المحطة النووية حلم المصريين لنقلة تكنولوجية وحضارية وانطلاقه للتنمية
اتفاقية إنشاء محطة الضبعة لإنتاج الطاقة النووية بين الجانبين المصرى والروسى بعد مباحثات استمرت قرابة العام، جاءت لتمثل أصدق وأقوى تعبير أمام العالم على أن العلاقة الاستراتيجية المصرية الروسية قوية تحقق من خلالها الحلم المصرى الذى طال انتظاره لعشرات السنين، حيث اكد خبراء الطاقة النووية أن المحطات النووية تعطى مصر اكتفاء ذاتيا من الطاقة، وتفتح افاق التنمية المجتمعية لتنفيذ المشروعات الكبيرة وكل ما يتعلق بالتنمية الصناعية والزراعية وخلق فرص عمل للشباب وجلب مزيد من الاستثمارات التى تعطلت بسبب نقص الطاقة.
ففى البداية قال الدكتور إبراهيم العسيرى، مستشار هيئة المحطات النووية، وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان العقبات التى واجهت المشروع النووى فى مصر فى السنوات السابقة هى الضغوط الخارجية خاصة إسرائيل وامريكا لتخوفهما من امتلاك مصر التكنولوجيا النووية واستخدامها عسكريا فكانوا بيعطلوا المشروع باى وسيلة حتى لا يكتمل.
اكد العسيرى ان البداية الحقيقة لهذا المشروع القومى كانت فى الستينيات وفى كل مرة يستجد شىء يمنع تنفيذه ووقعت حرب 67، وهذا ضمن الاهداف التى عطلت المشروع النووى، ثم فى السبعينيات عندما انتصرنا فى حرب اكتوبر 1973 زار الرئيس الأمريكى الراحل رتشارد نيسكون القاهرة عام 1974 واتفقنا مع السادات فى هذا التوقيت على انشاء محطتين نوويتين مع الولايات المتحدة الامريكية وقبل التوقيع ارسلوا شروطا سياسية يعلمون مسبقا ان السادات سيرفضها ولم يكتمل المشروع، وفى عام 1980 اتفقنا مع فرنسا على انشاء محطتين نوويتين وكانت فرنسا وقتها حسنة النية تماما مع مصر ودخلنا معها وبدأنا نخصص مجموعات عمل مشتركة لنقل التكنولوجيا والتدريب للمشروع وقبل تنفيذ المشروع فاجأنا الرئيس الاسبق حسنى مبارك بانه لن ينفذ المحطة النووية بالأمر المباشر وقرر إعلان مناقصة عامة بوضع مواصفات جديدة وتعطل المشروع مرة اخرى لمدة 3 سنوات وبعدها حصلت حادثة تشرنوبل واخذت هذا الحادث كحجة لعدم تنفيذ المشروع، حيث قال الرئيس مبارك انه حريص على شعب مصر ولن ينشئ محطة نووية وعلق هذا السبب شماعة حتى لا يتم المشروع وطبعا كان قرار امريكا لأن دولة اوكرانيا الا حصل فيها هذا الحادث كان عندها 6 محطات نووية شغالين والان اصبح عندهم 15 محطة نووية وعندها 2 تحت الانشاء، وفى عام 2013 جاء الرئيس المؤقت للبلاد وتحدث عن مشروعين قومين الاول المشروع القومى المصرى والمشروع الثانى مشروع قناه السويس، وفى عام 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحقيق الحلم النووى المصرى لمصلحة الشعب المصرى وذلك بتوقيع اتفاقية انشاء أول محطة نووية بالضبعة والتى ممكن ان تكون بوابة لبناء 8 محطات نووية ولكننا سنبدأ بـ4 محطات فقط حيث ستنفذ المرحلة الاولى بقدرة 4800 ميجاوات وتكلفة 20 مليار دولار وتسدد بتسهيلات من روسيا على ان يبدأ تشغيل أول مفاعل نووى فى مصر عام 2022.
