السوق العربية المشتركة | الدكتورة هناء عامر مساعد وزير الصحة للدعم الفنى والتطوير المؤسسى لـ السوق العربية

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 21:28
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الدكتورة هناء عامر مساعد وزير الصحة للدعم الفنى والتطوير المؤسسى لـ السوق العربية

د. هناء عامر تتحدث لمحرر «السوق العربية»
د. هناء عامر تتحدث لمحرر «السوق العربية»

الوزارة تواجه تحديات عديدة.. ولا ننفى مسئوليتنا عن صحة المواطنين

قديما قالوا (الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء) ويبقى السؤال: ومن لا يملك صحة ولا تاج ويعيش داخل دولة بها أقدم وزارة فى العالم تهتم بالشأن الصحى والعلاجى للمواطنين منذ أيام الفراعنة، وهم رواد الطب والدواء لدرجة منافسة الأطباء أو حكماء الطب كما كانوا يطلقون عليهم للملك وأصحاب البلاط فى التقديس والإجلال، ولا ننكر أن هناك إهمالا فى بعض المستشفيات لكن هى منظومة صحية لها قواعد وأطراف مشتركة فى نجاحها وليس طرف واحد (الوزارة مسئولية المتابعة والإشراف_ الطبيب مقدم الخدمة_ والمريض متلقى الخدمة) كما أننا لا ننكر أن هناك تحسنا واضحا وملحوظا فى الخدمات المقدمة للمرضى، بجانب حالة التطوير المستمر للمستشفيات الحكومية وصدور العديد من القوانين والمشروعات التى تصب فى صالح المواطنين.. ولتوضيح الرؤية حول المشكلة والحل للمنظومة الصحية فى مصر كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة هناء عامر مساعد وزير الصحة للدعم الفنى والتطوير المؤسسى التى تملك الشجاعة الأدبية والمهنية وأجابت عن جميع تساؤلاتنا دون حذف أو إضافة.



نؤكد للمريض المصرى أننا نعمل من أجله.. ونعانى من موروثه عن إهمال المستشفيات

ما طبيعة عمل قطاع الدعم الفنى والتطوير المؤسسى؟

التطوير المؤسسى هو فكر تم إدخاله حديثا داخل القطاع الحكومى وكانت البداية من وزارة التنمية الإدارية عام 2005 حيث يقوم على إعادة هيكلة ودراسة العملية الإدارية وتفعيل نظام الجودة والعمل على حل المشاكل والتعقيدات داخل الهيكل التنظيمى لجميع قطاعات الوزارة وتحديد المسئولية والمسألة والتشجيع على العمل بشفافية ودعم اتخاذ القرار واللامركزية وبهدف الاندماج العام لمؤسسة الدولة للخروج من دائرة المحاولات الفردية والمشروعات المنتشرة والمبشر بنجاح الفكرة هو انتهاج العديد من الوزرات هذا الفكر المؤسسى وتحديد مسئول عن هذا القطاع الهام.

أما بنسبة لقطاع الدعم الفنى للمشروعات فهو قطاع ليس بجديد داخل الوزارة ومن مهامه الاهتمام بالمشروعات الصحية التى تعمل على تطوير المنظومة الصحية من تقديم خدمات وأفكار جديدة كما يساعد على اندماج وصهر كل هذه المشروعات مع بعضها البعض.

هل تكفى 514 مستشفى حكوميا بمصر احتياجات المرضى؟

أود أن اضيف أن هناك 18 مستشفى أخرى تابعة لأمانة الصحة النفسية، بالإضافة إلى أن معايير القياس هى الخدمة المقدمة للمريض وليس بعدد المستشفيات، بجانب مراجعة خريطة توزيع هذه المستشفيات مع وزارة التخطيط على أساس أن المنشاة توضع فى المكان الصحيح من حيث كثافة السكان الذين من المفترض تقديم الخدمة لهم وربما كان هناك خطأ ما فى التوزيع ويبقى السؤال: هل هى كافية أم لا؟ فهى كافية فى بعض الأماكن وقليلة فى أماكن أخرى وزيادة فى البعض الآخر، والأمانة تقتضى أن أقول أننا لم نحقق هذا التوزيع العادل بالصورة الكاملة لانه مازالت هناك أماكن ينتقل فيها المريض من محافظة إلى أخرى للحصول على الخدمة وهناك اتجاه لئلا تتمركز كل الخدمات فى منطقة واحدة ومراعاة العدالة مثل انتشار توزيع مراكز علاج الأورام فى الدلتا والصعيد والكبد والقلب ومستشفى إسكندرية الذى يتحمل مرضى الدلتا وكفر الشيخ وأسيوط والأقصر فى الصعيد ونعمل على تقليل الفجوة بين عدد المستشفيات والكثافة السكانية (فليس المهم هو بناء المستشفيات بقدر توافر الخدمة).

