الـــرمــــال الـــســـوداء كـــنز مـــصـــر المـــفـــقـــود
بعد أكثر من 60 سنة من الإهمال القوات المسلحة تحقق حلم استغلالها
خيرأ وبعد ما يقرب من 60 سنة تحقق الحلم على يد القوات المسلحة فى استغلال ثروة من الثروات المصرية الطبيعية التى حب الله بها مصر وهى كنز الرمال السوداء الموجودة على سواحل البحر الابيض المتوسط وهى عبارة عن رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التى تصبها الأنهار فى البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة، خاصةً معدنى الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد. كما تحتوى عادةً نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن وتستغل هذه الرمال السوداء من أجل استخراج معادن الحديد والمونازيت، وأهم البلاد التى تستغلها الهند، والبرازيل، بجانب مصر التى يوجد بها 11 منطقة غير مستغلة حتى الان والتى سيبدأ استغلالها خلال المرحلة المقبلة.
< الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء
ترجع الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء إلى احتوائها على نسب من المعادن التى لها مردود تعدينى مثل الألمنيت–FeTiO2 الروتيل –TiO2 اكاسيد حديدية– ماجنتيت الزركون– ويكون أحيانا خليك من Zr + U الثوريا الجارنت المونازيتGa.La.Y.Th – أملاح السيريوم ولبثوريوم السليكا الثقيلة.
< الليكوكزين
كما تحتوى الرمال السوداء على كثير من الغازات النادرة الذهب ويقدر بحوالى نصف جرام فى الطن الكاسيتريت الالمنيت والروتيل الألمنيت تستخدم فى إنتاج معدن التيتانيوم لصناعة هياكل الطائرات والصواريخ ذات الارتفاعات العالية لمقاومة الظروف الكونيه الروتيل هو المادة الأساسية فى صناعة البويات.
الزركون يساعد على امتصاص النيترونات ولذا يستخدم فى المفاعلات النووية لكبح جماح التدفق النيترونى الهيفنيوم ويكون مصاحبا للزوكلنيوم فى مركباته أكاسيد الحديد لإنتاج الحديد الصالح للاختزال المباشر المونازيت فوسفات للعناصر الأرضية النادرة وهو غنى بمعدن الثوريا– أكسيد الثوريوم ويستخدم فى المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الرمال السوداء (رواسب المراقد(- هى عبارة عن مجموعة من المعادن الثقيلة التى يزيد المعدن عندها عن 2.7 ويعزى تجمع المعادن الثقيلة إلى ان لها تركيب كيميائى ثابت ومستقر اتجاه عمليات التجوية الكيميائية وانها شديدة الصلابة تجعلها شديدة المقاومة لعمليات التعرية الفيزيائية، فهى تتكون نتيجة للتفكك بسبب عمليات التجوية والحت وتترسب بعد نقلها فى بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التى تصبها الأنهار فى البحر، واهم المعادن الثقيلة الموجودة ضمن هذه الرواسب:- الذهب- البلاتين- المونازيت (من المعادن المشعة)- الزركون- الكاسترايت- الولفروميت- الكروميت- الروتيل- المجنيتيت- الالمنيت، وعدد من الاحجار الكريمة (الماس، الجارنت، الكورندم، البريل).
< الاستخدامات
تد خل الرمال السوداء فى العديد من الصناعات الكبيرة ابرزها:
- صناعة هياكل الطائرات– صناعة السراميك والأدوات الصحية– صناعة الحراريات– صناعة مواد الصنفرةوقد أعلنت رئاسة الجمهورية منذ ما يقرب من عام عن استغلال الرمال السوداء ليتم فتح ملف حكم عليه بالإعدام منذ الخمسينيات وفشلت جميع محاولات إحيائه من قبل رؤساء مصر وحكوماتها المتعاقبة على مدار أكثر من 60 عاما. حتى جاء الرئيس السيسى الذى طلب باستغلال هذه الثروة المهدرة ودخول المشروع حيز التنفيذ.
وتجدر الإشارة إلى انه قبل عشرين سنة وفى عام 1995 كانت هناك محاولات إحياء هذا المشروع حينما تبنت وزارة الكهرباء والطاقة مسألة إنشاء مصنع لاستغلال تلك الرمال فى محافظة كفر الشيخ وهى المحافظة التى تمتلك أكبر كمية من هذه الرمال ووضع حجر الأساس لهذا المصنع على ساحل البحر الغربى بالمحافظة، حيث تزامن ذلك مع صدور قرار وزير الصناعة والثروة المعدنية فى ذلك التوقيت حمل رقم 20 لسنة 1995 بعمل تخطيط شامل للساحل الشمالى وتحديد مناطق تمركز الرمال السوداء بطول الساحل.
