السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» ترصد آراء المواطنين فى «القليوبية» عن مسلسلات رمضان وتأثيرها على الذوق العام

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 09:41
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» ترصد آراء المواطنين فى «القليوبية» عن مسلسلات رمضان وتأثيرها على الذوق العام

مسلسلات رمضان وتأثيرها على الذوق العام
مسلسلات رمضان وتأثيرها على الذوق العام

"رمضان شهر العبادة والصوم" هذه الجملة كان يعرفها ملايين الناس من قبل، ولكن الوضع تغير الآن وأصبح الأمر مثير للدهشة فمنذ نعومة اظافرنا والبرامج التليفزيونية بمختلف انواعها، وهى اساسية فى حياتنا سواء كانت برامج كارتونية او ترفيهية وغيرها وهى التى كانت ترسخ فينا العديد من القيم الاخلاقية والدينية خاصة فى شهر رمضان الكريم، ولكن مع مرور الوقت والزمن تغيرت تلك الرسالة، ومعها رسالة الاعلام فى مصر فاصبح الشىء الاساسى ليس تقديم القيم او البرامج الهادفة واصبحت هو إلهاء الناس فقط سواء كان ذلك بالحق او بالباطل، وتعد البرامج الهادفة قليلة جدا وكذلك الفنانون اصحاب المبادئ كالفنان محمد صبحى ويحيى الفخرانى وغيرهما ليسوا متواجدين، على الساحة الرمضانية كثيراً ويرجع السبب فى ذلك لدقة الاختيار فى الاعمال بل وتوصيل رسالة إلى الجمهور، فقد أصبح المال هو المقياس والمعيار للمقامات والهامات واختفت معايير الأخلاق والعلم والثقافة والأصالة، ولقد سيطر المال على الذوق العام وعلى الإعلام وعلى مظاهر الثقافة فى السينما المصرية من أفلام معظمها عن الجنس والشذوذ والقهر والمخدرات والبلطجة والعنف، والمسلسلات التليفزيونية حتى فى شهر رمضان الكريم، لا تمثل قيما وأخلاقيات المجتمع المصرى أو دعنا نقول ما كان وما يجب أن يكون عليه المجتمع المصرى. والشاشة الصغيرة كلمة لها مدلول خطير فأصبحت "الناطق الرسمى" فى كل بيت، الجميع يصمت عندما يشاهدها، حيث تشهد منذ فترة فى أعمال رمضان خروجا عن النص لدرجة الإسفاف، ودعا بعض المشاهدين إلى ضرورة وضع قواعد لكتابة الدراما احتراما لأخلاقيات المجتمع التى أصبحت مهلهلة فى ظل الخروج عن النص سواء فى السينما أو فى الدراما أو فى الشارع باستثناء البيت الذى أصابه المرض من خلال "دراما الخروج على النص". ويرى الكثير من الجمهور أن مسلسلات رمضان أصبحت خارجة عن النص شكلا وموضوعا وكان آخرها أعمال شهر رمضان الماضى كمسلسل "سجن النسا" و"دكتور أمراض نسا" و"تفاحة آدم" و"كلام على ورق" وغيرها من المسلسلات ذات القيم السيئة، بل وتتسم هذه المسلسلات بالمبالغة دون حذفها أو قيام بمونتاج له مما اعتبره البعض تحولا لاأخلاقيا فى دراما بشكل عام لجذب أكبر نسبة مشاهدة لتحقيق ربح تجارى من خلال الإعلانات وعرض القنوات دون وضع المشاهد فى الاعتبار، والضحية فى النهاية هو المشاهد بل والطفل الصغير الذى يرى مشاهد وألفاظا لا تليق بعمره مطلقا.



