الفول والطعمية.. تحتوى على أمراض قاتلة.. وزيت الطعام به سم قاتل
«السوق العربية» تواصل فتح ملف مافيا فساد غذاء المصريين
عند كل صباح يفتح المصريون عيونهم ثم يصطفون بلا إرادة أمام عربات الفول ومحلات الطعمية، فهما الوجبة الأساسية للإفطار التى تلتقى عندها كل الطبقات بلا استثناء إلا من رحم ربى، الفول هو مسمار البطن وسيد المائدة فى الصباح ورسالة اطمئنان لقلب كل أم قبل خروج زوجها وأبنائها من المنزل تضمن بها أن المعدة لن تطلب المزيد حتى عودتهم للمنزل، ولأن الحياة لم تعد تمنح كثيرا من الوقت اللازم للأم العاملة فقد استغنت عن صنع الفول المدمس وقرص الطعمية فى المنزل واستبدالهما بالمطعم أو العربية، حيث تأتى الوجبة فى كيس بلاستيك يسرب لها مكوناته السرطانية قبل وصوله للفم ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فمنذ اللحظات الأولى لصنع طبق الفول تبدأ رحلة قتل منظمة للمصريين تبدأ بنوعية رديئة من الحبوب يتم استيرادها لا تنضج سريعا وتعطى لونا غير مقبول فيضطر أصحاب المحلات لإضافة الشبة وكربونات الصوديوم والصبغات الملونة ليمنحو السم القاتل طعما مستساغا ولا يختلف كثيرا ما يحدث مع قرص الطعمية توأم طبق الفول، فرائحة الزيت المحترق يستطيع أى مواطن أن يشمها على بعد أمتار من أى محل، والتجار من أجل الحصول على قرص ذى وزن كبير يعتمدون طحن بقايا الخبز العفن مع الفول المدشوش وكميات كبيرة من كربونات الصوديوم التى تترك آثارا سيئة على الصحة، الأخطر من ذلك هو زيت القلى المستخدم وهو عبارة عن بقايا للفنادق ومصانع الشيبسى، فضلا عن استخدامه عشرات المرات داخل المحل نفسه، كل ذلك جعل الأطباء يحذرون من تلك الإضافات التى تتفاعل مع الخلية وأنها تنتج مواد سرطانية، فضلا عن تأثيرها المباشر على الكلى والكبد مما يجعل الإسراع فى إنشاء هيئة سلامة الغذاء ضرورة لإنقاذ طعام المصريين ومن هنا رصدت عدسة جريدة السوق العربية لفتح ملف فساد الغذاء للمصريين وخلاصة الفول ليس المقصود من إظهار مواطن الخلل وحالات الفساد أو تسويد صورة مصر وتوزيع الاتهامات وإصابة الناس بمزيد من اليأس والإحباط «حاشا لله» لكن المقصود هو تسليط الضوء الأحمر على المخالفات والانحرافات للمسئولين والأجهزة الرقابية لممارسة دورهم واتخاذ ما يلزم من إجراءاته.
يحتل المرتبة الأولى بين الأكلات الشعبية ويتربع على عرض الموائد المصرية، فهو «مسمار المعدة» طبق الفول الذى أعمى الطمع والجشع والرغبة فى الثراء السريع طهى بائعيه فحولوه لطبق الموت الملىء بالأمراض والسرطانات والفشل الكلوى والكبدى بعد أن استوردت الشركات «زبالة» المحاصيل الأوروبية المخصصة للخيول والأبقار ليحققوا أكبر هامش ربح ممكن، ورغم ما تحمله تلك الأنواع من فطريات وشوائب ومخالفات يلهث وراءها أصحاب المطاعم وعربات الفول لنقص المعروض من الفول البلدى الذى يصدر منه ما يقرب من 500 ألف أردب سنويا إلى دول الخليج والسعودية لنستورد نحن من استراليا وفرنسا وإنجلترا أعلاف مواشيها، المهزلة لم تتوقف على استيراد أنواع رديئة لكنها تمتد إلى طرق الطهى والإضافات القاتلة لأصحاب المحلات وعربات الفول وكلها مواد مسرطنة كالشبة وكربونات الصوديوم للإسراع فى التسوية فى غضون ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف فقط ما يوفر عليهم وقتا وجهدا وتسب فى النهاية شروخا فى أكباد المصريين، لكن الأخطر من ذلك إضافة الصبغات المحرمة دوليا مثل مادة هيدروكبريتيت الصوديوم التى تعمل على جعل حبة الفول أكثر بياضا ولونها فاتح علاوة على إضافة مادة «سوداناى» بكميات كبيرة لتحويل لون المنتج داخل القدرة إلى الأحمر رغم أن 1٪ منها قادرة على وقف عمل الكلى وإنتاج خلايا سرطانية وموت دماغى لم تكن تلك المواد نهاية الأمراض التى يضمها طبق الفول، حيث لا يخلو مخزن من مخازن الفول «مطابخ الطهى» من امبراطوريات «للصراصير والفئران والذباب والناموس والعنكبوت علاوة على الهاموش والديدان والسوس» التى تحويها الأجولة حيث يتم غسله بطريقة هزلية فى أحد الأحواض وأحيانا يتم وضعه مباشرة فى القدرة المخصصة للطهى دون أن تمر عليه يد لتطهيره من الشوائب، ويقول الدكتور محسن سلامة استاذ أمراض الكبد بمعهد المنوفية أن وزارة الصحة تكتفى بالتفتيش أحيانا على الشهادات الصحية لتضمن تجديدها وسداد 150 جنيها رسوما فقط، دون أن تخترق مخزنا أو مطبخا لتكتشف المهازل الصحية التى تنتظر المصريين، وللأسف الحكومة تغمض عينيها عن أخطر قضية تواجه لصحة المصرية رغم امتلاء المستشفيات بملايين المرضى بسبب الوجبات السريعة الشهيرة على رأسها طبق الفول الذى يحتوى على أمراض شتى ليس بسبب نوعية الفول أو جودته لكن بسبب الإضافات الكيميائية التى يتم وضعها للانتفاخ وإعطاء اللون والنكهة التى تسبب تدمير أكباد المصريين وتصيبهم بالفشل الكلوى.
