السوق العربية المشتركة | حضانات الأطفال حديثى الولادة أزمة عجز عن حلها القطاع العام والخاص

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 16:24
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

حضانات الأطفال حديثى الولادة أزمة عجز عن حلها القطاع العام والخاص

  محرر السوق العربية مع الطبيب
محرر السوق العربية مع الطبيب

لا تزال مشكلة البحث عن حضّانة للأطفال حديثى الولادة مشكلة تؤرق الأسرة المصرية خاصة مع ارتفاع نسبة المواليد المبتسرين– المولودين قبل تسعة اشهر– والأطفال الذين يعانون من ضيق فى التنفس أو الصفراء أو مشكلات فى الجهاز الهضمى والقلب أو الرضاعة غير المنتظمة التى تتطلب عناية خاصة ووضع الطفل للتغذية عن طريق المحاليل فافى الوقت التى تزيد فيه الحاجة إلى مزيد من الحضانات تعجز فيه الحكومة متمثلة فى وزارة الصحة عن توفير العدد الكافى فمستشفى الهرم على سبيل المثال يعد من المستشفيات الكبيرة والمجهزة بها سبع حضانات فقط لا غير ما يضطر الأسر إلى اللجوء إلى حضانات خاصة تستنزف أموالها فالليلة الواحدة تصل إلى 1500 جنيه ناهيك عن العدوى التى تصيب الطفل وهو فى أمس الحاجة إلى حياة صحية سليمة اضف إلى ذلك نقص فريق التمريض المدرب الذى تعانى المستشفيات الخاصة والعامة فى آن واحد ما ينعكس على رعاية الطفل ويظهر بشكل جلى فى زيادة نسبة الوفيات من الأطفال حديثى الولادة الذى يحملهم قدرهم لقضاء جزء من حياتهم داخل حضانة. قال شريف عبدالهادى– والد طفل بالحضانة– انه بعد يومين من ولادة زوجته حدث ضيق فى تنفس طفله وطلب منه الدكتور المعالج ان يضعه فى حضانة لمدة أربع وعشرين ساعة تحت الملاحظة وبالطبع توجهت إلى احدى الحضانات الخاصة لعدم توفر مكان فى المستشفيات العامة من ناحية ومن ناحية أخرى لضيق الوقت وبمجرد دخول الطفل للحضانة أصيب بعدوى ميكروبية فى جهاز التنفس ليتحول من طفل سليم معافى كل ما يحتاج له تنفس صناعى لمدة 24 ساعة إلى مريض ظل بالحضانة عشرين يوما بواقع ألف وخمسمائة جنيه يوميا وعندما ناقشت استشارى الحضانة بالمستشفى أجابت بمنتهى البرود ان العدوى بالحضانات امر طبيعى فهناك نسبة عدوى فى اى حضانة وان ذلك متعارف عليه عالميا، متسائلا: كيف لطفل يدخل إلى مستشفى من المفترض ان يتعافى فيها لمدة عدة ساعات فتكون هى سبب مرضه وآلامه لمدة عشرات الأيام إضافة إلى استنزاف ما نمتلك من أموال والأغرب من ذلك والحديث لعبدالهادى ان الإشاعات والتحاليل غير متوافرة داخل الحضانات مثل تحليل الغازات فى الدم وأشعة إيكو على القلب ما يدفع الحضانة إلى الاستعانة باستشاريين من مستشفى أبوالريش للأطفال لعملها إضافة إلى عدد من التحاليل الخاصة بالعدوى الميكروبية غير المتوفرة بالحضانات وبالطبع بعد دخول الطفل للحضانة لا يمكن ان تتركها لخطورة ذلك على الطفل فانت مضطر ان تستنزف أموالك كل يوم وطفلك امام عينك بين الموت والحياة فى ايدى اناس تجار اقرب من كونهم أطباء فالأمر تحول برمته إلى تجارة لا يرعا فيها خالق أو حاكم.



قالت أم ياسر جابر- أحد الأطفال المحتجزين بوحدة الأطفال المبتسرين بمستشفى الهرم- انا موجودة هنا من شهرين ونصف لأن ابنى كان بيعانى من ضيق فى التنفس وبعدين قالوا فيه احتمال تدخل جراحى لأن الحليب بيدخل على الرئة لوجود عيب خلقى.

وعن بداية معاناتها أضافت أم ياسر لم يكن بابنى اى شىء عند ولادته فالولادة كانت طبيعية إلا موضوع ضيق التنفس فلجأنا إلى احدى الحضانات الخاصة بالعمرانية لعمل تنفس صناعى ليس إلا وبعد ستة أيام لم نجد اى تحسن فى حالة ياسر إضافة إلى استنزاف ما لدينا من أموال فاليوم الواحد يكلف 800 جنيه للحضانة فقط إضافة إلى الأشعة التى تكلف يوميا من 500 إلى 800 جنيه وده طبعا غير العلاج فمساعدة أحد الأقارب اللى بيعمل فى وزارة الصحة استطعنا ان نحصل على مكان فى مستشفى الهرم لتبدأ معاناة اخرى لم تكن فى الحسبان.

