السوق العربية المشتركة | «سرطان الهواء» ينهش صدور المصريين

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 03:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«سرطان الهواء» ينهش صدور المصريين

«سرطان الهواء» ينهش صدور المصريين
«سرطان الهواء» ينهش صدور المصريين

لا يستطيع الإنسان الاستغناء عن الهواء إلا لدقائق معدودة، وبالتالى يجب أن يكون الهواء نقياً صالحاً للتنفس، ولا يحتوى على ملوثات من شأنها أن تسبب أضراراً بالصحة العامة وجميع أشكال الحياة والبيئة سواء على المدى القريب أو البعيد، وهذا ما نفتقده فى مدينتنا الكبيرة وهى القاهرة، على الرغم من مختلف مظاهر التقدم التى توجد حولنا فى كل مكان، ولكننا نفتقد أهم شىء للحياة وللوجود وهو الهواء النقى، والذى نتمتع باستنشاقه فقط عندما نذهب للريف المصرى، فعلى الرغم من افتقاده العديد من مظاهر التقدم، لكنه يتمسك بأغلى شىء حيث من الصعب شراؤه وهو الهواء النقى، إلا أن تلوث الهواء مازال قائماً ولم يتم الحد من محاولة تقليل مخاطره السلبية على المصريين، وذلك فى ظل وجود وزارة بيئة عاجزة عن الحد من تفاقم مخاطر تلوث الهواء، وتعنت مسئوليها ورفضهم الإدلاء عن أى إحصائيات خاصة بقياس تلوث الهواء فى الجو المصرى، حتى لا يثبت فشلهم.



فعلى الرغم من مرور ما يقرب من عام على تقرير منظمة الصحة العالمية عن تلوث الهواء، الذى أثبتت فيه ارتفاع مستويات تلوث الهواء الخارجى بالقاهرة، وما يحمله من مواد مسرطنة، حيث يزيد على 4 ملايين نسمة عدد من يقضون فى مراحل مبكّرة من جرّاء الإصابة بأمراض يمكن ردّها إلى تلوّث الهواء، كما تتسبب الجسيمات التى تُستنشق من الهواء الملوّث فى نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوى.

ويلاقى سنوياً 4.3 مليون نسمة حتفهم فى وقت مبكّر جرّاء الإصابة بأمراض يمكن عزوها إلى تلوّث الهواء، كما يمكن أن تردّ تقريباً ربع الوفيات المبكرة الناجمة عن السكتة الدماغية (أى نحو 1.4 مليون وفاة، نصفها بين النساء) إلى التعرض المزمن للهواء الملوث داخل المنزل بسبب الطهى باستخدام أنواع الوقود الصلب، ومن بين تلك الوفيات النسب التالية: 13% بسبب الالتهاب الرئوى، 34% بسبب السكتة الدماغية، 25% بسبب مرض القلب الإقفارى، 22% بسبب مرض الانسداد الرئوى المزمن، 6% بسبب سرطان الرئة.

غياب الفحص البيئى لعوادم السيارات!

فى البداية تحدثت دكتورة مواهب أبوالعزم رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق قائلة: إن عوادم السيارات والاختناقات المرورية هى السبب الرئيسى فى تلوث الهواء فى القاهرة، ولهذا تعد عوادم السيارات هو الملوث الرئيسى بالنسبة للهواء، كما أن عوادم السيارات تسبب أمراضا صدرية وحساسية للمقيمين فى القاهرة عن غيرها من محافظات الريف والصعيد، وذلك يرجع إلى عوادم السيارات الذى يتنج عنه تلوث الهواء الموجود فى المدن وخصوصاً مدينة القاهرة، كما أن مدينة القاهرة الطبيعة الطبوغرافية الخاصة بها تكون منخفضة ما بين ارتفاعين وهما مرتفع المقطم والمرتفع الموجود بمدينة 6 أكتوبر، ما يجعل التلوث عالقا بالجو، مشيرة إلى أن الريف يميزه عن القاهرة أنها منطقة مفتوحة، إلى جانب المحاصيل الزراعية والأشجار الموجودة ينتج عنها أكسجين وتمتص ثانى أكسيد الكربون، أما مدينة القاهرة فتفقد كل ذلك ومع هذا كل توجد بها عوادم السيارات تنتج عنها ثانى أكسيد كربون عالية، بينما الريف يتمتع بمنطقة مفتوحة وليست مغلقة وتتمتع بالمحاصيل الزراعية والأشجار التى توجد بكل مكان، يساهم كل هذا فى تنقية الهواء.

