اللواء طلعت موسى: “التدريب العسكرى” يساهم فى إعداد الدولة للدفاع وبث روح الانتماء لدى الأجيال الصاعدة
«التربية العسكرية فى المدارس» عمل الماضى.. وحلم الحاضر والمستقبل
■ اللواء فؤاد فيود : اندماج الحرفية مع الانضباط العسكرى سينعكس بشكل إيجابى على الاقتصاد المصرى
■ الدكتور رضا مسعد: ضم “التربية العسكرية” سيحدث اختلافاً كبيراً فى منظومة التعليم
مع إعلان وزارة التعليم الفنى إدخال التربية العسكرية فى المدارس الفنية، لاقى هذا الاقتراح إقبالاً كبيراً من قبل خبراء التعليم، الذين رأوا أنه قرار صائب فى وقت صحيح، بهدف تعليم الطلاب الانضباط والالتزام لمواجهة البلطجة والشغب والعنف الذى ساد مؤخراً بمجتمعنا المصرى، وأنه سوف يساهم فى تعليم الطلاب النظام والالتزام بتنفيذ الأعمال بكل حرفية وكفاءة، كما أنه يقوى أبدانهم ويجعلهم رياضيين وبصحة جيدة إضافة إلى تهذيب النفس، كما رأى آخرون أنه لابد من تطبيقه على جميع مراحل التعليم وليس التعليم الفنى فقط، لأنها ستلعب دوراً مهماً فى إعداد الشعب بكامل طوائفه للدفاع عن الدولة فى حربها مع الإرهاب، فالتربية العسكرية هى كلمة السر التى من خلالها سوف يتم تهيئة وإعداد الشباب حتى يكونوا على أتم استعداد للدفاع عن الوطن.
فى البداية، قال اللواء طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن ضم مادة التربية العسكرية للمدارس الفنية خطوة عظيمة من خلال إدخال التعليم العسكرى ضمن مدارس التعليم الفنى، متمنياً أن يتم ضم مادة التربية العسكرية على بقية مدارس الجمهورية بالكامل بل وأيضاً على جميع المراحل التعليمية المختلفة حتى المرحلة الجامعية، حيث إن هذه الخطوة الخلاقة التى تدعم الأمن القومى المصرى.
وأضاف “موسى“ خلال تصريح خاص لـ“جريدة السوق العربية“ أن هذه الخطوة تندرج تحت إعداد الدولة بأكملها، بمعنى أن إعداد الشعب والشباب من خلال ضم مادة التربية العسكرية سيساهم فى إعداد الدولة للدفاع حيث يشمل منه التدريب العسكرى لجميع أفراد الشعب سواءً فى المدارس أو فى الشركات بل فى جميع مؤسسات الدولة بالكامل، فلابد من الحصول على التدريب العسكرى للدفاع عن الدولة، موضحاً أننا فى حالة حرب مع الإرهاب فلابد من تهيئة وإعداد الشعب حتى يكون مستعدا للدفاع عن الدولة.
وأشار إلى أن مادة التربية العسكرية كانت موجودة فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، متعجباً قائلاً: “لكنى لا أدرى لماذا اختفى التعليم العسكرى؟“، ولفت إلى أنه كان فى ذلك الوقت تحت مسمى “تعليم الفتوة“ وكان يتعلم فيها الطالب صفا وانتباه وكيفية إطلاق النار تدريباً عملياً، إلى جانب المعسكرات الخارجية التى كان يتدرب فيها على الرماية والقدرة على التحمل وكل هذا كان يتم فى المرحلة الثانوية ولكن كل هذا تم إلغاؤه من المدارس.
وأوضح اللواء صادق عبدالواحد الخبير العسكرى أن ذلك ضمن الخطة القومية أنه فى إطار تعليم الطلاب ولابد من تنفيذه من قبل المؤسسات التعليمية، كما أن هذه الخطوة تندرج تحت إطار إعدادات الدولة للدفاع ونحن فى حالة حل على الإرهاب، وكل مواطن له دور وهذا يدخل فى إطار إعداد الشعب للدفاع عن الموطن، ولابد من تدارك ما فقدناه فى الستينيات والسبعينيات فى تعليم الأجيال وبث حب الوطن والانتماء لدى الجيل الصاعد وإكسابهم من خلال التربية العسكرية الرجولة والشهامة وحب الوطن والولاء والانتماء ويعرف ما هى القوات المسلحة وكل هذا يرفع كفاءة الشعب كله.
وشدد “عبدالواحد“ على أن يتم تنفيذه من قبل جميع المدارس وجميع المراحل التعليمية، إلى جانب ذلك لابد من وضع آلية تتضمن فى تنسيق التعاون بين المؤسسات التعليمية وبين القوات المسلحة من خلال إرسال متدربين لتدريب الطلاب فى المدارس الثانوية وقد يكون من الفئات العاملة أو فئات الضباط الذين أحيلوا للتعاقد من خلال الاستفادة منهم فى تعليم المجتمع النشأة العسكرية والانضباط والالتزام، وهذا يتم إذا توافرت النية الخالصة والرغبة فى تنفيذ ضم التربية والتعليم العسكرى للمدارس والجامعات الموجودة بجميع أنحاء الجمهورية.
