السوق العربية المشتركة | اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية يكشف لـ«السوق العربية» تفاصيل عمله فى قطر ومؤامرة تركيا على مصر:

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 00:54
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية يكشف لـ«السوق العربية» تفاصيل عمله فى قطر ومؤامرة تركيا على مصر:

  اللواء محمود منصور يتحدث لـ «السوق العربية»
اللواء محمود منصور يتحدث لـ «السوق العربية»

المخابرات القطرية كانت عبارة عن دائرة حكومية تجمع أخبارًا بشكل بدائى دون أى احترافية
■ حمد بن جاسم كانت شخصيته سيئة للغاية وكان عميلاً للأمريكان

شغل منصب رئيس قسم التحريات والمراقبة بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فى مصر، وبعدها قادته الأقدار للعمل فى قطر، فاختارته القيادة المصرية ليعار إلى دولة قطر عام 88 ليسهم فى تأسيس جهاز المخابرات العامة القطرية بشكله الراهن بعدما كان دائرة حكومية، وليشغل موقع مسئول التدريب به.



هكذا دفعت الأقدار باللواء محمود منصور ليكون شاهداً على مرحلة التحولات القطرية وكواليسها، وحتى المشهد الحالى فى إطار علاقاته مع مسئولى جهاز المخابرات القطرية، وتدريبه عددا منهم لمدة 8 سنوات منذ كانوا برتبة "ملازم أول" حتى أصبحوا قادة الجهاز حالياً.

وفى حوار صريح يكشف اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية والإقليمية، لـ"السوق العربية"، كواليس السيطرة الأمريكية على قطر، وإنشاء قواعد عسكرية هناك، وسر تنسيق المخابرات القطرية مع عدد من أجهزة المخابرات الدولية فى العمليات الإرهابية التى تقع فى مصر، وكيفية تدفق المبالغ المالية إلى مصر، بعد تولى الرئيس المعزول محمد مرسى حكم البلاد، ويكشف "منصور" أسرار زيارات اللواء غانم الكبيسى، رئيس المخابرات العامة القطرية، إلى مصر عام 2012، ومحاولة تجنيد عدد من الشخصيات المصرية للعمل لصالح المخابرات القطرية، وإلى تفاصيل الحوار:

■ المشير طنطاوى أعاد الهيبة للأجهزة السيادية بعد ثورة 25 يناير

■ كيف بدأت قصة عملك مع مخابرات قطر؟

- فى ثمانينيات القرن الماضى ظهر جلياً للقيادة المصرية أن دولة إيران، بدأت فى وضع استراتيجيات تستطيع من خلالها التغلغل للعالم العربى، واختراقه، وستبدأ فى ذلك من الشرق، حيث دول الخليج والعراق، ومن واقع المسئولية من جانب مصر تجاه الأمة العربية، التى ساندتنا خلال حرب 73 بقوة، بادرت بالسعى فى تقديم العون، والسعى نحو تأمينها ضد الخطر الفارسى، وكان ذلك من خلال التنسيق فى دعم وإنشاء الأجهزة المخابراتية القوية، التى تستطيع مقاومة محاولات الاختراق الإيرانية لتلك الدول، وبناءً على طلب من ولى عهد قطر المشرف على جهاز المخابرات العامة القطرية، تحت الإنشاء حينها، لأنه كان عبارة عن دائرة حكومية فقط وكانوا يستهدفون تحويله إلى جهاز، تم انتدابى للعمل فى قطر فى وقت قيادة اللواء أحمد عبدالرحمن للمخابرات الحربية المصرية، وكان اللواء عمر سليمان نائباً للمدير حينها، وسافرت قطر وأنشأت جناحاً للتدريب.

■ كيف كان حال المخابرات القطرية وقتها؟

- كان يتولاها وهى دائرة حكومية عدد من الإخوة العرب من منطقة الشام، وكانت إدارته بغرض جمع أخبار من المنازل والمجالس بشكل بدائى دون أى احترافية، ودون أى معدات أو أجهزة أو فنون جمع وفرز المعلومات، خاصةً أنه لم يكن هناك هدف واضح لجمع المعلومات،

والمخابرات القطرية وقتها كانت دائرة صغيرة بها 13 جنسية غير القطرية، وقياداتها من خارج قطر، ومن ثم درسنا الموقف ورفعنا التقارير الأمنية، إلى ولى العهد المشرف على هذه الدائرة، وبناء عليه بدأنا فى إعادة هيكلة وتغيير الوظائف القيادية، والاستفادة قدر الإمكان من الجنسيات العربية وغيرها، ثم تطرقنا لبرامج التدريب التى اقتصرت على إنشاء جهاز بديل للدائرة متخصص فى جميع المعلومات من داخل الإمارة، ضد الأخطار من الدول الأجنبية، وقمنا بإعادة الهيكلة وتدريب العناصر حتى أصبحنا على مستوى عال فى الإطار الداخلى والتصدى للأخطار الخارجية والأجنبية حتى حدثت مأساة الانقلاب الكبرى فى قطر التى كشفها الجهاز وحذر منها إلا أن نفوذ الجواسيس الأمريكان كان أقوى فى الإطاحة بالشيخ خليفة، وهو ما يعد العار الأكبر للعرب من دولة صغيرة مثل قطر التى أصبحت الآن مستعمرة أمريكية وتعمل ضد الوطن العربى لخدمة الصهاينة والأمريكان.

