السوق العربية المشتركة | من النيل إلى الفرات.. كيف نحمي مستقبلنا بالتنمية والوحدة؟

الأطماع تواجه بالوعي والعمل وكل مشروع تنموي هو خط دفاع جديد عن أمننا القومي.يميل الإنسان بطبيعته إلى البحث ع

السوق العربية المشتركة

الخميس 2 أكتوبر 2025 - 11:17
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
من النيل إلى الفرات.. كيف نحمي مستقبلنا بالتنمية والوحدة؟

من النيل إلى الفرات.. كيف نحمي مستقبلنا بالتنمية والوحدة؟

الأطماع تُواجه بالوعي والعمل، وكل مشروع تنموي هو خط دفاع جديد عن أمننا القومي.



يميل الإنسان بطبيعته إلى البحث عن تفسير لما يعيشه من ضغوط، خاصة عندما تُثقل كاهله الأزمات الاقتصادية وتتراجع قدرته الشرائية. وغالبًا ما يوجَّه اللوم إلى الداخل: السياسات، الإدارة، القرارات. وهذا أمر مفهوم، لكنه ليس الصورة الكاملة.

الحقيقة الأعمق أن ما نمر به اليوم ليس مجرد أزمة اقتصادية محلية، بل جزء من معركة إقليمية ممتدة تستهدف منطقتنا. تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة، وهو يعلن عن “مهمة تاريخية” لتحقيق ما يسميه “إسرائيل الكبرى”، تكشف بوضوح أن هناك أطماعًا تتجاوز حدود فلسطين، لتصل – وفقًا لروايتهم – من النيل إلى الفرات. هذه ليست مجرد كلمات في الكتب القديمة، بل خطاب سياسي معلن، يضع مصر والمنطقة كلها في قلب المخطط.

من هنا نفهم أن الضغوط الاقتصادية التي نواجهها ليست وليدة الصدفة وحدها. فعندما تتأثر إيرادات قناة السويس أو تقل حركة السياحة، فإن ذلك يأتي في سياق حرب ناعمة تستهدف إنهاكنا اقتصاديًا ودفعنا إلى الفوضى. الهدف واضح: كسر الإرادة الوطنية تمهيدًا لفرض واقع يخدم أطماع الغير.

لكن الرد الحقيقي لا يكون باليأس أو الانشغال بلوم الذات فقط، وإنما بالعمل والبناء. فالتنمية الاقتصادية لم تعد رفاهية أو مجرد تحسين مستوى معيشة، بل صارت خط دفاع أول عن أمننا القومي. كل مشروع صناعي جديد، كل محطة كهرباء تُنشأ، كل فدان يُزرع، وكل شاب أو شابة يحصلان على فرصة عمل كريمة، هو في الحقيقة جدار صلب يقف أمام هذه المخططات.

إنها ليست دعوة لتجاهل مشاكلنا الداخلية، بل لتوضيح أن معركتنا أكبر وأوسع. إننا بحاجة إلى وعي جماعي بأن الأمل ليس مجرد شعار نردده، بل فعل يومي نشارك فيه جميعًا. فبالتنمية والوحدة، يمكننا أن نحول خرائط الأطماع إلى مجرد أوهام، ونرسم نحن خريطتنا الحقيقية: خريطة أمة قوية متماسكة، تصنع مستقبلها بيدها.