أشرف كاره
شرم الشيخ والدولة المصرية.. إلى أين؟
كم كانت هى سعادتى عند زيارتى الأخيرة لمدينة السلام والسياحة المصرية (شرم الشيخ) لحضور فعاليات مهرجان شرم الشيخ لرياضة السيارات على مضمار حلبة جبلى رايسواى الذى تم تحت رعاية محافظ جنوب سيناء وبمناسبة ذكرى أعياد تحرير سيناء، المدينة التى شهدت خلال العقدين الأخيرين بشكل عام تطوراً كبيراً على مستوى النظام العام والنظافة والاهتمام الأمنى والمرورى، وبشكل خاص خلال فترة الإعداد لمؤتمر القمة الاقتصادية الأخير الذى تم انعقاده بشهر مارس الماضى.. الأمر الذى أكد مدى قدرة المصريين من أبناء هذا البلد الطيب بالوصول إلى بلدهم إلى أفضل المستويات التى يتمناها أى مواطن (محترم) لبلده الذى ينتمى إليه ويحلم بوصوله لأعلى المصاف.
إلا أن هذه الصورة المشرفة جداً التى بدت عليها مدينة السلام كانت سبباً لزيادة (تأرقى) من حال باقى مدن ومحافظات مصر خاصة الكبرى منها شأن القاهرة الكبرى والإسكندرية وكذا البعض الآخر من المحافظات، والتى يرثى لحالها القاصى والدانى.. سواء على مستوى النظام العام أو النظافة أو حتى جودة الحالة الأمنية بها.. الأمر الذى يجعلنا نتساءل: هل تقع شرم الشيخ خارج الحدود المصرية؟ أم أن باقى محافظات الجمهورية تقع خارج حدود (جمهورية شرم الشيخ)؟! إنها حقاً معادلة صعبة لكن يمكن الشروع بحلها بعدة طرق، أهمها:
العمل على تنظيم مؤتمر اقتصادى (على سبيل المثال الكوميدى) وبشكل شهرى فى كافة محافظات الجمهورية بخاصة بالمناطق العشوائية أو الفقيرة التى تحتاج أن يتم النظر إليها والاهتمام بها شأن إمبابة والدويقة والسلام، على سبيل المثال بالقاهرة.. وزعربانة وأبوقير وكذا القبارى بمحافظة الإسكندرية وغيرها كثيرون من مثل تلك المناطق التى تقع خارج حدود الدولة واهتماماتها.
العمل على تطوير منظومة الثواب والعقاب والمراقبة والإصرار على التطوير للأفضل بكافة مدن ومحافظات الجمهورية كما هو جارٍ بشرم الشيخ، خاصة بعد أن أثبت المواطن المصرى (إدارة وشعباً) أنه قادر على الوصول للأفضل.
تعيين (رئيس دولة) إن جاز التعبير لكل مدينة ومحافظة من تلك المدن المنسية.. على غرار (مبارك) سابقاً– فى مستوى اهتمامه بهذه المدينة السياحية الرائعة– وبطبيعة الحال رئيس مصر الحالى (السيسى) الذى شهدت شرم الشيخ نقلة نوعية فى عصره، وذلك ليعمل كل منهم على التعامل مع مدينته ومحافظته بنفس المنوال الصارم، وفى محاولة لتقريب مدينته لهذا المستوى المشرف قدر المستطاع.
أما الحل الذى سيكون أكثر راديكالية لمثل هذا الحلم.. هو أن يتم إطلاق اسم شرم الشيخ على كافة المدن المصرية الأخرى ولو مع إضافة رقم تسلسلى لها؟!
إن رغبتنا جميعاً كمواطنين ينتمون إلى هذا البلد العريق بأن تصبح مدننا ومحافظاتنا على المستوى اللائق الذى نتشرف به أمام أنفسنا وأمام من هم قادمون من الخارج، إنما هو حق مكفول لنا جميعاً.. وهو الأمر الذى من الممكن أن يعيد ذاكراتنا (بخاصة للذين باقين على قيد الحياة) إلى إحدى أهم مدن– العالم– السياحية بأربعينيات وخمسينيات القرن الماضى وهى العاصمة المصرية (القاهرة) التى كانت تقارن بأشهر مدن العالم السياحية الفاخرة وكذا التاريخية شأن العاصمة النمساوية "فيينا" وكذا العاصمة الفرنسية "باريس".. ولدرجة أن العديد من راغبى السياحة على مستو العالم بشكل عام وعلى المستو العربى بشكل خاص كانوا يفضلون السفر إلى مصر وبصفة خاصة القاهرة للاستمتاع بتحضرها وتمدنها وكذا نظافتها وأمنها غير المسبوق فى ذلك الوقت.. فأين وصلنا بمدننا هذه الأيام؟