■ ما حقيقة الجاسوس القطرى بجامعة الدول والمال لشراء الذمم العربية؟

- هى مأساة بمعنى الكلمة جلبت العار للعرب، والجميع يعلم أن الشيخ خليفة بن حمد آل ثانٍ، كان يتميز بعروبته القوية وأصالته وتحديه للأمريكان فى بناء القواعد العسكرية على الأراضى القطرية، لكن الخونة والجواسيس العرب الذين كانوا يعملون من أجل خدمة الأمريكان كان لهم الدور الأقوى فى الإطاحة به، وهذا الأمر برمته لم يكن مفاجأة، ولكن دعنى أقول لك أن الأمر تم فى البداية بتقديم طلبات للشيخ خليفة بإنشاء 4 قواعد عسكرية على أرض قطر ولكنه رفض بشدة، ومن ثم قامت الإدارة الأمريكية من الخلف بالتنسيق مع جاسوس العرب حمد بن جاسم، الذى كان يشغل فى حينها وزير الشئون البلدية، وتم مكافأته بعد الانقلاب برئاسة الوزراء ووزير الخارجية، فى أن يقوم بالضغط على نجل الشيخ خليفة بن حمد وهو ولى العهد وتسليمه مطالب الأمريكان مقابل أن يكون هو أمير قطر ويقوم بالانقلاب على والده.

ونجح حمد بن جاسم، وكانت شخصيته سيئة للغاية، كما كان عميلاً للأمريكان مقابل راتب شهرى، فى أن يسلم الطلبات للأمير الجديد التى تمثلت أيضاً فى الانقلاب على أبيه وتولى الحكم، والموافقة خلال أسبوع على إنشاء القواعد الأمريكية على أرض قطر، وفى حالة عدم التنفيذ فإن أمريكا ستقوم باحتلال قطر عسكريا، وتسقط آل ثان عن الحكم، وتقوم بتولية قبيلة أخرى للإمارة، وحدث ذلك فى غضون ساعات، وكانت المفاجأة هى سرعة تعيين الشيخ حمد بن خليفة الأمير الجديد، لحمد بن جاسم لمنصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ليصبح جاسوس أمريكا على جامعة الدول على مدى سنوات طوال حتى عام 2013، وهو ما أضعف قرارات الجامعة خلال هذه السنوات التى تواجد فيها هذا الشيطان، الذى استطاع أن يشترى بالمال الحرام ذمم كثيرين عاشوا فى الأرض فسادا بالنيابة عن أمريكا والغرب، وكانت الجزيرة هدية الأمريكيين.

■ كيف كان الحال فى تلك الفترة فى الشارع القطرى بعد هذا الانقلاب؟

- حدثت فتنة كبرى جداً بسبب أن السواد الأعظم كان يرتاح للشيخ خليفة، خاصةً مع مجاملته لأطفال الشعب القطرى عبر إعطائهم هدايا ومنحاً لا ترد، والتغيير حدث دون أن يفهموا أحداً فى ذلك الوقت، وحاول الكثيرون التصدى لما قام به النجل تجاه والده.

■ هل تغيرت أهداف الجهاز بعد تطويره؟

- غيرنا فى تحديد أهداف التدريب التى نجريها للعناصر، فأنا كنت مسافراً للعمل بجهاز مخابرات عامة لدولة، إلا أن مناقشة مع رئيس الجهاز الجديد وقتها وهو الشيخ حسن بن عبدالله الثانى، وكان شقيقه حمد وزيراً للدفاع حينها، وكان يتميز بالجدية وتحمل المسئولية، وفى اجتماع لنا مع ولى العهد حمد بن خليفة، المشرف على الجهاز، طلبنا تحديد المجال المكانى للعمل وطبيعة المهام المطلوبة حتى يتم وضع برامج تدريبية تتناسب معها، فأُخبرت بأنه فى الفترة الحالية ليست لهم أهداف أكثر من العمل داخل حدود دولتهم، وأنهم لا يستطيعون التوسع فى المحيط العربى أو الإقليمى أو العالمى، وبناءً عليه يكون التدريب لتحقيق أهداف الأمن الداخلى وسواء إذا كان مصدر الخطر وطنياً أو أجنبياً مقيماً على الأرض وقتها، خاصةً أن نسبة السكان الأجانب كانت تفوق السكان القطريين.

