تمريض معهد ناصر: ندرس مناهج قديمة لا تمت للواقع بصلة
بعد اتفاق الصحة والتعليم العالى على استراتيجية موحدة لتطوير التمريض
بالرغم من اتفاق الدكتور احمد عماد الدين وزير الصحة مع الدكتور اشرف الشيحى وزير التعليم العالى على استراتيجية موحدة لتطوير التعليم الفنى الخاص بالتمريض بحضور لجنة من قطاع تعليم التمريض بالمجلس الأعلى للجامعات الا ان السؤال ما زال قائما هل روعى فعلا مشكلات التمريض بالاستراتيجية الموحدة وهل هذا ما يطمح به دارسو وخرجو التمريض من المدارس والمعاهد المختلفة؟ فكان لقاء جريدة السوق العربية المشتركة مع طالبات مستشفى معهد ناصرالفنى الصحى للتمريض اللاتى كان من اول مطالبهن لقاء الوزير مباشرة والنقاش معه لسماع مشكلاتهم.
قالت صبرية اسماعيل- مديرة المعهد- ان بداية المعهد عام 1991 وكنا بناخذ الدفعات عن طريق مكتب التنسيق من مكتب امبابة لأنه كان بمثابة المعهد الأم ولوجود بروتوكول تعاون بينه وبين المؤسسة العلاجية التى ابتدت بثلاثة افرع كان معهد ناصر من ضمنهم اضافة الى مستشفى دار الشفاء والعجوزة الا اننا منذ عام 1996 اصبحنا نتبع ديوان عام الوزارة ولا نتبع دار المؤسسة العلاجية.
من تاريخ 91 وحتى عام 2007 كنا بناخد البنات من معهد امبابة فكانوا يقدمون طابع ترشيح للمعهد الفنى الصحى من ثانوية عامة او من دبلوم تمريض شاملا كل الشروط عن طريق مكتب التنسيق فكانت الدفعه كلها بتروح على مكتب امبابة وبعد ذلك يوزع علينا الطالبات وكانت البنات بتتخرج ولديهم الرغبة والحماس حتى تسطيع ان تكمل كلية وكان دائما هناك تنافس بين خرجى دبلوم التمريض الافضل فى الشغل العملى وبين خريجى ثانوية عامة لانها بتكون اقوى فى اللغة الانجليزية حتى ان البعض حصلن على درجة الدكتوراه مرورا بالماجستير الا انه من 2007 تغير النظام وصدر قرار وزارى بتحويل مدارس التمريض الى معاهد تمريض 5 سنين وهنا يكمن الفرق الجوهرى بين النظامين فقبل هذا القرار كان خريجو مدرسة التمريض يحصلن على دبلوم التمريض فمنهن من يردن التكملة بالمعهد برغبتهن وبالتالى يستطعن تحمل صعوبة الدراسة باللغة الانجليزية ومنهن من يكتفين بالدبلوم ولا يكملن بالمعهد اما بعد القرار اصبح خريجو المدرسة فى حالة اجبار للتكملة بالمعهد لان دراسة ثلاث سنوات بالمدرسة لا تعطى الدارسة شهادة دبلوم فى التمريض وانما هى مجرد سنة نقل ما دفع جموع البنات للتكملة بالمعهد وترتب على ذلك العديد من المشكلات منها عدم قدرة الفتيات التغلب على صعوبة الدراسة باللغة الانجليزية وتسرب البعض للزواج او العمل فى العيادات الخاصة مكتفين بما حصلن عليه من دراسة وبكده احنا بنتعب وندرب البعض دون الاستفادة منه وبالطبع قلة الخريجات فكنا نتحايل على البنات عشان يكملوا دراسة ويقولوا مش قادرين نكمل.
من المشكلات التى نواجهها ان الوزارة تريد مننا زيادة اعداد الطالبات لكن الاماكن ضيقة اضافة الى تسرب البنات فى السنة الرابعة او الخامسة لعدم قدرتهن على تكملة الدراسة باللغة الانجليزية ما يضطرهن الى التحويل الى الشعب العربى بامبابة او الزواج او العمل والاكتفاء بما تمت دراسته ما يسبب العجز المستمر لانه بمنتهى البساطة البنات اجبرن على التكملة وكان من الافضل للبعض منهم الاكتفاء بدبلوم التمريض عند السنة الثالثة كما كان فى الماضى وبالطبع الافضل لنا ان من تلتحق بالمعهد تكون برغبتها حتى تستطيع ان تواصل الدراسة ومن ثم يمكن الاستفادة منها.
وعن التدريب اضافت مديرة المعهد ان التدريب يتم فى المعهد على اعلى مستوى فالمدرسون بين ماجستير ودكتوراه اضافة الى الخبرة الكبيرة وان كنا نعانى من انخفاض مستوى التجهيزات فاحنا مش على الخريطة فعلى سبيل المثال عروسة التدريب بينى وبين المدرسة اتكسرت ولحد النهارده مجاش بديل عنها على الرغم من تقدمنا بطلب من سنة.