واضاف العسيرى لمحررة "السوق العربية" أن اختيار موقع الضبعة لإنشاء المحطات النووية بها لعدم وجود فوارغ زلزالية نشطة وأيضا لقربها من البحر المتوسط وبعدها عن الكثافة السكانية علاوة على ذلك ان أهالى الضبعة ومطروح رحبوا بالمشروع النووى، مضيفا أن هيئة الرقابة النووية هى التى اقرت بانه من افضل المواقع النووية فى العالم وبجانب ذلك ان المشروع هيوفر فرص عمل للشباب لحوالى 3000 عامل بالضبعة بالتالى هيحصل رواج ونشاط وهيشجع على السياحة كونها أول محطه نووية فى مصر وان الشعب المصرى هيبقى عنده حب استطلاع لمشاهدة نجاح هذا المشروع على ارض الواقع. واشار العسيرى إلى ان هناك شركات وطنية سوف تساهم فى المشروعات من بينهم شركات مصرية عندهم استعداد يشاركوا فى المشروع النووى، مؤكدا ان تكلفة المشروع من 4 إلى 5 مليارات دولا ويستغرق البناء من 4 إلى 5 سنوات، مضيفا اننا الان نملك الارادة السياسية ولدينا القدرة على تنفيذ القرار لمصلحة الشعب وانه متفائل بنجاح مصر فى المشروع النووى ويتم بإذن الله. واضاف العسيرى ان استخدام المحطات النووية فى إنتاج الكهرباء يحافظ على نظافة البيئة أكثر من الطاقة الشمسية من 3 إلى 4 مرات كيلووات فى ساعة وان المحطات النووية أرخص من جميع مصادر الطاقة الاخرى وبالتالى هتوفر كهرباء زيادة كما ان استخدام المحطات النووية فى مصر يؤدى إلى ادخال صناعات جديدة لتحسين جودة المنتجات بالإضافة إلى تشجيع السياحة الخارجية ومن خلال هذه الزيارات لمشاهدة هذا المشروع ستزيل مخاوفهم من عواقب انشاء محطات نووية.
كما اوضح الدكتور عزت عبدالعزيز رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، ان هناك عقبات مرت بها مصر فى السنوات السابقة ادت إلى إفشال المشروع النووى فى مصر، ففى عام 1986 أقر المجلس الأعلى للطاقة النووية بضرورة الحصول على الطاقة النووية وبدأنا فى البرنامج النووى فى أوائل الخمسينيات ومرت السنوات وتكونت خبرة كبيرة فى مؤسسة الطاقة الذرية ومجموعة من مراكز البحوث النووية إلى أن أصبح عندنا 4 هيئات نووية وهى هيئة الطاقة الذرية ومجموعة من المراكز البحوث النووية وعندما أصبح لدينا 4 هيئات نووية وهى هيئة الطاقة الذرية وهيئة المحطات النووية وهيئة المواد النووية وهى موجودة بالقطامية وهذه معنية بمفاعلتها النووية وهيئة مركز القومى للأمان النووى والمركز القومى للتعقيب الإشعاعى وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا الإشعاعية من مواد الطاقة الذرية، فوجدنا 4 محطات نووية فكان لابد من عمل محطات نووية مثل باقى الدول، مؤكدا أن المجلس الأعلى للطاقة أقر بمحطة نووية فى الثمانينيات فتم اختيار الضبعة على أنها أنسب مكان لإنشاء المحطات النووية وبدأنا نبتدى خطوة متقدمة وفجأة فى 26 أبريل وقع حادث تشيرنوبل ولم يكتمل مشروع الطاقة النووية السلمية، مضيفا كان لابد أن نبنى محطات نووية ففى حوالى 350 محطة نووية فى 32 دولة فى العالم ومرت الأيام حتى صار على مستوى العالم 450 محطة نووية.