■ هل أثرت زيادة عدد غير القطريين فى الجهاز على عملكم؟

- أُصبت بصدمة لأن 13 جنسية غير قطرية كانت تعمل فى الجهاز، وتم تقليص تلك الجنسيات إلى أربع فقط، وتم تمصير أغلب الفرق الفنية التى تقوم بأعمال دقيقة، فالشئون المالية كانوا من الجهاز المركزى للمحاسبات، ومجال أعمال التزييف والتزوير والمخطوطات كانوا من الطب الشرعى فى مصر، تحت قيادة الدكتور رياض فتح الله بصلة، وعملنا بإخلاص لسنوات متتالية، إلى أن انتهينا من عملنا وعودتنا بعد تغيير الأمير من الشيخ خليفة بن حمد آل ثانٍ إلى نجله حمد، ولم يتغير الجهاز أو طريقة تدريبه حتى الآن.

■ ما سر تنازل "حمد" عن حكم قطر لنجله "تميم"؟

- شعر الشيخ حمد بأن قطر تسير فى طريق معاداة جميع الدول العربية، فبدأ يستشعر الحرج لأنه ليس له فى ألاعيب السياسة، فاستشعر أن "بن جاسم" يقوده للهاوية، فرأى أن البديل هو ضرورة إزاحة حمد بن جاسم عن الحكم بعد تحكمه فى كل شىء بالدولة عبر سيطرته على مجموعات كبيرة فى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، ففكر إذا جاء بابنه تميم ذى الـ33 عاماً سيكون من الصعب قبول "بن جاسم" رئيساً لوزراء أمير فى سن ابنه، وتمت إذاعة خبر فى إحدى الصحف الفرنسية مفاده أن التنازل عن الحكم سيتم فى خلال عام، إلا أنه جرى بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من ذلك الوقت، ومعه أعلن التشكيل الوزارى خالياً من "بن جاسم"، وأمر الجاسوس الأمريكى رجاله فى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية بأن يغادروا ومعهم كافة أوراق رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية القطرية لينتقلوا إلى القصور الخاصة به لينشئ حكومة فعلية تدير البلاد، على أن يصبح الأمير منصباً شرفياً يأمر ولا يحكم، يمثل الإمارة ولا يستطيع أن يتخذ قراراً، فحتى الورقة التى يقرأ منها تكون مكتوبة من "العصابة" التى يديرها "بن جاسم" فى قطر.

■ ما طبيعة العلاقات بين الإخوان وقطر؟

- تطورت الأحداث مع نهاية حكم الإخوان ولم يجدوا نصيراً لهم سوى "بن جاسم" ليصبح سيدهم وناصرهم فى قطر، وليسعى لمنحهم قبلة الحياة بعد ثورة 30 يونيو، وليمنحهم الظهور الإعلامى عبر قناة الجزيرة، وليعاونهم فى الحصول على اللجوء السياسى فى عدة دول أخرى، بالإضافة إلى قطر.

■ كيف بدأت تلك العلاقات؟

- لم تبدأ تلك العلاقات بشكل واضح ومرصود إلا بعد وصول الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم، فلم يكن موضوع "بن جاسم" العلاقات مع الإخوان، لكن التخريب فى السودان والأردن والصومال وسوريا، فحينما تصدر أمريكا أوامرها لتركيا يتم تحضير المؤامرة فى المخابرات التركية لتقوم قطر بتمويلها.

■ ما الدليل عل ذلك؟

- قطر لا تمتلك أى كادر من تلامذتنا فى المخابرات العامة، ولا تمتلك القدرة على القيام بعمليات كبرى فى الخارج، فهم تلامذتى بدءاً من رئيس الجهاز اللواء غانم خليفة الكبيسى، ومساعديه عبدالله بن خليفة العسيرى، مساعد رئيس الجهاز لشئون التطوير التكنولوجى، والعميد عبدالعزيز العيدوس، مساعد رئيس الجهاز لشئون التدريب، وجاسم آل محمود، مساعد رئيس الجهاز للشئون القانونية، ولم يتم تدريبهم على القيام بأعمال خارج الدولة، وهو ما أكده لى الكبيسى فى أوائل عام 2012 فى زيارة له فى القاهرة.

■ كيف يؤثر جهاز لم يتدرب على العمليات الخارجية فى دولة كبرى بحجم مصر؟

- المخابرات القطرية لم تؤثر، فدورهم مجرد حاملى أموال مسئولة عن تمويل تكاليف الأعمال التى تتم فى الشرق الأوسط، فأى من قيادات الجهاز السابق ذكر أسمائهم يأتون فى زيارة رسمية بتنسيق مسبق حاملين معهم عدداً من الحقائب المليئة بالأموال أو يحملها دبلوماسيون من العاملين بالخارجية القطرية، وعبر الدخول بجوازات السفر الدبلوماسية، والتى لا تفتش مع حامليها، ينسقون مع زعماء العصابات فى مصر لنقل أموال الحكومة القطرية والإشراف على نقلها، أما من يدير تحركات العناصر على الأرض، فهم عناصر المخابرات التركية.

