استثمارات جديدة لتكرير الخام الجزائرى فى المعامل المصرية
تحتل مصر المركز الثانى لطاقة تكرير البترول على مستوى الدول العربية بعد السعودية، وجاءت الكويت فى المركز الثالث. وأكد تقرير لوزارة البترول المصرية حسبما أعدته الهيئة العامة المصرية للبترول، أن نسبة السعودية بلغت 27 فى المائة من إجمالى طاقة التكرير العربية للبترول بطاقة مليون و796 ألف برميل يوميا، فى حين تستحوذ مصر على 12.4 فى المائة من إجمالى طاقة التكرير العربية من خلال تسعة معامل تكرير منتشرة فى المناطق الجغرافية المختلفة فى مصر وبطاقة تبلغ 818 ألف برميل يوميا، ثم الكويت فى المركز الثالث وبنسبة 9.9 فى المائة من إجمالى طاقة التكرير بدول العالم العربى.
وكشف التقرير أن عدد معامل التكرير فى الدول العربية بلغ 67 معملا وتبلغ طاقتها الإجمالية 6.6 مليون برميل يوميا وتشكل 8.1 فى المائة فقط من إجمالى طاقات التكرير العالمية البالغة 81.4 مليون برميل يوميا وأنه على الرغم من زيادة إنتاج معامل التكرير العربية عن كميات الاسهلال فان الوضع لا يعكس الصورة الحقيقية لتوافر المنتجات البترولية فى دول العالم العربى.
وذكر التقرير الذى أعده الدكتور حسين شارب خبير التكرير البترولى أنه بينما يمثل إجمالى الاستهلال نسبة 56.6 فى المائة من إجمالى إنتاج المعامل وهو ما يوحى بوجود فائض فى المنتجات البترولية، إلا أن الوضع على مستوى كل دولة يعطى صورة مغايرة لذلك تماما حيث لم تحقق سوى الكويت والبحرين فائضا من إنتاج كل المنتجات البترولية ولا تزيد احتياجاتها على 20 فى المائة من طاقات البترول وينتظر أن يستمر الوضع هكذا حتى عام.2010 من ناحية أخرى فإن بعض الدول العربية منها السعودية ومصر وسوريا والأردن تواجه عجزا فى بعض المنتجات البترولية، فيما تواجه بقية دول العالم العربى عجزا فى كل المنتجات البترولية وبدرجات مختلفة.
وفى هذا السياق يؤكد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول، أن قطاع البترول ينفذ خطة متكاملة لتطوير ورفع كفاءة وزيادة طاقات معامل التكرير تتضمن إزالة الاختناقات وإضافة وحدات إنتاجية جديدة ومتطورة واستغلال الطاقات الفائضة. وأشار الوزير إلى تحديث معدات الإنتاج وأنظمة السلامة والصحة المهنية إلى جانب تحسين مواصفات استخدام المنتجات البترولية، بما يسهم فى تأمين إمدادات الوقود للسوق المحلى، وخفض الاستيراد من الخارج بما يسهم فى خفض جانب من عبء الدعم عن كاهل الموازنة العامة للدولة. مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تستدعى بذل مزيد من الجهد لزيادة معدلات الإنتاج، وتطوير معامل التكرير ورفع كفاءتها.
وتأكيدا لكل ما سبق حصلت الجزائر على برنامج عمل معامل تكرير البترول المصرية لتوفيق خام نفطى يناسب أساليب تشغيل تلك المعامل المصرية حتى تتمكن من تكرير كميات منه فى مصر، بحسب مصدر مسئول بالهيئة العامة للبترول، وتجرى حاليا مفاوضات بين الهيئة العامة للبترول وشركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة لتكرير كميات من النفط الجزائرى فى المعامل المصرية وردها إلى الجزائر بعد شراء كميات منها مقابل رسوم محددة.
من جانبه قال اليوسف اليوسفى وزير الطاقة والمناجم الجزائرى، أن وفد شركة سوناطراك الجزائرية الذى زار القاهرة خلال الفترة الماضية عرض تكرير الخام الجزائرى فى المعامل المصرية إلا أن النفط الجزائرى يتسم بانه خام خفيف يصعب تكريره فى المعامل المصرية لذلك يجب خلطه مع خام ثقيل، لتكوين خام يناسب معامل التكرير المصرية، وهناك إمكانية لتكرير لتكرير خليط من الخام الجزائرى بمعامل التكرير المصرية وأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع بين مسئولى هيئة البترول المصرية ومؤسسة سوناطراك الجزائرية لتحديد الخطوات اللازمة لتنفيذ الاتفاق.
وأضاف اليوسفى، أن البرنامج الذى حصلت عليه الجزائر يحدد نسبة خلط الخام الجزائرى مع الخام الثقيل. ويتم الاتفاق مع الوفد على حصول مصر على جزء من المنتجات البترولية الناتجة عن عمليات التكرير لتغطية جزء من احتياجات السوق المصرية من البنزين والسولار، وأنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائى بين شركة سوناطراك الجزائرية وبين هيئة البترول المصرية بخصوص تكرير الخام الجزائرى خلال النصف الأول من العام الحالى.
وأشار المهندس عمرو مصطفى نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، إلى أنه من المتوقع أن يتم تكرير الخام الجزائرى فى معامل تكرير مدرو بالإسكندرية ، فمعامل التكرير المصرية تمتلك قدرات هائلة وإضافية تٌقدر ب6 ملايين طن سنويا، لا يتم استغلالها بشكل كامل، حيث تمتلك وزارة البترول نحو 12 معملا بطاقه إنتاجية تٌقدر بـ34 مليون طن يستغل منها نحو 22 مليون طن فقط سنويا، ويسعى معمل تكرير مدور على سبيل المثال إلى زيادة طاقته الإنتاجية الإجمالية بنحو 60% لتصل إلى 160 ألف برميل يوميا مقابل 100 ألف برميل يوميا فى الوقت الحالى وذلك من خلال اجراء توسعات بقيمة 1.2 مليار دولار.
وأضاف مصطفى، أن استهلاك مصر يبلغ من البنزين حوالى 5.2 مليون طن سنويا يمثل بنزين 80 نحو 50% بواقع 2.7 مليون طن يلية بنزين 92 بنحو مليون طن، بينما يبلغ حجم الاستهلاك السنوى للبنزين 95 نحو 400 ألف طن، وفقا لأرقام موازنة العام المالى 2011 / 2012، وتستورد الهيئة العامة للبترول نحو 13 ألف طن يوميا من احتياجاها من السولار المقدرة بـ35 ألف طن، وتنتج الجزائر نحو 1.4 مليون طن يوميا من خام البترول، وبلغت صادراتها من النفط نحو 96.7% من حجم إجمالى الصادرات عام 2013 بقيمة إجمالية تبلغ 63.7 مليار دولار مقابل 69.8 مليار دولار فى 2012 بانخفاض نسبته ٪8.6.