البورصة المصرية 2025 بين المستثمرين والمضاربين وسعى الجميع لتحقيق المستهدفات
تحقيق- محمد غراب
انطلاقا من الثقة التى وضعها القارى فى جريدة السوق العربية كجريدة اقتصادية متخصصة يعتمد عليها القارى فى المجال الاقتصادى للحصول على المعلومات التى يحتاجها لتحديد استراتيجياته قبل اتخاذ أى قرار استثمارى، وخصوصا هنا فى قطاع البورصة، القطاع الحيوى، والملف الحساس، نظرا لتعلقه الشديد بشتى فروع الاقتصاد والسياسة وأيضا مجريات جميع الأحداث على الساحة، محلية ودولية، سنحاول فى هذا التقرير أن نوفر مزيدا من المعلومات القيمة، على مساحة نشر لابأس بها، حول الاستراتيجيات المختلفة للاستثمار فى البورصة، مرورا بأنواع المستثمرين الذين يستخدمونها، وذلك قد يدفع المستثمر أو القارى للإجابة على بعض الأسئلة قبل اتخاذ أى قرار استثمارى، هذا من منطلق الثقة التى وضعها القارى فى الجريدة بصحفييها المتخصصين كل فى قطاعه..
التحليلات المستخدمة فى وضع الخطط سواء استثمارية أو مضاربية..
"أحمد عبدالفتاح" التحليل المالى هو أساس انتقاء الأسهم، والمضاربين يستخدمون الفنى والأنواع الأخرى..
عن أنواع التحليلات المستخدمة فى وضع الاستراتيجيات والقرار الاستثمارى يقول "أحمد عبدالفتاح" عضو مجلس إدارة "سولف هولدينج"، أنه يجب فى البداية قبل وضع أى خطة استثمارية التفريق بين أنواع التحليل ما بين مالى وفنى وزمنى ورقمى، بجانب المدارس المختلفة ايضا داخل التحليل الفنى "technical Analysis" وهنا يجب القول أن التحليل المالى"fundamental Analysis" هو الأساس لترشيح القطاع والشركة المستهدف الاستثمار بها أى أنه الإنتقاء، واما عن التحليل الفنى فإنه يعبر عن سلوك الاسعار خلال المدة المحددة للدراسة اعتمادا على التاريخ وهنا يمكن تشبيهه كالدليل بالصحراء ، ليعبر عن سلوك تحرك الاسعار على الآجال القصيرة والمتوسطة والطويلة، حسب الهدف الاستثمارى لتحديد مناطق القوة والضعف، استنادا إلى بعض المعايير مثل خطوط الاتجاه والدعوم والمقاومات والنماذج المكونة بالإضافة للموجات بانواعها، وبالطبع يحدد الأسلوب طبيعة المتداول.
سيكولوجية التداول تختلف بحسب شخصية المتداولين ومدى مغامرتهم..
أى أن سيكولوجى التعامل تختلف باختلاف الشخصية حيث أن المضارب يحب المغامرة ويسعى للربح السريع ويعتمد كليا على الفنى بأسلوب تعاملاته، وهو عكس المستثمر الذى يدرس الخطوة وقوة الشركة ماليا، ومن ثم تحديد مناطق الدخول ومناطق الخروج.
آخر 3 سنوات اتسمت بالمضاربة مع وجود المستثمرين أيضا..
وبالتعليق على أداء السوق المصرى فى خلال آخر 3 سنوات، يقول "أحمد عبدالفتاح" أنه اتسم بالمضاربة وسرعة انتقال السيولة بين القطاعات والأسهم نظرا لقبضة الأفراد على نسب التداول لأكثر من ٣ سنوات، وبالطبع وجدنا أيضا الأفراد التى مالت إلى الخطط الاستثمارية خلال الفترة المذكورة، وهو ما يؤكد وجود النوعين من المستثمرين ولكن قد زادت نسبة المضاربين خلال الفترة.
العوامل المؤثرة فى إدارة الأموال المستثمرة فى البورصة..
"حسام عيد" استخدام التقارير الفنية والمالية هو ما يحدد واجهة الأموال فى فتح المراكز المالية لتعظيم العوائد..
ويقول"حسام عيد" عضو مجلس إدارة كابيتال فاينانشال القابضة ومساعد رئيس حزب العدل للشئون الاقتصادية، أن إدارة الأموال المستثمرة وخاصة فى البورصة المصرية تعتبر من أهم قطاعات الاستثمار الغير مباشر فى الوقت الراهن، والتى تعتمد بشكل كبير على عدة أدوات تساهم بشكل ملحوظ فى اتخاذ القرارات الاستثمارية وتعظيم العائد منها، ومن أهم هذه الأدوات هى التقارير المالية "fundamental Analysis" للأسهم والفنية "technical Analysis" أيضا حيث زادت أهمية هذه التقارير خلال الفترة الأخيرة والتى تعتبر هى التى تحدد واجهة الأموال فى فتح المراكز المالية.
