السوق العربية المشتركة | مصر تمتلك أعلى تسليح يفوق تسليح العالم

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 13:28
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مصر تمتلك أعلى تسليح يفوق تسليح العالم

اللواء أركان حرب كمال عامر يتحدث إلى محررة السوق «العربية»
اللواء أركان حرب كمال عامر يتحدث إلى محررة السوق «العربية»

اللواء أركان حرب كمال عامر مدير المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق يتحدث لـ”السوق العربية المشتركة”:

إيران تهيمن على المنطقة وتمتلك تسليحا أكثر من احتياجاتها القتالية

الاتفاق الإيرانى يؤدى إلى رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية وتحقيق طموحات إيران فى المنطقة

حالفنى الحظ فى اختيار “السيسى” قائدا بالمخابرات الحربية
 

الشعب المصرى يستنكر ما يقدمه الإعلام من قيم منحطة وأفكار مغلوطة.. مقابل شيك مدفوع الأجر

لأننا الأقدر على عرض الحقائق وطرح القضايا بموضوعية.. ولأن لكل قاعدة استثناء ولكل بداية مواسم انتهاء.. كان لنا هذا اللقاء مع أحد القادة المخلصين بصدق وطنيتهم وأمانتهم المطلقة فى عالم لا يؤمن بالمطلق ولا يعترف بالنسبية وإنما تتشابك فيه الرؤى وتتلاحق المنجزات فى عالم صار أصغر من حبة القمح فى حقل الفضاءات المترامية والدماء المتناثرة.. معنا اليوم اللواء كمال عامر رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق قائد الجيش الثالث الميدانى ورئيس أركان القوات المصرية فى حرب الخليج والمحافظ الأسبق لمحافظة مرسى مطروح ومحافظة أسوان.. وإلى نص الحوار مع مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيس تحرير مجلة الدفاع.




الإرهاب يخطط للاستيلاء على سيناء.. لكن لن يتمكنوا.. نحن مستعدون لمواجهة أكبر عدو فى العالم
 

■ بداية.. ماذا عن رأيك فى المشهد الدموى الذى تعيشه مصر الآن؟

- حقيقة الأمر أن مصر لها دور رئيسى ومحورى فى منطقة الشرق الأوسط وطول عمرها لها تاريخها المجيد عبر التاريخ كله لأن مصر أول دولة مركزية فى العالم وتفخر أنها كانت دولة دائما موحدة ولم يحدث أبدا أنها تفككت وهذا نتيجة لوضعها الإقليمى والعالمى وثقلها من عمق التاريخ، وكانت الدول تحتك بمصر لتؤكد مكانتها فى المنطقة بجانب مصر، ولأن مصر كان لها وضع قوى إقليميا وعالميا فكان متربصا لها قوة كارهة حاقدة لا تحب أن تتعارض مصالحها مع مصر القوية فى المنطقة، ومن هنا ظهر فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر فى نيويورك فكر جديد لمواجهة الدول بشكل جديد لحروب الجديدة “غير المتماثلة” والتى يمكن لها أن توفر الدول المحاربة جنودها وتكتفى بالدعم المادى والاستقرار بالذخيرة والتخطيط لتفتيت الدول وذلك بضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية وما يسمى “حروب الجيل الرابع”، ونتيجة لتعارض مصالح بعض القوى الداخلية والخارجية سواء إقليميا أو عاميا مصر الآن تواجه الإرهاب بشتى الصور داخليا وخارجيا، ونحن نعلم جيدا أن هدف هذا الإرهاب هو النيل من استقرار الوطن والتأثير على دور مصر المحورى الإقليمى والعالمى وإشاعة الفوضى فى داخليا وفى سيناء من أجل أن نتحول إلى دول فاشلة يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم الخبيثة من خلالها والاستيلاء عليها، وهنا نجد مصر تواجه صعوبة فى أهداف ومصالح متعارضة مع قوة إقليمية وعالمية وقوة كارهة تريد إضعاف الدولة من الداخل وإنهاك جيشها وقواتها الأمنية من أجل التمكن لتحقيق أهدافهم، لتبقى فى المنطقة قوة واحدة قوية وهى إسرائيل، ونجد أن كل هذه الأهداف ضد مصالح مصر، ولذلك مصر بأعناق أبنائها يجب أن يحافظوا على بقائها ويمنعوا هذه الأهداف الخبيثة من تحقيق أهدافها، وأن يكونوا يقظة فى مواجهة الإرهاب الداخلى والخارجى الذى توحدت أهدافه.. ومصر تواجه الإرهاب ونتيجة تعقد العلاقات والمواجهة وجسامة الأهداف وطول الوقت فمن الممكن لهذا الإرهاب أن يستغرق من مصر وقتا أطول.