كما أكد اللواء فؤاد فيود الخبير العسكرى والاستراتيجى أن دراسة التربية العسكرية فى المدارس الفنية خطوة إيجابية لسبب بسيط ألا وهو أن خريجى المدارس الفينة يشملون خريجى الدبلومات الفنية والصناعية فإن أعمالهم أعمال بدنية، كما أن انعكاس دراسة التعليم العسكرى عليهم انعكاس انضباطى، فإن الحرفى بمختلف تخصصهم سواء ميكانيكيا أو كهربائيا أو فنى الإلكترونيات إلى آخره، فعندما يندمج الحرفى بحرفته مع الانضباط والالتزام العسكرى سيلعب دوراً مهماً فى الارتقاء بالاقتصاد المصرى، كما أن الحياة سوف تكون منضبطة وخلال عمله بالمصنع سوف يكون على معرفة بالأصول العسكرية.
وأشار “فيود“ إلى أن أصول العسكرية والضلع الأول هو الانضباط والالتزام ولهذا عندما يكون لدينا حرفى ملتزم بالتأكيد سوف يكون ناجحا فى عمله وعندها يكون مثالاً للعامل المصرى الملتزم، كما أن العسكرية تهتم باللياقة البدنية وهنا سيكون الحرفى لديه صحة سليمة، بالإضافة إلى أنه عندما ينضم للقوات المسلحة سوف يكون على دراية بمبادئ القوات المسلحة والالتزام والانضباط الذى سوف يتعلمهم من المرحلة الابتدائية وبالتالى ذلك سوف ينعكس على نجاحهم فى عملهم.
وأعرب عن تأييده لهذه الخطوة من خلال ضم التربية العسكرية على جميع المراحل التعليمية، مشيراً إلى أن الطالب الجامعى لابد عليه أخذ دورة التربية العسكرية وإلا لا يستطيع أخذ النتيجة الخاصة به، فلابد من أخذ دورة التربية العسكرية فى الجامعة وإذا الطالب مقصير فيها لايعطى له شهادته، كما لابد أن يحضر التربية العسكرية وينجح فيها، موضحاً أن الذى لا يستطيع أخذها يكون لديه عذر معوق أو عذر قانونى، لكن لابد على كل طالب أن يأخذ مادة التربية العسكرية ويتم تدريسها من قبل ضباط الاحتياط وصف ضباط بالخدمة لتعليمهم المبادئ العسكرية.
وأوضح أن الطالب بالمدارس الفنية عندما يدرس التربية العسكرية عندما يتخرج يتم تجنيده وعندها يكون على درجة من الوعى العسكرى مقدماً، فيستوعب الإضافات الجديدة التى تضاف له فى التربية العسكرية وتكون لديه فكرة عن استخدام البندقية والخطوة العسكرية وقدرة على الالتزام والانضباط سيساهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى وحماية أمنها القومى.
ومن ناحية أخرى، قال على زيدان، رئيس نقابة المعلمين المستقلة بالقاهرة، إن التربية العسكرية تعلم الطالب الالتزام والانضباط، وهذا يكون عن طريق الاستيقاظ مبكرا والالتزام بالمواعيد المقررة، كما أن هناك أيضا نظاما فى طابور الصباح فى المدرسة، وهذا ما يجعل الطالب نشيطا مقبلا على يومه بكل حيوية ونشاط، مضيفا أن الاستيقاظ مبكراً يلزمه النوم مبكراً وهذا يرحمنا قليلا من تلك الساعات التى يقضيها الطالب فى الأشياء غير المفيدة له.
وأكد “زيدان“ خلال تصريح خاص لـ“جريدة السوق العربية“ أن التربية العسكرية كانت موجودة سابقا وكان لها أثر فى أن تجعل الطلاب على مستوى عالى من الانضباط والتميز، موضحاً تنقسم لشقين، شق عملى وشق نظرى، فالشق العملى فى شكل طابور يستمر نحو ساعة يتم التدريب فيه على بعض الأوامر العسكرية والتمرينات، وأتمنى أن يتم الاخذ بهذه الفكرة المثالية التى يمكن أن تعيد بعض الأنضباط للطلاب، وأيضا أتمنى تطبيقها على جميع المراحل التعليمية، لكى تلزم الطلاب بالمواعيد وتزيد فى انضباطهم.
كما أكد الدكتور رضا مسعد، مساعد وزير التربية والتعليم الأسبق، الذى رأى أن هذا القرار يجب أن ينفذ فى أقرب وقت ممكن، لأنه سيحدث اختلافاً كبيراً فى منظومة التعليم، مناشداً وزير التربية والتعليم أيضاً بتنفيذ هذا القرار لديه، كما ناشد وزير التعليم العالى أن يفكر بتطبيقه فى الجامعات، لأنه سيكون فى منتهى الإيجابية.