■ كيف تمكنوا من الدخول ونقل الأموال؟

- كانوا يستغلون حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى، ويستغلون المظاهرات التى تملأ شوارع العاصمة والمواجهات بين الإخوان والمتظاهرين، فهم يتحركون فى الأوضاع المرتبكة لتكون أرضاً مأمونة ويدخلونها عبر وسطاء آخرين، فهناك أطراف تذهب بالأموال إلى منازلهم، فمثلاً فى تظاهرات رابعة العدوية تم الدفع بأموال كثيفة لدفع 400 جنيه للمتظاهر الواحد، إلا أن وسطاءهم ذاتهم كانوا يدفعون للفرد مائة جنيه أو مائتين، وكانوا يجرون اتصالات تليفونية معهم، فمثلاً يقولون إنه سيتم مد الوسيط بمائة ألف دولار ليمول بها الاعتصام فى فترة معينة باحتياجات المعتصمين سواء طعاما أو شرابا أو غيرهما من المستلزمات التى كانت موجودة بالاعتصام، وكانت جميع تلك الاتصالات مرصودة من الأجهزة المصرية.

■ كيف كان يتم استلام تلك الأموال؟

- كانت توجد بالفنادق أو بمقر السفارة، ففى السفارة كانت تخرج على مراحل مع بعض مرتادى السفارة العاديين ليتم اصطياد أناس منهم لتوصيلها دون أن يعلموا ما بها على أنها بها ملابس أو غيرها، وآخرون كانوا يتلقون الأموال منذ إدخالها من حاملى الجوازات الدبلوماسية من مطار القاهرة أو براً من خلال جمرك نويبع ليتم نقل حقائب الأموال إلى عدة منازل بمدينة نصر، والمنصورة، والإسكندرية، والإسماعيلية ليتم استخدامها عند الحاجة، وبكميات قليلة جداً قبل وصول "مرسى" للحكم، وكان ذلك يتم فيما سبق وبمراقبة أجهزة الدولة فى عهد حكم الإخوان، أما حالياً فلا يتم ذلك بسبب إحكام رقابة أجهزة الدولة على مصادر إدخال الأموال المختلفة، فحالياً إدخال أموال لهم شبه معدوم.

■ كم تقدر المبالغ التى دخلت مصر من قطر؟

- تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار، وذلك طبقاً لأصدقاء بجهات رسمية.

■ متى دخلت تلك الأموال إلى مصر؟

- منذ عام 2011، وبداية 2012، وحتى منتصف 2013.

■ كيف يمكن إدخال الأموال لمصر حالياً؟

- أغلقت عليهم الطريق حالياً، فقيادات المخابرات القطرية لا يجرؤون على دخول مصر الآن، فلديهم قناعة أنه سيتم إلقاء القبض عليهم لاتهامهم بارتكاب جرائم وهم يعلمون أنهم "اتحرقوا"، فضلاً على أنهم أولادى وأعلم أن "قلبهم خفيف"، فضلاً على أنهم موظفون يقومون بذلك العمل لـ"أكل عيشهم"، لكن عدداً كبيراً منهم يحبون مصر.

■ ما حقيقى أن التمويل القطرى هو سبب الأعمال الإرهابية فى مصر؟

- نعم، يتم ذلك، ولكن ليس على أراضينا، ولكن عبر الأراضى الليبية، فليبيا حالياً بلا حدود، فوزراء حكومة ليبيا أغلبهم ينتمون للإخوان، وتم دفع بعض التجمعات عبر المخابرات التركية على حساب قطر بعد تنظيمها وتدريبها وتسليحها إلى ليبيا، فهناك فريق عمل تركى يدير الأعمال الإرهابية التى تتم فى مصر من ليبيا، وكون وجود بعض الأفراد المصريين الذين يعملون بليبيا ويحاولون إرسال الأموال معهم فهؤلاء أعدادهم محدودة، لكن يتم التعامل معهم من عناصر قوات الأمن المختلفة الآن.

■ متى كانت آخر زيارة لرئيس المخابرات القطرى للقاهرة؟

- منتصف 2012، ولم يأتِ بعدها للقاهرة.

■ ما كان الهدف وراء زيارته؟

- حينما جاء "الكبيسى"، ومساعداه للتطوير التكنولوجى والشئون القانونية، كانت زيارة رسمية تبحث فى شكلها العلنى العلاقات بين المخابرات المصرية والقطرية، ولكن فى بحثهم عن علاقات مع المصريين الذين كانوا يعملون عندهم كانوا يبحثون عن عملاء لتجنيدهم، وأجروا بعض المقابلات معهم دون أن يحققوا منها شيئاً، إلا بتنشيط العلاقة معهم، وأغلبهم شخصيات عامة، ثم فى زيارة ثانية جاءوا بعدد ضخم من الحقائب منذ 3 سنوات، وتحديداً فى عهد الإخوان، وأثارت علامات تعجب كثيرة نحوها.

