منذ أيام قليلة رحلت والدة الرئيس عبدالفتاح السيسى- رحمها الله- وخيم الحزن على قلوب المصريين الشرفاء جميعا، ووجدنا الرئيس بكل صبر وتحمل، وجدناه يخرج علينا فى المحافل ويتحدث لنا جميعا ويكتم فى قلبه حزنه على والدته حاملا على عاتقه هموم المصريين، وكأن الرجل لا يريد أن يظهر حزنه الذى كان واضحا فى عينيه، ومع ذلك خرج الرئيس علينا يتحدث بقلب الإنسان وكأنه لا يريد أن يشركنا همومه ومشاكله الشخصية، وحينما انتشر الخبر عبر القنوات المرئية والمقروءة وعبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعى وعندما حاول الكثيرون من أبناء مصر إرسال برقيات عزاء أو نشرها فى الصحف خرجت وقتها رئاسة الجمهورية ببيان طالبت فيه المصريين بعدم إنفاق الأموال لنشر العزاء، ووجهت الرئاسة أو ناشدت من يريد العزاء أن يتبرع بقيمة هذا العزاء لصالح صندوق "تحيا مصر".. نعم كان هذا البيان «الإنسانى» الذى خرج من قلب المواطن الإنسان عبدالفتاح السيسى لأبناء وطنه فرغم حزنه الذى نعلمه جميعا ونشعر به جميعا ونعيش معه، برغم كل ذلك، لكن الرئيس الخلوق لم يطلب من المصريين أن يتكلفوا أموالا للإنفاق على برقيات العزاء وأراد أن تكون هذه الأموال لخدمة مصر وشعب مصر.

حتى وأنت فى قمة الحزن لم تنس مصر وشعبها، حتى وأنت تعيش لحظات الوداع لوالدتك الغالية آثرت على نفسك وضعفت أمام حب الوطن لتكون مصر هى نقطة ضعفك.. إننى كواحدة من أبناء هذا الوطن أحمد الله تعالى أن أكرمنا برجل على قدر المسئولية مثلك، ونحمد الله تعالى أن تعب وجهد هذا الشعب العظيم لم يذهب هباءً منبثا، وأكرمنا الله تعالى برجل يعمل من أجل مصر وشعبها ولوجه الله لا لشىء آخر، فلقد تحملت ما لا يتحمله بشر ورغم حزنك الشديد إلا أنك يا سيدى الرئيس لم ترض بكسر فرحة المصريين بقناة السويس الجديدة وأخذتك شهامة الرجال وطيبة البسطاء وإنسانية العظماء وحاولت أن تخفى حزنك قاصدا ألا يشعر رعاياك بحزن أو ألم، فكم أنت رجل تستحق أن تكون حاكما لأرض التاريخ وأرض البسطاء والشرفاء.

رحم الله والدة الرئيس عبدالفتاح السيسى وألهمه وأسرته الصبر والسلوان.

وعاشت مصر دائما لا تنجب إلا الشرفاء والبسطاء المخلصين وأولهم المواطن المحبوب عبدالفتاح السيسى حفظه الله لنا وأسكن والدته فى جنات النعيم