«السوق العربية» ترصد: «الذهب الأسود» يتدهور.. وجلود الأضاحى فى «الزبالة»
لقد شهد هذا العام انخفاض فى أسعار الجلود لم تشهده أسواق الجلود منذ عشرات السنين وهذا لانخفاض أسعار الجلود عالميا بجانب ذلك إن الأسواق الأوروبية تخلت عن الجلود المصرية ولا يوجد تسويق محلى لهذه الجلود، فأصبحت المدابغ مليئة بالجلود ولا تستوعب أى جلود أخرى.
فأصبحت جلود الأضحية تلقى فى مقالب الزبالة فى المصارف وعلى حواف الطرق فى الأرياف، وتؤذى المارة برائحتها الكريهة.
وما أدى إلى عدم إقبال التجار على جلود الأضحية هذا العام عدم الجودة فى السلخ من الجزارين، لأن هناك غير متخصصين قد عملوا بهذه المهنة فأساءوا إلى المهنة، وليس عنهم أداء مهنى، فلذلك جعلوا الجلود غير صالحة للدباغة، ولذلك أهدروا تلك الجلود بسبب انخفاض الأسعار وعدم وجود أداء مهنى فى الذبح والسلخ للأضحية.
يحيى زلط رئيس شعبة الأحذية: لقد انخفضت أسعار جلود الأضاحى أو الأضحية انخفاضا كبيرا هذا العام نتيجة السلخ للأضحية غير الصحيحة، وانخفاض أسعار الجلود عالميا، حيث انخفضت أسعارها 30٪ ولكن جلود الأضحية فيها سعره فى الذبح والسلخ، وليس فيها أداء مهنى، فلذلك تجد أن جلود الأضحية مهتكة من شفرة الجزار فى كل ناحية فى الجلد وبذلك أصبح الجلد ليس له أى قيمة لعدم اهتمام الجزار به فى السلخ لأن جميع الأشخاص الذين منّ الله عليهم بالأضحية ينظر إلى الجلد على أنه لا قيمة له، والقيمة فى كمية اللحوم الموجودة فى الأضحية، فيجب على المضحى فى أضحيته أن يقوم بإخراج كل شىء فيها على أحسن وجه لأن جلود الأضحية صدقة من الأضحية فلا نهملها حتى يستفيد منها الجميع ويكون أفضل من أن تلقى فى مقالب الزبالة أو على المصارف وتؤذى الجميع.
وأضاف أ.يحيى زلط أن الحذاء له 26 مستلزما وأن الجلود هى العامل الأساسى الذى تقوم عليها صناعة الأحذية ويمثل 40٪ من القيمة الأساسية للأحذية أو أى صناعة جلدية.
وباقى المستلزمات يكون مستوردا عدا الجلد الذى يكون محليا، وجميعا زاد وارتفعت أسعاره عن الجلود، فحدث توازن فى الأسعار نسبة للعام الماضى، فليس هناك أى زيادة فى الأحذية نتيجة لذلك التوازن الذى حدث عن طريق غلاء المستورد وانخفاض الجلود، فهذا حافظ على الأسعار.
كما أشار زلط إلى أن الجلود لها أهمية كبيرة تستخدم فى تنجيد الأطقم المكتبية وتنجيد السيارات وصناعة الجواكت وغيرها من مستلزمات الإنسان والجميع يسعى لتطوير هذه الصناعة وانتعاش السوق المحلية للجلود مرة أخرى.
أ.خالد سيد صاحب معرض 6 أكتوبر لدباغة الجلود: هذا العام يعد أغرب عام فى تاريخ صناعة الجلود، السوق عالمية انخفضت أكثر من 30٪ فى أسعار الجلود، وقد أفاد مدير المدبغة بأنه منذ عشر سنوات ماضية كانت الجلود المصرية كلها تنزل إلى أسواق محلية فى مصر، ولم يكن هناك أسواق أوروبية بعد، فكانت جميع الجلود تنزل للأسواق المحلية، فبعد فتح الأسواق الأوروبية كانت مصر تصدر الجلود إلى أوروبا كلها، ومصانع الجلود ومصانع الأحذية والشنط والمحافظ والأحزمة التى توجد بالأسواق المحلية يكاد يكون 70٪ أغلق و30٪ منها يعمل وذلك بعملية التصدير إلى الخارج، وذلك أدى إلى ارتفاع أسعار الجلود وغلاء المنتجات الجلدية بجميع أنواعها ونشاطاتها وبعد ذلك ما تم إغلاقه من المصانع نتيجة لتصدير الجلود إلى الخارج بدأت المصانع الأخرى التى تعمل بالجلود الصناعية وهى الجلود الرديئة البلاستيكية.
