السوق العربية المشتركة | خبراء: السعر العادل لتذكرة المترو 5 جنيهات.. وزيادتها لن يضر المواطن

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 20:29
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

خبراء: السعر العادل لتذكرة المترو 5 جنيهات.. وزيادتها لن يضر المواطن

سعد الجيوشي - على فضالي
سعد الجيوشي - على فضالي

«السوق العربية» تفتح ملف خسائز النقل العام:


عندما تستقل “التوك توك” لمدة 5 دقائق فلن تدفع أقل من جنيه ونصف، وحينما تستقل الميكروباص فتدفع نفس الأجرة وبعض الأماكن تكون الضعف، وقارن على ذلك فروق أجرة مقعد الميكروباص فى الرحلات الطويلة مقارنة بقطارات السكك الحديد، ستجد أن الفرق شاسع.

اتفق عدد من خبراء النقل والاقتصاديين فى مصر على ضرورة رفع أسعار تذاكر النقل العام، فى مقابل تحسين الخدمات المقدمة للمواطن، إذا أشاروا خلال حديثهم لـ«السوق العربية» إلى أن الحكومة لن تستطيع الثبات على سعر منذ سنوات فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والرواتب والخدمات المقدمة.

مساواة تذكرة المترو مع أجرة “التوكتوك”

ويقول المهندس على فضالى، رئيس الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق، أنه منذ نحو 11 عاما وسعر تذكرة المترو جنيه واحد، فى الوقت الذى ترتفع فيه تكاليف الهيئة كل عام 25% عما قبله، فمن المفترض أن يصل سعرها اليوم 3 جنيهات على الأقل لتغطيه التكاليف فقط، وإذا نظرنا لجلب الأرباح فالتذكرة يكون سعرها من 4 إلى 5 جنيهات، وتكون أرباحا هامشية وليست طائلة.

وأضاف فضالى، فى اتصال هاتفى مع “السوق العربية”، أن رفع تذكرة المترو جنيهين لن يؤثر على المواطن بالسلب، بل سيمنح الدولة فرصة لتحسين أداء القطارات التى يعانى معظمها من أعطال وتحتاج مليارى جنيه.

وتساءل فضالى: ”المواطن المصرى يدفع لـ”التوك توك” يوميا 4جنيهات خلال 10 دقائق، فهل يعقل أن يدفع للمترو جنيها واحدا فقط فى رحلة متوسط التوقيت الزمنى له 30 دقيقة”.

وأكد الفضالى، أنه يقف على قدم وساق لتنفيذ تسعيرة المترو الجديدة، موضحًا أن الحكومة لن تسطيع مواجهة ديون الهيئة التى وصلت 20 مليون جنيه شهريا إلا برفع تذكرة المترو”.

السكك الحديد: 20 جنيها زيادة لسد العجز

الدكتور أحمد فرج استاذ هندسة السكك الحديد بجامعة القاهرة، أكد أن زيادة أسعار السكك الحديد فى يونيو الماضى جاءت متأخرة إلا أنها ساهمت فى توفير جزء من مبالغ قطارات ”VIb“ التى تقدم خدمة على مستوى عالٍ، وهذا دليل على أن أسباب سوء خدمات السكك الحديد كان ثبات سعر تذاكرها لفترات طويلة.

وقال فرج فى تصريح لـ”السوق العربية”: ”إذا قارنا بين سعر تذكرة القطار المكيف الدرجة الثانية فى القطار وبين أجرة سيارات “الميكروباص” أو “الحافلات” فى رحلة من القاهرة إلى سوهاج، سنجد أن هناك فرقا 50 جنيها، حيث تذكرة القطار 45 بينما الميكروباص فسعره 100 جنيه، فى المقابل القطار يوفر الراحة والأمان للركاب”.

وأشار فرج إلى أن مصر تحتاج إلى إحلال وتجديد السكك الحديد بالكامل، الأمر الذى سيكلفها نحو 2مليار جنيه، حتى يستطيع شريط السكك الحديد تحمل القطارات فائقة السرعة مثل قطار THSR 700 التايوانى و AVE الإسبانى.