وأضافت أنه كان هناك خطة تقوم بها وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وذلك من خلال حملات لفحص عوادم السيارات على الطرق المرورية، حيث يوجد سيارات عوادم السيارات الموجودة بها أكبر من المسموح به، فلا بد أن تكون هناك حدود معينة لعوادم أى سيارة، مؤكده أن هذا الكشف ذاك يتم مع تجديد رخصة أى سيارة، ويتضمن ذلك الكشف البيئى من خلال قياس نسبة العادم ونسبة ثانى أكسيد الكربون ونسبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، وهذا الكشف يلعب دوراً مهماً فى الحد من ملوثات الهواء.

وطالبت بضرورة العودة إلى إجراءات تلك الكشوفات لقياس نسبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، وأنه لا بد من سحب الرخصة من تلك السيارات التى تتواجد على الطرق المرورية وما ينتج عنها من دخان أسود، كما يجب مطالبة صاحب السيارة بتصليح الموتور، لأن تلك السيارات توجد بها مشكلتان وهما ما ينتج عنها من عوادم إلى جانب أنها تستهلك طاقة أكبر سواء من البنزين أو السولار، ولهذا لا بد من العودة إلى إجراء الكشف الفحص البيئى للسيارات أو فحص عوادم السيارات، ومن المفترض أن ذلك الفحص بيتم فى إدارة المرور عند تجديد رخص السيارات، كما كان قد تم تسليم أجهزة لوزارة الداخلية منذ عام 2009.

واستطردت قائلة: إن أجهزة الكشف البيئى هى عبارة عن أجهزة تقوم بالكشف وقراءة نسب الغازات المنبعثة من السيارات، ولهذا يجب العودة إلى إجراء الفحص البيئى مع فحص الموتور والفحص الفنى للسيارة، مشيرة إلى أن هناك محطة مرور أخرى توجد بمحافظة القليوبية للفحص البيئى للسيارات، وهى عبارة عن محطة كاملة تحتوى على جميع الأجهزة الكاملة لفحص السيارات، إلى جانب وجود أجهزة لقياس نسبة العوادم فى كل محطة مرورية.

الهواء الملوث ينشط الأمراض المتوطنة

أكد الدكتور أحمد أبومدين، رئيس قسم الأمراض المتوطنة والكبد الأسبق بكلية طب القاهرة، أن احتياج الخلايا الحيوية للجسم من خلال هواء نقى يحمل كمية وفيرة من الأكسجين، وعدم وجود غازات ضارة تعوق هذه العمليات الحيوية، فإذا توافر الأكسجين للجسم أصبحت حيوية الإنسان فى أعلى درجاتها، أما إذا توافرت الغازات الدخيلة المسمة لخلايا الجسم تتوقف جميع العمليات الحيوية، وأحياناً تدمير منظومة الحياة داخل جسم الإنسان، ولهذا يجب أن يكون الهواء نقى لحاجة الإنسان إليه، كما أن منظومة الحياة تعنى وجود هواء نقى وماء وطعام، فإذا لم يتوافر الهواء النقى فإن الأمراض تسعى خصيصاً إلى جسم الإنسان، مضيفاً أن من عوامل تلوث الهواء خصوصاً فى القاهرة وذلك من خلال مصادر قادمة من صناعة الإنسان عن طريق المنشآت الصناعية وعدم وجود المصادر الوقائية لحماية المصريين من تلوث الهواء، وذلك من خلال وجود فلاتر على داخل المصانع، إلى جانب عوادم السيارات تحمل نسبة ملوثة عالية من جميع الغازات الضارة التى تدمر صحة المصريين، كما يتم حريق المخلفات وذلك أيضا يساهم فى تلوث الهواء، وما زالت مشكلة التخلص من مخلفات الزراعة تقف عائقا أمام الدولة لما تسببه من زيادة نسبة تلوث الهواء، وخاصة مشكلة حرق قش الأرز.

