تغـــيير السلـــوك مقدمــــة التنمــية
(15 ) سلوك الفساد فى اكاديمية الفنون
التقدير أمر بالغ الأهمية لمن يجيد عمله خاصة من يقدمون خدمات جليلة للوطن, فهو بمثابة اعتراف رسمى بما قدمة ومكافأة له وحافزاً لغيره من مسئولى وموظفى الدولة ليسيروا على نهجه .
وقد علمتنا الرئاسة أن التقدير واجب على الدولة وحق للموظف , فرغم أن الرئيس أقصى وزير الداخلية السابق من عملة لأنه يريد منهجاً آخر لمكافحة الارهاب , إلا أن الرئيس وقد فعل ما يمليه عليه ضميره , لم يهدر ما قدمه وزير الداخلية السابق من جهود فكرمه وعينه مستشاراً لرئيس مجلس الوزراء , وهو نهج جديد وصائب اتبعته الرئاسة , وقبل ذلك كرمت الرئاسة رئيس الجمهورية السابق ورؤساء ووزراء سابقين وشهداء من القوات المسلحة والشرطة , ولعل كافة الجهات الحكومية ستسير على نفس نهج الرئاسة فى التقدير .
واذا أقدمت أى جهة حكومية مهما علت أو قل شأنها على تكريم أحد الاشخاص دون مبرر قوى أو دون أن يستحق ذلك واغفلت تكريم من يستحق , فإن هذا يعد فساداً يجب محاربته .
واكاديمية الفنون قررت هذا العام أن تمنح الدكتورة الفخرية لأول مرة فى تاريخها , وقد ذُهلت حينما علمت أنها قدمت الدكتوراة الفخرية الأولى يوم الاربعاء 1/4/2015 م إلى الفنان الهندى/اميتاب باتشان الذى حضر إلى مصر بمناسبة المهرجان الهندى فى مصر .
وأسأل رئيسة اكاديمية الفنون الدكتورة احلام يونس , ماذا قدم هذا الفنان لــمصر حتـى تمنحيه الدكتورة الفخرية ؟, هل أقام حفلاً على سفح الهرم حضره الملايين وحقق الحفل دخلاً بالملايين خصصه لحساب صندوق تحيا مصر ! ؟ .
ما هى الخدمات الجليلة التى قدمها اميتاب باتشان لمصر أو للمواطن المصرى حتى تمنحه رئيسة الاكاديمية الدكتورة الفخرية ؟ , قد يكون قدم لشعبه ولبلده الكثير فلتمنحه بلاده ماتشاء .
ألم تجدى يادكتورة / احلام يونس رئيسة اكاديمية الفنون فى مصر من أبناء اكادميتك أو غيرهم من العظماء المصريين أو من العرب الذين قدموا خدمات جليلة لمصر يستحقون عنها التكريم بالدكتورة الفخرية ؟, أم انك لا تعلمين ذلك ؟ , وفى كلتا الحالتيين تلك مصيبة .
ألا تعلمى يارئيسة الاكاديمية أن من أبناء اكادميتك وغيرهم من يستحق التكريم من الأموات والأحياء , مثل الدكتور / ثروت عكاشه وزكى طليمات و الدكتور نجيب محفوظ والدكتور يوسف ادريس رحمهم الله , ومثل الدكتورة عواطف عبد الكريم , ومثل ابن الاكاديمية الفنان نور الشريف , ومثل الفنان محمد صبحى الذى يجاهد فى خدمة مصر ويساهم مع آخرين فى بناء تجمع سكنى بالتبرعات .
ألا تعلمى يادكتورة أحلام أن الاستاذ الدكتور الشيخ سلطان القاسمى , وهو اماراتى الجنسية و مؤرخ وكاتب مسرحى وروائى له قيمة كبيرة , أنه هو الذى يستحق هذه الجائزة , لأن فضلاً عما تقدم فقد أسس ومول مؤسسة المسرح العربى , كما قدم دعماً مادياً لاتحاد كتاب مصر قدره ( 24 ) مليون جنيه , ألا تعلمى يادكتورة أن الشيخ / القاسمى هو الذى أعاد على نفقته ترميم مبنى المجمع العلمى بعد أن تم حرقه أعقاب ثورة الخامس و العشرين من يناير , وزوده بالكثير من المخطوطات والكتب والآثار من مقتنياته الشخصية بلا مقابل , ولهذا الشيخ الجليل أعمال كثيرة رائعة فى مصر بدون مقابل وبدون غرض و دافعه الوحيد حبه لمصر ولشعبها ولثقافتها .
ان الأمور فى اكاديمية الفنون تدار بشكل عشوائى وكأنها عزبة خاصة , و سبق أن تولى رئاسة الاكاديمية العملاق الأستاذ الدكتور سامى مهران , وقد انتهت مدة رئاسته للاكاديمية قبيل انتهاء العام الدراسى الماضى , وقد جرى العرف فى مثل هذه الحالة على مد فترة العمل حتى انتهاء العام الدراسى , فإن تعذر ذلك يتم تكليف نائب رئيس الاكاديمية لتسير شئونها حتى تعيين رئيس جديد , ولكن وزير الثقافة السابق لم يكلف الأستاذ الدكتور سامى مهران بالاستمرار فى عملة حتى انتهاء العام الدراسى , ولم يكلف نائب رئيس الاكاديمية الاستاذ الدكتور عادل يحى لتيسير شئون الاكاديمية حتى يتم تعيين رئيس جديد لها . وقد خالف الوزير السابق العرف والتقاليد وكلف الأ ستاذة الدكتورة أحلام يونس مديرة معهد الباليه بتسيير الاكاديمية حتى يتم تعيين رئيس جديد لها , ثم عينها بعد فترة وجيزة رئيساً للأكاديمية , رغم وجود من هو أحق منها بذلك من أساتذة الأكاديمية العظام , وهناك علامات استفهام كثيرة حول تعيين وزير الثقافة السابق للدكتورة أحلام رئيساً للأكاديمية .
وأين انت يامعالى وزير الثقافة من هذا الفساد فى اكاديمية الفنون , حيث تم منح دكتوراه الفخرية لمن لا يستحق وحجبها عن آخرين من المصريين والعرب الذين يستحقونها وفى مقدمتهم الاستاذ الدكتور الشيخ / سلطان القاسمى .