■ هل تكررت زيارات أخرى للقاهرة؟

- فوجئت بعدها بأن السيد عبدالله العسيرى، مساعد رئيس الجهاز، يجرى اتصالاً هاتفياً معى ذات ليلة بأنه سيكون باكراً فى القاهرة وسألته عن سبب الزيارة، فقال: "للفسحة"، وعندما جاء نزل فى أحد الفنادق الشهيرة، والتقيت معه بالمطار، ثم التقيته مساءً، وهو من أولادى وأنا مدربه وهو ملازم أول، فحينما جلسنا للعشاء وجدته يحاول استمالتى إلى أفكار محمد مرسى والدولة الدينية، لكنى كنت أرفض ذلك تماما.

■ كيف تلخص الوضع فى قطر منذ ذهبت إليها فى مهمة وطنية وعدت إلى مصر؟

- الأمر كله يتلخص فى أن قطر مستعمرة أمريكية، سيطر عليها الأمريكان لبناء القواعد العسكرية لها على الأراضى العربية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ساعدهم على ذلك وجود بعض الخونة والشياطين أمثال حمد بن جاسم للتآمر على المنطقة وعلى رأسها مصر.

■ هل يمكن تجميد عضوية قطر أو طردها من الجامعة العربية؟

- قطر ليست كبيرة على هذه الإجراءات ومن قبل تم طرد مصر من الجامعة العربية، وقطر ليست كبيرة على الحساب إذا ظلت بعيدة عن قضايا الأمة العربية وتعمل ضدها.

■ هل قطر تحتمى بالقاعدة الأمريكية على أراضيها؟

- هذا إن لم تقم هذه القاعدة بتغيير نظام الحكم فى قطر وتعيين من هو أكثر خضوعاً من أى شخص يحاول أن يقول إنه عربى على أرض قطر، وقد تكون أمريكا أول الخائنين لقطر كما فعلت مع شاه إيران وغيره حينها ستبيع حكام قطر لأنها تعلم أنهم ورقة واحترقت وفاحت رائحتها غير الطيبة.

■ من وجهة نظرك ما سر العداء الشديد من قطر تجاه مصر؟

- قطر لا تعانى من عداء شديد ضد مصر أو شعبها لكن ما يحدث أن قطر بها أسرة حاكمة تاهت وفقدت الطريق الذى تسير فيه الأمة العربية.

■ ما أسباب فقدانها للطريق؟

- الذى أفقدها الطريق هو كثرة المال وعدم القدرة على استخدامه الاستخدام الأفضل، وأصبح المال فى يد قطر مثل القنبلة الذرية فى يد إسرائيل أو إيران، ما يجعلها تتخبط فى سياساتها ولهذا تحتاج لأن تعطى أذنيها وعقلها وفؤادها لمن ينصحها من بنى جلدتها، ونحن فى مصر نعشق كل ذرة موجودة فى أى جزء من العالم العربى بما فيه قطر، ولا أنسى الجنود المغاربة والجزائريين والتوانسة والسودانيين والطيارين الليبيين والجيش العراقى والسورى وجيش منظمة التحرير الفلسطينية الذين شاركوا معنا فى حرب أكتوبر 1973، ولذا أنا مدين لهم بدمى ولذلك أذكر حب المصريين لكل الدول العربية، إلا أن قطر استمرت على مدى العشرين عاماً الماضية تتخبط بلا هدف سوى الخضوع مع انه خضوع مهين لا يليق بأسرة حاكمة مثل أسرة آل ثان التى أعلم أن فيها من الرجال الكثيرين ومن السيدات الكثيرات الذين يملكون الإرادة القوية والعروبة المحترمة التى تحتم عليهم أن يوجهوا النصيحة لأولى الأمر من عائلة آل ثان.

■ هل كان الجيش المصرى على وعى كبير فى 30 يونيو بالمؤامرات التى تحيط بمصر والمنطقة عندما تم عزل الإخوان ورئيسهم؟

- بكل تأكيد، فالبعض يقول إن ثورة 30 يونيو مؤامرة مخابراتية من قبل الجيش، وهذا وإن صح فإنها من أجل تطهير مصر من الإرهاب الإخوانى والمجرمين، الذين كانوا يعملون على بيع قناة السويس لدولة قطر، وكان مهندس هذا الأمر هو أيضا الجاسوس حمد بن جاسم، فهى فى حقيقة الأمر خائنة للقضية الفلسطينية، وبدأ رجال حماس يساندون الإخوان فى مصر لتحقيق المصالح الشخصية وعملوا على حرق القاهرة والتآمر على الشعب المصرى دون الدفاع عن قضيتهم.

