلاف نهر النيل. وتقول دينا سمير إنها اعتادت شراء الأسماك المجمدة خاصة الماكريل لما له من فوائد صحية وسعره يناسب محدودى الدخل، فضلا عن أنها وجبة مشبعة لأفراد الأسرة بعد أن انتشرت الأخبار فى الفترة الأخيرة عن تلوث البحيرات ونهر النيل مصدرنا للثروة السمكية. ويشير رجب أبوالغيط أن الأسواق امتلأت بالأسماك المستوردة المختلفة الرخيصة عن البلدى أو أسماك المزارع، فأسماك الماكريل والجمبرى الصينى والبلطى يستطيع شراءها بأسعار أرخص من أسماك المزارع. ويقول حمدى جاد بائع أسماك أن الأسماك المستوردة حلت أزمة محدودى الدخل لأنها تباع بأسعار أقل من الأسماك البلدى، حيث إن سعر المكرونة المجمد 20 جنيها والبلدى 30 جنيها والبلطى المجمد 8 جنيهات والبلدى 15 جنيها. ويشير عونى أشرف تاجر أسماك إلى أن كراتين الأسماك المجمدة المستوردة من الصين ومن فيتنام انتشرت فى الأسواق بالرغم من أن أسماكنا لها مذاق أفضل إلا أن بعض التجار يبيعون الجمبرى المستورد للمستهلك على أنه من المزارع بسعر يتراوح من 80 إلى 250 جنيها حسب حجمه ليصبح فى النهاية العثور على الأسماك البلدى معجزة. يقول ثروت حلمى بائع أسماك إن المشكلة الكبرى التى تواجه مصر هى انتشار أنواع كثيرة من الأسماك قد تتشابه مع الأنواع المعروفة لدى المصريين ويقوم التجار ببيعها على أنها نفس الأنواع المتعارف عليها مثل سمك الدوبارة الذى يتشابه مع البورى ويباع بنفس السعر يبدأ من 30 جنيها.