مشروع مشترك بين مصر وقبرص لتنمية حقول الغاز بالمتوسط وقريبا الغاز القبرصى يصل إلى مصر
..وخبراء: الحديث عن أزمات بين مصر وقبرص محض خيال
تميزت العلاقات المصرية- القبرصية خلال الفترة الماضية بصلابتها وعودتها إلى ما كانت عليه فى السنوات الماضية بعد سلسلة من التوترات التى شهدتها العلاقات بين الجانبين وبالأخص فى المشكلات المتعلقة بحقول الغاز فى البحر المتوسط والتى يتشارك فيها الجانبان المصرى والقبرصى، ففى وقت سابق اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس فى قمة بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وشهدت المباحثات نقاط مهمة عن سبل تعزيز التعاون بينهم فى شتى المجالات وعلى رأسها ترسيم الحدود البحرية فى منطقة شرق المتوسط والتعاون بينهم فى مجال الطاقة والبترول، وأيضا توطيد سبل التعاون بينهم لتعزيز السلام والاستقرار والأمن والازدهار فى جميع المجالات المختلفة، وقد قام الرؤساء بالاتفاق على بعض البنود والتى تخص ترسيم الحدود البحرية واحترام القانون الدولى ومبادئه والالتزام بقوانين البحار والتى تحدد سبل التعاون فى الاستفادة من اكتشافات مصادر الطاقة فى حوض البحر المتوسط، أيضا فى وقت سابق قام المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية فى ذات السياق باستقبال يورجوس لاكتروبيس وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصى، والذى زار القاهرة على رأس وفد التقى خلالها مع عدد من الوزراء المعنيين لبحث دعم سبل التعاون الثنائى بين البلدين فى مجالات الطاقة والتنقيب عن الغاز والاكتشافات البترولية فى إطار الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية والمسئولين فى قطاع البترول.
وفى خطوة جديدة مميزة قام وزير البترول المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية خلال الفترة الماضية بزيارة مهمة للجانب القبرصى بحث خلالها مع وزير البترول القبرصى سبل التعاون بين البلدين فى المجالات البترولية المختلفة وزيادات المساحات المشتركة من التفاهم على حصص الغاز فى البحر المتوسط.
من جانبه قال المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، إن مباحثاته مع المسئولين فى قبرص تركزت على المشروع المشترك لتنمية حقل الغاز فى قبرص والحفاظ على المكتسبات المشتركة بين الجانبين فى حقول غاز البحر المتوسط، وتم الاتفاق على أنه ضخ الغاز لمصر من الجانب القبرصى باستخدام التسهيلات الموجودة فى الشبكة القومية لدينا وهو ما يحتاج إلى دراسات فنية لهذا المشروع للبدء فيه فى اقرب فرصة.
وأضاف الوزير البترول فى بيان سابق للوزارة، أن الدراسات الفنية والاقتصادية لمشروع ضخ الغاز إلى مصر لسد حاجتها خلال السنوات المقبلة وحل مشكلة نقص الغاز والتى تعانى منها مصر منذ سنوات عدة ستنتهى بعد منتصف العام الجارى للبدء فى ضخ الغاز إلى مصر من خلال الشبكة القومية للغازات والتى ستسهم كثيرا فى تسهيل عميلات استيراد الغاز من الجانب القبرصى.