واكد عبد العزيز لمحررة "السوق العربية" أننا فى حاجة إلى طاقة لتنفيذ المشروعات وكل ما يتعلق بالتنمية المجتمعية لتنفيذ المشروعات الكبيرة وكل ما يتعلق بالتنمية الصناعية والزراعية إلى آخره، ولجأت مصر مثل باقى الدول إلى بناء محطة نووية للطاقة التى أقر المجلس الأعلى بأهمية بناء محطة نووية وفعلا بدأنا فى عام 1986 اختبار مدينة الضبعة فى انشاء الطاقة النووية وذلك لقربها من البحر الأحمر والبحر المتوسط، وبدأنا التشغيل وفجأة فى 26 أبريل وقع حادث تشيرنوبل وحصل الانفجار والرأى العام فى مصر بدأ فى التحدث على أن المحطات النووية خطر فصوت الناس ارتفع للجدولة ووقف مشروع الضبعة، وفى أيام جمال عبدالناصر امريكا وافقت تعطينا مفاعلا فى برج العرب ووحدة مفاعل ملوحة المياه حتى تكون المياه عذبة، وتوقف المشروع لأنه قامت حرب القناة ولم يكتمل، وفى عهد الرئيس الراحل السادات فى 1973 زار الرئيس ريتشارد نيكسون مصر وعرض على مصر محطة نووية تبنى فى سيدى كرير وان يتم إعطاء إسرائيل محطة نووية مثلها وبعد ذلك تأزمت العلاقات بين مصر وأمريكا فى حكاية نقل السد العالى ورفض المشروع، وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان مقررا أن يتم البدء فى المشروع النووى فى فترة الثمانينيات لكن العقود لم توقع حينها وان الاتفاق كان فى وقتها على إنشاء 8 مفاعلات نووية ولم يكتمل، وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تحقق الحلم النووى وتم توقيع الاتفاق مع روسيا على إنشاء أول محطة نووية بالضبعة وأن الرئيس هو إلا حرك المياه الراكدة وله الفضل فى توقيع الاتفاقية مع الحكومة الروسية لإنشاء محطة نووية بالضبعة، مضيفا أن تكلفة كل محطة 5 مليارات جنيه ولا يتم دفع 20 مليار مرة واحدة لكن يتم دفعها على مراحل على أن تسدد من إنتاج المشروع. أضاف عبدالعزيز لتنفيذ المشروع النووى لابد أن يكون عندنا هيئة محطات نووية وهيئة الثورة الإشعاعية النووية وهكذا وفى قاعدة علمية موجودة فى مصر لإنشاء محطة نووية مضيفا انه تم دراسات لاختيار 11 موقعا على ساحل البحر المتوسط ووجدنا أن الضبعة هى الأنسب لإنشاء المشروع النووى ولانها منطقة لا يوجد بها زلزال ولا يوجد فيها مناطق سكانية وتستغرق حوالى 16 عاما لإتمامها، مؤكدا أن إتمام المشروع هيساهم فى توفير فرص عمل للشباب والعمل على استصلاح الأراضى الزراعية وبالتالى تنشيط السياحة، مؤكدا أن محطة الضبعة ستخدم قناه السويس فضلا على جذب الاستثمارات والقضاء على البطالة.
وقال الدكتور على عبدالنبى، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، إن السبب الرئيس فى عرقلة المشروع النووى فى السنوات السابقة هى إسرائيل وذلك لعدم رغبتهم فى امتلاك مصر نووى، ولتنفيذ المشروع النووى حتى يصبح حقيقة على أرض الواقع لابد أن يكون لدينا إرادة وإدارة قوية مثلما قمنا ببناء السد العالى كان عندنا إرادة لتنفيذه وكما فعل الآن الرئيس عبدالفتاح السيسى بقرار بناء المحطة النووية لذلك لابد من وجود الاثنين معا ولو معنديش الارادة والإدارة لن يتم المشروع النووى. أضاف عبدالنبى لمحررة (السوق العربية) أن هناك عقبات واجهت المشروع النووى فى السنوات السابقة ففى عام 1964 كان فى مناقصة لعمل مفاعل نووى فى برج العرب وقدرة 150 ميجاوات ومعاه مصنع وقود نووى ومصنع تحلية مياه لعمل مفاعل نووى بيطلع 120 الف متر مكعب فى اليوم ومعاه مماثل للمحطة النووية وهذا كان المفترض أن يتم ولكن توقف المشروع ولم يكتمل، وفى عام 1974 كان فى مناقصة لعمل مفاعل نووى أمريكانى فى سيدى كرير وقدره 600 ميجاوات ولم يكتمل، وفى عام 1983 كان فى مناقصة عالمية لعمل مفاعلين فى الضبعة وقدرة المفاعل 900 ميجاوات ولم يكتمل وحاليا يتم عمل 4 مفاعلات نووية بقدرة المفاعل الواحد 1200 ميجاوات بإجمالى 4500 ميجاوات، مؤكدا أن المحطة الواحدة سيتم إنشاؤها فى خلال 5 سنوات على الأكثر على أن تتم الانتهاء من أول محطة نووية فى عام 2022.