أشار إلى هذا العام أنه شهد عالميا انخفاض فى أسعار الجلود وأن الأسواق الأوروبية توقفت فلم تأخذ الجلود من مصر.. ولم تأخذ الكميات الموجودة داخل المدابغ الذى عمله المدابع على تجهيزيها وبيعها فى السوق الأوروبى وتصديرها إلى الخارج، فبذلك حدث توقف فى عملية التسويق أن البضاعة والجلود موجودة فى كل المدابغ ولكن حسن السوق ولا حسن البضائع لأنه إذا كان هناك تسويق فالكل يعمل، والتاجر يهرول إلى أخذ جلود الأضاحى ويسعى بكل طاقته لأن هناك مقابلا سوف يجده بعد هذه المشقة والتعب، ومن هناك كانت المشكلة، حيث إن التاجر يتعب بدون مقابل ويسعى إلى جمع الجلود وتوريدها للمدابغ لكن أصحاب المدابغ فقد أعطت تنبيه لجميع التجار أن أسعار الجلود هذا العام منخفضة جدا وأنه فى المدابغ ما يكفيها ونظرة التاجر إلى أن جمع الجلود وما يشهده من عناء ومشقة فى نقلها من الجنوب إلى الشمال قد لا يغطى تكلفة الجلد حتى لو أخذه بدون مقابل.
إنه ليس له سعر حاليا فى المدابغ، فبالتالى ابتعد التجار عن شراء جلود الأضاحى وأصبحت تلقى فى الزبالة وعلى المصارف وعلى حواف الطرق وتؤذى المارة فى الطرقات، وذلك لعدم إقبال التجار عليها لأن التاجر يأخذ الجلد ويشترى الملح ويملحه وهذا ليس بمفرده ويأخذ فرز الجلد هذا صالح لسفر وهذا غير صالح وكل له من يأخذوه وكل جلد وله سعره، لكن بعد كل هذا ليس هناك نتيجة فابتعد عن هذا العمل، والأهالى لم تجد تجارا.. وحتى إن هناك بعض الجمعيات التى تأخذ الجلود امتنعت عن أخذها.
فاضطر الأهالى إلى إلقاء هذه الجلود حتى لا تؤذى رائحتها أهل الدار.. وأيضا ارتفاع أجرة الجزار أتاح الفرصة إلى بعض من لا يجدون عمل أن يمتهن هذه المهنة ويذبح وليس عنده دراية بالسلخ فيقطع بشفرته فرو الأضاحى، وطالما خرق الجلد أصبح ليس له أى قيمة ولا أهمية وسوف يلقى فى مقالب الزبالة.
ومن الأخطاء الذى وقع فيها أصحاب المدابغ عندما افتتح السوق الأوروبى لم يهتموا بالأسواق المحلية المصرية وجعله يندثر وينخفض وأهمل تماما وجاء السوق الأوروبى بما لا يشتهيه أصحاب المدابغ وهو عدم أخذها للجلود المصرية، فلذلك حدث ركود فى الجلود وجاء ذلك الركود لعدم إقبال التجار عليها وأدى ذلك إلى إلقائها فى مقالب الزبالة وعلى المصارف والترع.
فسوق الجلود المحلية أصبحت معدومة وذلك لأن المدابغ رفعت الأسعار عليها لوجود السوق الأوروبية فنتمنى أن يرجع السوق المحلى للجلود ويكون هناك نشاط أوسع فى صناعة الجلود والاهتمام بهذه الصناعة لأنها تمثل الكثير فى احتياجات المواطن المصرى، فهى صناعة عريقة ومن أقدم الصناعات ومصر كانت سيدة العالم فى هذه الصناعة وهى التى كانت تصدر لجميع الأسواق الأوروبية ربنا يحمى مصر ويجعلها دائما فى المقدمة صناعيا وفى كل شىء.
