السوق العربية المشتركة | «السوشيال ميديا» سلاح مخابراتى يهدد الأمن القومى

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 20:48
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوشيال ميديا» سلاح مخابراتى يهدد الأمن القومى

خبراء
خبراء

محمود علم الدين: سلاح ذو حدين.. وأداة لتغيير التوجهات الخاطئة

وسط حالة من نشر الشائعات والأكاذيب من خلال السوشيال ميديا التى أصبحت فى وقتنا الحالى الأداة التى تستطيع أن تقلب موازين الأحداث وتهدد الأمن القومى لأى دولة بالعالم أجمع، وذلك من خلال تلك المعلومات التى فى أغلب الأحيان تكون ليس لها أى أساس من الصحة، ويرجع ذاك لعدم توافر قوانين تنظم النشر عبر المواقع الإلكترونية، كما تعتمد عليها بشكل كبير الأجهزة الاستخباراتية والمخابراتية وعلى رأسها الكيان الصهيونى، ومع هذا اختلف الخبراء حول السلاح العصرى الجديد الذى يرى البعض أنه إيجابى والبعض الآخر يراه سلبياً ويهدد عقول شبابنا وأمننا القومى، حيث يرى البعض أن تأثير السوشيال ميديا قد يكون سلبياً وذلك وفق أسلوب تناول الموضوعات، ونشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة وغير الموثقة، وكذلك تصفيه الخلافات بين بعض الأشخاص، والاغتيال المعنوى للبعض الآخر، وأحياناً تشغل المجتمع بقضايا ليس لها قيمة، بالتالى تساعد على التضليل والتشويه، بينما يرى البعض الآخر أن السوشيال ميديا تُعد ساحة جيدة لاتصال الناس، وتعكس حرية الرأى والتعبير، وتُفيد فى تغير الآراء والتوجهات الخاطئة، من خلال الاطلاع المستمر على كل ما يجرى داخل البلاد وخارجها.



فى البداية، قال الدكتور محمود علم الدين، استاذ الأعلام بجامعة القاهرة، إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، حيث إنها قد تكون أداة لنشر الشائعات والأكاذيب، لكنها فى نفس الوقت وسيلة إعلامية فاعلة لنشر الوعى وتزويد الرأى العام بالمعلومات، موضحاً أن السوشيال ميديا أعطت الحق للمواطن فى المشاركة المعلوماتية، وإبداء رأيه فيما يحدث بالمجتمع، فأصبح رأى المواطن من ضمن القوى التى تساعد فى تشكيل الرأى العام، خاصة أنه كان فى السابق لا يجد الفرصة للمحاورة فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

وأضاف "علم الدين" خلال تصريح لـ "جريدة السوق العربية" أن للسوشيال ميديا دوراً مهماً لا يستطيع أحد إنكاره، خاصة بعد دورها فى إقالة وزير العدل ومحافظ الإسكندرية وأخيراً ريهام سعيد، وسابقاً دورها العظيم فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، مشيراً إلى أنها سلاح ذو حدين.

وأوضح الخبير المعلوماتى، خالد الغمرى، أن الأزمة ليست فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع، كما لا يوجد قانون ينظم نشر الأخبار عبر المواقع الإلكترونية، وهناك أيضا بعض الصفحات التى باتت تتحكم فى الشباب، مشيراً إلى إن "داعش" اجتذب مقاتليه من 80 دولة عبر "السوشيال ميديا"، وذلك ببث أخبار ومناقشات كاذبة. وشدد "الغمرى" على ضرورة أن يناقش البرلمان القادم قانونا ينظم النشر عبر المواقع الإلكترونية، حتى لا يتم بث أخبار كاذبة أو أخبار الهدف منها فقط هو الزيارات، دون مضمون حقيقى.

كما ترى الدكتورة إجلال حلمى، استاذ الاجتماع العائلى بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، مشيرة إلى إنه لا يمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعى فى إحداث بلبة وتهيج الرأى العام نحو العديد من الموضوعات، ضاربة المثل بدورها فى إقالة بعض الوزراء، حيث أصبح لها تأثير فعال بنوعيه على المجتمع.

وأوضحت "حلمى" خلال تصريح لـ"جريدة السوق العربية" أن استخدامها الأمثل يؤدى إلى رفعته، والسيئ يهدم المجتمعات، فلهذا أصبحت "السوشيال ميديا" أداة قوية ومؤثرة فى المجتمع المصرى، سواء كان تأثيره إيجابيا أو سلبيا، لافتة إلى أن هذه الأداة لا تقل أهمية عن وسائل الإعلام الأخرى، وإن كانت تبتعد عن المعايير والأسس الموضوعية فى كثير من الأحيان، مؤكدة أنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من مكونات حياتنا اليومية.