المالية تستخدم عادة لاختيار أفضل الفرص الاستثمارية بالقطاعات المدرجة..
وأضاف أن التقارير المالية "fundamental Analysis" هى التقارير التى تظهر الأداء المالى للشركات المدرجة بمختلف القطاعات وذلك من خلال إظهار معدلات النمو والأرباح القابلة للتوزيع بالقوائم المالية، وايضا تتضمن التقارير المالية القيم العادلة للشركات المدرجة وذلك من عمليات التقييم للشركات المدرجة والتى تتم من خلال عدة مناهج مثل منهج السوق، ومنهج التدفقات النقدية ومنهج الأصول، وتستخدم التقارير المالية عادة لاختيار أفضل الفرص الاستثمارية بالقطاعات المدرجة فى جداول البورصة المصرية.
الفنية تستخدم لتحديد نقاط الدخول وجنى الأرباح ومستويات وقف الخسائر وذلك لدعم اتخاذ القرار قبل فتح الصفقات..
وعن التقارير الفنية "technical Analysis" قال "حسام عيد"، هى التى توضح أداء أسعار الأسهم والقطاعات تاريخياً والتى توضح وتعبر بشكل عام عن المستويات السعرية للأسهم لتحديد المستوى السعرى المناسب لفتح المراكز المالية بالاسهم وتحديد نقاط جنى الأرباح وأيضاً مستويات وقف الخسائر، مما يساهم بشكل كبير على اتخاذ القرارات الاستثمارية وإدارة الأموال.
تقييم الأصول سيؤثر ايجابيا بمزيد من الارتفاعات لتحقيق قمة جديدة فى 2025 بجانب زيادة التدفقات النقدية بالأسهم..
وأوضح أن قرار إعادة تقييم الأصول بالقيمة الحالية للأصول وليست بالقيمة الدفترية من القرارات الهامة جدا والتى سوف يكون لها تأثير إيجابى كبير على القيم العادلة للشركات المدرجة، وهو الأمر الذى سوف يترتب عليه مزيدا من الارتفاعات الملحوظة للشركات المدرجة التى سوف تدفع المؤشر الرئيسى خلال تعاملات العام الجارى 2025 إلى اختبار قمته التاريخية تحديداً عند المستوى 34489 نقطة وتحقيق قمة تاريخية جديدة ومستوى قياسى جديد مدعوما باستمرار اتجاه المؤسسات المالية نحو الشراء وزيادة تدفقاتها النقدية بالأسهم القيادية بالقرب من مستويات الدعم الرئيسية فى ظل انخفاض القيمة السوقية لأغلبها، ووجود فارق كبير بين القيمة السوقية للأسهم والقيم العادلة لها.
2025 قد تشهد تعافى كبير للمؤشرات مع هدوء الأوضاع والأزمات الجيوسياسية..
وأكد أنه من أهم العوامل التى سوف تساهم بشكل كبير فى تعافى المؤشرات وعودتها مرة أخرى نحو الصعود وحصد المكاسب هى انتهاء الأزمات الجيوسياسية العالمية الراهنة والتى أثرت بشكل ملحوظ على مؤشرات الاقتصاد العالمى بصفة عامة، وخصوصا مع هدوء الأوضاع وانخفاض حدة التوتر والأزمات الجيوسياسية الراهنة، وهو ماقد يساهم بشكل ملحوظ أيضا فى الأداء الإيجابى والصعود واستمرار التدفقات النقدية بالأسهم القيادية وتحقيق قمم تاريخية جديدة خلال تعاملات العام الجارى 2025.
"محمد الدشناوى": تحسن الاقتصاد الكلى وتحسين بيئة التداول..عوامل عززت من أداء البورصة 2024
وعن أداء البورصة المصرية خلال العام المنتهى 2024 قال "محمد الدشناوى" الخبير المالى، أن البورصة المصرية حققت أرباح كبيرة خلال العام 2024 وذلك نتيجة للتحركات التي حدثت فى أسواق النقد في مارس الماضى مما دعم صعود المؤشرات وخصوصا السبعينى والذى يستحوذ على معظم تداولاته الأفراد، كانت تلك الارتفاعات مدعومة بعوامل أخرى على رأسها تحسن الاقتصاد الكلى، والنمو الإيجابي للمؤشرات الاقتصادية المصرية، وعودة الأموال الساخنة مرة أخرى بعد التحرير والمرونة فى أسعار الصرف وهو مانشط مشتريات الأجانب مع تحسين بيئة التداول.