الحاج حسن صاحب مدبغة: لقد شهد هذا العام انخفاضا فى أسعار الجلود لم يشهده من قبل، وما أدى إلى إلقاء جلود الأضاحى فى مقالب الزبالة وعلى المصارف وفى أماكن أخرى هو ما شهدته أيام العيد من الأشخاص الذى يمتهنون مهنة الجزارة وهم لا يعرفون شىء عنها بذلك قاموا بتقطيع جلود الأضاحى من بقر وأغنام وماعز وأدى ذلك إلى عدم إقبال التجار عليها وحدفها فى مقالب الزبالة وعدم الاستفادة من هذه الجلود، والأمر الثانى أكد الحاج عبده المسئول عن هذه المدبغة أن هناك بعض التجار يشترى هذه الجلود وليس لديه الخبرة الكافية عن طريق تخزينها وكيفية التمليح التى تتم حتى لا تصاب هذه الجلود بالعفونة وأشياء أخرى قد تؤدى إلى إتلافها ولا يهتم بائع جلد الأضحية بالجلد نفسه بعد سلخ الحيوان أيا كان نوعه بالجلد وليس للجلد أى قيمة عند صاحبه الأضحية فإهمال أصحاب الأضاحى للجلود أدى إلى هبوط أسعارها وإلقائها فى الزبالة وعلى حواف المصارف.
وقال أيضا الحاج حسن: إنهم طوال العام يأخذون جلودا ولكن سليمة لأن الجلود السليمة تتساوى مع الجلود المخروقة عن طريق السلخ فى التكلفة وبعد الانتهاء من الدباغة الجلد المقطوع ليس عليه أى إقبال فى ذالك يكون صاحب المدبغة قد خسر قيمة التكلفة للجلد ولا يستطيع تسويقه وهذا ما أدى إلى ركود الجلود هذا العام ومع ذلك وقف التصدير للجلود أدى إلى الركود فى المدابغ وعدم انتظام المدابغ فى العمل واضطر أصحاب المدابغ إلى أن يقتصر كل منهم على اثنين أو ثلاثة عمال لعدم الشغل وانخفاض أسعار الجلود وغلاء أجرة العمالة لأن صاحب المدبغة ينتج وليس هناك تسويق محلى أو خارجى ولذلك نوجه رسالة إلى السادة المسئولين بالتوعية لأصحاب الأضاحى وأن يكون القصاب أو الجزار على دراية بالذبح والسلخ حتى لا يهتك الجلد ونطالب بعودة الأسواق المحلية لتجارة الجلود وتطوير صناعتها فى مصر، الجلد عالميا سعره منخفض وأنا كرجل صاحب مدبغة أو مدبغى وكنت اشترى هذه الجلود خاصة فى هذا الموسم لكى أعطيه للأسواق الأوروبية وزأخذ فلوسه أو يعمل عملية تحويل عن طريق البنوك ولكن هذه الأسواق توقفت عن هذه التجارة ولم تأخذ هذه الجلود وأنا صاحب مدبغة بضاعتى موجودة ولكن لم تشهد تسويقا والمكان ملىء، أما عن الجلود الجديدة التى نأخذها من التجار لم نجد مكانا لتخزينها فيها، فأصبح الجلد ببلاش وبدون سعر.
فلو تكلمنا عن الأرياف أن هناك تجارا تنتظر هذا الموسم وهو عيد الأضحى حتى تجمع ما يمكن جمعه من الجلود من أهالى البلد والبلدان الأخرى المجاورة لأنه سوف يجد المقابل أنه يأتى بالجلود إلى المدابغ وبيعيها ويرزق ويجد بغيته فى هذه التجارة لكن هذه التجارة قبل الموسم تعمل اتصالات بعملائها من أصحاب المدابغ ويسأل بكم سعر الجلد هذا العام ويحدث اتفاق على الأسعار قبل الشراء فكان رد أصحاب المدابغ على التجار أن الجلد بدون فلوس.
المعلم ناصر زيدان صاحب مجزر: الجلود أسعارها منخفضة جدا وليس فيها بيع ولا شراء وليس هناك أى إقبال عليها هذا العام، ولقد شهدنا هذا العام أن أشخاصا كثيرين قد قاموا بعملية ذبح الأضاحى وهم لا يعرفون أى شىء عن هذا، فقاموا بعملية السلخ وهى تعد أهم شىء للحفاظ على الجلد، فمع عدم الخبرة قام هؤلاء الجزارون بتقطيع جلد الأضحية وتدميره بآلة حادة، فأصبح الجلد ليس له أى قيمة لأنه طالما حدث فيه تهتك أو تعرض لأى خرق من قبل شفرة الجزار أصبح ليس له أى قيمة مع التاجر أو مع المدبغة، فلذلك نطالب بأن كل واحد من الأشخاص يلتزم بمهنة معينة حتى يستطيع أن ينجز فيها ويتقنها والجميع يستفاد، فالرجل المتقن لمهنته له قيمته وله احترامه والمهنة تعطيه كل ما يحتاجه.
أما الأشخاص الذين ينتحلون المهن فهم يسيئون إلى المهنة ولمن يعمل بها.