وعن القرارات الجديدة التى تنتهجها وزارة الصحة من إلغاء مدارس التمريض على ان تكون معاهد فقط لا غير، اضافت مديرة التمريض ان ذلك لم يأت بجديد لأنه بالفعل قائم منذ 2007 باشراف دكتورة هدى زكى وفشل والان بيقرروا نفس المشروع.
ومن مشكلات التمريض اضافت صبرية ان صورة التمريض والممرضات كانت سيئة جدا ما كان له بالغ الاثر فى احجام العديد من الفتيات الالتحاق بمدارس او معاهد التمريض الا ان الصورة اعتقد تحسنت نسبيا فى السنوات الاخير ما زاد بعض الشىء من نسبة الاقبال.
واضافت مديرة التمريض ان من اهم الجوانب التى تصلح امر التمريض ان يكون التحاق الفتيات بالتمريض بعد المدرسة برغباتهن اضافة الى وجود المكافآت اثناء شهور الامتياز التى تعمل بها الممرضة بالمستشفى فعلى الرغم من ضعف المبلغ الا انه يشكل فارقا نفسيا وماديا بالنسبة للعديد من الفتيات فالبعض يصل به الامر ان يقول “انا مش قادره اكمل لانه مفيش فلوس“ وان كان هناك تحسن لا يمكن تجاهله من قبل دكتورة كوثر محمود وكيل وزارة الصحة لشئون التمريض فيما يتعلق بدخل الممرضات بعد التعيين وان كنا نطالب بتمميز الحاصلات على الماجستر او الدكتوراه ولا يعاملن مثل من لم تحصل على ما حصلن عليه من مؤهلات.
قالت مروة وحيد- طالبة بالمعهد- ان من اهم المشكلات التى تواجه الممرضات ومهنة التمريض بصفة عامة هى نظرة المجتمع وان كانت تغيرت بعض الشىء الا انها لا تزال تنظر الى التمريض على انه امر سيئ خاصة ان الممرضة فى اوقات كثيرة تضطر للمبيت بالمستشفى.
واكدت ذلك اسماء عبدالباسط- طالبة- ان الافلام السينمائية كانت سببا فى اساءة نظرة المجتمع الى الممرضة فمعظم الافلام تتناول الجانب السيئ من الممرضات على انها لصة تسرق الادوية او سيئة السمعة ومن السهل الوصول اليها فى الحرام.. فدكتور صيدلى بيقولى انت اخرك تضربى حقنة او تغيرى لمريض على الرغم من انه قريب من مهنة التمريض ويعلم المشاق الملقاة عليه وهناك نظرة كثير من الاطباء ان الممرضة سهلة المنال حتى يرى العكس.
وطالبت مريم هشام وزير الصحة بان يقلل درجات الالتحاق بالكليات فالعدد الاكبر للالتحاق بكلية التمريض يكون لخريجى الثانوية العامة بالرغم من اننا درسنا خمس سنوات بالتمريض واكثر خبرة بحكم الدراسة والتدريب الا ان الالتحاق بالجامعة من العقبات الصعبة التى تحتاج الى تذليل من قبل وزير الصحة كما طالبت اسماء خالد- طالبة- بمكافأة اثناء فترة الامتياز اسوة بكليات التمريض فالمكافأة وان كانت بسيطة بالنسبة للدولة الا انها تمثل فارقا كبيرا بالنسبة للمرضات
وقالت دنيا اشرف- طالبة بالمعهد- ان المناهج غير مواكبة لحجات العمل فالمناهج قديمة جدا وعند التخرج نجد انفسنا فى واد اخر غير ما تعلمناه طيلة سنوات الدراسة وان كان مدرسو المعهد يجتهدون لتعليمنا ما هو جديد الا المناهج فى الكتب مغايرة للواقع فالمطلوب ان يكون المنهج حديثا مواكبا لما نقوم به عمليا.
وتعتبر ريهام ماجد- طالبة- ان امتحان الشفهى يعد مشكلة خاصة انهن مررن بامتحان شفهى قبل الالتحاق بالتمريض اضافة الى تأخره شهرا عن التحريرى مما يعد امرا مبالغا فيه، كما نطالب بان يكون هناك ترم لكثرة المواد الدراسية التى فى الغالب ليس لها اى دخل بالتمريض وتعقد الطالب فعلى سبيل المثال المواد الادبية والرياضة والفيزياء.
وطالبت دعاء طنطاوى- طالبة- والعديد من الطالبات بلقاء الوزير لسماع مشكلاتهن منتقدات الوزير فى الزيارة الاخيرة لانه لم يأت اليهن ولم يستمع لاحد وانما كانت زيارة سريعة لم يتمكن فيها من التعبير عن مشكلاتهن بصورة مباشرة.
كما طالبت هانم صبرى بإلغاء درجات اعمال السنة لانها تستخدم من قبل الادارة بصورة تعسفية لدرجة انى- فى احدى المرات- قدمت بحثا فى احدى المواد بدون ملف فتم رفض البحث وغير ذلك من المواقف التى تستخدم فيها درجات اعمال السنة بشكل سيئ وظالم للطالبات.