أكد عبدالنبى أن اختيار منطقة الضبعة بالتحديد كان بعد سيدى كرير أخذنا موقع الضبعة تم دراسته وثبتت صلاحيته ونجاحة لإقامة محطات نووية مؤكدا أنه الموقع المثالى على مستوى العالم، مضيفا أن مصر مضت اتفاقيتين الأولى أننا نأخذ 4 مفاعلات نووية من روسيا والاتفاقية الثانية هى القرض المالى لتنفيذ هذه المحطات وأيضا هناك مذكرة تفاهم تمت بين هيئة الرقابة النووية المصرية وهيئة الرقابة النووية الروسية لتبادل البيانات والمعلومات والتنسيق بينهم لتنفيذ المشروع النووى.
أشار عبدالنبى أن المشروع النووى هيساهم فى أحداث حالة من الرواج ويوفر فرص عمل للشباب حيث حوالى 4000 عامل هيعمل فى تنفيذ المشروع ويحتاجون بالتأكيد إلى مدارس ومستشفيات ومحلات وورش وبذلك هيساعد على خلق حالة من الرواج فى المنطقة وبالتالى السياحة هتنتعش، مؤكدا أن هناك شركات وطنية كثيرة هتساهم فى المشروع فنجد المحطة الأولى 20% من الشركات المصرية، المحطة الثانية 35%، المحطة الثالثة 55% ومع كل محطة تزداد عدد الشركات التي ستساهم فى انجاز المشروع، مؤكدا أن هناك شركات كثيرة فى العمالة المدنية ممكن تساهم وتشتغل وشركات قطاع عام وقطاع خاص وشركات البترول ممكن تقوم بصناعات مختلفة. واكد أن المشروع النووى ليس له اضرار على البيئة ولو فى اضرار صحية كانت امريكا وقفت النووى اللى عندها مضيفا أن الأضرار الناتجة عن الإشعاع الذى يأتى منها أقل من أضرار لو المواطن عمل إشاعة على الصدر.
ونوه عبدالنبى إلى أهمية انشاء المحطة النووية لأنه أصبح أمرا ضروريا لإنهاء مشكلة الطاقة فى مصر، فضلا على أن الطاقة النووية ستوفر 3600 مليون دولار سنويا، مؤكدا أن مشروع الضبعة يمثل نهضة تكنولوجيا ستساهم فى ادخال أعلى جودة من التكنولوجيا فى العالم وان الطاقة النووية من أهم مصادر الطاقة القادمة فى العالم حيث أنها ضرورية وان انشاء المحطة الواحدة ستتم فى خلال 5 سنوات على الأكثر.
وطالب عبدالنبى باعتبار يوم 19 نوفمبر من كل عام عيدا قوميا للطاقة النووية وذلك احتفالا بتوقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووى مع روسيا.
وقال الدكتور محمود بركات رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية، وخبير بهيئة الرقابة النووية، ان أسباب تأخر المشروع النووى فى مصر أن إسرائيل وأمريكا كانوا دايما يضغطوا علينا حتى لا يتم انشاء محطات نووية وكانوا دايما يجهضوا أى محاولات للدخول فى المشروع النووى، مؤكدا أن هناك خطوات لتنفيذ المشروع النووى وهى المرحلة الأولى أن يتم التعاقد والمرحلة الثانية بداية الإنشاء على أن يتم التنفيذ فى خلال 7 سنوات وبعدها يتم عمل تجارب التشغيل ثم بعد الإنشاء ونبتدى تجارب الإنشاء ثم التشغيل واذا تم كل شىء بسلام ينتقل المفاعل لكى يعطى الطاقة بتاعته إلى مصر.
أضاف بركات لمحررة "السوق العربية" أنه تم عمل دراسات من 40 سنة لدراسة خصائص الموقع ووجد أن موقع الضبعة من أحسن المواقع فى مصر والانسب لإنشاء المحطة النووية.