السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» تتساءل: أين زمن الفن الجميل؟!

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 10:18
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» تتساءل: أين زمن الفن الجميل؟!

  وكيل وزارة الثقافة بسوهاج تتحدث لمحرر السوق العربية
وكيل وزارة الثقافة بسوهاج تتحدث لمحرر السوق العربية

تعرف الشعوب من فنونها وتقيم الأمور من تراثها الفنى، ومورثاتها الثقافية، فالفن هو تجسيد للواقع المعاش وهو أيضا المعالج المؤثر لأغلب المشكلات الحياتية، وله عظيم الأثر فى توجيه المجتمعات وإصلاحها. ولكن عندما تغيب الرقابة وتهيمن الفوضى يصبح هذا المؤثر الإيجابى بمثابة عدو ينتقل دوره من المعالجة الحقيقية إلى دور آخر مختلف وهو نشر الفوضى والانحراف وتدنى الخلق. يرى أحد المؤرخين أن الأزمة ليست أزمة فن بل أزمة مجتمع، فالمجتمع الراقى والمتحضر يفرز فنا جميلا أما المجتمع المريض فيفرز فنا هابطا.



فلقد أصبح الآن أغلب الأعمال الفنية متشابه والنماذج موحده تجسد فيها الأدوار النمطية حيث الأب اللص والأم المنحرفة والزوجة الخائنة وغيرها من الشخصيات المخزية، بل بات من الحتمى مشاهدة الرقص والعرى بالإضافة إلى الأغنية الهابطة والاستعراض الهزلى. كل هذه المؤثرات تغير من قيم ومعايير وملامح المجتمع، فى ظل غياب تام لدور المعنيين أو الدولة. وها نحن الآن أصبحنا فى حاجة ماسة لمعالجة هذا الأمر، والعودة إلى القيمة والجمال والأصالة أى العودة إلى «زمن الفن الجميل». يقول مصطفى أبوطالب «مواطن» أن الفن الهابط أصبح الآن سمة أغلب الأعمال الفنية الموجودة على الساحة، فمناظر العرى والإسفاف اقتحمت منازل أغلب الاسر وتركت فى نفوس المجتمع الآثار السيئة، لذا يجب على أصحاب القرار بمصر صد هذه الأعمال الرديئة والتى من الممكن بل من المؤكد أن يكون لها أضرار نفسية ومعنوية على غالبية المجتمع.

وأشار الدكتور أحمد البريرى عميد كلية الخدمة الاجتماعية جامعة أسيوط إلى أن الفن من أقوى المؤثرات فى القضايا المجتمعية وهو العنصر الأول والفعال فى خدمة المجتمع، فتاريخ الفن فى مصر منذ القدم وهو معروف بالفن السامى لأنه يسمو بوعى وفكر جمهور المشاهدين، وهو المجسد للصورة الواقعية لما يحدث من مشكلات وقضايا داخل المجتمع، لكن فى الآونة الأخيرة بدأت صناعة السينما فى مصر تتدنى، ولم يعد يقدم محتوى فنيا يفيد أو يقدم عملا هادفا، حيث انتشرت الافلام التجارية ذات الميزانيات الضعيفة نسبيا، والتى يتم صناعتها من أجل جذب المشاهدين لا أكثر، بما تعتمد عليه من مشاهد مثيرة واستعراضات دنيئة لكنها تساعد على رواج العمل وجلب الإيرادات، دون النظر للمؤثرات السلبية التى قد تلحق بالذوق العام أو تؤثر فى تراجع التقاليد والأخلاقيات. بينما ترى فاطمة يوسف محمود مدير عام قصور الثقافة بسوهاج: أن مصر تفقد منذ زمن، العصر الذهبى للثقافة التى كانت يوما بمثابة القوة الناعمة والمؤثرة ليس فى المجتمع المصرى فحسب لكن أيضا فى كل الدول المحيطة، وسبب فقدان هذا العصر يعود إلى عدم اهتمام الأنظمة السابقة بالثقافة وسوء الرقابة على المنتجات الفنية والثقافية وغياب دور الدولة فى الإنتاج الخاص بالدراما والأعمال السينمائية، بل تركت المجتمع فريسة لتلك الأعمال المتاحة والموجودة الآن بالساحة وما تحمله من إسفاف وتدنٍ يؤثر بالسلب على القيم والأخلاقيات، أما الآن فهناك صحوة رقابية بدأت مؤخرا بتوجيهات من رئيس الجمهورية سوف تظهر آثارها فى المدى القريب والعاجل للقضاء على مثل هذه الظواهر المشينة والعابثة بأمن وأخلاقيات المجتمع.