فى هذه الأيام ياأمى تحتفل كل البنات بأمهاتهن حتى ولو صرن زوجات وأمهات ..
فكل واحدة منهن ستبقى فى عين أمها طفلة صغيرة وكل واحدة منهن ستبقى مهما كبرت تشعر بطفولتها فى حضرة أمها حتى ولو كان الموت قد غيبها جسدا فى سراديبه الحزينة وسماواته البعيدة.
يا أمى ..
كيف لى أن أحتفل اليوم وأنت هناك ؟ .. بعيدا جدا عن يدى .. عن أحضانى .. عن أحتياجى وحنينى إليك .. عن أصابعى وعيونى .. بعيدا جدا عن كل أشواقى .. بعيدا بعيدا عن ظنونى وظنون ظنونى ؟
أكتب إليك هذه الرسالة وأنا أعرف أن روحك تحلق من حولى .. ترفرف كالفراشات .. تحاصرنى من كل أتجاه .
اعرف أنك فى قلق دائم على صحتى وراحتى .. وأنك رغم مرور كل هذه الأعوام تتابعين جهدى وأجتهادى وتصلين من أجل طموحاتى كما كنت تفعلين تماما وتوجهين دعواتك لله أن يحمينى ويمنحنى القوة التى تساند خطواتى فى طريق حياتى .
يا أمى ..
دموع العين أصبحت أنهارا بين ضلوعى .. أصبحت أشجارا فى أعماق روحى .. أصبحت اوتارا فى معزوفة أفكارى .. أصبحت اذكارا فى مساءات صلواتى .
لقد أصبحت قوية .. بما يكفى لأنى أحبك .. كما كان يجب أن أحبك وأصبحت كبيرة كما يكفى لأن أضمك بين ذراعى .. كما كان يجب أن أضمك .. لكنى رغم هذه القوة يا أمى ورغم كل هذه الصلابة ورغم كل هذا الحضور .. ما زلت طفلة تائهة فى جنات أحضانك .. مبحرة بين دفئك ودفئك .. أعيش على صدى همساتك الحانية .. أستعيد ألبوم الصور والذكريات وأبقى وحيدة رغم كل هذه الدنيا من حولى .. فقد ذهبت الدنيا معك يوم ذهبت .. يا أمى .. ويا كل الأمهات