السوق العربية المشتركة | هيكلة البنك أصبحت ضرورة.. ولا استغناء عن عامل واحد

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 13:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

هيكلة البنك أصبحت ضرورة.. ولا استغناء عن عامل واحد

 عطية سالم يتحدث إلى محرر السوق العربية
عطية سالم يتحدث إلى محرر السوق العربية

المحاسب عطية سالم.. رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى لـ"السوق العربية":
خسائر البنك سببها غياب التكنولوجيا والمتعثرون والمطالب الفئوية السنوات الماضية
أعد المتعثرين بـ(لن يسجن فلاح).. والحوار أفضل طريق للحل

كشف المحاسب عطية سالم رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى أن ما اثير حاليا من مخاوف لدى البعض حول اعادة هيكلة البنك لا اساس لها من الصحة، واكد إبقاء جميع العاملين بالبنك مع رفع كفاءتهم وتغير استراتيجية التعامل مع عميل البنك الاول الفلاح واشار إلى انهم سوف يعملون مستشارين لديه.



الجدير بالذكر ان المحاسب عطية سالم ضرب أروع مثل للوطنية، حيث يترأس البنك ويعمل دون مقابل اكراما لمصر وفلاحيها، وإلى نص الحوار.

■ ماذا عن خطتكم لإعادة هيكلة البنك؟

- اولا يجب ان اوضح ان هذا البنك لديه الكثير من مقومات النجاح والعديد من الامكانيات المتوافرة لذلك، وكل ما ينقصه هو الاخلاص والتكامل لتك العوامل، حيث لديه شبكة فروع منتشرة على مستوى الجمهورية فى المراكز والقرى تصل إلى 1210 فروع بجانب ان المستهدف من انشاء البنك فى المقام الاول هو التنمية الزراعية وهى ميزة لا تتوافر فى البنوك الأخرى، ولديه شريحة عملاء مميزة من المزارعين بأعداد كثيرة ويعد من أهم مزاياه هو منحه قروض للمزارعين بفوائد مدعمة لا توجد ببنوك أخرى، ولديه كم هائل من الاصول تصل إلى 6 مليارات نستطيع ان نصل من خلالها إلى العديد من المزايا اذا احسن استغلالها بالإضافة إلى قوة عمالية رهيبة تصل إلى 22 الف موظف، وقد يعتبرها البعض نقاط ضعف لكن تكمن المشكلة فى نظرة البعض إلى ان البنك لا يقوم بدوره تجاه المزارع فى حالة هيكلته كبنك متكامل، وأكد أنه فى حالة قوة البنك فى الناحية البشرية والمصرفية سوف يقوم بخدمة المزارعين بشكل افضل، ففى حالة تحقيق ارباح مؤكد انها سوف تعود بالفائدة على الجميع، وذلك عكس ما اذا كان يحقق خسائر، ويكمن دورنا فى إعادة الهيكلة وتغيير الصورة النمطية حول البنك، حيث يقوم بتلقى ودائع العملاء ثم يوظفها التوظيف الامثل بطريقة تجعله يستطيع الحافظ على اموال المودعين.

■ ماذا عن نقاط الضعف بالبنك؟

- أولا: لا يوجد لدى نظام تكنولوجى يخدم العمل بالبنك.

ثانيا: العمالة تحتاج إلى قدر كبير من إعادة التأهيل والتدريب ووضع نظام مالى مثل التحفيز وزيادة الرواتب.

ثالثا: لا يوجد بالبنك بعض الانظمة المصرفية ومعايير كفاءة رأس المال والملاءة الائتمانية، ما دفعنا إلى ضرورة اعادة الهيكلة.

■ ماذا اتخذتم من خطوات بهذا الشأن؟

- قمنا بعمال مشروع يسمى إدارة (l.t) داخل البنك بجانب مشروع للموارد البشرية ومشروع للمخاطر المصرفية ومشروع لتطوير الفروع بالإضافة إلى هيكلة مالية وهناك خطوات خاصة حول ذلك من حيث الديون والاصول التى يمكن ان نعيد التعامل معها للاستفادة بها لصالح البنك.

