صيدليات الموت تتلاعب بأرواح المرضى
العمال يقومون بدور الطبيب فى صرف الأدوية بالخطأ
استغل بعض أصحاب الصيدليات ضعف الرقابة وعدم مرور مفتشين خاصة بالمناطق الشعبية والعشوائية واعتمد على عمال غير مؤهلين لصرف الأدوية للمواطنين دون أن يكون لديهم أى خبرة أو دراسة ما يتسبب فى حدوث مضاعفات شديدة للمرضى قد تصل إلى حد الوفاة فى بعض الحالات نتيجة صرف أدوية خاطئة والشىء الصادم والغريب أن أصحاب الصيدليات معترضون بأنهم يستعينون بعمال غير مؤهلين وغير مدربين بدلا من الطبيب الصيدلى لخفض التكاليف وتوفير وتدبير إيجار الصيدلية وفواتير الكهرباء والمياه.
بداية يقول سيف فرج أبوبكر موظف يعانى من لين فى العظام، فذهب إلى الطبيب وتم الكشف عليه وتشخيص ما يعانى منه وأعطاه الروشتة فذهب إلى الصيدلية لصرف العلاج، فقام العام أعطاه علاج آخر وهو علاج السكر فأخذ منه وحدثت له مضاعفات صعبة، فتم الرجوع إلى الطبيب المعالج فقال ليس هو العلاج، فتم الرجوع إلى الصيدلية، اتضح أن العامل الذى صرف هذا العلاج لا يمتلك أى مؤهل، هو بس يقرأ العلاج بالإشارة.
تقول هانم سيف ربة منزل أصيب ابنى بنزلة برد فذهبت لإحدى الصيدليات بمنطقة منشية ناصر لشراء العلاج له، فقام عامل الصيدلية بإعطائه حقنة وأخبرنى أنها مضاد حيوى قوى للبرد، وبعد أقل من ساعة ارتفعت حرارته وتدهورت حالته الصحية وتم نقله للمستشفى، حيث أخبرنى الأطباء أن الحقنة التى أخذها الطفل خاصة بالحساسية للبالغين وتم تركيب محاليل لطرد مفعول الحقنة ولولا العناية الإلهية لكان مصير طفلى الموت.
ويقول عرفات سعيد مدرس وهو يروى معاناته مع إحدى الصيدليات فى المرج قائلا: لقد أصيبت زوجتى بنزيف حاد بعد ولادة قيصرية وقرر الأطباء إعطاءها بعض الأدوية لوقف النزيف فذهبت لإحدى الصيدليات لصرف الروشتة وعند تناولها أـحد الأدوية حدثت مضاعفات بالرحم وتم استئصاله واكتشفنا بعد ذلك أن الدواء ليس المكتوب بالروشتة وعندما ذهبت للصيدلية فوجئت أن القائم بصرف العلاج شاب حاصل على دبلوم وليس طبيبا صيدليا فذهبت إلى دائرة قسم المرج وتم تحرير محضر وتم بعد ذلك حفظ المحضر ولم يتم محاسبة الصيدلية حتى الآن، والمريض هو الذى يدفع الفاتورة بسبب عدم اتخاذ إجراءات قانونية قد تردعهم.
وتضيف حسنية أبوالفتوح مريضة بالسكر: أعانى عند صرف الدواء من الصيدلية بسبب سوء خط الطبيب وعدم تمكن عامل الصيدلية من قراءته، وفى إحدى المرات قام عامل الصيدلية أثناء غياب الطبيب بصرف علاج خطأ وعند شعورى بالتعب والرجوع للطبيب مرة أخرى اكتشفت أن العامل لم يتمكن من قراءة خط الطبيب وصرف دواء آخر سبب لى مضاعفات أخرى كانت قد تقضى بحياتى وذلك بسبب أصحاب الصيدليات الذين يستهينون بحياة المواطنين المرضى.