ما خطط الوزارة لإصلاح المستشفيات؟

لدينا أكثر من محور وخطة، حيث قمنا بعمل خطة عاجلة مع وزارة التخطيط والإصلاح الإدارى لكشف أسباب التراجع وسوء الخدمات فى بعض المستشفيات الجامعية والحكومية والأزهر واكتشفنا أولا يجب أن تكون هناك حالة إرضاء للمريض عن الخدمة المقدمة ومن ناحية أخرى من مقدمى الخدمة.

ماذا عن التحديات التى تواجه الوزارة للنهوض بالخدمة العلاجية؟

أهم وأولا هذه التحديات هى أن نستطيع تغيير الصورة النمطية فى ذهن المريض المصرى عن الصحة والوزارة، فمع الأسف لدينا موروث أن الصحة منظومة فاشلة منذ فترات طويلة ومتعاقبة، وأشير إلى أن الإصلاح فى حد ذاته يستغرق وقتا طويلا ونعانى من إقناع المريض بأن الصحة تعمل من أجله والتحسين والتطوير موجود، ولابد من الاعتراف بأن هناك كفاءات ترغب فى إحداث هذا التطوير وتقديم يد العون للمرضى مقابل بعض المهملين.

بالإضافة إلى التحديات فى التمويل والتحدى الإدارى والتشريعات التى تنظم العمل داخل الوزارة لكن الأهم لدينا الآن هو تقديم الخدمة ومنافذها، ونشهد التحسن الملحوظ ولا ننكر أن هناك أماكن تحتاج المزيد من التحسين، ولدينا تحد آخر هو إقناع الأطباء بالعمل فى الأماكن النائية، فيجب توافر مقابل مادى مناسب ومعيشة جيدة خاصة أننا لا نملك غير الإشراف الفنى فقط عليهم، لأن الطبيب يكون خاضعا للمحافظة التابع لها من حيث المعاملة المالية ونحن نقوم بعملية التنسيق لكل هذه التحديات وهناك أماكن مثل الوادى الجديد نحاول استقطاب الأطباء لها وتوجد دراسة بالوزارة لكل هذه التحديات بالإضافة إلى تحدى القطاع الخاص لتحقيق المواءمة بين العام والخاص.

وكيف يتم مواجهة تلك التحديات من وجهة نظرك؟

أولا عن طريق التخطيط الذى يشمل جميع القطاعات بالوزارة، مع إضافة الفكر الجديد مثل المساءلة والشفافية والمشاركة المجتمعية والجودة.

هناك اتهام للوزارة بانها لا تهتم بالأماكن النائية مثل حلايب وسيناء.. ما ردكم؟

هذا الاتهام ليس صحيحا، والدليل وجود خطط على المستوى القومى لتنمية تلك الأماكن مثل سيناء وحلايب وشلاتين، وأول أولويات تلك الخطط من المؤكد أنها الصحة ولكن المشكلة تكمن فى الظروف المعيشية والبيئة لتك الأماكن ليس أكثر واستشهد بالترسيم الجديد للمحافظات والتوزيع الجغرافى الذى يهدف إلى العدالة، وهذا ما نصبو إليه فحدوث حالة تنمية شاملة فى تلك الأماكن يساهم فى تسهيل منظومة الصحة بشكل عام من توطين الأطباء وغيرها.

متى تنتهى أزمة الحضانات وغرف العناية المركزة بالمستشفيات الحكومى؟

هما تندرجان تحت مشروع داخل الوزارة يسمى (الطوارئ والرعاية العاجلة) حيث قمنا بالاهتمام بحضانات الأطفال لأنها لها الأولوية وقد زاد عدها فى الفترة الأخيرة بجانب أسرة العناية المركزة ولدينا خطة لذلك مستمرة العام القادم.

ماذا عن نقص الدم ومشتاقته؟

قطاع بنوك الدم تابع (للرعاية العامة والطارئة) ولدينا مشروع مع مؤسسة مصر الخير يتبنى فكرة وجود بنوك دم مطورة داخل 202 مستشفى عام ومركزى وضمت 4 مراكز لـ4 محافظات وبالتوازى لوضع خطط جديدة لتشجيع المتبرعين وتوافر الدم خاصة مشتقاته وهو احد مشروعات مصر الخير بالإضافة إلى أن هناك مشروعا مشتركا يهدف إلى أن تصبح مصر خالية من فيرس c.