وأضاف أن تلوث الهواء يتم من خلال خروج ثانى أكسيد الكربون الذى ينتج من تدخين السجائر والشيشة والشائعة بين المصريين، كما أن جميع أنواع التدخين تحتوى على مواد خطيرة وسامة تسمم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، وتلوث الهواء يأتى من الأماكن المزدحمة والمكدسة بالبشر من خلال تراكم المخلفات، ولهذا يجب علينا أن نسير على منظومة مهمة وهى التعرف على البؤر التى تنتج تلوث الهواء ونحاول القضاء عليها، خاصة أن لدينا ظاهرة السحابة السوداء والتى تنتج كل عدة أشهر من خلال حرق قش الأرز الذى يعمل على تلوث هواء الجمهورية كلها، حيث إن الاستخدام الأمثل للنواتج النباتية دون حرقها وتلوث الهواء لحمايتهم من الأمراض الخاصة بها، فإذا استمر الدخان الذى يحتوى على غاز ثانى أكسيد الكربون والمواد الملوثة، ما يجعل صحة المصريين تتعرض لعدة أمراض.

وأشار إلى الأمراض التى يصاب بها أغلب المصريين من خلال تلوث الهواء كالأمراض التنفسية، والتى على رأسها الالتهابات الشعبية الهوائية إلى التمدد الرئوى المصحوب بهبوط بعضلة الجانب الأيمن للقلب، والأمراض السرطانية التى على رأسها سرطان الرئة، كما معروف جيداً أن تلوث الهواء يؤدى إلى حدوث جميع أنواع السرطان فلا يقتصر على سرطان الرئة فقط، وذلك لأن الهواء الذى يستنشقه الإنسان من الممكن أن يذوب فى اللعاب بفمه، وعند بلعه يوصل هذه المادة إلى المعدة وثم إلى الدم، وبهذا تصل المواد الضارة التى كانت محملة عن طريق الهواء الملوث إلى الدم ما ينتج أوراما سرطانية فى أى جزء من أجزاء الجسم، ومن المعروف جيداً أن المصابين بالفيروس الكبدى إذا كان من المدخنين فإنه عرضة بنسب عالية لسرطان الكبد عن غير المدخين، ولهذا فإن هناك أخطارا عديدة على رأسها فقدان الحيوية والشهية ما يدمر التنمية البشرية وقدرة البشر على الإنتاج، ما يؤكد أن تلوث الهواء ينتج عنه مشاكل صحية يتحملها الفرد فى صحته والدولة فى إنشاء مستشفيات لعلاج المصابين من الهواء الملوث، كما تتحمل الدولة مشاكل اقتصادية من خلال عدم قدرة البشر على الإنتاج.