وطالب أحمد فرج، بوضع خطة لزيادة سعرالتذكرة حتى يتوفر للدولة 2 مليار جنيه فائض لتطوير هذا القطاع الهام لمصر، موضحًا أنه رفع سعر التذكرة 20 جنيها مع العام الجديد سيدر للدولة 60 مليون جنيه إضافية فى الشهر، وخلال عامين تستطيع مصر إحلال هذا الشريط المتهالك الذى لم تعد الدول المتقدمة تستخدمه من أكثر من 15 عاما.

يذكر التقرير النهائى لختام الموازنة العامة لهيئة القومية لسكك حديد مصر لعام 2014/2015، أن صافى خسائر الهيئة بلغ 5 مليارات جنيه.

وأوضح التقرير، أن مصروفات الهيئة بلغت 7 مليارات جنيه، وأن الإيرادات بلغت 2.111 مليار جنيه.

حافلات النقل العام

وقال الدكتور على زين العابدين هيكل، وزير النقل السابق، أن هيئة النقل العام فى مصر تعانى من 3 أزمات تتشابك وفى النهاية تكبد الدولة خسائر يومية لا حصر لها.

وفى تصريح لـ«السوق العربية» أكد هيكل أن الأزمة الرئيسية هى سعر تذكرة حافلات النقل الجماعى، حيث يدفع المواطن 2 جنيه فى مسافة قد تصل من الهرم إلى مدينة نصر بينما هى تكلف الهيئة 5 جنيهات، مطالبا برفع التذكرة وفقًا للمسافة ولا تكون موحدة. أما الأزمة الثانية، فهى زيادة تكلفة الإنفاق على الحافلات مع ارتفاع تكلفة صياناتها التى تعادل ثمنها عند شرائها، مشيرًا إلى أن الحافلة التى يتم شراؤها بـ400 ألف جنيه تحتاج إلى 6000 آلاف جنيه كصيانة كل عام نظرًا لكثرة استخدامها، ما يعنى أن شراء 100 حافلة فى العام يكلف الدولة 7.200 مليون جنيه سنويا، وتزاد نسبة الصيانة من عام لآخر. وأوضح هيكل أن الأزمة الثالثة، وهى الشائعة فى كل الأجهزة الإدارية فى مصر وتتلخص فى عدد العمالة موضحا أن عمال هيئة النقل العام زادات رواتبهم 3 مرات منذ ثورة 25 يناير الأمر الذى أسفر على خسارة الشركة نحو 9 مليون شهريا.

واستطلعت “السوق العربية” آراء بعض المواطنين الذين يستقلون هذه المواصلات بشكل دورى.

أستطيع دفع 2 جنيه فقط للمترو

ويقول أحمد الدسوقى، موظف بشركة الكهرباء: مواصلاتى يوميا من الهرم إلى المرج 10 جنيهات منها جنيهين للمترو، وكنت أدفع منذ 3 سنوات 4 جنيهات شاملة سعر تذكرتى المترو الذى لم يرتفع حتى الآن.

واستكمل الدسوقى حديثه: لقد تضاعف سعر المواصلات الخاصة مثل الميكروباص و”التوك توك” بينما لا يزال سعر تذكرة المترو كما هو، مشيرًا إلى أن لا يمانع أن تزيد سعرها إلى جنيهان كحد أقصى”.

ورفض الدسوقى أن يصل سعر تذكرة المترو 5 جنيهات، معتبرا أن ذلك سيكلفه 300 جنيه شهريا، وهو ما لا يتحمله”.

20 جنيها إضافية ليست كثيرة على القطار المكيف ويقول أحمد سعود أحمد، اخصائى اجتماعى فى مدرسة نزلة على بسوهاج، أن تذكرة أجرة الميكروباص من بلدته إلى مصر 90 جنيها، وتصل إلى 100 فى فترة الأعياد، بينما تذكرة القطار المكيف درجة اول 86 جنيها، والدرجة الثانية 45، موضحًا أن الراحة والرفاهية لا تتواجد سوى فى القطارات المكيفة.

وأكد أحمد أن القطارات هى أنسب وسيلة للسفر لما تتمتع به من عوامل الأمان وعدم الإحساس بمشقة السفر على الإطلاق، مطالبا هيئة السكك الحديد برفع سعر التذكرة وفى المقابل زيادة عدد القطارات لاستيعاب أكبر عدد”.

وأشاد بقطارات VIb التى طرحت مؤخرًا، قائلا: ”نرغب فى أن تتحول كل القطارات بهذا الشكل خاصة وأنها توفر ساعة ونصف عن القطار العادى”.