■ هل حققت نتائج العمليات العسكرية فى سيناء خلال الفترة الماضية الأهداف المرجوة للقضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء؟

- طبيعة العمليات فى مواجهة الإرهاب تكون ذات طبيعة خاصة لأن الإرهاب عمل من أعمال القوة الخسيسة وبالتالى تختلف مواجهة الإرهاب من مواجهة الحرب النظامية، لأن الحرب النظامية يعلم كل طرف فيها الآخر أين تكمن مراكز قيادته وعناصر قواه وسيطرته ومطاراته وموانيه، وبالتالى الجيوش تكون مدربة على ذلك، لكن صعوبة الإرهاب عندما يتواجد وسط منطقة كثيفة بالسكان المحليين ويستخدم الخسثة والخداع والجبن فى تنفيذ عملياته، هنا تأتى صعوبة الإرهاب، ولذلك نجد أن القوات المسلحة المصرية تواجه هذا الإرهاب لأن شعب سيناء جزء من مصر، وتتعامل مثل الطبيب الذى يشرط الجسد بمشرط لكى يصل إلى هدفه دون أن يؤذى باقى أعضاء الجسم، لذلك القوات المسلحة حققت أعلى نتائج ممكنه فى ظل وقت أطول لأنها تحرص على سلامة السكان المحليين، ذلك بالإضافة إلى أن قواتنا المسلحة تربت على شىء معين وهو توجيهات رسول الله لجيش المسلمين “لا تقتلوا امرأة، لا تقتلوا شيخا، لا تقتلوا طفلا، لا تأسروا أسيرا إلا بمعاملة جيدة له، لا تقطعوا شجرة”، والجيش المصرى تربى على ذلك وعلى خلق الفروسية، لذلك الجيش يتعامل مع هذ الإرهاب دون أن يؤذى أحد المحليين مع الالتزام بالتقاليد والقيم الدينية والفروسية التى توارثتها الأجيال عبر التاريخ. وعلى الجميع أن يعلم أن الجيش المصرى نجح فى مواجهة الإرهاب لكن العملية ليست سهلة بقدر تعقد علاقات العدو القوة الكارهة التى تمتلك أسلحة متعددة ومتنوعة ومعدات متطورة وأموال بلا حدود دون سقف أعلى ومتطوعين من كل بلاد العالم، ونوايا متربصة وأهداف لديها الإصرار على تفتيت دول المنطقة، لكن على الجميع أن يعلم أن الجيش الوحيد المتبقى المتماسك فى العالم هو الجيش المصرى، والدول الوحيدة المتماسكة هى بعض دول الخليج مثل السعودية ومصر، ولذلك هم يعتقدون أن هذه خطوة فى طريهم يكملوها الآن من أجل تفتيت الأمة العربية وجعلها دويلات ليست قوية، بعد أن كان هناك شعار “القومية العربية” لكن عينا جميعا أن نحافظ على الوحدة العربية والتماسك الوطنى لكل دولة عربية، ومصر حريصة على ذلك.

■ لكن إلى أى مدى نجحوا فى استقطاب وتجنيد الشباب؟!

- الشعب المصرى طول عمره وطنى بسيط متدين يهتم بحياته وكريم فى خصاله ومرتبط ببلده، وأنا كقائد فى القوات المسلحة شاركت فى كل حروب مصر حرب اليمن والاستنزاف و73 والخليج، وكنت قائدا ميدانيا أحتك بجنود شعب مصر من جميع فئات الشعب الوطنى القومى، لكن هناك دائما فى كل مجتمع الصالح والطالح، ونجد بعض الناس التى لا تفهم شيئا ومن السهل أن تستقطب ويضحك عليها ويعمل لها غسيل مخ وإقناعها بقضايا ليست حقيقية، ويستغلون سطحيتهم المعلوماتية عن الدين فى إقناعهم للانضمام لصفوفهم، وبالتالى السواد الأعظم من شباب مصر شباب وطنى محترم، لكن هناك بعض الفئات مثل البلطجية والحرامية والأفاقين وذوى الثقافة المحدودة المغرضين والخونة، وهؤلاء من الفئات القليلة فى الشعب المصرى وهم يستثمرون هذه النقطة ولديهم أساليب للوصول إلى هذه العناصر وتحويلهم إلى ما يريدون، ونرى هذا الآن فى بعض الشباب فى جماعات الإخوان الذين يدمرون ويفجرون، لكن هؤلاء ليسوا القاعدة للشعب المصرى لأن الشعب المصرى هو شعب عظيم وطيب ومخلص ووطنى، لكن هؤلاء هم الاستثناء من الشعب، وهنا نذكر سيادة الرئيس وهو يوجه خطابة لتجديد الخطاب الدينى، ويجب أن ندرك جيدا أن محاربة الإرهاب ليس بحل أمنى فقط لكن بحل شامل واستراتيجية شاملة أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا وتكنولوجيا.

■ بعد اغتيال النائب العام وتفجير القنصلية الإيطالية.. كيف يمكن سد الثغرات الأمنية حتى لا تتكرر هذه الأعمال مرة أخرى؟

- هناك واجبات على الشعب وواجبات على أجهزة الأمن وواجبات على الدولة، واجبات الشعب هى اليقظة ويجب أن يعلم الشعب جيدا أننا فى حالة حرب شاملة تواجه أمنه واستقراره، وتهدف النيل من حياته وحياة بلدة، لذا يجب علينا نحن المواطنين أن يكون لدينا الوعى الكافى واليقظة لكل ما يحدث من حولنا ومعاونة الأجهزة الأمنية فى ذلك والحفاظ على بلدنا، وواجب المواطن البلاغ عن أى مواقف مخالفة، وواجب الأجهزة الأمنية فى كل عملية أن تحلل أدائها وتحلل أسلوب العدو فى تنفيذها، وقبل اتخاذ أى قرار لا بد أن يبنى أولا على العدو لندرك ما هى قوته وتسليحه وأسلوب تنفيذه ومهامه، ونح فى الحرب نصدر ما يسمى تقارير المخابرات اليومية خلال الحرب، اذا على الأجهزة الأمنية أن تصدر تقارير خبرة من هذه العملية تحدد فيها شكل العدو وأسلوب اقترابه وتنفيذه للمهمة، وما هى عناصر القوة والضعف التى تمت وكيف نواجه هذه الأعمال وأكثر منها، ثم ما هى توقعتنا للخطوة القادمة التى ممكن أن يحدثها هذا العدو، اذا الأجهزة الأمنية عليها أن تأخذ بالأسباب، ثم على القوات أن تتطور تدريبيا وتسليحيا وتنشيط قدراتهم بحيث إن تكون قادرة ويقظة بصفة دائمة مع وضع الخطط والتخطيط المحكم لمواجهة هذا الموضوع.