فبالرغم من الاهتمام والخدمة الجيدة المقدمة من إدارة المستشفى (اشراف أو تمريض أو أطباء) الا ان ابنى تعرض لانتكاسة بسبب ما داخل الحضانة بالمستشفى فبعد أسبوع من دخوله وحدة الأطفال المبتسرين– والحديث لام ياسر– حدث له تسمم بالدم مش عارفة بسبب ايه؟ إهمال أو حاجة غلط بالحضانة فكنت كل يوم اشترى من مستشفى الزراعيين صفيحة دموية بمئة وأربعين جنيه وفى اليوم لم أجدها هناك اضطررت لشراء الصفيحة الواحد بألف وخمسمائة جنيه من احد المستشفيات الخاصة وبعد شفائه من التسمم أصيب بالتهاب رئوى نظرا لتواجده داخل الحضانة لفترة طويلة وآخر المستجدات انهم– فى اشارة إلى الاطباء بالمستشفى– يقولون انه يحتاج إلى تدخل جراحى لوجود عيب خلقى وفقا للأشعة الأخيرة ليمضى بالحضانة شهرين ونصف الشهر.

وعن التكلفة بالمستشفى اضافت ام ياسر: لا اتكلف سوى شراء حفاضات لابنى إضافة إلى علبة حليب كل خمسة أيام بأربعة وسبعين جنيها اما باقى الأشعة فعلى حساب المستشفى فالحق يقال باستثناء موضوع التسمم اللى حدث داخل الحضانة واللى قلتلهم عليه فى وجههم ان العيب عليهم وزعلوا منى باستثناء ذلك الخدمة جيدة والإشراف وكل حاجة بالحضانه جيدة.

الجدير بالذكر ان عم الطفل حاول الدخول لغرفة الحضانات التى تحتوى على سبع حضانات فقط الا ان المشرفة منعته قائلة ان الدخول للام أو الاب فقط وان هناك كاميرات مراقبة فى كل مكان وممنوع الدخول.

وعن المشكلات التى تواجهها حضانات الأطفال حديثى الولادة فى مصر قال الدكتور محمد عمر كبير اخصائى رعاية الأطفال بمستشفى الهرم انه فى السياق العام فإن رعاية الأطفال الصغار تعانى دائما من نقص فى فريق التمريض المدرب إضافة إلى الأطباء حتى ان وجدت مكان مثل الهرم به اكتفاء من الفريق الطبى المدرب ستجد أماكن كثيرة تعانى من نقص المدربين سواء تمريض أو اطباء مشددا على ضرورة ان يكون هناك قسم متخصص بكلية الطب لرعاية الأطفال المبتسرين أو حديثى الولادة بصفة عامة إضافة إلى تخريج دفعات تمريض متخصصة فى رعاية الأطفال حديثى الولادة كما شدد محمد عمر على أهمية الدعم المادى لتوفير عدد اكبر من الحضانات داخل المستشفيات الحكومية لتجنب الحضانات الخاصة.

وعن الحضانات الخاصة أضاف عمر: للأسف انتشرت وهى شغل سوقى فأمام ضعف الرقابة وندرة الفريق الطبى المدرب تجدهم يأخذون الحالات الجيدة غير المحتاجة إلى معاناة ويرفضون الحالات التى بها مشكلات تحتاج إلى تعب وتخصص لنستقبلها هنا بالمستشفيات العامة.

كما شدد استاذ رعاية الأطفال على ضرورة الفحص قبل الزواج لأن مشكلات الأطفال حديثى الولادة تبدأ من قبل الزواج فهناك أمراض وراثية واختلاف فصائل ويأتى بعد ذلك المتابعة الجيدة أثناء الحمل وعمل التحاليل اللازمة إضافة إلى دور الأم بعد الولادة فى متابعة رضيعها والاهتمام به من نظافة وتغذية لأن هناك صادفنا أمهات تسببت فى أذى ابنها نتيجة للإهمال وعدم المتابعة الجيدة الا انه فى الفترة الأخيرة قلت هذه الفئة نتيجة للوعى للدى كثير من الأسر، إضافة إلى وجود كراسات المتابعة المحددة بتوقيت المتابعة أولا بأول.

من محافظة المنوفية إلى مستشفى الدمرداش بالقاهرة حملت مدام وفاء عبدالحى جنينها فى أحشائها قبل الولادة طامعة فى خدمة العاصمة المتميزة وتمت الولادة بشكل طبيعى الا ان المولودة تعانى من نقص فى الرئة ولا بد ان تدخل تحت الملاحظة المستديمة بإحدى الحضانات وبدأت رحلة العذاب فى البحث عن حضانة حكومية أو اى حضانة خاصة مناسبة لنا فى الفلوس لأن ظروفنا المادية على قدها فلم نجد سوى حضانة فى المهندسين وافقت على استقبلنا مقابل ثلاثمائة جنيه فى اليوم الواحد وبعد ثلاثة أيام من المعاناة الان اكفن ابنتى لانى تأخرت فى إدخالها احدى الحضانات فظلت ثمانى ساعات تأخيرا لتتكرر معى نفس الحدوتة بنفس الشكل من العام الماضى عندما أتيت بطفلى الأول الذى كان يعانى من نفس المشكلة وأخذته بعد الولادة جثة مكفنة بين يدى لنفس السبب وهو عجزنا عن توفير الحضانة المناسبة فى الوقت المناسب وحسبنا الله ونعم الوكيل.