أشرف كاره
خواطر .. مرورية
مع انطلاقات شهر رمضان من كل عام يطالعنا البرنامج المتفوق (خواطر) للمقدم والمعد السعودى- داعى الخير/ أحمد الشقيرى.. بكل ما هو جديد من أفكار وتطورات إيجابية لمجتمعنا العربى، عسى أن (يفتح الله علينا) ونعمل ببعض منها على الأقل إلى ما فيه صالح أبناء أمتنا ومستقبلها.. إن شاء الله.
ومع إحدى حلقات البرنامج لهذا العام تعرض الشقيرى إلى موضوع غاية فى الأهمية ويرتبط بالسلامة المرورية وسلامة العديد من الأرواح والذى تم تطبيقه بـ(مركز تأهيل السائقين) فى إمارة دبى بالإمارات العربية المتحدة والذى يقدم برنامجا مروريا أمنيا لجميع السائقين بشكل عام ولسائقى الأجرة والباصات والسيارات الخدمية بشكل خاص، حيث لا يسمح بإعطاء رخصة القيادة لأى من هؤلاء دون الحصول على شهادة النجاح بهذا البرنامج، والذى يشمل من ضمن تدريباته:
تعلم التعامل مع عداد التاكسى الإلكترونى الذى يشمل العديد من برامج التشغيل المتطورة بخلاف إصدار التقارير الخاصة للركاب وأخرى للسائق أو الشركة المالكة للمركبة.
أهمية تعلم خريطة الإمارة (دبى) لتحديد جميع المواقع عليها خاصة السياحية والهامة منها بشكل سريع للركاب مع الاستعانة بشاشات تفاعلية مزودة بأنظمة GPS المحددة للمواقع عن طريق الأقمار الصناعية.
برامج الإسعافات الأولية وإطفاء الحرائق باستخدام أجهزة المحاكاة ودون الاضطرار لافتعال حرائق حية للتدرب على إطفائها.
أجهزة المحاكاة للقيادة للتدريب على السرعات والأنظمة العامة للمرور، التى يستفاد منها دراسة ردود أفعال السائقين ليس فقط من الناحية العملية، بل وأيضاً من الناحية النفسية من خلال أطباء نفسيين متخصصين.
من ناحية أخرى، شرعت إدارة شرطة مرور دبى من منطلق مبدأ تحقيق (سعادة) قائد المركبة- بأنواعها- وليس فقط تحقيق رضاه.. فى البدء بنظام المخالفات المرورية من خلال استخدام (نظارة جوجل) الخاصة التى تقوم بتصوير لوحة أرقام السيارة المخالفة وإرسالها بشكل لحظى للكمبيوتر المركزى لإدارة شرطة المرور والتى يتحدد بها أيضاً موقع المخالفة وتاريخها بالإضافة لصورة السيارة المخالفة.. وذلك جميعه بمجرد إعطاء أمر صوتى للنظارة التى يرتديها رجل الشرطة بأخذ صورة اللوحة المعدنية للسيارة المخالفة (فقط)، وذلك دون اللجوء للتعامل مع السائق أو استخدام ورقيات وبالتالى ضمان الحيادية والمصداقية التامة.
أما على المستوى السعودى فقد تم البدء بالاستعانة بسيارات (مسح سطح الطرق) ببعض المدن السعودية- وهو أمر معروف باليابان منذ أكثر من 15- 20 عاماً، بحيث تعمل هذه السيارة المجهزة بأسلوب خاص بمسح سطح الطريق لتحديد العيوب الموجودة على سطحه من تعرجات وشقوق بمقاييس تصل إلى مليمترات، وهو ما يهدف إلى المسارعة بمعالجة هذه العيوب والشقوق بأسرع وقت ممكن تجنبناً لتفاقمها زمنياً لدرجة قد تؤثر مع مرور الوقت لحدوث كوارث لسطح الطريق ومن ثم المساهمة بحدوث حوادث قد تصل نتائجها للقتل.. فهلا حلمنا بمثل هذه السيارة على طرقنا وكبارينا المصرية المحالة إلى المعاش منذ ما يزيد على 40 عاماً مضت.
إن العمل على الاحتذاء بالدول المتقدمة بما فيه مصلحة وتقدم بلداننا العربية لن يعيبنا فى شىء، بل سيحسن من صور دولنا أمام أبنائها وأمام العالم من حولنا، وبالوقت نفسه لا يجب الارتكان إلى عدم استطاعتنا المادية- فمصر غنية بأبنائها القادرين على المساهمة إذا لم تستطع الدولة ذلك- ولنتذكر أن مصر كانت من أهم الدول التى ساهمت فى بناء وتعليم العديد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية المتحدة- بمختلف إماراتها- فأين وصلوا هم الآن؟ وأين وصلنا نحن؟!