■ هل لنا أن نعرف مدى علاقة حضرتك بالرئيس عبد الفتاح السيسى؟

- الرئيس السيسى جمعتنا خدمة القوات المسلحة فى أكثر من مكان وكان لى الحظ أننى اكتشفت قدراته، وكل زملائه وكلنا نجمع أنه شخصية من حيث الملامح الفطرية هو شخص هادئ وشخص مخلص مصرى وطنى، يحب وطنه ويخلص فى أداء عمله، وذكى ولماح، ولديه قدرات وملكات اتخاذ القرار، حاسم ومفكر ومثقف، أتاحت له ظروف الخدمة أن ينهل من الثقافات المختلفة فى كل الدراسات العلمية فى القوات المسلحة، ثم كان لتفوقه فرصة أن يأخذ دورات متعددة منها، فى لندن وأمريكا، وخدمت مع سيادته فى ثلاثة أماكن، وأول مكان جمع بيننا كان منطقة السلوم العسكرية، وكنت أنا قائد هذا القطاع وهذه الفرقة وكان نعم القائد والضابط الميدانى المخلص الدقيق المحترم، ثم بعد ذلك اخترناه ليكون أحد الضباط فى المخابرات عندما كنت رئيسا للمخابرات، وكان قد خدم فى فرع المعلومات، وكان خصائصه ومميزاته الفكرية الأداء المخلص الذى كان سبب اختياره لهذا المكان، ثم بعد ذلك جمع بيننا عندما كان يدرس فى زمالة كلية الحرب العليا وكنت أدرس له فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وكنت أحد الذين ناقشوه فى رسالته، وقد تفوق فى هذه الأكاديمية وحصل على المركز الأول الذى أهله ليكون فى بعثة خارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك نقول أن المشير السيسى كإنسان هو إنسان وطنى مخلص وقائد متعلم ومثقف ويمتاز بالذكاء والهدوء والقدرة على اتخاذ القرار، ودائما يحترم الجميع، والجميع يحترمونه، وتدرج فى كل وظائف القوات المسلحة على المستوى التكتيكى والتعبوى والاستراتيجى، كل ذلك أتاح له أن يكون متعايشا مع مشاكل وأوضاع وطنه وقدرات بلده، وأتاح له أن يعيش متأثرا ومؤثرا فى كل القيادات المختلفة مع شعب مصر، ولذلك هو يتبادل مع هذا الشعب حبا بحب، وبفضل الله على مصر انه سبب الأسباب أن يأتى هذا الرجل المخلص على قمة المسئولية ليقود مصر إلى قمم المستويات وينجو بشعبها من النفق المظلم إلى الغد المشرق الحالم ان شاء الله.

■ ماذا عن رأيك فى اعتراض بعض الإعلاميين على مشروع قانون الإرهاب؟

- أرى أن لهم وجهة نظر، لكن الأمن القومى للدولة له الأسبقية الأولى، ومصر دولة تحترم الشعب المصرى كله بجميع فئاته وتحترم حقوق الإنسان، ويوجد دستور لمصر يحدد كل الواجبات والمسئوليات لهذا الشعب، الأمن القومى المصرى يجب أن يأخذ الأسبقية الأولى ولن يخاف من تطبيق القانون إلا الناس غير السوية، والقانون لا يواجه إلا غير الأسوياء، ونحن فى مرحلة حرب شاملة يجب أن تكون لها مفاهيمها وقوانينها الخاصة وإجراءاتها الاستثنائية، وإذا كان هذا فى صالح مصر يجب أن نتمسك به جميعا، حتى اذ تعارض مع الصحفيين وبعض الفئات الأخرى، لأن هذا يحقق الأمن القومى المصرى ويحافظ على حقوق الآخرين، ويجب ان نفترض أن هناك صحفيا إرهابيا من مصلحته وجود فوضى فى البلد، ولذلك هذه الفئة هى التى تعترض على القانون، اذا تعارض الأمن القومى مع مصالح الفئات المختلفة فلنأخذ الأمن القومى.

■ لكن فى ظل قرارات رئيس الجمهورية الخاصة بقوانين الإرهاب.. هل تؤثر على الحقوق والحريات للمواطنين؟

- لا تؤثر لأن الإرهاب هو الذى يستهدف حقوق وحريات المواطن يستهدف حقه فى الاستقرار وحقه فى الأمن وفى المعيشة الطيبة ويحاول يدمر حقوقه الخدمية، فعندما يدمر أبراج الكهرباء اذا يحرمه من الكهرباء وعندما يدمر خطوط السكك الحديد والمترو يحرمه من المواصلات وغير ذلك الكثير، اذا الإرهاب هو الذى يستهدف أمن واستقرار وحقوق المواطن، أما القوانين تستهدف حماية المواطن من هذا الإرهاب.

■ اذا كيف تكون الموازنة بين الحرب على الإرهاب والحقوق والحريات؟

- بأن كل واحد يعرف حقوقه الحقيقية وواجباته وينفذ واجباته قبل أن يطالب بحقوقه، سيجد الدولة تحقق له كل حقوقه والرئيس السيسى قال “نحن أحرص ناس على تحقيق حقوق الإنسان فى مصر“ ونحن حريصون أننا لا نؤثر على حقوق الإنسان بأى شكل من الأشكال، اذا المواطن الشريف لن تنال منه أى شىء طالما هو ملتزم بحقوق بلده وحقوقه وواجباته.