وأضاف أن الأمراض المتوطنة تنتشر بشكل أكبر فى القاهرة عن الريف والصعيد، لما تتمتع به مساحات واسعة من الأراضى الزراعية وما تنتج عنه من نسب عالية من الأكسجين، حيث يحصل المقيمون فى الريف على إمداد كبير من الأكسجين عن غيره من المقيم فى مدينة القاهرة المكدسة بالسكان، فمهما كان المظهر الحضارى لمدينة القاهرة فإن المظهر الصحى للريف أحسن وأفضل بكثير، ويتضح ذلك من خلال صحة المقيمين فى الريف الذين يتمتعون بصحة جيدة أفضل من المقيمين فى القاهرة، على الرغم من أن دخله قد يكون بسيطا ولكن يتمتع بصحة أفضل ممن يعيش فى مدينة القاهرة المكدسة بالسكان، حيث إن الريف يحظى بإمداد قوى من الأكسجين من خلال وجود المزارع وهذا نفتقده فى المدينة، مشيراً إلى أن تلوث الهواء يقلل نسبة مناعة الإنسان ويقلل كفاءة الجهاز التنفسى، ويعطى فرصة لبعض الأمراض أن تكون ظاهرة أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال أن من يتعرض للتلوث الهوائى قد يصاب بمرض السل أكثر من الإنسان الذى يستنشق هواء نقيا، ولهذا الشمس المشرقة والهواء النقى مهم جداً للوقاية من الأمراض التنفسية المتوطنة وعلى رأسها السل الرئوى، فمن خلال التكدس البشرى وتلوث الهواء يجعل نسبة الإصابة قد تصل إلى أربعة أضعاف المصابين فى الريف، والتى قد تصل نسبة المصابين فى القاهرة إلى حوالى تقريباً أكثر من 200%.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن الوزارة تقوم بمكافحة جميع الامراض المتوطنة والمعدية فى مصر، بالإضافة إلى مواجهة الامراض الوافدة خوفا من انتشارها، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بعقد 128 دورة تدريبية لـ2500 متدرب من الفئات المختلفة فى القطاع الصحى على استراتيجيات مكافحة الأمراض المتوطنة فى الفترة من يوليو 2014 وحتى يونيو.2015، وهى استراتيجية مستمرة لتوسيع قاعدة الوقاية بالمحافظات.

وكشف عبدالغفار عن أن الحملات المستمرة لمكافحة الامراض المتوطنة ادى إلى انخفاض نسبة الإصابة بالبلهارسيا من 0.3 % إلى 0،2 % خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى يونيو 2015، حيث تم علاج 184 ألف مواطن وتلميذ بـ 13 محافظة من خلال استخدام أقراص برازيكوانتيل لعلاج مرض البلهارسيا، كما تم فحص 150 ألف مجرى مائى وعلاج المصاب منها". وأكد عبدالغفار خلو جميع المحافظات على مستوى الجمهورية من مرض الملاريا الخبيثة، حيث تم فحص 170 ألف عينة دم عشوائية من خلال التقصى الوبائى لمرض الملاريا بمختلف المحافظات، وجاءت جميعها سلبية الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أنه تم صرف الأدوية الوقائية للمسافرين لدول يتوطن بها مرض الملاريا خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى يونيو 2015. وقال عبدالغفار إن الإدارة العامة للملاريا والفلاريا والليشمانيا قامت بعلاج 1500 حالة فور اكتشافها، كما تم فحص 2500 عينة دم للقادمين من السودان عبر ميناء السد العالى ومعبر قسطل لحماية الحدود الجنوبية من خطر غزو بعوضة الجامبيا.

مخاطر انبعاثات المصانع

وعن الدور الذى يمكن أن يساهم به جهاز شئون البيئة من خلال نتائج محطات الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء، تحدث الدكتور أحمد عبدالوهاب أستاذ علوم البيئة بجامعة بنها عن أن حملات التفتيش ودورها فى الحد من مواجهة تلوث الهواء ولا يعلم على مازالت حملات التفتيش موجودة حالياً أم لا، مشيراً إلى أن تلك الحملات تساهم بدور كبير فى الحد من تلوث الهواء فى القاهرة والمتمثل فى عوادم السيارات أو السحابة السوداء أثناء حرق المخلفات الزراعية وقش الأرز، موضحاً أن مصانع الأسمنت أصبحت الآن ليست مخالفة لقوانين البيئة منذ عام 2009، ولهذا هى لا تعد من مصادر التلوث، منتقداً ما يوجه الاتهامات إلى مصانع الأسمنت بأنها تعد من مصادر التلوث وهى الآن متصلة منذ 2009 بجهاز كمبيوتر جهاز شئون البيئة، وذلك لقياس الانبعاثات مع إغلاق كل المخالفين بجميع مصانع الأسمنت بالجمهورية.