■ كيف ترى الوضع الأمنى المحيط بمصر؟

- كنت شاهداً على مراحل تحول خطيرة وعنيفة فى المجتمع المصرى والعربى، ومررنا بتحولات اجتماعية وثقافية عديدة، إلا أنها انتهت بثلاث سنوات مريرة، ضاعت فيها العراق وسوريا وليبيا وكادت اليمن والسودان ومصر أن تضيع إلا أننا سلمنا حتى الآن، ولعل المؤامرة على مصر كانت من الضخامة والقوة ما كان يستوجب أن تنهار مصر وتذهب أدراج الرياح، إلا أن الوعى الذى أدرك المصريين جعلهم يهرعون وفى مقدمتهم النساء للحفاظ على مصر فى مواجهة الموجة الاستعمارية الجديدة التى شنتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون بأيدى الأتراك ورجال المستعمرة القطرية، وكان جنود هذه الهجمة الإخوان الإرهابيين وكان الانتصار للشعب المصرى، ومن ثم نحن أفضل بكثير من المحيط الخارجى لنا بتدخل الجيش المصرى فى 30 يونيو.

■ ماذا عن التحول الأخطر فى حياة المصريين فى ثورة 25 يناير.. وتوصيف البعض لها بأنها ثورة وآخرون بأنها مؤامرة؟

- الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وحكومته ورجاله، بالإضافة إلى الأمن المصرى، مهدوا لثورة يناير واندلاعها، وأتاحوا الفرصة للشعب المصرى أن يثور عليهم، ويتمثل ذلك فى أن حكومات مبارك كانت تعلم علم اليقين أن حركتى 6 إبريل وكفاية يتم تدريبهما فى الخارج من أجل الثورة، وكان الأمن والحكومة يعلمان بذلك، ولا يقومان بشىء خوفاً من غضب الرئيس مبارك، الذى كانت أمريكا تضغط عليه بحجة الديمقراطية والحرية، ولا بد أن تعلم أن الرئيس مبارك كان حريصاً دائماً على عدم إغضاب الأمريكان، وبالتالى التوصيف الأفضل لما حدث فى يناير أنها مؤامرة تمت فى توقيت ملائم لها ومناسب، حيث كان الشعب المصرى بكامله- عدا اللصوص- ضجوا من الفساد والمحسوبية، وتم استبعاد كل الأكفاء من المسئولية، ووضح للجميع أننا نحيا يوماً بلا غد، واسودت الآمال فى عيون الشباب، هذا بالإضافة إلى العمى الذى سيطر على أجهزة الأمن وفشل فى كشفها، وكان على علم بتحركات القوى التى قادت التظاهرات، التى اتضح فيما بعد أنها مكونة من الشعب المتذمر، والإخوان و6 إبريل والأناركية، والـ3 مجموعات الأخيرة مدربة منذ سنوات سابقة فى الولايات المتحدة وقطر وصريبا على موضوع الثورة من أجل التغيير، وكان هذا بعلم الأمن المصرى إلا أنه للأسف لم يتخذ الاحترازات الواجبة ظناً منه أن أى إجراء يغضب الرئيس والأمريكان.

لقد مهدت الظروف لإنجاح المؤامرة الغربية التى ركبت ثورة 25 يناير وقادها الإخوان للوصول للحكم، والأمن كان يتصور أن تظاهرات يناير "شغل عيال" والأمن كان ينظر للإخوان بأنهم مجرد مرشدين وعيال، لكن دعم أمريكا لهم حوّل أحداث يناير إلى مؤامرة.

■ هل المخابرات الحربية لها أى علاقة بالمشهد السياسى الآن؟

- المخابرات الحربية ليست لها علاقة بالأحداث السياسية، وأبعد عن الحياة المدنية كثيراً، وهى الحصين الحصين لقواتنا المسلحة، والإخوان أثاروا المحاكمات العسكرية فترة توليهم الحكم لتشويه الجيش، والأمر كله يتمثل فى حماية الجيش من أى اختراقات وهو ما تمثل فى عدم دخول أى شخص ذى ميول سياسية لقواتنا المسلحة، ولك أن تتخيل أن الأجهزة الأمنية من مخابرات حربية وعامة وغيرها من الأجهزة السيادية فيما عدا مباحث أمن الدولة، كانت عبارة عن عمل روتينى ووظائفى للعاملين فيها، ولكن الوضع عقب أحداث يناير أصبح مختلفاً، والمشير طنطاوى أعاد الهيبة للأجهزة السيادية بعد الثورة، حيث تصرف بمسئولية كاملة تجاه الوطن والأمة العربية لإعادة الحيوية والنشاط إلى أجهزة الأمن المصرى من خلال دعمها بالكوادر البشرية والأجهزة الفنية بما يتلاءم مع حجم مصر ومسئولياتها الداخلية والعربية والإقليمية، وأدلل على حديثى بأن الأجهزة السيادية قبل حرب 73 كان لها دور كبير فى كشف الجواسيس وكانت تقدم للمحاكم جواسيس أجانب أو خونة سنوياً تصدر أحكاماً عليهم بالكامل منها 3 إعدامات على الأقل كل عام.