لماذا لا توجد هيئة مستقلة للدواء فى مصر؟

لدينا مشروع لدراسة الموقف والوقوف على الوضع الحالى من دراسة عيوبه ولو كانت الفائدة من عمل الهيئة فما المانع.

ماذا عن المستشفيات التى ترفض قرار رئيس الوزراء لاستقبال المرضى لمدة 48 ساعة؟

هناك قرار وزارى يشرح بالتفاصيل كيفية تفعيل قرار مجلس الوزراء الخاص باستقبال المرضى لمدة 48 ساعة داخل جميع المستشفيات أولا يتوقف تنفيذ القرار على رغبة المريض نفسه فى الذهاب إلى مستشفى خاص أم لا وهنا يتحمل التكاليف أو أقرب مستشفى من سكن المريض وهكذا وهنا تكون تغطية مالية عن طريق العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى.

ما النتائج الأولوية لعلاج (سوفالدى) الجديد؟

الحكم الصحيح على هذا العلاج ونتائجه بعد 6 شهور من الاستخدام كحد أدنى، ولكن هناك نتائج مبشرة وإيجابية للعلاج، حيث ظهرت عينات سلبية لبعض المرضى، ونأمل أن يجنى العلاج ثماره فى مصر كباقى الدول الأخرى، وهناك 5 شركات أدوية مصرية مائة فى المائة حصلت على موافقة أن تبدأ فى تصنيع الدواء وتم الموافقة على توزيعه على التأمين الصحى وهناك صرف فعلى.

متى تنافس المستشفيات الحكومية القطاع الخاص؟

الوزارة تعد لذلك عن طريق العديد من المستشفيات الجديدة والمتطورة ولن نترك القطاع الخاص يستحوذ على المنظومة العلاجية فى مصر.

هناك شكوى من المرضى بسبب شراء أدوية على نفقاتهم الخاصة داخل المستشفيات؟

هى حالات فردية فى بعض الأماكن وليست حالة عامة بسبب قيام بعض الأطباء بصرف أدوية أو بدائل غير موجودة داخل قائمة المستشفى، ولذلك نناشد الأطباء بأن يلتزموا بالعلاج التابع للوزارة حتى لا نثقل على كاهل المرضى.

ماذا عن مشروع (الضمان الصحى الشامل) الذى تعده الوزارة؟

شكرا على المتابعة وهو مشروع قانون يسمى (مشروع التأمين الاجتماعى الشامل) وسوف يطرح للحوار المجتمعى عقب انعقاد مجلس الشعب القادم، ويهدف إلى تغطية جميع المصريين تغطية شاملة من ناحية الخدمات الصحية بحيث لا يتعرضون إلى أخطار مالية للحصول على العلاج.

ما حقيقة خطة القضاء على فيرس c فى مصر؟

بالفعل وضعت الوزارة خطة تسمى (التنمية المستدامة 2030) تحت رعاية وزارة التخطيط ولديها 13 محورا للتنمية منها الصحة بجانب التعليم والثقافة ووضعنا 6 أهداف رئيسية تندرج تحتها أهداف فرعية قابلة للتنفيذ، ونأمل أن تتحقق كاملة قبل عام 2030 بأقل من واحد فى المائة.

استعدادات الوزارة لأزمات الشتاء والأنفلونزا؟

هناك استعداد كامل فى جميع المنشآت الصحية لمواجهة الحالات الحرجة ومرضى الجهاز التنفسى من رعاية وتوافر الدواء.

لماذا كنت من الداعمين لعدم استخدام الفحم فى مصر؟

حتى لا نزيد الأعباء الصحية على المصريين، ويجب الاستفادة من معاناة وأضرار الفحم على العالم كله عن طريق معرفة الإجراءات الاحترازية، وتحدثت فى مؤتمر دار الحكمة من منطلق علمى بحت، وقدمت دراسات حول الأضرار فى العديد من البلاد.

ما مدى رضى الدكتورة هناء عامر عن الخدمة العلاجية التى تقدم للمصريين؟

أحب أن اقول انه لا يوجد أحد يرضى بنسبة مائة فى المائة عن المنظومة الصحية والتى دائما ما تحتاج إلى مجهود لا ينتهى للوصول إلى كفاءة عالية والوقوف على مدى مسئولية مقدم الخدمة وأيضا المتلقى لها، فهى مسئولية مشتركة مثلا الباحثون عن النظافة أقول لهم (إننا المسئول عن تلوث المستشفيات) ومع ذلك لن نتخلى عن مسئوليتنا ويجب أن نتعامل ونتعاون بروح الفريق والمنتخب للوصول إلى أفضل النتائج فى جميع القطاعات وليس الصحة فقط.