وانتقد كل من يصرح بأن نسبة نوبات تلوث الهواء فى مصر تصل إلى نسب معينة، وأنه أكبر مدن العالم تلوثاً، كل هذا لا يتم إلا من خلال نسب الأتربة العالقة التى يتم قياسها وعندما تزداد النسبة عندما يتضح لنا أن هناك تلوثا فى الهواء، وعندها نستطيع أن نقول أن هناك تلوثا عاليا أو منخفض وذلك يأتى طبقاً للنسب، وكل هذا يرجع عندما لم يتم حرق قش الأرز أو عندما لم يكون هناك انقلاب حرارى، لأن الانقلاب الحرارى يساعد على أن تكون الملوثات عالقة فى الهواء، فإذا كانت نسبة العالق أكبر من 350 جزءا فى المليون عندها نستطيع أن نجزم بأن هناك تلوثاً ويجب مواجهته، موضحاً إلى أن مداخن المصانع التى يخرج منها مواد كيماوية أو بها حرق مكشوف لمخالفات منزلية بالقرب من الأراضى الزراعية، فإن هذا يؤثر بالسلب وينتج عنها خسائر فى المحاصيل الزراعية بمصر.

وأكد امتلاك مصر محطات لقياس نسبة الرصاص فى الهواء الجوى، إلى جانب وجود محطات لقياس نسب المواد الضارة الموجودة فى الجو، حيث يتم أخذها على فلاتر وعندها نتمكن من قياسها، كما تمتلك مصر 87 محطة تلوث هواء موجودة فى مصر، بالإضافة إلى حوالى 20 محطة لقياس تلوث الرصاص فى الهواء الجوى، موضحاً بأنه يتم إصدار هذا التقرير شهرياً موضحاً أن به نتائج رصد محطات تلوث نوعية الهواء وذلك على مستوى الجمهورية مقسمة حسب المناطق (القاهرة-الإسكندرية-الدلتا-الصعيد-سيناء ومدن القناة)، حيث يتم تقسيم المناطق حسب تصنيف نوعية الرصد (صناعى-عمرانى-سكنى-مرورى-مرجعى) وذك بإجمالى 87 محطة رصد على مستوى الجمهورية.

"زراعة الأشجار" المفتاح السحرى للهواء النقى

أوضح الدكتور هشام عبدالله استشارى أمراض الصدر والحساسية أن تلوث الهواء يسبب أمراض متعددة للجهاز التنفسى وعلى رأسها مرض الالتهاب الشعبى المزمن التى تصل نسبة المصابين إلى حوالى 30% سنوياً، وذلك من خلال الهواء الملوث الذى يدخل إلى الشعب الهوائية، مما يساهم فى الإصابة بمرض الالتهابات الشعبية المزمنة، إلى جانب مرض حساسية الصدر الذى يسبب ضيق فى التنفس، كما يساهم الهواء الملوث فى تنشط الأورام السرطانية، وذلك من خلال دخول أجسام غير طبيعية على الجهاز التنفسى، حيث تقوم بتهيج الأغشية المخاطية للجهاز مما يحولها من خلايا طبيعية إلى خلايا سرطانية.

وأضاف أنه قد يصاب حوالى 30% من المصريين بأمراض متعلقة بتلوث الهواء، فحين أن تلوث الهواء قد يتسبب فى وفاة 20% من المصريين بأمراض متعلقة بحساسية الصدر أو سرطان الرئة، كما تصل نسبة عدد الوفيات بين الأطفال والتى ساهمت تلوث الهواء فى وفاتهم أكبر بكثير من نسبة الكبار، موضحاً أنه قد تصل عدد الوفيات بين الكبار بنسبة 20% بينما الأطفال حوالى 30% من خلال النزلات المعوية، ما يساهم تلوث الهواء فى ارتفاع حالات الوفاة بين الأطفال وذلك يرجع إلى المناعة الضعيفة لديهم، مشيراً إلى أن عدد المصابين بأمراض متعلقة بتلوث الهواء فى القاهرة أكثر من الريف، فعلى سبيل المثال مرض التهابات الشعبية المزمنة والأورام السرطانية منتشر بشكل أكبر من الريف.