■ كيف ترى التفاعلات الإقليمية فى الشرق الأوسط؟

- ما يحدث فى الشرق الأوسط جزء مما يدور حول العالم بدءاً من المكسيك فى أقصى الغرب إلى أوكرانيا فى شرق أوروبا إلى جنوب الصحراء فى نيجيريا والكاميرون وتشاد ومالى والجزائر ثم إلى القلب الذى يتم التركيز عليه منذ 4 سنوات وهو العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن، حيث إن هذه الدول هى المحيطة بإسرائيل وتمتلك جيوشاً يعتد بها وقد يكون لها فاعلية فى أى صراع عسكرى بين العرب وبين إسرائيل.

■ ماذا عن الدور الإيرانى؟

- الدور الإيرانى فى المقام الأول يمثل عبئاً على الدولة الإيرانية والشعب الإيرانى لأنه يمثل حرماناً للشعب من التمتع بثروات بلاده مقابل أن يغامر هؤلاء الخومينيون بأحلامهم لكى يسودوا منطقة الشرق الأوسط لاستعادة مجد الدولة الفارسية بعد أن ينشروا المذهب الشيعى فى المنطقة العربية مع أن هذا يعد من الأحلام التى لا تأتى لأصحابها إلا بالكوابيس لأن الحلم الفارسى الإيرانى محكوم عليه بالإعدام مسبقاً وقبل أن يبدأ.

■ هل يختلف الحلم الإيرانى عن الحلم التركى؟

- لا، فالحلم العثمانى يقوده أردوغان معتقداً أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه بعدما عانى الفشل مع الأوروبيين فى الانضمام للاتحاد الأوروبى فأنعش الحلم التركى لكى يسود الوطن العربى ويصبح كبير العثمانيين فى الشرق الأوسط، وهذا الحلم أدى إلى أن تركيا استقدمت كافة الشواذ والأفاقين الذين يتسترون بالإسلام إلى تركيا، وأصبح هناك معسكرات للتدريب على الأنشطة العسكرية داخل الدول للتخريب والقتال، وكل هذا على مرأى ومسمع الشعب التركى الذى لا بد أن يتأثر ثقافياً وسلوكياً بتلك المجموعات الشاردة ما قد يدخل تركيا فى خضم الصراعات والنزاعات الداخلية، لمدة لا تقل عن عقدين من الزمان يقودها من يدعون أنهم إسلاميون بعد أن يكونوا استقطبوا قطاعات ضخمة من الشعب التركى.

■ من وجهة نظرك ما سر عداء تركيا لمصر؟

- لا يوجد عداء تركى بل العداء يأتى من أردوغان، وفى الحقيقة هو لم يتعارض مع نفسه فى كل تصرفاته التى يقدم عليها، من البداية كان يتصرف كـ"كلب" ذليل يلهث فى أحذية الأوروبيين حتى يسمحوا له بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وحينما وصل به اليأس والجوع من هذا الأمل وجد ضالته فى فكرة الإسلام السياسى، وبدلاً من أن ينظر إلى الغرب نظر إلى الجنوب وأنقذته جماعة الإخوان عندما تولوا الحكم فى مصر، فجاء مسرعاً لاهثاً باحثاً عمن يعينه سلطاناً للدولة العثمانية الجديدة التى استبدلها بحلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وفى مصر أكرمه الإخوان ونظروا إليه بانبهار كعادة الضعفاء اعتقاداً منهم أنه الأقوى والأعظم منهم ويستطيعون أن يتسلقوا على أكتافه، بينما هو فى الحقيقة كان قادماً لكى يتسلق على جسد مصر ليخترق بها الأمة العربية وتكون مستعمرة جديدة، لكن سقوط جماعة الإخوان من حكم مصر، أفسد له مخططه وأضاع له حلمه فأفاق على كوابيس فشله فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وفشله فى أن يكون الخليفة العثمانى للمنطقة.

■ هل اقتنعت الدول العربية بوجود مؤامرة لهذه المنطقة؟

- شهدت الأمة العربية خلال الـ4 سنوات الماضية اللحظة الختامية لمؤامرة شيطانية اتبعتها الصهيونية العالمية، وكان الفصل الأخير منها هو الربيع العربى إلا أن الشعب المصرى استطاع أن يتصدى لهذه المؤامرة فى اللحظات الأخيرة، وأعلن أنه تفهمها ورفضها وأصر على أن تعود مصر للمصريين وأن تشارك أمتها العربية فى البقاء بعزة وكرامة.