تكلف إنشاء هذا المصنع أكثر من 20 مليون جنيه فى حينها على أن يتم الانتهاء منه بحلول 1997 إلا أن هذه الخطوة حكم عليها بالفشل مرة أخرى لعدم وجود إرادة سياسية حقيقية لاستغلال تلك الرمال خاصة أن هناك عددا من الدول المنافسة لمصر فى هذا المجال وإن كانت مصر تمتلك أكبر احتياطى منه، وهى دول أربع رئيسية هى الهند واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكل منها تستغل تلك الرمال الاستغلال الأمثل لها.
وقدرت دراسة صادرة عن هيئة الطاقة النووية أن استغلال الرمال الموجودة بها قد يعود على مصر سنويا بما يجاوز 320 مليار جنيه.
وطبقا لأحدث مسح جوى قامت به الهيئة فإن مصر تمتلك 11 موقعا على طول الساحل الشمالى غنية بهذه الرمال فيما يصل الاحتياطى من تلك الرمال على مستوى السواحل المصرية إلى مليار و300 مليون متر مكعب تحتوى على 8 أنواع من المعادن بخلاف المواد المشعة التى تفيد كثيرا فى الصناعات النووية ويتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.
ومن المنتظر ان يدر المشروع الجديد على مصر مليارات الجنيهات وسيحول منطقة شمال الدلتا إلى "ريفيرا مصر" لتصبح أفضل من الجزر الإماراتية، وهو ما طالب به الخبراء بالاهتمام بهذا المشروع بالشكل الذى يختلف عما كان عليه الحال طوال الأعوام الستين الماضية وأن يتم استغلال كل معدن من معادنها حتى ان تطلب الأمر استحداث صناعات جديدة لاستخدامها فيها، وفقا لما جاء فى تقرير مستشار رئيس الجمهورية لملف البيئة.
وعن هذا المشروع يقول دكتور مهندس أسامة حمدى محافظ كفر الشيخ السابق إن الشهور الماضية شهدت عقد عشرات الاجتماعات للبدء فى استغلال هذه الثروة الهائلة التى ستدر دخل على مصر يقدر بالمليارات وقد شهدت الأيام الأخيرة من عام 2015 توقيع الاتفاق النهائى لتأسيس الشركة المساهمة المصرية بمشاركة:
جهاز خدمات القوات المسلحة
هيئة المواد النووية
محافظة كفرالشيخ
بنك الاستثمار القومى
الشركة المصرية للثروات المعدنية
وهى الجهات المهنية بالمشروع وإنشاء أول مصنع لاستغلال هذه الثروة وقد تمت المساهمة فى الملكية بنسبة تفوق الـ60% لصالح قطاع التعدين التابع للقوات المسلحة المصرية، و2% للشركة المصرية للثروات التعدينية، و15% لهيئة المواد النووية، بالإضافة إلى محافظة كفر الشيخ التى ساهمت بنسبة 20٪، وبنك الاستثمار القومى بنسبة 15٪.
وعن موعد بدء إنشاء أول مصنع للرمال السوداء يؤكد المحافظ ان العمل سيبدأ فى الربع الاول من العام الحالى 2016.
اما سيمون عبدالناصر مدير إدارة الاستثمار بالمحافظة فتقول ان حلم استغلال الرمال السوداء سيصبح حقيقة بفضل القوات المسلحة وبرأس مال مصرى 100%وهو ما يؤكد وعى القيادة السياسية بأهمية المشروع، فبعض طرح المشروع فى مناقصة عالمية وتقدم 4 شركات عالمية للحصول على المشروع وهى المنار السعودية والمجموعة المصرية الأوروبية، وأوراسكوم للإنشاء والصناعة، وشركة كريستل السعودية، لكن لم يتم إسنادها لأى شركة بعد ذلك للتنفيذ بعدما قام رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب بعقد اجتماع لبحث الاستفادة من مشروع استغلال الرمال السوداء، بحضور وزراء التجارة والصناعة، والبترول، والإسكان، والإنتاج الحربى، والكهرباء، والاستثمار، ومحافظ كفر الشيخ، السابق المستشار محمد عزت عجوة وقد رأى المهندس إبراهيم محلب إلغاء المناقصة العالمية وإسناد المشروع لشركات وطنية وبرأس مال وطنى بعد دراسة المشروع من كافة جوانبه الاقتصادية والبيئية، من خلال لجنة تم تشكلها وأوصت بضرورة الاستفادة من الرمال السوداء كثروة قومية لاحتوائها على معادن عالية القيمة، تُعتبر مادة خام لعشرات الصناعات، بما يسهم فى إقامة استثمارات صناعية عديدة، وتوفير الكثير من فرص العمل.