■ لكن ألم يعق الإرهاب حركة التنمية الاقتصادية فى سيناء؟

- الإرهاب دائما ضد التغيير. لكن نحن نحاول ألا يوقفنا ولذلك نقول “يد تبنى ويد تحمل السلاح“، والدليل على ذلك أننا الآن نحارب الإرهاب ونعد لافتتاح قناة السويس الجديدة، وفى سيناء نحارب الإرهاب ونبنى لهم مدينة الشيخ زايد الجديدة، ونواجه الإرهاب فى شرق القناة ونبنى الإسماعيلية الجديدة ومصانع ومدارس وآبارا، ونحن فى ظل ظروف صعبة ليس لدينا رفاهية الوقت مثل ما قال السيد الرئيس، ولذلك نحن يد تبنى ويد تحمل السلاح.

■ اذا قرارات رئيس الوزراء بمنع عربات الدفع الرباعى سوف تحد من العمليات الإرهابية فى سيناء؟

- بالتأكيد تساعد وتقيد حركة الإرهابيين لأن سيناء أرض صحراوية مساحتها حوالى 61 ألف كم تضاريسها جبالية وصحراوية فى معظمها وطرق وعرة، والإرهاب يختفى فى تلك الطرق الوعرة والمناطق الجبلية وفى الكهوف والوديان، وبالتالى الأنسب بالنسبة لهم عربات الدفع الرباعى، وهذه العربات التى يركب عليها المدافع الثقيلة، وبالتالى منع هذه العربات يمنعهم من استخدام ونقل هذه الأسلحة المحملة عليها والعمليات الإرهابية والاختباء فى المناطق الجبلية والوديان، وبالتالى هذا قرار يساهم فى الحد من حرية الإرهابيين فى سيناء.

■ دعنا نعرف ماذا عن الإجراءات التى تمت لإنشاء القوة العربية وأهمية وجودها لتحقيق الأمن العربى؟

- القوة العربية هى قوة ظهرت أهمية تشكيلها لأن ادركت حدود الأخطار تجاهها وأدركت بأهمية أن توحد قواها لتواجه هذا الخطر لأنه خطر جماعى يهدد كل الدول العربية، ونتيجة لأنه خطر جماعى اتفقت إرادتها أن تشكل هذه القوة لكى تواجه بها مواجهة جماعية للعدو الذى يتربص لها جميعا، ولذلك كان مقترح الرئيس السيسى ثم جاء ذلك إقرارا من العالم العربى فى القمة العربية بتشكيل قوة، وبالتالى وضعت أسسها وفى إطار قرار القمة العربية اجتمع أركان رؤساء الدول العربية المشاركة التى ترغب فى المشاركة فى تشكيل هذه القوة لوضع أسس بنائها وتشمل حجم هذه القوة وتسليح وأسلوب وتدريب هذه القوة وأسلوب تمركزها، وأسلوب المصروفات والتكاليف المالية، وأسلوب توفيرها وتوزيعها على الدول المشاركة، ثم المهام المختلفة التى يمكن تنفيذها، ثم أسلوب إقرار هذه المهام للدول المشاركة، ثم أسلوب القيادة والسيطرة وتنظيمها، ثم أسلوب التأمين لهذه القوة، ولذلك اجتمع القيادات المختلفة ووضعت أسسا، وأعلنوا أن قبل نهاية هذا الشهر ستعلن هذه الأسس على الأمة العربية بعد أن يوافق عليها ويقرها ملوك ورؤساء كل الدول العربية، وأعتقد أنها خطوة تاريخية مهمة تحتاجها الأمة العربية منذ زمنا طويل.

■ هل لنا أن نعرف ماذا عن قراءتك بشأن اتفاق إيران مؤخرا؟

- حقيقة الأمر أن اتفاق إيران مع الدول الست يؤكد أن أيران من الدول التى تعمل على الهيمنة على المنطقة وتهدف إلى امتلاك وسائل تسليح أكثر من احتياجاتها الدفاعية، وللأسف الشديد هى تتبنى بعض دعم الجماعات الإرهابية، ومن هذا المنطلق يعتبر هذا الاتفاق يؤدى فى النهاية إلى رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية وبالتالى هذا يؤدى إلى دعم قوة إيران وهيمنتها ومحاولتها لتحقيق كل طموحاتها على المستوى الإقليمى، وهذا يهدد استقرار الأمن القومى الإقليمى بدعمها للجماعات الإرهابية. وليعلم الجميع أن مصر طوال عمرها تملك استقلالية سياستها وقرارها، ومصر طوال عمرها دولة لها ثقلها فى المنطقة ولها وضعها الإقليمى والعالمى، وتتعامل فى إطار احترام مصالحها واحترام مصالح الآخرين.

■ أليس صحيحا أن جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع يعد كتابا مفتوحا على علم بأماكن تمركز الإرهابيين وبدقة.. اذا لماذا لم تتحرك القوات المسلحة بالقضاء على تلك البؤر والمراكز الإرهابية وبترها بشكل نهائى؟

- جهاز المخابرات وجميع أجهزة المعلومات مهمتها الرئيسية تتبع العدو والحصول على معلومات عن كل ما يتصل به، سواء معلومات عن تواجده وقواته وتسليحه وإمكانياته وعن الدول التى تموله وغير ذلك، ويثق المواطن تماما أن أجهزة المخابرات المصرية لا تنام طوال الـ24 ساعة فهم يتناوبون العمل، لأن مصر تؤمَّن بالمعلومات من خلال هذه الأجهزة، ولذلك يجب علينا جميعا نحن المصريين أن نثق أن هذه الأجهزة تعلم كل ما يتصل بهذه القوات وأن نجاح قواتنا فى واجهة هذه التهديدات يأتى دائما بناء على معلومات هذه الأجهزة، وبالتأكيد يكون هناك صراع ما بين العدو والقوات متبادل بين القوة المعادية وبين قواتنا، ويكون صراع بأسلوب المفاجأة وصراع بأسلوب المواجهة، وهذا الصراع يعنى أن هناك أجهزة تخطط وتحاول تحقيق أسلوب المفاجأة لتحقيق هدفها من الإرهاب، وهناك أجهزة تحمى وتتحقق لتواجه هذا الإرهاب، ويخدم الطرفان أجهزة معلومات كبيرة جدا من جميع الأنواع سواء طابور خامس أو معلومات عسكرية وأمنية أو على مستوى الأمن القومى، ولذلك نثق فى قيادتنا لأن ليس كل المعلومات التى تعلن هى كل المعلومات وهذه منظومة عمل ذاتية ودورية ومستديمة.

■ ألم تكن المنظومة الأمنية فى حاجة إلى إعادة ترتيب من الداخل؟

- المنظومة الأمنية دائما تخضع إلى إعادة تدريب وتطوير، وخبرات المنظومة الأمنية سواء شرطة أو جيشا أو عناصر أفراد أو أمنا تخضع دائما إلى خطة تطوير وتدريب لمهارات بحلقة متصلة تتوارثها أجيال، اذا لا بد أن تخضع المنظومة إلى التطوير والتطهير والتحديث والإعداد وخبرات مكتسبة، ولذلك نجد أن هناك قائدا ناجحا وقائدا لديه خبرات، وهذا لأنه حضر عدة حروب واكتسب منها الخبرات، وكل عمل وله خبراته، وكذلك القائد يحصل على الخبرة من خلال منهج معين من التدريب والإعداد والأداء والتلقين والتدريب الفنى والمعنوى والتكنولوجى وغير ذلك الكثير من أجل أن يحصل على خبرات دائمة متجددة تكون خبرات فى قمة المستويات القتالية.

■ على ضوء المصادمات والمعالجات الأمنية.. ماذا عن دور القوات المسلحة ووزارة الداخلية للفترة المقبلة فى ظل الوضع الراهن؟

- القوات المسلحة لها دور أساسى وهى الحامى للأمن القومى المصرى الشامل سواء الأمن الخارجى وهو تأمين حدود مصر وسواحلها البحرية ومجالها الجوى والفضائى، حقا القوات المسلحة هى صمام الأمان لمصر. مصر قوية بقواتها المسلحة والقوات المسلحة قوية بشعب مصر، والقوات المسلحة تفخر بأنها جزء من شعب مصر وأن انتماءها الوحيد لمصر، وأبناؤها مستعدون أن يضحوا بأمنهم فى سبيل أمن واستقرار مصر. والشرطة لها مهام داخلية تنجزها بكفاءة وأمانة، وعندما تحتاج إلى القوات المسلحة تدعمها فورا بما يلزم الأمن الداخلى، اذا الشرطة هى أمن داخلى والقوات المسلحة هى الأمن القومى والاثنان يشاركون فى تحقيق الأمن القومى المصرى، ولذلك أدوارهم المستقبلية هى نفس الأدوار الحالية، وهى استمرار للدور الحالى فى مكافحة ومواجهة التهديدات والتحديات والعدائيات والأخطار والأزمات التى تواجه مصر وإحباطها وتأمين مصر والحفاظ على استقرارها وأمن شعبها، والحفاظ على تقدمها لبناء مصر الجديدة فى المرحلة القادمة.

■ لكن بصراحة ألسنا فى حاجة إلى رؤية جديدة لمنظومة الأمن القومى؟

- منظومة الأمن القومى المصرى لا تصاغ عفويا ولكنها تصاغ بخبرات القوات المسلحة وكل قوى مصر الشاملة من خلال مجالس الأمن القومى، ومجلس الدفاع الوطنى، والوزارات المختصة لقوى مصر الشاملة مقل القوى السياسية والدبلوماسية “وزارة الخارجية“ والقوى العسكرية مثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والأمن القوى المصرى ليس شيئا متغيرا لكنه ثابت وله سمات وأهداف وركائز، وركائزه هى الأمن الأمنى والأمن السياسى والأمن الاقتصادى والأمن الاجتماعى والتكنولوجى، كل هذا الأمن له قواعده الثابتة ويصاغ بواسطة أبناء مصر المختصين فى كل مجال من المجالات، ودائما فى وقت الحاجة يوجد اجتماع دورى واجتماع طارئ، وهذه الاجتماعات والخبرات توضع لتحقيق الأمن القومى ويتم تطويرها باستمرار طبقا للأحداث والمتغيرات والتهديدات المحيطة.

■ ماذا عن رأيك فى دور الإعلام فى محاربة الإرهاب؟

- الإعلام هو إحدى القوى المؤثرة فى مصر وله دور كبير جدا فى توجيه الوعى الشعبى والاجتماعى والمصرى، والإعلام سلاح ذو حدين ممكن أن يكون صادقا ووطنيا وواعيا ومفهوما فيقود الشعب إلى الطريق لصحيح، لكن اذا دخلت عناصر غير مغرضة فممكن أن تكون وبالا على هذا المجتمع والشعب لما يبثه من أخطار مغلوطة أو قيم ليست من قيم هذا الشعب. ونجد أن الشعب المصرى كله خلال الفترة الماضية استنكر هذا الإعلام وبعض القيم المنحطة فى المسلسلات التى تمت إذاعتها خلال الفترة الماضية، والشعب المصرى يدرك أن الذى يتكلم بصدق ووطنية لصالح مصر ومن الذى يبيع بلده فى سبيل شيك مدفوع الأجر.

■ لكن ألست معى أن ثورة 30 يونيو أوقفت المخط الأمريكى لتركيع مصر وتقسيم الشرق الأوسط؟!

- حقا كان مخطط شامل وهناك قوة إقليمية وعالمية ومحلية تتفق مصالحها لتفتيت مصر، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى أن منح هذا الشعب بجيش منبثق من الشعب وهذا الجيش لا يمكن أن يترك هذه الدولة تضعف أو تتفكك، ولذلك هب هذا الجيش بقيادة أبنائه الوطنية ليزول هذا البلاء ويحميها من أمريكا وأعداء مصر، لأن العدو واحد والهدف واحد ومتربص بمصر لتفتيت الدولة وإضعافها وتحويلها إلى دولة فاشلة، وأن تكون المنطقة طوعا للاستنزاف والسيطرة وأن تكون هناك قوة واحدة تملى عليها إرادتها وتستنزفها، لكن جيش مصر العظيم واجه كل هذا، وعلى شعب مصر أن يفخر بان الجيش المصرى قام بدورة بمساندة الشعب ونرجو أن نعبر بمصر حتى تصل إلى ما نرجوه لها من التقدم والازدهار والأمن والاستقرار.

■ نعلم أن ملف الطابور الخامس يمثل خطرا شديدا على الدولة.. كيف تتم مواجهة هذه الفئة المارقة؟

- الطابور الخامس له أجهزة أمنية خاصة بيه، ومواجهة الطابور الخامس تتطلب شيئين هما، يقظة الشعب والأجهزة الأمنية، فعندما يشعر أحد المواطنين بتربص أحد الخائنين غير الوطنيين الذين يعملون لضرر وأذية مصر فعليه أن يبلغ عنه ويترك الأجهزة الأمنية لاكتشاف هذه العناصر بالأجهزة الأمنية المختصة.

■ لكن كيف تستعيد مصر ريادتها الأمنية ومتى يسود الأمن الحقيقى؟

- الحمد لله مصر الآن عبرت مرحلة كبيرة جدا من عنق الزجاجة، بل من النفق المظلم، وهذا بقوة جيشها وتعاون قواها الشاملة مع بعضها ووقوف شعبها بوعى بجانب كافة القوة الشاملة، والحفاظ على هذه القوة بأننا ندرك الأخطار الملحقة بنا وعلينا أن نلتزم بالواجبات والحقوق، وان يكون لدينا انتماء لمصر، وأن يكون ديننا هو الدين الوسطى السمح، والحفاظ على أن كل إنسان منا يتقن شغله ويجيد عمله ويخلص لعمله ولله سبحانه وتعالى، والإخلاص فى العمل هو جهاد فى سبيل الله، وبهذا تبنى مصر لأن مصر لن تبنى بالشعارات والتمنيات ولا بأسلوب اللامبالاة، ولكن تبنى مصر بالجهد والعرق وهذا ليس مطلبا مستحيلا، اذا مطلوب من كل شخص فى مجاله أن يتقن عمله ويقوم بمهامه بإخلاص لأن مصر محتاجة لأبنائها المخلصين وننمى هذا فى أولادنا، ويجب أن نطور أنفسنا طبقا للمتغيرات التى من حولنا فى التعليم والصحة وكل الخدمات التى تقدم للمواطن، ويجب أن نحافظ على أمن بلدنا لأن الأمن ليس مسئولية جهة معينة الأمن مسئوليتنا جميعا.

■ هل حقا المحاكمات العسكرية أفضل من المحاكمات القضائية فى الوضع الراهن؟!

- بالتأكيد لا، لأن كل هذه المحاكمات هى أيد من أيادى العدالة، والقانون حدد أن المحاكمة العسكرية تتم للأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد أماكن أو أهداف عسكرية، وهى تطبق نفس القانون لكن لأنها تركز فى القضايا التى تخصها لذا تستطيع أن تحقق سرعة فى الإنجاز بشكل أكبر من القضاء المدنى، ولذلك تكون القضايا المطلوب حسمها ينطبق عليها المحاكمات العسكرية تأخذ ثمة الحسم السريع بما يحقق العدالة الناجزة المطلوبة فى هذه المرحلة الخطرة خاصة أننا نواجه الآن حالة حرب شاملة ضد الإرهاب المتعدد الأطراف والسمات والأهداف.

■ إذا كيف ننهض بالمنظومة الأمنية إلى الأفضل؟

- ننهض بالمنظمة الأمنية إلى الأفضل بأن ننشط كل وسائل الحصول على المعلومات ونطور أداءها وأن نحلل الإجراءات التى يحدثها الإرهاب والقوة التى تقف وراءه ونحلل أساليبه فى التنفيذ ثم نطور أداء تدريب القوات لدينا التى تواجه الإرهاب من جميع الأنواع سواء شرطة مدنية أو قوات مسلحة، بما يواجه هذه الأساليب، وبأن نعلى وعى المجتمع للمواجهة الشاملة للإرهاب، أيضا بأن نحشد كل قوى الدولة الشاملة لتدعم الاستراتيجية الشاملة للدولة لمواجهة الإرهاب.