والغريب أيضا فى ذلك آراء بعض النقاد، فمن وجهة نظرهم إن وجود مشاهد الرقص فى الدراما أصبح أمرا عاديا، لأنها مُحاكاة للمجتمع، والمجتمع فيه راقصات كأى مهنة أخرى، ولا غضاضة فى ذلك ما دامت الدراما تعبر عن المجتمع الذى تنتشر فيه ولا تختلق شيئًا، بل يؤكدون إيمانهم الكامل بأن الهدف من تلك المشاهد ليس الإثارة، وإنما محاولة للتعبير عن الواقع، بصورة واضحة وتكون حجتهم أن "المخرجون يعلمون أن تلك المشاهد ستعرض خلال رمضان، وبالتالى سيبتعدون عن توظيفها للإثارة أو ما يأتى فى ذلك الإطار".

ونتيجة لكل هذا استطلعت "السوق العربية" آراء بعض المواطنين فى القليوبية بخصوص الأعمال الرمضانية وتعارضها دائما مع الذوق العام والأخلاق.

حيث قالت السيدة سهيرمحمد ربة منزل "لقد اعتدنا فى شهر رمضان على مشاهدة المسلسلات الدينية او التاريخية بكثرة فى ذلك الشهر بالذات، ولكن مع مرور الوقت وتغير الزمن اصبح هناك تراجع واضح فى تلك المسلسلات، وأصبح الاسفاف هى موضة المسلسلات"، واتفقت معها خديجة إبراهيم مدرسة كيمياء "دراما رمضان اصبحت غريبة وأصبح المنتجون وكل الممثلين يريدون ان يبعدوا الناس عن الهدف الاساسى فى ذلك الشهر الكريم وهو الصيام والعبادة للتقرب من الله سبحانه وتعالى". واتفقت معها نور محمد ربة منزل حول اداء بعض الممثلين فى بعض المسلسلات حيث اكدت ان "هناك ملابس والفاظا خارجة عن اللياقة والحياء بما لا يتناسب مع هذا الشهر الفضيل فضلا عن القصص التافهة والتى لا هدف لها وهى كثيرة واضافت ان كثرة الاعلانات بشكل مبالغ فيه امر غير مستحب، بل تلك الاعلانات تعرض أيضا بصورة غير لائقة.

وأضاف محمد إبراهيم طالب بهندسة كمبيوتر الذى اكد "كثرة البرامج التافهة والتى لا هدف لها سوى ابعاد الناس عن العبادة فى هذا الشهر الكريم او ان هؤلاء الاشخاص الذين يقدمون برامج تافهة لا هدف لها، كما اكد سوء توزيع المسلسلات، وذلك على جميع القنوات وكأنهم يجبرون المشاهد على تتبع نوع معين من هذه المسلسلات ولا يعطون للمشاهد فرصة الاختيار لمشاهدة ما يحبه". كما انتقدت استاذة انتصار"اسلوب الانتاج سواء بالنسبة للمسلسلات اوالاعلانات من الواضح انه تم صرف الملايين لانتاجها ثم يأتى بعد ذلك اعلان يقولون فيه اتبرع ولو بجنيه وعن رأى الفنان العظيم محمد صبحى الذى أكد من قبل إن مصر فى أزمة ليست فقط على المستوى الفنى ولكن على كافة المستويات خاصة على المستوى الثقافى والمادى وعلى مستوى التربية أيضا، وقال للأسف أيضا إننا أصبحنا شعبًا تافها فى كل طبقاته استهلاكنا شرس جدًا، فالعامل فى الطبقات الفقيرة يفضل شراء كارت شحن للمحمول على أن يشترى لنفسه وجبة غذائية أو يوفر ثمنها لأسرته،