اما فايد الشاملى مسئول ملف الرمال السوداء فيقول عن المشروع:
ان الدراسات التى أجرتها هيئة المواد النووية بشأن استكشاف موارد الرمال السوداء أثبتت وجود رواسب لمعادنها فى عدة مواقع على ساحل البحر المتوسط يقع معظمها شرق فرع رشيد على امتداد الساحل الشمالى للدلتا وسيناء، ورأت هذه الدراسة انه يجب استغلال أول موقع من هذه المواقع وهو كثبان البرلس الذى أثبتت فيه تواجد احتياطى كافٍ لبدء استغلال اقتصادى.
وتتمركز هذه المنطقة على ساحل البحر المتوسط فى المساحة المحصورة بين بوغاز البرلس وحتى مصرف الغربية الرئيسى بطول 19 كم وعرض الكثبان يتراوح ما بين 250م إلى 1000متر وتقدر كمية الرمال المعدنية بحوالى 410 مليون طن بنسبة تركيز 4.56%.
ـوعن خطة التنجيم والعمل يقول الشاملى انها تتضمن:
استغلال الكثبان الرملية وفصل المعادن منها.
إزالة الأخطار الناشئة عن التلوث الإشعاعى من المعادن وذلك بعد فصل المعادن وكذلك تفادى زحف الكثبان على الأراضى والقرى الواقعة جنوب الكثبان.
وكذلك حماية الطريق الساحلى الدولى من اثار زحف هذه الكثبان بطول حوالى 19 كم من بوغاز البرلس وحتى مصرف الغربية الرئيسى.
يساهم الاستغلال التعدينى فى إقامة صناعة التيتانيوم والزركون ويدر دخلاً سنوياً بالعملة الأجنبية بعد استيفاء حاجة السوق المحلى.
الأهم هو تشغيل عمالة مباشرة وغير مباشرة فى هذا المشروع بالإضافة إلى تسوية وتمهيد هذه المنطقة للاستغلال فيما بعد التنجيم.
سيتم استخدام التعدين بالحفر لاستخراج المعادن الثقيلة من حزام الكثبان الرملية وكذا استخدام حفارات عائمة على بركة صناعية مزودة برشاشات مياه وتنقل نواتج الحفر إلى محطة تكثيف أولية حيث يتم فصل المعادن الاقتصادية 5% من مجموع المواد ثم يتم ضخ المواد المعدنية المكثفة فى صورة روبة إلى منطقة تخزين حيث يتم جمعها ونقلها إلى محطة فصل المعادن الثقيلة وتتضمن المعادن المستهدفة (الإلمنيت- روتيل– زيركون- ماجنتيت- جارنت- مونازيت).
وهو ما جعل رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب يصدر قرارى مجلس الوزراء رقمى 11/09/14/1، 11/09/14/2 بتاريخ 9/9/2014 بالموافقة على البدء فى تأسيس شركة وطنية مصرية تحت مسمى (الشركة المصرية للرمال السوداء) طبقا لأحكام القانون رقم 159 لسنة 1981 تحت إدارة القوات المسلحة للبدء فى استغلال هذه الثروة المهدرة منذ سنوات عديدة.
اما سمير غباشى رئيس مدينة بلطيم فيقول ان المصنع الذى سيقام فى منطقة الشهبية غرب مصرف كوتشنر على الطريق الدولى الساحلى على سواحل البحر الأبيض سيضم مصنعا واحد على مرحلتين وهما مرحلة فتل الرمال ومرحلة استخلاص المعادن وسوف يبدأ العمل فى مطلع النصف الثانى من العام الحالى 2016 وسينتهى العمل بها نهاية عام 2018 وهو ما يعنى ان المصنع يستغرق إنشاؤه عامين ونصف العام تقريبا، وسيقوم باعمال الإنشاء القوات المسلحة ومن المنتظر ان يوفر انشاء المصنع واستغلال الرمال الاف فرص العمل للشباب.
وعن مدة العمل فى المشروع بعد استغلال الرمال السوداء وأهميتها يقول غباشى ان عملية استغلال استخراج المعادن من الرمال ستستمر لمدة 16 سنة كاملة وان هذه المعادن المستخدمة سنحتاج اليها فى عمليات الطاقة النووية فى محطة الضبعة بجانب ان المعادن ستشجع على انشاء صناعات ثقيلة فى مصر بعد توفير المواد للازمة لها وسيتم تصدير الفائض إلى دول العالم وهو ما يوفر لمصر ملايين الدولارات ويساهم فى بناء اقتصاد قوى.