وشدد الدكتور يسرى عبدالمحسن، استاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن السوشيال ميديا تٌعد ساحة جيدة لاتصال الناس، وتعكس حرية الرأى والتعبير، وتُفيد فى تغير الآراء والتوجهات الخاطئة، من خلال الاطلاع المستمر على كل ما يجرى داخل البلاد وخارجها.

واوضح "عبدالمحسن" أن حُسن استخدامها يُساعد فى رفعة المجتمع، بينما سوء استخدامها يؤدى إلى هدم المجتمعات، مشدداً على ضرورة وجود أجهزة رقابية لمعاقبة المخطئين، فى استخدام تلك الوسائل، خاصة أن استخدامها السيئ قد يؤدى إلى عرض الفضائح والتشهير بالناس دون الاستناد إلى حقائق، مشيراً إلى أن كل تلك العوامل قد تؤدى إلى هدم المجتمع، كما أنها تلعب دوراً مهماً فى تدمير الأمن القومى لأى دولة بالعالم، حيث تعتمد عليها الأجهزة المخابراتية وعلى رأسها الكيان الصهيونى.

وأوضحت الدكتورة سلوى العوادلى، استاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام وجامعة القاهرة، أن تأثير السوشيال ميديا قد يكون سلبياً وذلك وفق أسلوب تناول الموضوعات، ونشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة والغير الموثقة، وكذلك تصفيه الخلافات بين بعض الأشخاص، والاغتيال المعنوى للبعض الآخر، وأحياناً تشغل المجتمع بقضايا ليس لها قيمة، بالتالى تساعد على التضليل والتشويه.

وأشارت "العوادلى" خلال تصريح لـ"جريدة السوق العربية" إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت قادرة على تهييج الرأى العام تجاه العديد من القضايا، فضلا على دورها فى إبراز القضايا التى يهتم بها المواطن.

وكشفت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام سابقاً، أن لكل وسيلة مزايا وعيوب، فالوسيلة ليس خيرا فى ذاتها أو شرا فى ذاتها، ولكن بالطريقة التى يستخدمها الإنسان تصبح مفيدة أو ضارة، مشددة على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا بإيجابياتها، والابتعاد عن سلبياتها قدر الإمكان.

وأشارت "عبدالمجيد" إلى إن للسوشيال ميديا دورا فى الضغط المجتمعى، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعى مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"أنستجرام" ظهرت حملات مقاطعة كثيرة، كانت قادرة على تغير سلبيات موجودة فى المجتمع بالفعل.

وأكدت الدكتورة ثريا عبدالجواد، استاذة علم النفس بجامعة المنوفية، أن السوشيال ميديا أثرت فى الشعب المصرى عقب ثورة يناير من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية التى تبحث عن الزيارات فقط، كما أصبحت مؤثرة بشكل كبير فى الشارع المصرى وبالتالى يتم استغلالها لإحداث تأثيرات سلبية، مشيرة إلى أن بعض الدول تستخدم السوشيال ميديا فى النظام المخابراتى ومنها الكيان الصهيونى.

وأضافت "ثريا" خلال تصريح لـ"جريدة السوق العربية" أن الكيان الصهيونى قام بتدشين صفحة على فيسبوك للمتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أدرعى، لرصد ماذا يحمل الشعب المصرى فى طياته من الداخل تجاه دولته، كما يقوم بفتح حالة من النقاش مع الشباب عبر السوشيال ميديا، كما تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية السوشيال ميديا لنشر الأخبار الكاذبة.

وطالبت، الدكتورة نادية رضوان، استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس، بضرورة وضع بعض القيود والضوابط على مستخدمى "السوشيال ميديا"، مشددة على خطورة الاستخدام السيئ لتلك الوسائل.

وأشارت "لطفى" إلى أن "السوشيال ميديا" لها تأثيرها الواضح والفعال على المجتمع ككل، كما أن معظم فئات الشعب المصرى، خاصة الشباب منهم، وجدوا فى وسائل مواقع التواصل الاجتماعى موطن وملجأ لهم للتعبير عن آرائهم، فى شتى المجالات، وأيضا للتنفيس عما بداخلهم.