كما أن الإعلانات أصبحت مستفزة كما أن راتب المعلم لابد وألا يقل عن راتب الفنان، الذى يتقاضى ستة ملايين جنيه فى السنة، ولكن بشرط أن يكون معلما ومربيا حقيقيا". وقال جمال بدوى صاحب محل أن "مسلسلات رمضان شهدت تحولا خطيرا فى الموضوع من خلال استخدام ألفاظ ومشاهد خادشة للحياء مما يسفر عنها حالة من الحرج بين أوساط الأسرة خاصة الملابس الساخنة لبعض الممثلات التى تحتوى على مشهد سينما وليس دراما رمضانية". وأضاف "نسمع ألفاظا تم نقلها بالنص من الشارع ونخجل من سماعها ويحدث حولها الكثير من المشاكل مما ينتج عنه إصابات وقتل فى بعض الاحيان، ولكن الدراما التليفزيونية اعتبرت هذه الألفاظ مباحة". وطالب جمال القنوات الفضائية بكتابة تنويهات مسبقة قبل عرض المسلسل بأنه "للكبار فقط" مثلما يحدث فى الدول الأوروبية حيث يتم تصنيف الأعمال الفنية وفقا للفئة العمرية مثل: "للكبار فقط"، متسائلا: "لماذا اختفت التنويهات فى أعمالنا التليفزيونية، بينما رمضان قبل الماضى نوه لثلاثة مسلسلات "للكبار فقط" وهم مسلسلات "موجة حارة" و"حكاية حياة" و"القاصرات". ويرى مصطفى عبد الوهاب مهندس "أن دراما رمضان خرجت عن النص شكلا وموضوعا بعد الألفاظ اللاأخلاقية ومشاهد العرى والإيحاءات الجنسية والمثلية التى أصبحت صريحة فى اكثر من مسلسل خاصة أعمال رمضان العام الماضى مثل "سجن النسا وكلام على ورق".

وأضاف أن القيادة السياسية متمثلة فى الرئيس تنادى بمسابقات لتعظيم دور حسن الخلق وحفظ القرآن، والدراما تنادى باللاأخلاقيات. وأوضح أنه يجب على مؤلفى هذه الأعمال أن يعلموا أن خروجهم عن النص سوف يصيب بيوتهم بأمراض كتاباتهم لنشر فيروس يقتل الجميع داخل المنزل ولكن بحثهم عن المال جعلهم ضحايا لهذه الأعمال. وأشار إلى أن كثيرين ينادون بحرية الإبداع لكن ليس الإبداع المطلق الذى يهدم كيانات اجتماعية تؤدى إلى دمار أجيال قادمة ليسيروا خلف دراما مريضة بألفاظ تقتل الحياء لاننا تخطينا مرحلة خدش الحياء منذ أعوام.

فيما قال رامى عربى موظف أن "دراما رمضان أصبحت رمزا للإسفاف اللاأخلاقى بعد تقديمها ألفاظا يخشى الإنسان التحدث بها أمام الناس أو فى المنزل أو بين الأصدقاء، موضحا أن مجمل هذه الألفاظ التى تم استخدامها تقوم بنطقها سيدات مما يجعلنا نخرج عن النص شكلا وموضوعا".

وأشار إلى أن حرية الإبداع لا غبار عليها، لكن أخلاقيات المجتمع خط أحمر يجبر حرية الإبداع على التوقف عند هذه الخطوط، وتخطى هذه الخطوط بدء لمرحلة انهيار كلى للمجتمع الذى قتلته اللاأخلاقيات. وطالب النقابات المهنية الفنية بأن تنذر أصحاب هذه الأعمال بأن مسلسلاتهم بدأت تخرج عن نطاق حرية الإبداع وتعدت فكر انعدام الأخلاقيات لكونه أصاب مجتمعا بمرض مزمن وهو الألفاظ القاتلة للحياء.

كما قالت نورا عبدالفتاح موظفة "إن كثيرا من الألفاظ الساقطة لا يفضل استخدامها فى الدراما التى تدخل كل بيت مصرى، مطالبة بتقنين الألفاظ المستخدمة فى المسلسلات خاصة أنه ليس من الصعب توصيل المعنى بأقل قدر من الكلمات والألفاظ الفجة".