ويقول محمد حنفى محاسب: ذهبت إلى الطبيب بعد إصابتى بخراج ومع أنى مريض بالسكر أكون حذرا عند تناولى لأى دواء، وبعد كتابة الروشتة ذهبت لصرفها من إحدى الصيدليات ولكن بعد تناول الدواء لمدة أسبوع شعرت بدوار وساءت حالتى وعند الذهاب للطبيب مرة أخرى أخبرنى أن الدواء الذى تناولته ليس الذى قام بكتابته فى الروشتة، فقمت بالرجوع للصيدلى الذى أخبرنى أنه سيعاقب العامل على ذلك، فأين دور المسئولين للتصدى لهذا العبث بحياة المواطنين؟
ويشير عزوز أبوالفضل أعمال حرة إلى انتشار ظاهرة عمالة الصيدليات خاصة فى الأماكن الشعبية عن أعين الرقابة وغالبا ما يكون المتعامل مع المرضى فى الصيدلية ليس طبيبا بل مجرد بائع بشهادة متوسطة أو طالب، فلقد ذهبت لإحدى الصيدليات بمنطقة باب الشعرية حيث إننى أعانى منذ فترة من اضطرابات بالمعدة ونظرا لكبر سنى أتابع مع طبيب باستمرار موعد صرف الدواء قام شاب بالصيدلية بصرف نوع غير موجود بالروشتة ما أثر بالسلب على معدتى وتدهورت صحتى وعند الرجوع لطبيب الصيدلية اكتفى بمجرد قول «حقك علىَّ يا حاج»، طيب إيه اللى استفدته من الاعتذار وبعد أن تدهورت صحتى بسبب عامل الصيدلية.
ويقول أحمد فتحى طالب بكلية تجارة جامعة عين شمس أعمل مسعد صيدلى خلال فترة الإجازة الصيفية لتوفير مصاريفى الشخصية وخلال أول أسبوعين عمل بالصيدلية لم أصرف أى دواء للمرضى حتى تأكد الصيدلى من حصولى على خبرة كافية لأبدأ بعدها التعامل مع المواطنين وصرف الأدوية، مشيرا إلى أن البيع فى المناطق العشوائية معظمه بدون روشتة طبية يأتى المريض للصيدلية يشرح الأعراض التى يعانى منها وأقوم بتقديم الأدوية المناسبة لحالته وغالبا ما تكون مضاد حيوى حسب أوامر الدكتور وخلال فترة عملى بالصيدلية التى تجاوزت العام لم أر أحدا من التفتيش أو الرقابة.
ويدافع الدكتور شنودة رفعت صاحب صيدلية فى جسر السويس قائلا: يلجأ بعض أصحاب الصيدليات إلى تشغيل مساعدين غير مؤهلين أو مرخصين لتقليص نفقات الصيدلية نظرا لأن العامل أو مساعد الصيدلية يحصل شهريا على راتب لا يتعدى750 جنيها أى نصف راتب الصيدلى الذى يتم محاسبته بالساعة وليس بالشهر بجانب أنه لا يوجد شروط لتشغيل العمال بالصيدلية فيكتشف البعض بمجرد تدريبه لمدة شهر حتى يتعرف على جميع أسماء الأدوية ثم يبدأ التعامل مع الجمهور.
الدكتور عاطف محمود صاحب صيدلية بفيصل أضاف أن هناك ثغرات كثيرة بالقانون يستغلها الصيادلة للهروب من عقوبة العمال أو المساعدين حيث يتواجد الطبيب فى الفترة الصباحية التى يمكن أن يمر من خلالها المفتشون أما الفترة المسائية فيترك العامل مستغلا ضعف الرقابة والتفتيش خلال ذلك الوقت.
ويؤكد الدكتور محمود سعود وكيل نقابة الصيادلة أكد أن أى عامل بالصيدلية يثبت أنه يقوم بصرف الأدوية يتم محاسبته بتهمة انتحال صفة صيدلى ويعاقب بالحبس لمدة تصل إلى عامين طبقا لقانون مزاولة المهنة بالإضافة إلى غلق الصيدلية إداريا لمدة شهر أو أكثر وتقوم نقابة الصيادلة بإعداد قانون جديد يوضح بشكل دقيق ضوابط مزاولة المهنة وفقا للدستور حيث لا يحق لأى أحد مزاولة مهنة الصيدلة إلا بعد أخذ رأى جميع الجهات المسئولة ومنها النقابة مع وضع عقوبات متدرجة للاستعانة بعامل لصرف أدوية دون استشارة الصيدلية أول مرة تغلق لمدة شهر ولو تكرر تغلق ستة أشهر وممكن تصل للحبس.