تشديد الرقابة على الأسواق.. وبدء الإقبال على شراء الرنجة والفسيخ
يحدث خلال أعياد الربيع
يحتفل المصريون بعيد “شم النسيم” الذى يعد هدية مصر مهد الحضارات ومهبط الأديان إلى مختلف شعوب العالم القديم والحديث حيث ترجع جذور كل ما يرتبط بالاحتفال بشم النسيم من عادات وتقاليد اجتماعية أو طقوس وعقائد إلى أعماق تاريخ مصر ويحتفل المصريين بعيد شم النسيم فى الغالب يوم الاثنين التالى مباشرة ليوم الأحد الموافق عيد القيامة المجيد من كل عام.
وشم النسيم هو أقدم احتفال شعبى عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين وقد تعرض الاسم للتغيير على مرِ العصور وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفال رسمى كبير فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيا من قمة الهرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
وتناولت “السوق العربية” فى الفترة التى تسبق العيد بجوله فى الأسواق من خلال التعرف على الأسعار ونسبة الإقبال وضبط الأسواق والرقابة من قبل مفتشين التموين وغيرها وكانت كالتالى.
حملات مكثفة لضبط الأسواق
فى البداية تقول صفاء جلال المسئولة عن حماية المستهلك بالمحلة أنه يتم الاستعداد لشم النسيم بعمل حملات مكثفة على الأسواق ومحلات بيع الأسماك المملحة وكذا مصانع الرنجة والحملة تكون مكونة من مفتش تموين حماية مستهلك ومفتش رقابة ودكتور صحة ودكتور بيطرى وذلك بناء على تعليمات المحافظ وتقوم الحملة بالمرور على ماسبق ذكره للتأكد من سلامة الأسماك المملحة من عدمه.
وأضافت أنه إذا وجد فسيخ أو رنجة أو ملوحة أو سردين فاسد يتم التحفظ على الكمية بأكملها ويتم تحرير محضرجنح بالواقعة ويتم توعية المواطنين عن طريق إرشادات حماية المستهلك لمعرفة كيف يميز المواطن الفاسد من السليم ومن الضرورى التأكد من سلامة الأسماك المملحة قبل تناولها بالضغط عليها بالأصابع وكذلك التأكد من رائحتها بأن تكون غير نفاذة أو نتنة وعن كيفية معرفة الفسيخ السليم من الفاسد لا تظهر بالعين المجردة لأن رائحته نفاذة فى كل الأحوال ويحدد مواصفات لمعرفة الفسيخ الجيد يجب ملاحظة أن الأسماك غير منتفخة ولا تنبعث منها رائحة تعفن وغير مهترئة ولا توجد عليها بقع أو بروز الأحشاء وليس بها جفاف نتيجة لزيادة الملوحة ولونها وردى ولا تنبعث منها رائحة غير طبيعى أما الرنجة الجيدة فلونها ذهبى وغير مهترئة وغير منتفخة ولحمها غير متقطع، بل متماسكة وتفضل التى بها بطارخ كبيرة.
وأوضحت أنه بالنسبة للملوحة فتكون الأسماك متماسكة وليس بها أى تهرأ ولونها وردى وغير منتفخة وليس لها رائحة غير طبيعية ومن الضرورة شراء اى من هذه انواع الأسماك المملحة من محلات مضمونة وتحت رقابة وزارة الصحة ويجب اختيار السمكة السليمة وضرورة إزالة الرأس والأحشاء لكى نزيل أكبر قدر من الميكروبات وضرورة نقعها فى الليمون أو خل التفاح لأن الليمون يساعد على قتل الميكروبات والتخلص منها.
وأشار رأفت القاضى رئيس مكتب تموين المقطم أن العديد من المواطنين ينتظرون احتفالات عيد شم النسيم مسلمين كانوا أو مسيحيين من أجل تلوين البيض وأكل الفسيخ والملوحة والرنجة والأسماك المملحة والمصنعة والمحفوظة وغيرها من العادات المتوارثة فى هذا اليوم الذى هو عيد مصرى قديم يعود إلى 2700 سنة قبل الميلاد ومازال المصريون حتى وقتنا هذا يحتفلون بهذا اليوم.
وأضاف “القاضى” حتى تكتمل فرحة جميع المصريين ولا يكون هناك شيئا يعكر هذه الفرحة فإن وزارة التموين تحرص على حصول المواطن على أكثر قدر من احتياجاته اليومية من السلع بجودة عالية وأسعار مقبولة وقد بدأت الاستعدادات من خلال إعلان الطوارئ بجميع المديريات استعدادا لتأمين احتياجات المواطنين من المواد اللازمة للا حتفال بأعياد شم النسيم وإلغاء إجازات مفتشى التموين وتكثيف الحملات التموينية على المحلات والأسواق للتأكد من وفرة السلع وجودتها وعدم وجود سلع فاسدة والاستمرار على الإشراف على المجازر بالاشتراك مع الصحة.
وأكد أن تشديد الرقابة على أسواق ومصانع إنتاج الأسماك المملحة والرنجة والتأكد من صلاحيتها حفاظا على حياة المستهلكين وتشكيل حملات تموينيه بالاشتراك مع الطب البيطرى للرقابة على اماكن عرض وبيع اللحوم والأسماك والدواجن وإعداد حملات مكثفة على مستوى جميع محافظات الجمهورية لضبط المعروض بالأسواق من السلع والمنتجات المخالفة للمواصفات وغير الصالحة للاستهلاك اﻵدمى واتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال المخالفين وذلك حفاظا على الصحة العامة للمواطنين.