■ هل حقا مراكز الشباب والرياضة فى شمال سيناء كانت تستخدم فى نشاطات مشبوهة ومنها استقطاب الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية؟

- كل شىء كان ممكنا فى عصر الإخوان وكان هناك آلاف الأنفاق وكانت تحت نظر الدولة وكانوا ينسقون ليعلنوا سيناء ولاية إسلامية، اذا هذا كان يحدث بالفعل أثناء حكم الإخوان وكانت هناك علاقة وثيقة بين الإخوان وحماس والعناصر الإرهابية، والإرهاب ليس له دين ولا وطن.

■ ألم يكن الهدف من مذبحة الجنود التخلص من المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان.. اللذين تمت إقالتهما بعد المذبحة فورا؟!

- كل شىء كان ممكنا لتحقيق أهداف خبيثة ليست وطنية من العهد غير الوطنى.

■ هل الرئيس المعزول مرسى كان يخطط لإقامة قواعد عسكرية أجنبية فى مصر؟

- أى قيادة ليست وطنية أخاف منها.. لكن أى قيادة وطنية أطمئن لها حتى لو لم أعرف ما تفعله، طالما سوف يكون لصالح مصر، والإرهاب لا دين له ولا وطن له، ولذلك ممكن أن يبيع الدنيا كلها فى سبيل مصالح التنظيم الدولى ومصالحهم.

■ ماذا عن القضية المعروفة باسم القضية “250“؟

- أرى أن لدينا قضاء محترما ويجب ألا تأخذنا رأفة ولا شفقة فى الأمور التى تتصل بالأمن القومى لأن الأمن القومى يتصل بكل أسرة مصرية، ونذكر أنهم تربصوا من قبل بقوى الدولة الشاملة من أجل هدمها وأطلقوا المساجين والبلطجية وهاجموا البيوت والمحلات واستولوا على الشقق الخالية من السكان، وكل هذا يساوى إخلالا للأمن القومى وإخلالا لاستقرار الوطن وأمن المواطن، ولذلك يجب أن يكون هذا جزءا رئيسيا من مهام الدولة.

■ اذا حدثنا عن أبرز التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى؟

- أبرز التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى وأهمها التحدى الأمنى والتحدى الاقتصادى، والتحدى الأمنى نحن نعيشه الآن بالإرهاب وزعزعة استقرار المواطن وأمنه ومحاولة النيل من إنهاك قوى مصر والنيل من أجزاء من الأرض.. وهذا يعد أخطر تهديد أمنى، ثانيا التحدى الاقتصادى وهو نتيجة الأعباء الاقتصادية على الميزانية المصرية منها الديون الكبيرة وفوائد هذه الديون ومنها النواحى الاجتماعية الخاصة بالدعم والذى يمثل جزءا كبيرا من الميزانية ومنها العجز فى الميزانية وآمالنا فى تطوير قرارات مصر وتحقيق تقدم لها، وهذا التقدم لن يتم إلا فى الإطار الاقتصادى بمشروعات قومية مختلفة، ولذلك نجد أن أبرز تهديد هو التهديد الأمنى ثم يليه التهديد الاقتصادى وذكرت الأمنى قبل الاقتصادى لأن لن ينمو الاقتصاد إلا فى إطار الأمن، ثم بعد ذلك نجد التهديدات الاجتماعية المختلفة، كل المظاهر السلبية فى مصر تعد تهديدا لها، نجد البطالة والعشوائيات تهديد لمصر والبلطجية تهديد للأمن القومى، أيضا الفقر وكثرة السكان وعدم تحديد النسل كل ذلك هو تهديد للأمن القومى المصرى بما يمثله من تهديد أمنى واقتصاد واجتماعى، وهذه أخطر التهديدات التى تواجه الأمن القومى، يلى ذلك التهديدات السياسية والدبلوماسية والتكنولوجية، وفى إطار كل ذلك نجد أن مصر تعمل بكل قواها من أجل مواجهة كل هذه التهديدات من أجل بناء أمن قومى يحقق استقرار المواطن وأمن الوطن.

■ ماذا عن تفسيرك لظهور الرئيس السيسى بالملابس العسكرية أثناء زيارته للمواقع التى تعرضت لعمليات إرهابية شمال سيناء؟

- الرئيس السيسى أرسل رسائل متعددة هى أن مصر قوية ومتماسكة ولديها إرادة وعزيمة أن تهزم هذا الإرهاب، ولن يتمكنوا أبدا من مصر طالما فينا حياة من أول رئيسنا إلى أصغر فرد. وهى تعد رسالة إلى إحباط القوة المعادية إن مصر لديها إرادة استمرار القتال مهما كلفنا الإرهاب من ثمن، وهى رسالة ردع أيضا للقوى الإرهابية أن رئيس مصر مستعد الآن أن يعود إلى ملابسة العسكرية ويشارك فى الحرب ضد الإرهاب مثلما يشارك الجيش المصرى طوال حياته مع شعب مصر، أيضا هى رسالة تترجم دور مصر الحضارى فى العالم، والرئيس قال: ليس لدينا هدف غير أن نؤمن أنفسنا ونبنى مصر، خاصة أن مصر ليست دولة معتدية ولا طامعة فى أحد، وبالتالى هذه الرسالة تعد رسالة أمن وأمان وحضارة وسلام للعالم كله، تؤكد أن مصر تنبذ العنف وهى ليست معتدية ولا تهدف للتأثير على أحد وليس لها أطماع فى أحد لكنها تهدف فقط إلى تأمين شعبها وأرضها وبناء مصر الجديدة من أجل أن تحقق لشعبها الحد المناسب من الحياة الكريمة وآماله التى أطلقها فى ثورة 30 يونيو.

