السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» تكشف طرق حديثة للزراعة

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 21:00
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» تكشف طرق حديثة للزراعة

عبد الوهاب
عبد الوهاب

زراعة المحاليل المغازية «الهيدروليك» لا تحتاج تربة وتصلح الأراضى غير المستعملة

فى ظل ندرة المياه التى تعانى منها مصر وكذلك تآكل الأرض الزراعية وزيادة عدد السكان وعجز الموازنة وزيادة فاتورة استيراد الغذاء من الخارج خاصة القمح الذى يمثل 95٪ من غذاء الشعب المصرى كان لابد من وجود بدائل لتوفير غذائنا ومنها عن طريق الزراعة الحديثة التى تتماشى مع ندرة الأرض والمياه ولزيادة الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر وعلى الأقل تقليل فاتورة استيراد الغذاء، فكان هذا التحقيق لعرض عدة طرق حديثة للزراعة وأخذ رأى الخبراء لحل هذه المشكلات المزمنة.



يقول الدكتور محسن جامع، عميد كلية زراعة بجامعة الوادى الجديد: إن الزراعات الحديثة لا تتوقف على حاجة معينة ويوجد لدينا بالكلية 15 تخصصا وكل تخصص يوجد به حاجة حديثة والزراعة الحديثة موضوع مهم جدا يعنى فى الرى واستصلاح الأراضى وغيرهما عندما تتكلم عن الزراعة الحديثة ستتكلم معها عن زراعة الصحراء بالطرق العلمية الحديثة، فلابد من إجراء اختبارات للتربة ولو كنا سنبدأ بزراعة حديثة ممتازة فلابد من توافر 5 عناصر، أولا المكان الذى يشتغل به هل فيه تربة متوافرة يبقى لازم صلاحية التربة للزراعة، وتأتى بدكتور من قسم الأراضى لرؤية الأرض ويجرى لها اختبارا، هل يوجد بها أملاح ومنها تربة صالحة للزراعة وعناصر غذاء كافية، ومشاكل مياه ومعوقات الزراعة والزراعة الحديثة فى هذا المجال نستخدم الاستشعار عن بعد ثم اللجوء إلى المعامل الكيمائية لتحليل التربة ثم بعد أن يكتشف وجود تربة ممتازة نتأكد أنها أرض صالحة للزراعة. والعملية الثانية وهى البحث عن المياه، وهو الاستعانة بأحد من قسم الجيولوجيا أو شخص يكون دارسا لهذه المنطقة لكشف وجود مياه بها أولا توجد مياه، وإذا كان عندنا فى الوجه القبلى بالهضبة الشرقية ارتفاعها 400 متر والمواطنون الذين باعوا أراضيهم بدءوا يزرعون بالجبال ويستصلحون وسط الصخور الصحراوية ولا يوجد بها مياه إلا مياه مالحة فيبدأ بحفر بئر على مساحة 50 أو 60 مترا وبعد كل هذا يكون غير ضامن أن يصل إلى المياه لأنه استخدم طرقا غير مضمونة، وبعد ذلك يقوم بعمل تحاليل للمياه لكشف الأملاح بها أولا، وإذا لزم الأمر أن يدخل الأسلوب العلمى فى هذا فيتوجه إلى قسم الأراضى ويكشف نسبة الملح الموجودة بالماء وإذا كانت مياها مالحة يزرع بها قمحا وشعيرا، فلابد أن نستخدم الزراعة الحديثة بالأسلوب العلمى ومن ناحية التوفير فى المياه فلابد أن نستخدم «الغمر» فى حالة وجود أملاح، وفى حالة عدم وجود أملاح فنستخدم «الرى بالتنقيط» لأنها أعلى طرق الرى كفاءة بالزراعة الحديثة، والغمر هو الذى استخدموه أجدادنا أيام الفراعنة ويتم نزع الملح باستخدام أنابيب لرفع الكفاءة، وتقضى الزراعة الحديثة على البلهارسيا وتوفر فى العمالة ويمكن أن عاملا بمفرده يقوم بشغل 50 فدانا وهذا بالنسبة للرى، وبالنسبة للمياه يرفع كفاءة المياه نفسها فى الرى، مثلا إذا كانت المساحة 30 مترا ستصبح 15 مترا ويبقى ضاعفت المساحة الزراعية ويوفر فى السماد والمنتج ويرفع كفاءة السماد بمعنى لو فدان الطماطم يجيب 30 طنا سيصبح 60 طنا واستخدام التكنولوجيا والبذور (الهوجن) أنك تشترى التقاوى بالبذرة وليس بالكيلو وثمن البذرة يصل إلى جنيه مثلا بذرة طماطم توفر 20 كيلو وبالتالى استخدام (الهوجن) الحديث للتقاوى وتكون كمية المحصول من خلاله بالضعف وعن استخدام المبيدات فى الزراعة الحديثة بدلا من استخدام مبيدات ضارة بالإنسان نقوم باستخدام مقاومة حيوية نستخدم من خلالها حشرة مفيدة تأكل حشرة ضارة أو ميكروب مفيد يقتل ميكروبا ضارا ويسمى بالمقاومة الحيوية، وبالنسبة للأمراض إنتاج أصناف داخل الأنسجة وهى إنتاج سلالات مقاومة للأمراض إذن وفرت عليك تدخل رش عن طريق مقاومة للأمراض.