من جانبه قال المهندس شريف سوسة وكيل أول وزارة البترول والثروة المعدنية فى تصريحات خاصة لـ«السوق العربية»: إن الزيارات المتكررة بين الجانبين المصرى والقبرصى وآخرها زيارة المهندس شريف إسماعيل تؤكد عدم وجود أى نزاع على مناطق حدودية بوجه عام أو على اكتشاف آبار بترولية بشكل خاص بين مصر وقبرص واصفا من يروجون لذلك بأنهم يريدون إحداث مشاكل وأزمات غير مبررة، وأن الحدود بين مصر وقبرص فى البحر المتوسط معروفة وقد رسمت من قبل وحددت بواسطة اللجنه العليا لأعالى البحار، مؤكدا أن مصر مستحيل أن تتنازل عن حق من حقوقها فى أى وقت وفى أى مكان ولا أعرف لماذا يريد البعض أن يثير مثل هذه القضايا والتى ليس لها أى أساس من الصحة تهدف إلى إثارة البلبلة وخلق قضايا ليس لها وجود، فقضايا التحكيم بين مصر وقبرص منتهية وكل طرف يعرف حقوقه جيدا وليس هناك اى تعد من الجانبين أو تفريط فى حق أصيل لأى منهما.
وأضاف سوسة، أن المباحثات التى تقوم بها وزارة البترول مع نظيرتها القبرصية تأتى فى إطار تبادل الخبرات والإمكانات المختلفة فى مجالات البحث والاستكشاف عن الغاز والبترول فى المناطق الحدودية للطرفين والتى تزخر بالكثير من كنوز الغاز والبترول التى لم تكتشف حتى الآن، وستشهد الفترة القادمة مزيدا من التعاون بين الجانبين وسيقوم الجانب القبرصى بتوفير كميات من الغاز لمصر، وسيكون هناك تعاون بشكل اكبر من خلال الاستفادة من المناطق المشتركه بين الجانبين القبرصى والمصرى فى مجلات استكشاف البترول والغاز، خصوصا لما يتمتع به الجانبين المصرى والقبرصى من وفره فى المناطق الغنية بالبترول والغاز خصوصا على سواحل البحر المتوسط ما يجعل هناك أهمية استراتيجية للبلدين فى إطار العلاقات المتبادلة والمشتركة فى مجال البحث عن الغاز والبترول.
وأشار وكيل وزارة البترول، إلى أن مصر لديها خبرة كبيرة جدا ترجع إلى مئات السنين فى مجال الاستكشاف والتنقيب عن البترول خاصة فى المياه العميقة وبموجب هذه المباحثات ستقوم مصر بإمداد قبرص بالخبرات الفنية والمادية اللازمة لمساعدتها فى مشاريع البحث والتنقيب عن الغاز والبترول التى تقوم بها قبرص أو تخطط لإقامتها خلال الفترات المقبلة، وسيساهم تبادل الخبرات بين البلدين بشكل كبير فى رفع كفاءة الإنتاج لدى كل من البلدين ومزيد من الاكتشافات البترولية واكتشافات الغاز الكبيرة التى ستضيف رصيدا ضخما من احتياطى الغاز بالأخص والذى يعد له أهمية كبيرة جدا لدى البلدين وخصوصا مصر.
من جانبه قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، أنه بعد زيارة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس شريف إسماعيل إلى الجانب القبرصى سيشهد مجال التعاون فى الطاقة المزيد من التعاون بين مصر وقبرص خصوصا لما تتمتع به منطقة حوض المتوسط الغنية بالطاقة التقليدية والتى ستنقل مصر وقبرص بعد استغلالها بالشكل الجيد فى مجال الطاقة إلى تطور هائل فى زيادة الاحتياطى من البترول والغاز وسيزيد من حجم الاكتشافات البترولية والغاز وغيرها من اكتشافات الطاقة المختلفة والتى تحتاجها مصر بشدة خلال الفترة المقبلة، وسيكون هناك اتفاقيات لاحقة فى مجال الطاقة بين مصر وقبرص بعدما انتهى الجانبان من مسألة ترسيم الحدود البحرية وجاء وقت الاستفادة من حقول الغاز فى البحر المتوسط.
