محاولات الصلح مع الإخوان
12:22 ص - الأحد 13 ديسمبر 2015
نشأت جماعة الاخوان عام 1928م كجماعة دينية ثم تحولت إلى العمل السياسى وصاحب ذلك انشاء تنظيمها السرى والقيام بعمليات الاغتيالات السياسية، ونمت لدى الاخوان وطغت فكرة الجماعة على فكرة الوطن، وتم حلها فى القدم وحظر نشاطها العديد من الأنظمة، إلا أنها ظلت تعمل تحت بصر الدولة دون اتخاذ إجراء حاسم معها، وكان خطأ الرئيس السادات بالسماح للاخوان فى العمل السياسى سبباً فى نمو جشع تلك الجماعة واعدادها للسيطرة على الدولة مستعينة فى ذلك بكافة الوسائل المتاحة المشروعة منها وغير المشروعة وبالتنظيم الدولى للاخوان، وسقط السادات نفسه رحمه الله شهيداً برصاص غدر الاخوان.
وأى مواطن مصرى لا يرغب ولا يريد اقصاء أى فصيل من العمل السياسى، طالما يعمل وفق أصول وقواعد العمل السياسى ولا يضر بالدولة أو بمواطنيها.
وأياً ما كانت الأخطاء التى أدت إلى وصول الاخوان إلى الحكم ومنها أخطاء للدولة وأخطاء للشعب وأخطاء للاعلام، إلا أن الشعب أدرك حقيقة فاشية جماعة الاخوان وضج من حكمهم، وهم لا ينصتون إلى الأصوات العاقلة ومنها وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى الذى طالبهم بطرح الثقة على رئيس الجمهورية فى استفتاء شعبى فرفضوا. وعندما أدرك الشعب المصرى سوء حكم الاخوان ثار ضدهم فى الثلاثين من يونيو وأبعدهم عن الحكم بمساعدة قواته المسلحة التى انحازات إلى ارادة الشعب كما هى دائماً.
ودعونا نقرر حقيقة أن مصر قبل ازاحة الشعب حكم الاخوان لم يكن فيها إرهاب يذكر، وقد تفشى الارهاب بعد سقوط حكم الاخوان، الأمر الذى يقطع بأنهم هم الذين يرتكبون جرائم الاهارب ويمولونها.
وتعداد الاخوان فى مصر لا يتجاوز الأربعمائة ألف شخص على أقصى تقدير، وبعضهم لايمارس أى ارهاب، ولذا استعانوا بالاجراميين وأرباب السوابق بأجر لارتكاب جرائم الارهاب تحت مسميات مختلفة لجماعات دينية وهمية، وجميع هؤلاء لا ينتمون إلى جماعة الاخوان ودافعهم لارتكاب جرائم الارهاب الأموال التى يتلقونها من الاخوان.
ورغم الجرائم العديدة التى نفذتها أو خططت لها أو مولتها جماعة الاخوان الارهابية نسمع من وقت لآخر دعوات للصلح مع الاخوان، وهذه الدعوات ينطق بها مصريون ممن يسمون أنفسهم مثقفين أو دعاة اصلاح أو جماعات حقوق انسان، وهم معروفون فى الدخل بالاسم ومعروفة دوافعهم ويعشون فى بذخ التمويل غير المباشر للاخوان وتنظيمهم الدولى والداعمين لهم، وللأسف الشديد يروج لهذه الأقوال بعض الاعلاميين إما عن جهل أو عن عمد.
وفى الخارج يشن التنظيم الدولى للإخوان حملات ضد مصر ويطرح فى بعض حملاته- عن طريق أشخاص غير معروف انتماؤهم للتنظيم- فكرة الصلح مع الإخوان، ويلجأ التنظيم لكافة الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتمويلية لطرح فكرة الصلح بالضغط على الدولة المصرية.
وما أعتقده جازماً أن جماعات الضغط فى الخارج والداخل للصلح مع الاخوان تعمل حالياً على اقصاء كل من يقف عقبة أمام هذا الصلح من موقعه سواء كان هذا الموقع حكومياً أو غير حكومى، وأعتقد أن هذا السعى أتى بعض ثماره. ولذا أطالب كافة السلطات الأمنية بتعقب سعى الاخوان لاقصاء المعارضين لفكرة الصلح مع الاخوان عن مواقعهم، وسوف تكتشف تلك السلطات الكثير فى هذا الشأن.
إن الشعب المصرى لا يمنع أى صاحب فكر أو عقيدة من ممارسة العمل السياسى أو ممارسة شعائر عقيدته، ولكنه لا يمد يده لكل من تلوثت يداه بدماء الوطن أو دماء أبنائه.
والشعب المصرى هو الذى أزاح حكم الاخوان الفاشى وهو الذى أبعدهم عن السلطة، وهو الذى استنكر ويستنكر عمليات الارهاب التى يقومون بها. ولذا فان مسألة الصلح مع الاخوان لا يستطيع أحد أن يقرر فيها حتى رئيس الجمهورية نفسه إلا بموافقة الشعب المصرى كله.