اقتراب مجلس الشيوخ يؤكد تاريخ الفيوم السياسي عائلة واحده لا تكفي
منذ زمن طويل ونحن نشاهد التاريخ السياسي بالفيوم تسيطر عليه عائلة نستطيع من خلالها معرفة كيف تدار الحياة السياسة داخل إقليم الفيوم والغني بالعائلات الكبيرة والتي تحمل علي عاتقها موروث سياسي يعود بالمنفعة العامة لتلك المحافظة والتي تمثل تاريخ سياسي هام ليس بالفيوم فقط بل لمصرنا الغالية.
والمتابع للحركة السياسية بمحافظة الفيوم من مائة عام يعرف علي الفور أن هناك من جعل من المردود السياسي منظور مغاير تماما لمجرد السعي من أجل الوصول إلي مقعد البرلمان ، فقد تنصب الكثير منهم مناصب برلمانية رائدة بالعمل السياسي حتي أصبح هناك من يمثل وكيل مجلس النواب بالعصر الذهبي للمملكة المصرية مثل السياسي الكبير "حمد باشا الباسل" شيخ عرب قبيلة الرماح بالفيوم.
اظهر الباسل خلال تواجده بالحقل السياسي داخل احد القلاع السياسية الهامة بذاك الوقت وهو حزب الوفد أن القادم من البادية يملك من الفراسة والدهاء السياسي ما يجعله أحد أهم أفراد الحزب البارزين ، الأغرب مما سبق أنه وخلال سنوات قليلة أصبح الزراع الايمن لزعيم حزب الوفد ورفيق الدرب سعد زغلول ، ولأنه وطني بالوراثة كان من المحكوم عليهم بالنفي خارج البلاد دفاع" عن قضايا مصرنا الحبيبة ضد المستعمر البريطاني.
توالت المناصب السياسية الهامة داخل البرلمان المصري لتخرج لنا اسماء كانت لها الكلمة والمردود الطيب عند التحدث عن هموم الوطن نالت من خلالها بعض الأسماء مكانه ظلت تفخر بها الفيوم حتي كتابة هذه السطور.
الأسماء التي لمعت وشكلت القوام السياسي للمحافظة والمؤثرة امثال رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور "صوفي ابو طالب" والدكتور "يوسف والي" صاحب اكبر شعبية سياسية بمصر وبالفيوم فقد تفوق والي علي نفسه خلال تواجده بالحزب حتي أصبح "والي" امين عام الحزب الوطني الديمقراطي الباسط يده علي كل مجريات الحزب علي مستوي الجمهورية وليس بالفيوم وحدها.
استمر العطاء من بعد ثورة الثلاثين من يونيه حتي أصبح اسم الجارحي هو الأسم الذي يخلف الأسماء السابقة في مجال العمل السياسي وبالرغم من احتراف العائلة عالم المال والأعمال لكنها كغيرها من العائلات تعتبر التمثيل البرلماني والعمل السياسي أمر لابد منه للحفاظ علي المكانه وتثبيت أقدامها داخل المعقل السياسي الكبير بمحافظة الفيوم بعد خلو المحافظة من الأسماء القديمة التي لعبت ادوار قيادية مؤثرة خلال المائة عام المنقضية مع خلو المحافظة من عنصر المنافسة ليصبح اسم الجارحي خليف للاسماء السياسية التي وضعت حجر الأساس لملامح الخريطة السياسية والبرلمانية بالمحافظة.
استطاع الجارحي قبل خوض المعركة السياسية والبرلمانية الدخول في مضمار السباق من خلال معارك اخري متنوعه كان أهمها العمل التنموي لمؤسسة الجارحي للتنمية المجتمعية ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ساهم الحج جمال الجارحي عضو التحالف الوطني للعمل التنموي بالعمل العام من خلال مؤسسة الجارحي للتنمية ليصبح رائد العمل التنموي داخل المحافظة ، ما جعل اسم العائلة يختلف عن غيرها من العائلات السابقة من خلال دمج العمل السياسي بالعمل التنموي حتي اصبح الاسم من أهم الركائز بالمرحلة الحالية بالفيوم.
وبالرغم من التفوق في تشكيل العمل العام والسياسي دخل المحافظة كما هو متبع منذ زمن طويل إلا أن الأمر بات معقدا بالنسبة لانفراد عائلة عن غيرها لها الحق في تشكيل القوام السياسي والحزبي ما جعل الكل يبحث عن نيل بعض الكوادر مكانه برلمانية من خلال الدفع ببعض الأسماء من خارج الأحزاب في محاولة لظهور اسم يساعد البعض في التفوق النسبي أو عمل خلخله لانفراد أحدهم بمقعد بعيدا عن التمثيل الحزبي المتبع.
ومع استمرار الحديث الدائر بالاوساط السياسية والعائلية بالمحافظة فقد كشف لنا التشكيل الحزبي عن ظهور أسماء جديدة داخل قائمة مجلس الشيوخ مثل امين حزب حماة الوطن الأستاذ الحسين مصطفي محمد ابن مركز ابشواي والعميد عصام الرتمي ابن مركز يوسف الصديق في بادرة تؤكد وضع اعضاء جدد بجوار الحرس القديم ، وبالرغم من ظهور أسماء جديدة لكنها لم ترضي طموح الشارع الفيومي المتعطش لاسماء بعينها يعقد عليها الشارع الفيومي الامل في رسم معالم حقيقية للنائب الذي يساعدهم في حل المشاكل المتراكمة بالمحافظة نظرا لأن النواب الحاليين بالغرفتين نواب وشيوخ لم يقدموا المطلوب منهم خلال الدورة المنقضية من عمر البرلمان.
الإنتخابات البرلمانية تبدأ بصراع منفرد من خلال مجموعة الأحزاب التي ستخوض معارك الشيوخ ومن بعدها معركة النواب والكل يترقب ظهور عنصر من عناصر التحدي يستطيع من خلال الظهور تغيير ملامح الصورة المرسومة بعقل الناخب.