وأضاف يوسف، أن التعاون المصرى القبرصى طبيعى نظرا للعلاقات الجيدة بين البلدين، وكل ما يتم طرحه من فترة عن مشاكل اقتصادية على الجدود بين البلدين فى حوض المتوسط تعد بمثابة مزايدات من البعض ومحاولات لخلق مشاكل ليس لها أساس بين البلدين لصالح أطراف اخرى، وتأتى هذه القمة المهمه فى هذا الوقت لتعضيد سبل التعاون فى مجال الاكتشافات البترولية والغاز فى حوض المتوسط والعمل على تكثيف التعاون بين مصر وقبرص وتبادل الخبرات بينهم، ما سيزيد من فرص مصر للاستثمار فى المناطق الخاصة بها فى البحر المتوسط والمناطق القبرصية أيضا والعمل على منع التعدى على المناطق الاقتصادية الخاصة المصرية والقبرصية.
وقال المهندس صلاح حافظ عضو جهاز البيئة، أن زيارة المهندس شرف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية تدل على أن العلاقات المصرية- القبرصية تشهد تطورا كبيرا فى مجال الطاقة التقليدية والبحث عنها وطرق الاستكشاف الخاصة بها والتى ستزيد من فرص الاستثمار فى منطقة حوض المتوسط الغنية بالطاقة التقليدية بشكل كبير يحتاج فقط إلى مزيد من عمليات البحث والاستشكاف والبحث السيمزى ليزيد من فرص العثور على كميات جديدة من الطاقة التقليديه، وبشكل عام القمة مبشرة بكل خير وستكون بداية قوية جدا لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات والكفاءات والعمل على خلق وحدة اقتصادية واستغلال ثروات البترول والغاز بشكل افضل من كل الأطراف.
وأضاف حافظ، أن مصر لديها خبرة كبيرة جدا فى مجال البحث والتنقيب عن البترول والغاز بشكل يمكنها من نقل هذه الخبرات للجانب القبرصى الذى يمكن له الاستفادة منها والعمل على تنشيط عمليات البحث والتنقيب فى المنطقة الاقتصادية الخالصه لقبرص والذى سيعود بالخير على البلدين معا، وستعمل مصر أيضا على مساندة قبرص فى الحفاظ على ثرواتها فى حوض المتوسط من محاولات التعدى عليها والتى تعد إهدارا لمبادئ القانون البحرى والاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا الشأن والتى تحافظ على حق كل دولة فى حدودها البحرية.
يقول المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، أن القضايا التى يقوم البعض بإثارتها بين الحين والآخر مثل قضية الاكتشافات البترولية فى البحر المتوسط إنما تهدف لإثارة الرأى العام والبحث عن مكاسب سياسية وليس لها أى أساس من الصحة، وفى حقيقة الأمر هذه القضايا تثار دائما قبيل كل انتخابات، ويجب على كل من يتحدث فى أمور كهذه أن يتقى الله فى مصر وأن ينظر إلى مصلحة مصر أولا، والتى تحتم علينا بناء علاقات وطيدة مع الجارة القبرصية والعمل على تنمية هذه العلاقات والقيام بما يجب للاستفادة الكاملة لدى الجانبين فى مجال الطاقة والاكتشافات البترولية.
وأضاف كمال، أن كل يوم يطل علينا من يسمون أنفسهم خبراء أو نشطاء ليقوموا بتكرار هذه القصص بدون أن يكون معهم أى مستند يثبت صحة ادعاءاتهم.. وهذه القضية أثيرت على وجه الخصوص لنوايا البعض لإقحام مصر فى صراع مع قبرص إرضاء لتركيا والتى لها خلاف تاريخى قديم مع قبرص على الجزيرتين، ولسنا طرفا فى الصراع ولا يجب أن نكون كذلك، الأمر كله يتعلق بالمصلحة العليا لمصر وهى تقتضى بناء علاقات جادة مع قبرص والاستفادة بأكبر قدر من اكتشافات الغاز والبترول خلال الفترات القادمة الذى سيعود على قبرص ومصر بالاستفادة بشكل أكبر بعيدا عن أى مهاترات سياسية.