■ ماذا عن تسليح قوتنا فى مواجهة الإرهاب؟

- القوات المسلحة المصرية تعمل وعلى رأسها القائد الأعلى بكل زياراته الخارجية، يعملون على تطوير السلاح وتسليح الجيش المصرى، وسوف نشاهد فى افتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس طائرات رافال نتيجة التنسيق المصرى الإقليمى والعالمى لصفقة رافال الفرنسية التى تسلمنا منها ثلاث طائرات منذ أيام، وأيضا سوف نرى طائرات f16 التى أفرجت عنها أمريكا، وأيضا القطعة البحرية التى تسمى “تحيا مصر“ اذا القوات المسلحة بقيادة القائد الأعلى وكل أبنائها وكل شعب مصر تطور كل أسلحتها لتصل إلى التحديث، وأحدث ما فى الترسانة العالمية من هذه الأسلحة والمعدات.

■ لكن ماذا عن التناقض الذى نراه من بعض الدول بشأن التصدى لمواجهة الإرهاب.. خاصة أن مصر هى حجر الأساس لاستقرار الوطن العربى؟

- هذا التناقض يرتبط بمصالح هذه الدول، وهناك حكمة يقولها خبراء العلاقات الدولية والسياسيون والقادة السابقون: أن العلاقات الدولية تنشأ على مصالح وبالتالى اذا تحققت هذه المصالح وتلاقت فمن الممكن أن تتفق لمصالحنا وأهدافنا، واذا تعارضت هذه المصالح فممكن أن تتعارض مصالحنا، ولذلك هذه القوى تفترض أن مصالحها أن تضعف المنطقة أو أن تفتت المنطقة، لذا علينا بوطنيتنا أن نمنع هذه الأهداف الخبيثة وأن نقف معها بقوة لأننا اذا توقفا بقوة سيكون معنا الله سبحانه وتعالى الذى حما مصر وذكرها فى كتابه الكريم فى سورة مباشرة فى 5 آيات وفى صورة غير مباشرة فى أكثر من 30 آية، وقال الله عز وجل “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين“ وسوف يحفظ الله مصر طالما لديها شعب يقظ ولديه الإصرار والعزيمة والوطنية ويريد المشاركة فى بناء بلده بوطنية، أيضا طالما سلمت النوايا وصلحت كل أجهزة الدولة المختلفة الإعلامية وغير ذلك.

■ هل لنا أن نعرف ما رسالتك لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أقول يا سيادة الرئيس لقد أصاب الشعب المصرى عندما اختارك قائدا لمسيرته خلال هذه المرحلة، فهو يعلم أنك إنسان وطنى مصرى مخلص تتقى الله سبحانه وتعالى وتتبادل مع شعب مصر حبا بحب وتخلص الأداء، ونحن نثق أن كل ما ستقوم به لصالح مصر هو سيكون دائما لإعادة بناء مصر الجديدة التى ستبنى بالحب وبالثقة والتعاون بين كل شعب مصر وبقيادتك وبكل طوائف هذا الشعب وسر على بركة الله ونحن معاك.

■ ماذا تقول للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الحالى؟

- أنت مواطن مصرى مخلص وكلل الله جهودك بالخير من أجل تدعيم بناء مصر فى تحقيق آمالها وأهدافها.

■ لكن ماذا تقول لأبناء القوات المسلحة؟

- أقول لأبناء القوات المسلحة عين باتت تحرس فى سبيل الله هى عين مجاهدة، وطول عمر الجيش المصرى يفتخر بانه جيش وطنى ليس متحزبا وليس طائفيا وليس طبقيا، لكنه جزء من شعب مصر الذى يضحى بنفسه فى سبيل بلده، وأنتم سيكون لكم الجزء الأوفر لأمن هذا الوطن، وندعو لشهدائنا الأبرار بأن يكونوا دائما مثلما وعدهم الله سبحانه وتعالى أحياء عند ربهم يرزقون، وندعو لكل جرحانا بالشفاء ونتمنى لهم ولكل شعب مصر الخير والسلام.

■ اذا ماذا تقول لأبناء الشعب المصرى؟

- أقول للشعب المصرى أن مصر ستتقدم بشعب مصر وأبنائها ونجد فى التاريخ أنه لا يوجد بلد تقدم إلا بالعمل والعطاء والجهاد والصبر، ونحن أمامنا مرحلة صعبة ويجب أن نتحملها كلنا ونشارك فى هذا البناء، وبذلك سوف تشعر بجمال اللحظات، واذكر هنا ما كتبه التاريخ عن ألمانيا عندما طلعت من الحرب العالمية مهدمة مدمرة والشعب الألمانى هو الذى قام ببنائها، وأيضا دول كثيرة خرجت من الحروب العالمية مدمرة لكن بالشعب فى كافة المواقع تبنى بناء الدولة والحفاظ على أمنها القومى وبناء تقدمها وازدهارها يكون بواسطة الجميع، لأن مشاركة جهد الفرد ستكون له أثر مع الجميع من أجل أن نتقدم ببلادنا ونحافظ عليها.

■ فى نهاية اللقاء تتقدم أسرة جريدة السوق العربية بخالص الشكر لسيادتكم سيادة اللواء كمال عامر.

- أشكرك جدا وأشكر كل أسرة الجريدة ومزيد من النجاح والتقدم إن شاء الله.