■ ما أهداف تلك المؤامرة؟

- استطاع الفكر الصهيونى أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية بقوتها الغاشمة فى تدمير إيران، وتحجيم الدور المصرى والسورى ثم تطور بفكرة "كوندوليزا رايس" عندما وضعت الملامح النهائية لهذه المؤامرة مع المخابرات الأمريكية والإنجليزية والإسرائيلية لتفتيت العالم العربى ونشر الفوضى اللانهائية لصالح إسرائيل وهذا حلمهم ولكل امرئ أن يحلم بما يشاء ولكننا أيضاً نحلم بما نشاء ولكى نؤكد قوة الحلم العربى يجب أن نكون أقوياء فى الخلق والعلم والصناعة والزراعة وفى علاقاتنا الدولية وفى إدراكنا للأديان السماوية التى تحيا فى ظلها من خلال المراجع الأصلية لها وهى القرآن والسنة الصحيحة، على أن يتولى الأزهر بعلمائه تصحيح ما غفل عنه العامة وما أحدثته بعض كتب التراث من مغالطات ومفاهيم خاطئة بتفسيرات خاطئة لأنها تتبع عصوراً سابقة.

■ هل هذا المشروع له أدوات لتنفيذه؟

- توجد صور كثيرة يجب أن نركز عليها للعناصر الفاعلة لتنفيذ هذا المشروع منهم "الغافلون" ومنهم صدام حسين الذى غرروا به وورطوه فى لعبة لم يكن يهدف إليها وكانت مبرراً لهم للتدخل ضده وتدمير القوة العسكرية العراقية، وهناك النوع الثانى وهم الطيبون الذين لم يستوعبوا طبيعة العلاقات بين الدول بمعنى أن دولهم صغيرة وإمكاناتها محدودة، دون النظر إلى مميزات هذه الدول سواء كانت ثروات مالية أو مواقع متميزة أو قوة بشرية ضخمة، فيصبحون خاضعين تابعين للقوى الدولية والقذافى كان نموذجاً لهؤلاء، حيث وافق على أن تقوم شركة أمريكية بمرتزقة بإجراءات تأمينية قبل مقتله بخمس سنوات، مع أن نفس الشركة هى التى قامت بقتله فى ثورة الربيع العربى، وهناك الصامتون كما فعل الرئيس مبارك بالصمت الرهيب تجاه الضغوط الأمريكية والغربية وتركوا بلادهم ملعباً فسيحاً للمؤامرات، فما الذى دفع مبارك ووزير داخليته إلى الصمت على جمعيات حقوق الإنسان الممولة من الخارج ليلعبوا فى الساحة السياسية، وتركوا شبابنا يسافر إلى صربيا والدوحة وأمريكا للتدريب وهو صامت عنها ولا شك أن مبارك وحبيب العادلى دفعا الثمن غالياً من تاريخهما وحريتهما نتيجة صمتهما، وحتى إن كان لديهما مبررات إلا أنهما لم يدركا عناصر القوة التى لديهما ونظراً إلى الخارج على أنهم أنصاف آلهة وأسياد وتجاهلا القوة الكامنة فى داخلنا.

■ كيف يمكن لم الشمل العربى؟

- يمكن لم الشمل العربى عن طريق جامعة الدول العربية، وعقول الحكام العرب، العنصر الأول العمل العربى المشترك فى كافة المجالات، ومن الطبيعى أن التوحد العسكرى سيترتب عليه التوحد فى كافة المجالات الأخرى بشكل تلقائى.. أما توحيد العقول والأفئدة للحكام العرب فإنه يتأتى من خلال نظرة واقعية وثاقبة وقراءة دقيقة متعمقة للأحداث والمواقف والقرارات الصادرة من الغير وباستدعاء الذين درسوا التاريخ الحديث، ليتحدثوا إليهم ويبطلوا ما يدبر لهم من مكائد، وأيضاً من خلال الالتحام مع شعوبهم وأن يتحركوا بهم إلى نهضة علمية حديثة، وبتفعيل البحث العلمى فى الجامعات العربية والارتباط بدول متكافئة معنا، وتتعامل معها بتكافؤ بحيث نتبادل المنافع، وأن يضع الحكام العرب فى اعتبارهم أنهم يحكمون دولاً تمتلك ثروات متنوعة، وموقعاً يتوسط العالم وله أهميته، وبها موارد بشرية هائلة وقادرة على أن تصنع المستقبل المأمول والمملوء قوة وحضارة وإسلام يفخر به كل المسلمين.

■ ما رسالتك للرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أنت مؤيد من ربنا سبحانه و تعالى، ويكفى أنك وقفت أمام أمريكا ورفضت تنفيذ مخططاتها داخل مصر، وأنت ورثت أمانة نعرفها بأنها كبيرة، لكن الله معك، ونحن فخورون بك.

■ كلمة أخيرة ما رسالتك للشعب المصرى؟

- هذا البلد ملكا لكل مصرى فحافظوا عليه جيدا، ولا بد من العمل لكى نبرهن أمام العالم أن مصر لا تموت أبدا وقوية وشعبها العظيم لا يستهان به أبدا.