ويوضح أن أخطر المواد على الإطلاق التى يتم إضافتها وهما صبغتان تدخلان فى خليط اللون الأحمر ذات خطورة داهمة على الصحة العامة وهما «سوداناى» و«e127» وهما لونان صناعيان يعطيان لونا جذابا ويكون الأول على شكل بودرة يطلق عليها فينيل أوزوونا فول بين اللون البرتقالى والأحمر ويمكن تكسيرها تحت ظروف اختزالية وتعطى أمينات أرومانية إحدى المواد المسرطنة ما دعا معظم دول العالم لحظرها تماما وجرم وضعها على الغذاء ولو بكميات قليلة للغاية بسبب الأضرار القاتلة التى تسببها كما وضعتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء، وبعيدا عن الألوان والصبغات الكيميائية التى تسبب السرطان بجميع أنواعها فإن السماح باستيراد الأنواع من الحبوب والتى تجبر أصحاب المطاعم ومحال الفول على الاستعانة بالكيماويات للتخلص من مشاكلها وهذا ما يؤكده شعبة البقوليات بمعهد البحوث الزراعية أن المستوردين يبحثون دائما عن الربح السريع والوفير، حيث يقبلون دائما على استيراد الفول الإنجليزى الأرخص سعرا وينتج فى الخارج لتغذية المواشى ويتميز بصغر حجم بذرته حيث لا يتعدى وزن المائة حبة منه 40 جراما، عكس البلدى الذى يمتاز بحبته الكبرى ويتراوح وزن الـ100 حبة منه 85 جراما، ولكن على أبواب مطاعم الفول والطعمية العشرات كل دقيقة وعلى أطراف عربات الفول الجميع يلهث وراء طبق بالزيت الحار مع البصل والمخلل وآخرون يحملون الفول فى أكياس بلاستيكية تتفاعل مباشرة مع المادة الغذائية وتسبب فى مشاكل صحية خطيرة ورغم التحذيرات المتوالية من الأطباء إلا أن المصريين اعتبروا أن طبق الفول إحدى الوجبات الرئيسية التى لا يمكن الاستغناء عنها مهما وجه إليه من اتهامات. يقول الحاج رشاد النجار اعتدت على شراء وجبة الفول من العربة لكن الطعم جيدا والسعر فى متناول اليد فالأسرة المصرية تتكون من 3 إلى 5 أفراد وتحتاج إلى ثلاث وجبات لذا فالفول من الوجبات الضرورية لاحتوائه على البروتينات المهمة لجسم الإنسان. ويشاركه سيد الصعيدى أن وجبة الفول لا يستطيع الاستغناء عنها كوجبة رئيسية فى بداية اليوم وهى تعد أقل تكلفة من أى وجبة أخرى وعلى الرغم من قيام بعض أصحاب المحلات والعربات باستخدام مواد تساعد على تسوية الفول فى زمن قليل وهذه المواد قد تصيب الإنسان بالأمراض إلا أننا لا نتوقف عن تناول هذا الطبق لأنه أرخص الأطباق فى السوق. ويشير حسونة محمد إلى أن الفول هو الوجبة الشعبية للمواطن المصرى يحرص عليها الجميع لما يزخر به من بروتينات وحديد وأملاح يحتاجها الجسم وفى الغالب سعره فى متناول اليد خاصة بعد موجة ارتفاع الأسعار وزيادة الالتزامات على الأسرة المصرية، فسعر ساندوتش الفول يتراوح من 1 إلى 1.5 جنيه حسب مكان تواجد المحل أو طريقة التحضير ويختلف ذلك فى المحلات الكبرى فيصل سعر الساندوتش إلى 2.5 إلى 3 جنيهات وفى الغالب تكون التكلفة أعلى، خاصة أن المحل لديه عمالة ويدفع الكهرباء والضرائب ومضمون من الناحية الصحية نظرا للمتابعة الصحية لهذه المطاعم وصدور شهادات صحية للعاملين به، مشيرا إلى أن هناك أنواعا كثيرة من الفول المستخدم فى التدميس سواء للمحلات أو العربات أشهرها الفول الأصغر الذى يتميز برخص سعره وسرعة تسويته ويضاف معه بعض الإضافات التى تعطى قواما له بخلاف الفول الأسود وهو مرتفع السعر ويحتاج لزمن طويل للتسوية.