وهناك فهم خاطئ للهيكلة حيث ربما يفهم البعض أننا سوف نقوم بالاستغناء عن الموظفين أو بيع اصول البنك أو تحويل نشاطه من زراعى إلى تجارى والرد على هؤلاء بسؤال (كيف استغنى عن أكبر شريحة عملاء وهم المزارعين؟ فما الداعى لذلك التمويل أو تغيير النشاط وهذا مستحيل وبنسبة لأعداد الموظفين لا توجد مشكلة بالعكس سوف يتم توزيعهم والاستفادة منهم عقب تنمية قدراتهم وتدريبهم فى مجال التسويق وبالنسبة للأصول يجب ادارتها ادارة احترافية عن طريق الايجار والاستفادة منها ولكن ربما يكون هناك مصالح لبعص الناس سوف يتم عرقلتها ويتمنون عدم اعادة هيكلة البنك.

■ ماذا عن البرامج والخطط المقررة لدعم الفلاح؟

- أولا: تكمن مشكلة الفلاح فى عدم درايته فى التعامل مع البنك بالطريقة الصحيحة، وهنا يجب تحديد دور البنك مع المزارع، حيث يجب توفير التمويل المناسب له والذى يجعله يتفرغ للزراعة مثل تمويله لشراء آلات زراعية أو استصلاح الأراضى أو تغيير نظام الرى أو مشروعات تربية الماشية والالبان والاسماك وغيرها من المشروعات التى تتناسب مع طبيعة وعمل الفلاح بجانب انه من الضرورى ان يشعر الفلاح باننا مستشاره الفنى بعكس ما كان يحدث فى الماضى معه مثلا الذى كان لديه مشكلة مع البنك أو حاصل على سلفة يقوم البنك بمساعدته فى تدوير القرض وعدم السداد، وهكذا عدة اعوام متتالية ما ترتب على ذلك العديد من المشكلات مما دفعنا إلى تغيير تلك السياسة فى التعامل مع الفلاحين المتعثرين ومنع الاقصاء من القروض فى حالة عدم السداد ولدينا خطه لتفعيل ذلك، فمثلا فى حالة وجود قرض على أحد ولا يستطيع السداد يمكن اتبع بعض الخطوات مثلا تسديد الفوائد بالإضافة إلى 10 فى المائة من قيمة القرض ويتم ذلك على فترات تؤدى فى النهاية إلى سداد القرض بالكامل، وأكد أنه (لن يتم حبس أحد من المتعثرين طول ما أنا فى الخدمة) ولكن يجب اعادة ادارة الحوار مع هؤلاء المتعثرين بأسلوب المشاركة والتواصل.

■ بم تفسر سبب الخسائر المتتالية للبنك من عام 2011 وإلى الآن؟

- ترجع الخسائر إلى العديد من العوامل خاصة فى خلال تلك الفترة مثل تغيير السلوكيات من كثرة المطالب وزيادة المرتبات ومطالب فئوية وايقاف الإجراءات القانونية جعل العملاء يتباطؤون فى السداد دون خوف وامتنعت العوائد وإيرادات البنك اصبحت قلية جدا ومع غياب التكنولوجيا داخل البنك أدت إلى انصرف العديد من العملاء إلى بنوك اخرى ولذلك يجب اعادة هيكلة البنك.

■ متى تنتهى أزمة المتعثرين؟

- حينما يتم الحوار مع المتعثر اولا لأنه لا يوجد حالات متشابهة فكل حالة لها ظروفها الخاصة ولذلك يجب دراسة كل حالة على حدة، حيث يوجد تصنيف وتقسيم على حسب المبالغ وكذلك على اساس اصول الدين والفوائد المتراكمة والعوائد وجدولة الديون ولدينا افكار جيدة فى هذا الشأن للخروج من هذه الأزمة مثلا من كان عليه دين ومجدول لمدة عشر سنوات ففى حالة التواصل ودفع القيمة يتم إعفاؤه من مبلغ معين بجانب الاستفادة من تلك المخصصات المالية وبذلك يتم غلق ملف المتعثر ويجب ان نتعامل بمنطق رجال الاعمال والبيزنس ودرجة الاستفادة القصوى.

وبالنسبة لعدد المتعثرين كانوا 300 الف متعثر ووصلوا إلى 209 آلاف فى بداية التعامل معهم ومع تصنيف كل حالة لحالها ونكرر لن نلجأ للملاحقات القضائية

■ الى أى مدى وصلت المفوضات مع وزارة المالية نحو مستحقات البنك؟

- نحن على تواصل دائم مع رئيس الوزراء ووزير المالية حول هذا الشأن خاصة ان اجمالى المبلغ وصل إلى حوالى 3 مليارات جنيه وهو رقم لا يستهان به فى رفع كفاءة البنك ونقترح انه فى حالة عدم وجوده كمبلغ مالى لا نمانع من اخذه فى صورة سندات واصول خزانة لوضعها داخل سجلاتنا واحصل على عائد مقابلها.

