السوق العربية المشتركة | أدب الخطاب في حضرة أصحاب المقام!!!

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 15:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
أدب الخطاب في حضرة أصحاب المقام!!!

أدب الخطاب في حضرة أصحاب المقام!!!


عاد الفلاح الفصيح ذلك المصري الأصيل الذي لم تكسر فصاحته هموم السنين ولم تعجزه عن البلاغة في التعبير حوادث القرون ... عاد وعلى لسانه قول أثير خلاصته هو أن : "المواطن في كل الأوطان هو صاحب المقام الذي يحظى بكل احترام "... هذا ما تقوله لنا بوضوح مسيرة الشعوب الأكثر تقدما والتي تحقق نجاح  الحكومات في خطط النهضة على الدوام .



عاد الفلاح الفسح  ليقدم في عصر الانترنت الصريح  رسالة التقطتها بعد أن  بثها عبر الأثير ، وفيها يقول :
( سيدي المسؤول الكبير الذي تعين في منصبه بأرفع المراسيم ليكون في خدمة الجميع.

قلت سيدي لأن رسالتي ستصل إليك في مكتبك حيث الوجاهة تحيط بك من كل جانب والشعور بزهو المكان والمكانة يجتاح كيانك.
قلتها لأني أعرف أدب الخطاب منذ نشأت في وطني وحتى حين احتضنتني بلدان الهجرة والاغتراب

قلتها عن قناعة مني منذ علمنا الأهل وتشربنا من قواعد الأصول والعرف أن نحترم أهل الدار وأن نلتزم الأدب في حضرة الكبار من أصحاب المقام
ونشأنا جميعا ونحن نعرف أن كل الأديان السماوية وقبل أعرافنا النيوية توصينا بحسن الخطاب والالتزام بآدابه على الدوام.
ياسيدي المسؤول

معذرة عن الإطالة في مقدمة الرسالة التي لن تسعدك بقية سطورها مهما تمالكت النفس أو تغاضيت عن بعض مافيها من كلمات هي أشبه بالوخزات.
أنا ياسيدي المسؤول...ذلك المغترب (الذي شرفك بلقائه ) حين  أوفدتك حكومة الوطن ، مشكورة ، لكي تتعرف على ما نعانيه من مشكلات تتعلق بأوضاعنا ومجريات حياتك ومستقبل أبنائنا عندما نزور الوطن أو حينما نفكر في العودة إليه والبقاء فيه حتى نهاية العمر.
وإليك موضوع رسالتي :

حين أبلغني البعض بأنك ، إلى حيث أقيم ، جئت.. قررت أن آتي إليك لأرحب بك في دار الغربة التي أصبحت داري منذ إليها وصلت .
ألغيت نوم "القيلولة " عادتنا المزمنة التي أسميها "استراحة المحارب" في عصر فيه الأمور تتزاحم

وأعددت نفسي للقائك كي أضع استفساراتي أمام عينيك بعد أن وضعت قائمة بما يدور في بالي من شؤون قبل أن أختار منها ما يتناسب مع علمك وحضورك.

وقبل الموعد الذي أخبرني عنه الأصحاب ، جهوت نفسي للوصول إلى مكان اللقاء في ذلك الفندق الكبير الذي لم أعرفه قبلا لأني لا أرتاد الأماكم ذات الخمسة نجوم.

ونزلت إلى الشارع واستوقفت سيارة أجرة لأني لست من ملاك السيارات الخاصة وإن كنت أعتبر نفسي في بلاد الغربة مالكا لكل وسائل المواصلات العامة

وحين وصلت سددت الأجرة للسائق من مالي الخاص ، وصعت إلى القاعة العليا لألقاك وأرحب بك وكل مشاعري تفيض بالامتنان لمن أرسلوك إلي .

في المصعد ... دارت الأفكار في رأسي وأدركت أنك تأتي إلي في دار إقامتي وأنك بالنسبة لي ضيف ... وأن حضوري للقائك هو أصدق تعبير لمبدأ ..إكرام الضيف !!!
لكن ...فجأة وبعد دقائق من بدء الحديث ... رأيتك تغيرت ... وبدأت تحادثني ومن معي في القاعة بلهجة فيها ..تعال أشبه بالزجر ... وكأنك تلومني لأني إليك جئت ... وتوبخني لأني صدقت أنك من أجلي أتيت..

... ورغم ذلك ياسيدي ...بقيت.. حتى انتهى لقاؤنا بك ... احتراما للحاضرين والتزاما بمبدأ ..إكرام الضيف...رغم أني من لقائك عدت وأنا على يقين بأنك طوال الجلسة ...كنت تظن أننا نقف على باب مكتبك ... الذي تزهو فيه بالجاه وبالأمر وبالنهي!!!
أنت لم تخطيء ياسيدي ... لأنك عن نفسك عبرت ...وأنا المخطيء فعلا لأني صدقت أنك ستحترم موقفي من إكرام الضيف وأنك ستقدر أنك خارج مكتبك مجرد ضيف ... وأنك في حضرتي أنا صاحب المكان وإن لم أكن صاحب الدار التي جمعتني بك.

إن حكومة الوطن التي أرسلتك إلينا لم تفعل ذلك من فراغ ياسيدي ...فمن المؤكد أنها لم تقم بإرسالك إلى حيث نعيش إلا عن قناعة بأننا " صاحب مقام"  الذي يحظى بكل رعاية واهتمام أينما كان وفي كل زمان!!!).
ملحوظة قبل الختام : (إذا كنت ترى ياسيدي، وقد حرصت على عدم ذكر اسمك وصفتك لأنك لاتزال في ضيافتنا،  إذاكنت ترى أنك عندما تكون في حضرتنا لست بين أصحاب مقام ... فلا تكرر الزيارة ليبقى بيننا هامش من الود والاحترام ... فليس من الحكمة أن نقول للكرام عبارات هي غث الكلام!!!)
((( صورة طبق الأصل من رسالة فلاح فصيح في عصر صريح)