وأشار الدشناوى إلى أن هناك مجموعة من الأسهم حظيت بارتفاعات قوية خلال العام الماضى، مثل السويدى للكابلات والذي ارتفع بنسبة 161% مدعوما بالطلب على الطاقة المتجددة وتوقيع عقود كبيرة فى مشروعات متعلقة بشبكات البنية التحتية بجانب مشروعات إنشاء الموانى الجافة، والتوسع فى الأسواق الأفريقية والأسواق الأخرى المجاورة، وحظيت أسهم بالم هيلز وطلعت مصطفى بنسب صعود كبيرة أيضا وذلك تأثرا الطفرة الصعودية الكبيرة فى الأسعار العقارية وخصوصا عمليات إعادة التقييم والتسعير للعقارات والأراضى تماشيا مع أسعار الصرف وهو ماانعكس إيجابيا على تلك الأسهم بنسب صعود تخطت الـ100% بكثير.
عودة الاستثمار الأجنبي وانخفاض معدلات التضخم عوامل ستعزز من قيم أسهم الطاقة والمواد الأساسية وأسهم الـ"GDR"
ويتوقع الدشناوى أن العام 2025 سيكون الأفضل لبعض الأسهم وسيكون سيى للبعض الآخر، حيث من المنتظر أن تحظى قطاعات الطاقة والمواد الأساسية بأداء إيجابى مدعومة بانخفاض معدلات التضخم، وعودة الاستثمار الأجنبي وهو ما سيكون إيجابي أيضا على أسهم القيد المزدوج بين بورصتى مصر ولندن "GDR"، ومن المنتظر والمتوقع أن تواصل مؤشرات البورصة صعودها خلال العام الجديد بدعم من الطروحات المنتظرة وعمليات الاندماج والاستحواذ وإعادة تقييم الأسهم والتي تفوق الأسعار المعلنة على شاشات التداول والتى تعتبر أقل من القيمة العادلة، أما القطاعات التي ستتأثر بالسلب وهى التى حدث بها طفرة سعرية خلال العام الماضى.
"سمير رؤوف": أسهم المضاربات وأسهم التخارجات، وأسهم إعادة التقييم والأصول قد تقضى وقتا جيد بالمنطقة الخضراء..
من جانبه قال "سمير رؤوف" خبير أسواق المال، أن العام الجديد قد يشهد عمليات صعود قوية لأسهم المضاربات والأسهم التي عليها أخبار، مثل الأسهم التي ستتوسع خارج الحدود والتى تستهدف عمليات التصدير وليس الاستيراد، فسوف يكون لها شأن كبير جدا فى 2025، هذا مع الشركات التى سيتم تصفيتها أو تخارجها من البورصة بهدف تعظيم العائد، ومثل الشركات التى تستحوذ على ممتلكات مقيمة بأسعار بخس ويعاد تقييمها بالقيمة العادلة الجديدة، والشركات التى تمتلك أصول غير مستغلة وستعمل على استغلالها وهو ما يندرج تحت بند الأسهم التي ستتخارج من البورصة، وهو ما سيدعم دخول سيولة تلك الأسهم المعتزم شطبها أو تصفيتها مثل "حديد عز" و"الحديد والصلب المصرية" فى الشركات الأخرى المقيدة مما سيعزز من السيولة داخل السوق المصرى، برغم أن الرؤية التي اتضحت خلال يناير أن أسهم المضاربات ستحظى بنسب صعود جيدة.
"دعاء زيدان" قطاعات البورصة المصرية تستعد للتحرك بالتوازى مدعومة بنتائج الأعمال والمؤشرات الاقتصادية..
فى سياق متصل أضافت "دعاء زيدان" أن بعد ماكانت 2024 تعزز من أداء بعض الأسهم كحركة انتقائية بحتة، فسيشهد 2025 تحركا لقطاعات السوق بالتوازى وخصوصا بعد هدوء التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، لتبدأ الأسهم أيضا بتقييم نفسها على شاشات التداول، فى قطاع مثل الإنشاءات سيعزز من أداؤه مشروعات إعادة الإعمار التي تقوم بها مصر، وباقى القطاعات ستحظى بنتائج الاستقرار الاقتصادى وترتفع مدعومة بتقييم أسعارها بناءا على نتائج أعمالها وليس على تحركات أسعار الصرف مثلما كان يحدث فى فترات سابقة، وهو مايعزز من ضرورة وأهمية الاعتماد على التحليل المالى وقراءة المؤشرات الاقتصادية جيدا.
"صفاء فارس" تحدد أهم نقاط الدعم والمقاومة فى مواجهة مؤشرات البورصة..
وفى سياق التحليل الفنى قالت الدكتورة "صفاء فارس" عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادى الافريقى، أن المؤشر الرئيسى egx30 لديه نقطة مقاومة مهمة عند المستوى 29850 نقطة، وباختراق هذا المستوى سيكون المستهدف عند المستوى 30100 نقطة، ومستوى الدعم الرئيسى للمؤشر هو المستوى 29430 نقطة، أما المؤشر السبعينى egx70 ewi، فلديه مستوى مقاومة عند 8450 نقطة، وباختراق هذا المستوى سيكون المستهدف عند 8700 نقطة، والدعم الرئيسى له عند المستوى 8230 نقطة.