وانتقد النسب التى تصرح بها منظمة الصحة العالمية بأنها فى بعض الأحيان قد تكون مبالغة فيها، وأنه ليست معظم النسب أو التقديرات التى تصرح بها دقيقة بشكل كبير، مشيراً إلى أن نسبة الوفاة بين الأطفال مقارنة بنسبة الكبار، وذلك يرجع لعوامل عديدة، ولهذا يجب أن يتمتع الطفل بهواء نقى منعاً لتعرضه بالالتهابات الشعبية وحساسية الصدر التى قد تتسبب فى بعض الأحيان إذا تدهورت الحالة إلى دخول العناية المركزة ووفاة المريض.

وعلى الوجه الآخر، اكد الدكتور محمد عزالعرب مستشار امراض الكبد والجهاز الهضمى بالمعهد القومى للكبد أن سبب انتشار الامراض المعدية والمتوطنة عدة عوامل، اهمها عدم وجود وعى صحى لدى المواطنين، ووجود ملوثات فى المياه نتيجة ملوثات طبيعية وكيميائية وبيولوجية، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالسلوك الصحى القويم داخل المنزل يؤدى إلى انتشار الامراض، كما أن الغذاء المتداول فى المطاعم أغلبه ملوث لعدم وجود أساليب طبية فى حفظ الطعام.

وأضاف عزالعرب أن فصل الصيف تنتشر فيه امراض مثل التيفود والتهاب الكبد الفيروسى نتيجة استخدام مصادر عامة مثل ثلاجات المياه فى الشوارع، وفى الحضانات تنتقل العدوى بين الاطفال عن طريق الطعام والشراب، مشيراً إلى أن نسبة الملوثات الناتجة عن الصرف الصحى فقط فى المدن يبلغ 80% مقارنة بالقرى التى تتضرر بنسبة 20 % فقط، مشيرا إلى أن الإهمال سبب رئيسى فى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى وهو ما يتسبب فى انتشار الأمراض الطفلية.

وطرح عزالعرب روشتة للوقاية من الامراض أن يتم نقل مصانع الأسمنت خارج الكتلة السكانية لأنها تحدث سرطانا، التخلص من الدخان لأنه يغير الهواء الطبيعى ويؤثر على الجهاز التنفسى، وأكد أن زيادة الوعى الصحى للمواطنين تقلل من انتقال العدوى، لافتاً إلى أن بعض العشوائيات لا يوجد بها صرف صحى للتخلص الامن من الملوثات، مؤكدا أن الاهمال سبب رئيسى لاختلاط الصرف الصحى بمياه الشرب التى تؤدى إلى انتشار الأمراض الطفلية والمعوية، أن ملوثات عوادم السيارات بها نسبة من الرصاص تؤدى إلى أضرار الجهاز العقلى وتلوث سمعى وأمراض نفسية تؤدى إلى عدم القدرة الإنتاجية.

ومن جانبه أكد الدكتور عبدالحميد أباظة، استشارى الكبد والجهاز الهضمى- رئيس الصحة لقطاع الأسرة والسكان سابقا- أن أسباب انتشار الأمراض المتوطنة فى مصر نتيجة نوعية الطعام وعدم الاهتمام بالنظافة وأيضا توجد أسباب كثرة منها الزحمة والعشوائيات والتكدس فى المدارس والسلوكيات الشخصية الخاطئة تؤدى إلى انتقال العدوى.

وأوضح أباظة أن نسبة المصابين من السكان بالالتهاب الكبدى والتيفود والالتهابات الرئوية 10% ومعظمها فى الأطفال وتأتى للكبار فى سن ثلاثين.

وقال إن هناك 12 مليون مواطن مصرى مصابون بفيروس "سى"، وذلك بحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فضلاً على وجود ثلاثة ملايين لا يعلمون أنهم مصابون بهذا الفيروس، ما جعل مصر الأولى عالميًا فى هذا المرض.