■ ما دور البنك فى التعامل مع أزمة الاسمدة السنوية؟

- أوكد ان البنك يوفى بما يوكل اليه فى هذا الشأن وحصة 25 فى المائة ملتزم بها ويودعها على اكمل وجه من ناحية تمويل الجمعيات الائتمانية من ناحية الشراء والدفع ويتم التنسيق مع اللجنة الاقتصادية بوزارة الزراعة وشركات الاسمدة التى كانت لديها مشكلة فى اسعار الغاز ولكن تقلصت والحمد لله لم تظهر هذا الموسم.

■ ما تقييمك لأداء السياسة الزراعية فى مصر؟

- لله الحمد لدينا كفاءات وخبرات عالية داخل وزارة الزراعة خاصة وزير الزراعة فهو يتفهم مطالب الفلاحين جيدا وتحقيق مطالبهم من قروض وتقاوى

■ ما طبيعة التعاون بين البنك والشركة العامة للصوامع؟

- بيننا عمل مشترك وشراكة مع الشركة العامة للصوامع والادارة الهندسية بالقوات المسلحة لإدارة 72 شونة تم تحويلها إلى 80 هنجرا وهم عبارة عن منحة من دولة الامارات ويوجد بروتوكول تعاون ويؤدى ذلك إلى تقليل الفاقد من القمح والحفاظ عليه الذى كان يصل إلى 10 أو 15 فى المائة فاقد.

■ ماذا عن دعم وقرض البنك الدولى للبنك؟

- اتفقنا مع البنك على دعم البنك بقرض 500 مليون دولار والبنك الإسلامى بـ200 مليون دولار لكن هناك شرط وهو الانتهاء من قانون البنك الجديد وهو ضم الثلاثة بنوك مع بعضها البعض وإخضاعىها لقانون البنك المركزى بالرغم من انهم يخضعون لإشرافه، والمشروع حاليا امام مجلس الوزراء لاتخاذ القرار.

■ ماذا عن حجم استثمارات البنك؟

- البنك لديه ميزانية تصل إلى 1.5 مليار جنيه ونعمل على تحقيق زيادة مالية تصل إلى 5 مليارات جنيه ونـأمل فى الحصول على قرض داعم ومساند بقيمة 4 مليارات جنيه بدون فوائد.

■ ما أهم التحديات التى تواجه البنك؟

- من المؤكد أن هناك العديد من التحديات التى تواجهنا ومنها المبالغ المستحقة لنا لدى وزارة المالية والانتهاء من القانون الخاص بالبنك بجانب ضعف الإمكانات التكنولوجية والأصول غير المستغلة.

■ كيف ترى مستقبل مصر الزراعى فى عهد الرئيس السيسى؟

- لا شك أن لديه خطة واستراتيجية ناجحة، وهدفا واضحا، ويمتلك القدرة على تحقيقه بدءا بمشروع المليون فدان بجانب الدعم والمساندة للفلاحين وهناك تطور ملحوظ نحو مستقبل مصر الزراعى.

■ ما دور البنك فى دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر؟

- كل عملنا تقريبا ينصب فى هذا المجال ودعم وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من مشروع تربية الماشية والالبان ومزارع الاسماك والميكنة الزراعية والورش والمرأة المعيلة وغيرها.

■ كيف رأيت حدث قناة السويس؟ وبم يشارك البنك فى تنمية المحور الخاص بها؟

- مشروع قومى عظيم وفخر لجميع المصريين هذا الانجاز ويعطى دفعة قوية للامام والتقدم نحو المزيد من المشروعات التى تخدم الاقتصاد المصرى ومن المؤكد انه سوف يكون لنا دور فى تنمية المحور لكن انا ضد قيام بعض البنوك بتحديد مبالغ معينة للمشاركة لكن يجب ان يعمل الجميع كل فى مجاله وبما يستطيع ان يقدم لتنمية المحور.

■ ما دور البنك فى مشروع استصلاح المليون فدان؟

- لدينا تصور كامل لمشروع استصلاح المليون فدان من حيث تحديد الفائدة والميكنة وباقى إجراءات عملية الاستصلاح ولكن يأتى دورنا عقب توزيع الأفدنة لأن دورنا هو التمويل.