وتضيف الدكتور سمر أمين، الاستاذة بكلية الزراعة جامعة الوادى الجديد، أن من طرق وأساليب الزراعة الحديثة التى تنفذ فى مصر طريقة تسمى مزارع المحاليل المغازية أو الهيدروليك، وهذه الطريقة تصلح لمحاصيل الحفر مثل الجزر والبطاطس والطماطم والخس وبعض نباتات الزينة والفاكهة مثل البطيخ والكنتالوب والفراولة وهذه فائدتها لأن مصر فى الأراضى غير الصالحة للزراعة لأن الأراضى الصحراوية لتحويلها إلى أراضٍ زراعية فهذه محتاجة إلى نقل طمى وأموال كثيرة، وهذه الطريقة ليست رخيصة، لكن إنك تبدأ فى الإنتاج مباشرة بعدما تقوم بشراء الأجهزة بمعنى أنك لا تستصلح أى أرض ولكن تتعامل على نفس الأرض وهذه الطريقة منتشرة فى دول أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وفرنسا ومؤخرا بدأت تنتشر فى بعض الدول العربية مثل الكويت والسعودية والإمارات وهذه الطريقة تشمل نوعين هما مزارع سايلة وهو أن أضع النبات فى محاليل مغازية فى بيئة سايلة فيمتص المواد الغذائية التى يحتاجها بسهولة مباشرة تصل إليه والطريقة الثانية أن أضيف لها بعض الحصى أو الرمل أو نشارة الخشب، وهذه من الأشياء المتوافرة فى مصر ومميزاتها أنها يوجد بها قدرة كبيرة فى استخدام المياه مثل الزراعات التقليدية إلا عن طريق لقح النبات وهذه يتم خلالها استخدام مياه مالحة لو أضفنا إليها أسمدة لا تضر أو يحصل بها تثبيت للنبات ويستفاد من السماد مباشرة ولا تحتاج إلى عمليات زراعية تقليدية مثل تنقية الحشائش والحلف وهذه الطريقة لو فى صورة محلول سهل إنى استخدام أو أعقم الأجهزة بحيث إن النبات لا يوجد به فطريات أو أمراض مثل التى تنتشر بالزراعة التقليدية، ومن السهولة أن أقوم بضبط العناصر التى يحتاجها النبات، ومع تلك الطريقة يصبح النبات صحيا ويزود كمية النبات وكمية المحصول ويوجد بها مجموعة من العيوب أن الاعتماد يكون على الكهرباء وإن أغلب استهلاك مصر فى الكهرباء بدلا من المازوت أو البنزين أو الديزل، فيمكن أن نستخدم أو نشتغل بالطاقات الأخرى مثل طاقة الريح أو الطاقة الشمسية وأنها توفر فى العمالة خاصة أن مصر مشكلتها أنها كثيفة العمالة وهى مفيدة لأننى أقوم باستصلاح أكبر عدد من الأراضى الصحراوية وتحويلها إلى زراعية ومن ناحية التوفير قال إنها لا تأخذ مياها كثيرة لأننى استفيد بالمياه التى أخذتها فى البداية والفكرة أن المحاصيل الأخيرة عندما تحتاج إلى مياه فاضطر أن أروى الأرض كلها على فترات، خصوصا الصيف والشتاء، ولكن هذه الطريقة لا تحتاج إلى مياه كثيرة مثل الطرق التقليدية، فإننا نقوم بتوفير فى المياه ويكون المنتج ذا جودة عالية ويصلح للتصدير عن الزراعات التقليدية العادية.

يقول الدكتور محسن عبدالوهاب وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد أن الزراعات الحديثة داخل الأحواض الزراعية ومحافظة الوادى الجديد يوجد بها عدد 110 صوب زراعية لزراعة فلفل وخيار وباذنجان وطماطم ويوجد بها زراعات بالتنقيط تمثل نسبة 40٪ من إجمالى المساحات المزروعة بالوادى، خصوصا شرق العوينات ويزرع بها مساحات من البطاطس بحوالى 21500 فدان من البطاطس ولدينا طريقة للتخلص من مياه الصرف الصحى عن طريق زراعات نباتات الوقود الحيوى مثل الجاتروفا والجوجوبا، بالإضافة إلى الزراعات التقليدية.. والمعروف أن محافظة الوادى الجديد تزرع 130 ألف فدان قمحا وردت للمحافظة 150 ألف طن هذا عدا ما يدخره المزارع لنفسه وما ورد للمحافظة، فضلا على أن الإنتاجية هذا العام زادت بمعدل 1.6 إردب.

وتوفر الزراعات الحديثة فى المياه والأسمدة والعمالة وأنها تعطى منتجا ذا جودة أعلى وإنتاجية أعلى والتربة تختلف حتى لو كانت على الأسطح لأنهم يضعون لها (الكوميست) عبارة عن صناديق يتم الزرع بها بدلا من التربة.