وأضاف “مسعد“ أن هذه المادة العسكرية الجديدة إذا اقتصرت على الأولاد فقط فلابد من وجود مشروع مادة موازية للبنات أيضا، وهو مشروع التمريض، فتضاف للبنات مادة التمريض حتى تستفيد منها البنت فى حال وجود أى مخاطر يستطعن التصرف بسرعة، كما يجب أن يكون المشروعان “مشروع التربية العسكرية للبنين والتمريض للبنات” تحت اشراف القوات المسلحة المصرية، لأنها المدرسة الحقيقية لهذا المجال، كما أنها ستضع الطلاب فى جو الخدمة وتعطيهم الثقة بالمادة الجديدة.
بينما تقول الدكتورة نعيمة عبدالجليل، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة سابقاً، أنه تم إدخال “التربية العسكرية” فى العديد من المدارس، لتعليم الطلاب الانضباط، ومواجهة “البلطجة، موضحاً أنه إذا غاب الانضباط غابت النتيجة مهما تم صرف أموال.
وأضافت “نعيمة“ خلال تصريح خاص لـ“جريدة السوق العربية“ إن بعض الطلاب يعتبرون التعليم الفنى “كوبرى” للالتحاق بكليات الهندسة، مشيراً إلى أن التعليم الفنى يعانى من مشاكل مزمنة، والوزارة تعمل على حل المشاكل من الأساس وليس ظاهرياً، كما نحتاج لتدريب وتأهيل معلمى التعليم الفنى على الصناعة، مضيفاً لدينا بعض التخصصات يجب أن ننظر لها بشكل مختلف مثل الغزل والنسيج.
ورأى حسين مرعى عضو نقابة المهن التعليمية بالجيزة، أن الفرق بين الأجيال السابقة المنتظمة فى المواعيد والمنتظمة دراسياً وعلمياً تختلف كثيراً عن أجيال الفترة الحالية التى تتسم بكمية كبيرة من الاستهتار وعدم الالتزام فى عدة أشياء، لذا يجب ادخال التربية العسكرية إلى المدارس خاصة المدارس الفنية والمرحلة القادمة تحتاج فعليا إلى هذه الخطوة لأننا فى الوقت الحالى نريد الانضباط والالتزام حتى نكمل مسيرتنا، مضيفاً أننا قد تعلمنا فى الخدمة العسكرية الكثير من الانضباط والالتزام فى كل شىء فهناك طابور صباحى يبدأ من السادسة صباحا، وطابور مسائى عند الخامسة، كما تعلمنا أن هناك وقت محدد لتناول الطعام والنوم.
وأضاف “مرعى“ أن التربية العسكرية لابد أن تطبق على كل مراحل التعليم وليس التعليم الفنى فقط، ولن يكون معى فى هذا الرأى الا من أدى الخدمة العسكرية، فكم تعلمنا الانضباط واحترام المواعيد من خلال تدريبنا فى المؤسسة العسكرية، مطالبا بأن تكون هناك مادة أو حصص لتنمية الضمير لدى الطلاب لأننا الآن لا ينقصنا إلا الضمير فى العمل الذى بدونه لن تتقدم مصرنا الحبيبة.
وأكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، أن التربية العسكرية سوف تحقق الانضابط وتقضى على البلطجة وهذا كلام فى محله، إلى جانب ذلك هناك عنصر آخر للقضاء على هذه الظاهرة ويساهم وهو إصلاح التعليم الفنى وتحسينه وتطويره، بحيث يخرج عامل فنى ماهر مفيد لنفسه ولوطنه، كما أن إصلاح التعليم الفنى يأتى عن طريق ربط المناهج باحتياجات السوق، وأيضا عن طريق تحديث الماكينات والمعدات الموجودة بالمدارس الصناعية، وتحديثها بما يتواكب مع مستوى التقدم التكنولوجى فى مجال تخصصات التعليم الصناعى فى الدول المتقدمة صناعياً.
وأشار “مغيث“ إلى ضرورة تدريب المدرسين على احدث ما توصل اليه العلم فى مجال تخصصاتهم، إضافة إلى توفير الخامات لزيادة الجرعات التدريبية للطلاب فى اقسام التعليم الصناعى لكى يتمكن الطالب من اتقان الحرفة ويصبح عاملا فنيا ماهرا، إضافة إلى تحقيق شروط وظروف عمل مناسبة للعاملين فى التعليم الفنى سواء كانوا معلمين وإداريين أو عمال لكى يتحقق لهم الرضى الوظيفى فيصبحوا قادرين على بذل أقصى ما لديهم من جهد فى تخريج اجيال من الصناع والفنيين المهرة كل فى تخصصه.