وقال أشرف حجاج مفتش تموينى بمحافظة المنوفية أنه يتم التنسيق مع مديرية الطب البيطرى والصحة ويتم عمل حملات مشتركة على مصانع ومحلات بيع الرنجة والفسيخ وغيرها من السلع التى تعتبر من أهم ما يطلبه المستهلك فى هذه الأيام احتفالا بتلك المناسبة والحملة تتكون من ثلاثة أشخاص على الأقل مفتش تموين ومفتش اغذية وطبيب بيطرى.
وأضاف أن أسعار الفسيخ تبدأ من 40 جنيها حتى أكثر من 100 وذلك على حسب درجة الجودة والمنطقة والرنجة تبدأ من 25 والسعر طبعا عرض وطلب ومرتبط بالجوده والمكان.
وأكدت هالة عبدالجليل كبير مفتشى تموين حدائق القبة أنه يوجد حملات يتم تنظيمها للنزول مع الطب البيطرى لمراقبة الرنجة والأسماك واللحوم بدءا من يوم الأحد القادم وذلك فى الفترة التى ارتفعت فيه اللحوم حتى المجمعات التابعة للوزارة رفعت أسعار اللحوم وتركيزنا والأهم هى الصلاحية وأن يكون صالح للاستهلاك الآدمى وفى حالة ضبط لحوم فاسدة يتم تحريزها وعمل محاضر بها ونعد بعيد ربيع خالٍ من التجاوزات.
وقال عبده عثمان نائب رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية أن أسعار الأسماك ارتفعت حوالى 10% وأن الإقبال عليها لا يختلف عن سابقه وأن العدل متوسط، خاصةً أن صيام الإخوة المسيحيين ولكن السوق سيشهد إقبالاً كثيفاً خلال الفترة التى تسبق العيد بـ3 أيام.
وأضاف “عثمان” أن الأسواق تم التشديد عليها من قبل وزارة التموين ومفتشين التموين ووعد بعيد خالى من الأزمات.
الأسعار ارتفعت 20%
وقال ممدوح حمدى صاحب محل فسيخ بالجيزة إن الأسعار تشهد خلال الوقت الراهن ارتفاعا بنسبة تتراوح بين 15 و20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى وبالتزامن مع اقتراب موعد الاحتفالات بشم النسيم.
وأوضح “حمدى” أن موسم شم النسيم يشهد فى معظم الأحيان إقبالا من جانب المواطنين على شراء الأسماك والرنجة والفسيخ بصفة عامة، مشيرا إلى أنه موسم والمواطن ينتظره من عام إلى آخر.
وأشار إبراهيم حسن تاجر إلى أننا خفضنا كميات الأسماك والفسيخ والرنجة القادمة من السوق مقارنة بالعام الماضى بنسبة 40% وذلك بسبب حالة الركود التى يعانى منها معظم التجار فى السوق المصرية مشيرا إلى أن المنتجات المحلية من الرنجة والفسيخ تشهد زيادة بالأسعار والزيادة غير مبررة.
وقال محمد علاء مواطن أن شم النسيم يعنى فسيخ ورنجة، أحياناً نذهب للحديقة ونأخذ أكلنا معنا لكن فى الغالب نكتفى بلمة العائلة خصوصاً أن اليوم إجازة والجميع يكون مشغولا فى الأيام العادية فنعتبر اليوم فرصة نتجمع فيه.
وأضاف أن أفضل شراء الفسيخ من مدة والقيام بتمليحه فى البيت لكن الرنجة أقوم بشرائها من محل الفسخانى وسعرها غالٍ عن العام الماضى لكن كل حاجة ارتفعت ومع العموم لا نشترى كمية كبيرة فقط 2 كيلو وكل واحد فى العائلة يشترى كمية مشابهة ونتجمع فى النهاية فى بيت أحدنا.
أما علاء محمد يقول أنا أشترى كمية كبيرة من الفسيخ والرنجة فنحن لا نشتريها دائماً فقط فى المواسم وبالتالى فلا مشكلة إننا ندفع هذا الثمن حتى نشترى سمكا مضمونا وذلك فى إشارة للأسماك المملحة التى تفسد من التخزين وينتشر بيعها فى شم النسيم وتتسبب فى أضرار صحية.
وأكد محمد الهلوطى صاحب محل بيع أسماك أن الأسماك الطازجة ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة مع اقتراب شم النسيم الأمر الذى أدى إلى ارتفاع أسعار الفسيخ والرنجة حيث نعتمد على جلب الفسيخ من المحافظات الأخرى على الرغم من أن المحافظة هى موطن للصيادين إلا أنهم يرفضون تخزين الفسيخ خوفاً من أضراره.
نبذة عن طريقة الاحتفال بشم النسيم
ويحتفل المصريون بعيد “شم النسيم” من خلال مهرجان شعبى تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات ويرتبط الاحتفال بشم النسيم بمجموعة أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد والتى انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور لتفرض نفسها على أعياد الربيع فى أنحاء العالم القديم والحديث حيث تشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: البيض والفسيخ والخس والبصل وهى أطعمة مصرية كان لها معنى ومدلول عند المصريون القدماء.
والبيض: بدأ ظهوره على مائدة أعياد الربيع مع بداية احتفال المصريين بعيد شم النسيم وهو عند المصريين القدماء وكان قدماء المصريين ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه فى سلال من سعف النخيل الأخضر ويتركونه فى شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.
والبصل: ظهر ضمن أطعمة العيد التقليدية
والخس: هو من النباتات المفضلة التى تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها
والفسيخ “الأسماك المملحة”: ظهر بين الأطعمة التقليدية فى الاحتفال بالعيد وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة فى حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ واعتبروه رمزا للخير والرزق وتناوله فى تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد.