اكتشافات بترولية جديدة فى جنوب مصر.. ووزير البترول يؤكد: ستؤدى إلى جذب استثمارات الشركات العالمية
أصبح البترول مصدرا من مصادر الثروة ودخل الدول فى العالم كله، بعدما أصبح الاعتماد عليه تقريبا فى شتى مناحى الحياة بشكل أصبح لا يمكن معه الاستغناء عنه، وتعد مصر من أكبر الدول التى تذخر أرضها بكنوز بترولية لم تكتشف حتى الآن، وتقوم الدولة بجهد كبير فى التنقيب عن البترول والغاز بواسطة الشركات الاجنبية والتى تعمل فى مصر فى مجال التنقيب عن البترول منذ سنوات عدة، وليس ادل من الوفرة البترولية التى تتمتع بها مصر فى باطن أرضها من الاكتشافات البترولية التى تقوم بها مصر فى مناطق مختلفة منها، بل وحتى فى البحر والمناطق الصحراوية والتى تعتبر الاكثر معدلا فى الاكتشافات البترولية، فبعد الاكتشافات الاخيرة فى منطقة الصحراء الغربية والتى اصبحت رقما مهما فى تغطية الاحتياجات البترولية فى مصر الفترة المقبلة، قامت شركة جنوب الوادى القابضة للبترول بتحقيق اكتشاف بترولى كبير فى جنوب مصر والذى سمى بـ"ملك" وهو يقع بمنطقة امتياز غرب عش الملاحة التابعة لشركة أمنيكس الإنجليزية على بعد 30 كم من الغردقة والذى يعد رابع كشف بترولى يتحقق فى منطقة فى منطقة جنوب مصر، وأظهرت الاختبارات تدفق الإنتاج منه بمعدل 430 برميلا يوميا من الزيت الخام الخفيف عالى الجودة بدرجة 40 API وباحتياطيات تقدر بحوالى 9.6 مليون برميل، ومن المخطط بدء الإنتاج التجارى من الكشف الجديد خلال الربع الثانى من العام الحالى والعمل على زيادة معدلات الإنتاج حيث سيتم تنفيذ خطة لتنمية الكشف الجديد من خلال حفر 7 آبار جديدة.
من جانبه قال المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية: إن استمرار تحقيق اكتشافات جديدة فى منطقة جنوب مصر يسهم فى تعزيز المؤشرات الايجابية تجاه الاحتمالات البترولية فى تلك المنطقة البكر التى تمثل ثلثى مساحة مصر، ويؤدى إلى فتح آفاق جديدة لتكثيف النشاط البترولى وزيادة جذب استثمارات الشركات العالمية إلى منطقة الجنوب لتعظيم فرص اكتشاف الثروات البترولية بها خاصة بعد النتائج والمؤشرات الجيدة التى تحققت بحقل البركة بمنطقة كوم امبو والذى يمثل بداية اكتشاف وغنتاج البترول لأول مرة بجنوب مصر.
قال الجيولوجى أبوبكر إبراهيم رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، انه سبق تحقيق 3 اكتشافات بترولية فى منطقة جنوب مصر وتشمل كشفى البركة وغرب البركة بمنطقة كوم أمبو وكشف ويم فى منطقة امتدادات تنمية غرب عش الملاحة التى تساهم فيها مناصفة شركتا ثروة المصرية ولوك أويل الروسية.
وأضاف رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، إلى أن الشركة تخطط لتكثيف نشاط البحث عن البترول والغاز فى منطقة جنوب مصر من خلال المزايدة العالمية الجديدة التى تم طرحها فى نهاية عام 2014 وتشمل 10 مناطق جديدة مشيرا إلى ان هناك 17 اتفاقية بترولية سارية بتلك المنطقة حيث من المخطط أن يصل اجمالى الاستثمارات فى مجالات البحث والاستكشاف والتنمية إلى حوالى 442 مليون دولا بنهاية العام المالى القادم.
يقول الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: إن الاكتشافات البترولية فى هذه الفترة فى غاية الاهمية لمصر ويجب ان تحرص عليها الدولة وتبذل كل امكاناتها للمزيد منها لانها ستوفر على مصر مليارات الجنيهات التى تنفقها كل عام على استيراد شحنات من البترول والغاز للتغلب على ازمات الطاقة الطاحنة التى تمر بها مصر منذ فترات مضت، ونحن نرى جهودا كبيرة تبذل من مسئولى القطاع البترولى خلال الفترة الماضية فكانت النتيجة الحتمية اكتشافا بتروليا جديدا هاما فى جنوب مصر وبالطبع نشكرهم عليها ونتمنى ان تستمر مسيرة بذل الجهود دون انتهاء
وأضاف الخبير الاقتصادى، أنه يجب على المسئولين فى مصر وفى القطاع البترولى تحديدا أن يضعوا خطة استراتيجية عاجلة للوصل بمصر إلى الاكتفاء الذاتى من المواد البترولية لنتجنب مزيدا من الازمات الطاحنة، ثم ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة تصدير البترول وزيادة الاستثمارات وبالتالى زيادة الدخل القومى للدولة، ومن المهم أيضا ان تنهى الدولة تماما قضية مستحقات الشركات الاجنبية وان تنهى ما تبقى من هذه المستحقات حتى يكون حافزا مهما لهذه الشركات بذل مزيد من الجهود والعمل فى مجال التنقيب عن البترول والغاز، وان تم ذلك فسيكون بمثابة دعوة جديدة وحافز قوى لدخول مزيد من الشركات الاجنبية مجال التنقيب البحث عن البترول فى مصر وهو ما يزيد من اسهم مصر فى مجالات الاستثمار البترولى وزيادة احتياطى مصر منها.
قال المهندس مدحت يوسف الخبير البترولى ونائب رئيس الهيئة العامة للبترول الاسبق، انه كلما زادت الاكتشافات والآبار البترولية قل اعتماد مصر على الاستيراد من الخارج وسيعطى لمصر وفرة فى المواد البترولية تجعلها تصنع اكتفاء ذاتيا وتشبع حاجة السوق المحلى من هذه المواد والتى عانت مصر نقصا حادا فيها خلال السنوات الماضية، وجنوب مصر تعد كنزا حقيقيا لجلب الاستثمارات لقطاع البترول من خلال التنقيب والبحث والاستكشاف هناك، فالارض هناك غنية جدا وبها وفرة كبيرة من البترول والغاز وقد كان الامر يجد صعوبة كبيرة خلال السنوات الماضية لعدة أسباب استطاع المسئولون التغلب عليها خلال الفترة الماضية وهى تمثل نسبة كبيرة جدا من مساحة مصر التى تحتاج إلى قوة استثمارية كبيرة خلال الفترات المقبلة للقيام باكبر قدر من عمليات البحث والتنقيب عن البترول والغاز والاستفادة من هذه الكنوز التى تعد مكسبا حقيقيا لمصر سوف يكون بمثابة طفرة حقيقية فى قطاع البترول ويساهم فى حل ازمة الطاقه التى تتزايد كل يوم وأيضا حل مشكلة الغاز الطبيعى وقلة توافره ما اضطر وزارة البترول لاستيراده بشكل اكبر خلال الفترة الماضية والذى كلف الدولة مليارت الجنيهات وهو ما ستوفره الاكتشافات المختلفة فى جنوب مصر
وأضاف الخبير البترولى ان هناك بعض الشركات الاجنبية تسعى للتعاون فى مجال البحث والتنقيب عن البترول خلال الفترات المقبلة والقيام بعقد بعض الاتفاقيات وأنه بعد عقد بعض الاتفاقيات مع مجموعة من الشركات الاجنبية ودخول بعض الشركات المصرية بقوة على الساحة للفوز ببعض مناطق الامتياز فى جنوب مصر للتنقيب والبحث عن البترول، اتوقع تدفق مزيد من الاستثمارات والتى ستصل إلى مليارات دولار، كل ذلك بالاضافة إلى زيادة الاحتياطى المصرى من البترول والغاز والذى من المتوقع زيادته خلال الفترة القادمة بفضل هذه الاكتشافات التى سيقوم بها كثير من الشركات الاجنبية العالمية وبعض الشركات المصرية، وقد قامت وزارة البترول فى وقت لاحق بعقد بعض المباحثات المبدئية مع بعض الشركات، كما قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بعقد اتفاقيات مع شركات مصرية للتنقيب والبحث عن البترول والغاز فى جنوب مصر، واهم ما يميز هذه المنطقة عن غيرها هو عدم القيام بعمليات بحث وتنقيب عن البترول فيها منذ فترات طويلة وكان هناك بعض هذه العمليات ولكن فى إطار ضيق جدا ولم تلقىهذه الاستثمارات اهتماما كبيرا نظرا لقلتها.